٥. دعنا لا نكون

24 5 69
                                    




.☘︎ ݁˖





لحظات من السلام..
وقت يمضي به دون إزعاج الأشقر أخيرا..

فعاد يتقلب في الماء، يبتسم بخفة ويسبح نحو الضفة الأخرى..

لكنه ما كاد يبلغها حتى شد كف على ثغره يكتم أنفاسه كلها وأثقل جسد على جسده ليغمره تحت المياه..

ولم بقابله إلا الصخور العالقة بالقاع، وفقاعات الهواء التي تحوي أنفاسه طافية للسطح..

أخذت كل حواسه تتخبط حينها كتخبط جسده تحت الماء تماما، قاوم الأذرع التي تقيد جسده وأزاح الكف الذي يكتم أنفاسه ليتهرب إلى السطح لاهثا يحدق بصدمة إلى الأشقر الذي خرج بدوره من تحت الماء يلهث.

"هل جننت؟!!"
"هشش.."

هشهش المعني بخفوت وعيناه تحدقان بالأرجاء بينما يدنو إلى سيهون الذي كان يتراجع بالفعل تحت وطأة الصدمة.

"ابقَ بعيدا.."

حذر سيهون بحدة وهو يشير بكفه كي لا يقترب، وتقدم الآخر بسرعة يدفع ظهره ضد الحافة ويرخي كفه على ثغره هامسا.

"جيشنا على هذا الجانب من الغابة.. إن رأوك فأنت ميت"

فاضيقت عيني سيهون بتردد، والتفت ببطء لينظر إلى الأفق مكذبا. أراد حزء منه أن يصدق قوله ويرضخ.

والجزء الحاقد منه قرر بأن هذه خدعة، أنه حاول قتله توا وتحجج بهذا ليتهرب من الشك.

"قل أنك تحاول قتلي وحسب أيها المختل.. ابتعد"

ثم دفعه بحدة عنه قبل أن يبتلع أنفاسه وكلماته كلها حين صدح صوت الفرنسيين بالفعل متحدثا.

"هل سمعت شيئا؟"

نطق أحدهم، وبأعين واسعة تقدم لوهان ليحصر جسده بين ذراعيه ويحدق بوجهه المتخوف بحذر.

رمش مترقبا الخوف وهو ينقش نفسه في تقاسيمه وبحذر هو مال أقرب هامسا..

"خذ نفسا عميقا.."

ومض سيهون حينها بتردد، لكنه أطاع وملأ صدره بالهواء، وما إن اقترب وقع الخطى أرخى لوهان كفه على كتفه ونزل به تحت الماء.

شد لوهان على كتفيه ليبقيه بالأسفل وزم شفتيه بقوة مترقبا وجهه المذعور الذي حاول بكل ما به من وعي أن يحتفظ بالهواء.

فاحمر وجهه مختنقا وحاول رفع نفسه للأعلى لكن الأشقر شده نحوه ليقيد جسده بكلتا ذراعيه.

𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚  || حــريتـي، مـجــدُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن