٢٩. لن يشفي

14 3 86
                                    







.☘︎ ݁˖




لم يشعر سيهون برأسه يطن لهذا الحد قط، كانت كل أفكاره متزاحمة، جسده مرتبك ما بين النوم وتجاهل كل ما جرى أو المغادرة وترك جيشه مجددا..

لكن ماذا إن عاد؟
ماذا سيحدث؟

أين سيذهب؟
وهل سيجد لوهان حتى؟

تساءل ألف مرة دون أن ينال إجابة لذلك، لأن لوهان لن يغفر له ما فعل.

غادر الجدال منتصرا هذه للمرة لكن بأي ثمن..؟

"سحقا.."

همس بحرقة يسدل جفنيه محاولا التشبث بأي شيء من النوم، لكن جسده كله مشدود ومتأهب، كله مرتبك وقلق من اللاشيء.

لمجرد أنه قد عاد.

عاد لمكان احتمال قتله به أكبر.

وعلى العكس كان مع لوهان..
لقد كان ينام قربه كالجثة لأنه يثق به.

فشد على إسدال جفنيه يبتلع دموعه بحرقة، لكنها عادت تخذله وتنساب على وجنتيه لتخلف شعورا مزعجا في أذنيه.

قلبه لازال يتخبط..
لازال منقبضا وتلك النظرة المخذولة في عيني لوهان لم تضاهي أي كسر آخر في حياته كلها.

كيف سيجبر هذا؟

الاعتذار لن يشفي هذه المرة.

لذا تنهد يحرر أكواما من الشهقات المكبوحة بهيئة نفس ساخن طويل.. واحد حين عاد يسحبه لصدره غمرته رائحة البارود.

ففرق بين جفنيه يحدق بالفراغ مستنكرا.. وببطء اعتدل يتنفس بعمق محدقا بالظل الذي يقف أمام الخيمة ساكنا.

ترقبه لبضع ثوان أخرى بقلق وشد كفيه باستعداد تام لأخذ البندقية وتفجير رأسه.

وما إن ومض عود الكبريت أمام ناظريه حتى سكن المحيط برمته هلعا.

كان ذلك أسرع مما توقع..

سيقتلونه بالفعل..؟

ضاع لبضع ثوان تراخى بها جسده مستسلما، ترقب اندلاع النار بعجز وحسرة.

سيقتلونه بهذه الوحشية حقا؟

الاستغناء عنه أبسط مما ظن.
بالتفكير مجددا.. لطالما كانت ظنونه خاطئة.

ظنونه تجاه ويليام، نفسه، والده، وحتى لوهان..

لقد أساء الظن به، غدر به قبل أن يؤذيه مجددا وتعمد التشبث بكل كلمة مؤذية قالها كي يجادل بها.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 19 hours ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚  || حــريتـي، مـجــدُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن