٢. تخوف

38 5 54
                                    






.☘︎ ݁˖





لقد تُرك أرضا.

حيث ألقاه بقي دون أي معين يقيمه ويرى إلى أي مدى ساءت جراحه.

بقي حيث كان ينظم أنفاسه ويحاول التغاضي عن طعنات الألم بخاصرته وباقي جسده، حاول نسيان ما جرى ووضعه تحت خانة الحماقة والجنون.

لأنه ومادام يعرف أنه جنرال بالجيش الألماني، بل والجنرال آرمين من بين الجميع فكان عليه التراجع وحسب.

أراد سيهون المضي دون التسبب بالأذى.
وبعد ما فعل ذلك الفرنسي اللعين.. هو لن يغادر إلا حين يجعله يندم ويتوسل.

فراح كفه إلى صخرة كبيرة قربه يشد عليها ليقيم نفسه، رأى الطفلة من وقت سابق تترقبه من بعيد فيما لحظ أخيرا فتى بعمرها يجاور الأشقر ويقدم العون بحمل الأخشاب للداخل.

تلك الاذرع النحيلة لم تبدو قادرة على إمساك الإبرة جيدا.. لكن سحقا..

لقد حملته هو برمته وألقته أرضا.
لن يتفاجأ الآن حين يراه يقطع الأخشاب بكامل قوته وغضبه.

على الأرجح هو يرى وجهه بكل جذع يقطعه.

"اللعنة.."

لعن بضيق مميلا جسده برمته على الحجر، لهث أنفاسه بعمق ورفع رأسه يحدق بالسماء باحثا عن أي إشارة لطائرات جيشه.

قد يقدم أحدهم العون.

"لا تقف هناك فقط..!"

ظهر صوت الأشقر الحاد مجددا يلفته إلى هيئته المنهكة المتعرقة. فترقب إفلات أحد كفيه للفأس ليدفع به خصلاته الرطبة عن جبينه المتعرق، مسح ذرات التراب عن وجنته المحمرة ووقف مستقيما بصدر يرتفع وينخفض بتخبط.

"جد شيئا تفعله"

فقهقه دون تصديق، قلب عينيه مستهزئا وتجنب الرد.

ذلك الوغد يظن أنه يدين له بشيء حقا.

لم يجبره أحد على مساعدته.
كان باستطاعته تركه يموت وحسب.

"المحصول بالكاد يكفينا، إن لم تعمل فلن تأكل"

صرح مجددا ينبهه، ومجددا نال التجاهل التام.

فابتسم بسخرية محدقا بهيئته القوية المتسخة وكفه الذي يرتحف على هاصرته.

لابد أن جرحه انفتق.

"كما تشاء"

𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚  || حــريتـي، مـجــدُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن