١٩. شفقة

20 3 91
                                    



.☘︎ ݁˖





من الحماقة أن نرتكب ذات الخطأ مرتين..

كما أن ذلك يشمل التشبث بالخطأ دون إيجاد طريقة لإصلاحه.

بعض الأشياء قد تملك فرصة أخرى لتصلحها، بعضها قابل للترميم..

لكن ماذا عن الموت..؟

أيمكن لهذا أن لا يكون؟

أيمكننا تجنب ذلك؟
أباستطاعة أحدهم حقا إنقاذ شخص ميت إن نال فرصة أخرى؟

شد سيهون على جسد شقيقه باستماتة، أخفاه كله بين ذراعيه ليبقيه بعيدا كل البعد عن سور الدرج الذي سقط عنه داميا بالمرة الأولى.

فالتف ليواجه السور بظهره فيجعل بذلك شقيقه بعيدا عنه.. ويليام لن يدفعه..

إن صار هو حائلا بينه وبين السور فلن يموت.

لذا شد على إغماض عينيه ووعيه كله متركز حول شعور الثقل الذي يتمركز بين ذراعيه..

هذا جسده..
هذا وقع نبضه الذي يضرب صدره..
هذا صوت أنفاسه اللاهثة المتحسرة ذاتها وذاك خلف ظهره هو الرواق.

شعر بجسد ويليام يرتبك بين ذراعيه، ودون التفكير أكثر هو مال بجسده للأمام مستسلام لرأسه الثقيل المحموم ومرتم بشقيقه في الرواق عوضا عن تلك الهاوية.

يمكنه دوما أن ينقذه..
هو يستطيع فعلها..

شعور العجز حينها كان ناجما عن خوف دفين بأن يظهر ويليام أمامه ضعيفا، ان تتهشم تلك الصورة المثالية لشقيقه. كان يخشى ررية ويليام له فيكرهه لأنه رآه وهو ضعيف.

لكن وبنيله الفرصة الأخرى..
استطاع فعلها.

-كف عن إزعاجي..!!-

ماذا؟

-ابتعد عني.. أنا أكرهك..!!-

مـ..من الناطق؟

فرق سيهون بين جفنيه باستثقال وتردد، وهناك تماما كان شقيقه قرب الدرج يصرخ بحقد وحرقة في وجه أحدهم.

-لماذا كان عليك أن تولد؟ أنت خطأ..!! خطأ لعين..!-

تلفت سيهون حينها بضياع يبحث عن طيف شخص آخر.. الشخص المعني بهذا..

أحدهم.

لكنه لم يبصر إلا خواء الرواق..

𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚  || حــريتـي، مـجــدُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن