١٥. الحقيقة؟

54 3 73
                                    



.☘︎ ݁˖




لطالما جُبنا الأسباب بحثا عن الحقيقة.
بحثا عن الصدق الذي يتدسس بين كل الكذبات.

بحثا عن الأعين لنفهم كل المفردات..
كل المفردات التي لا تُنطق.

عرف سيهون من الليلة الأولى أن لعيني لوهان أبجدية لن يفهمها.

حروف لن يدركها ومعان هو يريد وبشدة أن يعرفها.

حقد دفين أم حب مفرط؟
صدق غامر أم كذب مرهق؟

سفك دماء وقتل أعداء..
أم البقاء وهو أحياء؟

لقد تساءل..
تساءل وتساءل وتساءل حتى فقد عقله شريط التساؤلات وضاع لمرة ألف بعد ألف ماضية في عيني الأشقر الفاترة.

في نظرته الباهتة وتحديقه المتركز على جروحه النازفة.

لقد ضمد الجروح التي فتقها بيديه.

وعاكس قوله حين هدد بفتقها.

ضمدها بحذر بعد تنظيفها من دمائه المتخثرة، مسح آثار الانفجارات عن وجهه ومجددا هو جثى أمامه ليعتني بأمره.

كل شيء يتكرر.
كل شيء..

هذا ما فعله لوهان أيضا حين فتق جرح خاصرته وتركه خارج البيت ملقى بالطين يترقب السماء وحيدا.

وكما يبدو.. فهذا هو حقا لوهان.
لم يكن كاداڤغ.

فثبت لوهان الضمادة على صدره وأبقى كفه مرتخيا هناك، مضت ثوان من الصمت لازم بها سيهون التحديق بقمة رأسه وأهدابه حتى جذبه الصوت خافتا يحذره للمرة التي فقد تعدادها.

"استجمع شتات قلبك جنرال.."

وربت بخفة على صدره ليزامن وقع النبض المرتبك تحت كفه.

"قلبك يرتجف"
"أنت تربكني بأفعالك"

صرح سيهون بذات الصوت الفاتر المبحوح، اعترف متنهدا حين رفع لوهان عينيه لينظر لوجهه ويمنحه مشهدا متكاملا للحرية المنقوشة بحسن تقاسيم وجهه، والمجد الذي يسعى إليه ببذلته العسكرية.

"تقسو وتحنو.. تشتتني مجددا كأنك اعتنقت شتاتي وأحببته.."
"لقد أخبرتك بصريح العبارة أنني أحب رؤيتك مشتتا وضعيفا"

رد لوهان ينفي التهمة المبطنة عن نفسه بتصريح صادق وتأكيد.

واجه عيني سيهون بقوة وثبات كأنه يذكره بأن الحرب القائمة بين أعينهما لم تنتهي وتبع ذلك بالإضافة بنبرة عابثة وبسمة جانبية ساخرة.

𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚  || حــريتـي، مـجــدُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن