٢١. شعلة

31 4 125
                                    





.☘︎ ݁˖





مهما ترقب سيهون تحركات الأشقر وأفعاله فهو لا يجد إجابة لكل الأسئلة المتضاربة في رأسه.

لا يجد أي إجابات لأن لوهان لا يمنحه أيا منها.
أجيبت كل تساؤلاته بتساؤلات أخرى زادته على حيرته حيرة وضياعا.

ماذا يعني للوهان حقا؟
ماذا عنى بقوله بالأمس حين صرح بأنه قد ترك الجيش..؟

تركه لأجله؟
حقا؟

سيستغني عن منصبه بهذه البساطة لأجل شيء هو لا يعرفه؟

"مستحيل"

همس لنفسه يمحو قوله من رأسه، على الأرجح هذه كذبة أخرى. بالطبع، لا يمكنه تصديق كل ما يقول وحسب.

لقد صرح بأنه سيعاديه في كل الاحتمالات الأخرى، أنه لن يكون صديقا قط.

ماذا يريد منه إذا؟ لماذا لازال متشبثا بالأمل الضئيل لتغيره وكونه شخصا أفضل؟

نقل عينيه يشتتها عن جسد الأشقر بالنظر لتحركات بيكهيون في المحيط جامعا الحطب ومحدقا في الخريطة الممزقة التي وجدها في الخندق المجهور.

لوي لا يرى في أي مكان وعلى الأرجح قد ذهب لجمع المزيد من الأحطاب أو البحث عن موقع أقل انكشافا من هذا.

فتنفس بعمق يستجمع قواه وأقام جسده عن الجذع يمشي إلى لوهان الذي كان يقف محدقا في نقطة ما. عقدة خفيفة متشكلة بين حاجبيه وتركيزه كله منحصر في تلك النقطة البعيدة.

"بمَ تحدق؟"

سأله بحيرة وفضول كطريقة لجذب انتباهه، لكنه لم يتلقى إلا ارتفاع كفه يأمره بالصمت.
فالتقى حاجبيه بعقدة مشابهة، ونقل عينيه عنه إلى الأفق يحدق بالجذوع السميكة للأشجار بحيرة.

"ما الخطـ.."
"هشش.."

هشهش لوهان يخرسه لمرة تالية يميل رأسه ليحدق بتركيز أكبر.. ومجددا، سيهون لا يرى شيئا.

فضيق عينيه مستغربا ينظر لمغادرة لوهان بهدوء وثبات كأن شيئا لم يكن.

حينها ترددت عينيه عن المحيط إلى ظهره واستدار بحذر يمشي خلفه ليسأله عله ينال إجابة هذه المرة.

"بمَ كنت تحدق؟ لا شيء هناك"
"قناصة"

أجابه بهمس خافت بينما يمشي باعتيادية نحو الخيمة وما إن توارى خلف قماشها المهترئ حتى أخذ يبحث بين حقائب المؤن الموضوعة بسرعة يبقي سيهون قربه يتساءل ويتخبط دون نيل إجابة أوضح.

𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚  || حــريتـي، مـجــدُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن