٦. صيحات حريتي

14 2 35
                                    



.☘︎ ݁˖


لقد استعاد سيهون بندقيته ومسدسه وسكينه.
استعاد كل ما أخذ منه ولم يكن هناك ما يحول بينه وبين الرحيل وترك هذا المكان اللعين خلفه.

لا شيء يعيق رحيله..

الطريق موجود والأسلحة بحوزته، المخططات برأسه وثيابه نظيفة.

لكنه لم يرحل.

لم يستطع فعلها.

كان لوهان طريح الفراش بجسد مشتعل وأنفاس ساخنة ملهبة، بأعين دامعة من ثقل الحرارة التي تخيم على بدنه وتكتنز في صدره وعقل مغيب تحت غمامة من السخونة والتعب.

الولدان عاجزان عن التصرف.
والرجل الجيد بداخله قرر أنه لن يرحل دون رد الجميل.

دون الاعتناء بالمكان حتى استعادته لوعيه وقوته.

لذا هو هنا بعد يوم حافل من العمل بالحقل وصيد الأرانب يجثو قرب السرير ويغمس المنشفة في وعاء يحوي ماء باردا ليرخيها على جبين الأشقر الذي عاد يئن بتعب.

"ليتني بقيت عدوك وحسب"

تذمر تحت أنفاسه متنهدا وهو يحدق بوجهه الذي ينعقد بتعب فيما شفتيه مفروقتان بآهات خافتة تفضي بشيء من خزين الألم الذي يكبحه.

"بقيت تتفاخر بجسدك القوي وها أنت ذا.."

مسح وجهه بالمنشفة بحذر وعاد يغمسها في الماء ليتخلص من حرارة جسده التي تعلقت فيها.

"تملك لسانا بطولك وأعينا وقحة.. لكنك شخص جيد رغم كل شيء همم؟"
"تـ..توقف.."

ومض بتفاجؤ متلفتا لمصدر الهمس الخافت، للأشقر الذي فرق بين جفنيه عنوة ولهث أنفاسا من محيطه ليهدئ من النيرات التي تتأجج بصدره.

"أنت ثرثار.."
"حتى وأنت مريض؟"

استنكر سيهون بوضوح واعتدل من فوره حين استند لوهان بمرفقيه يرفع جسده ببطء ليسقط الغطاء عن صدره العاري فيصبح أكثر عرضة لنسمات الهواء المثلجة.

فمد كفيه إلى كتفيه مسندا، وحاول أن يعيد لفه بالغطاء كي يحفظ دفئه لكنه نفى رافضا وشد على ذراعه.

"الطفلين.. أ..أين هما؟"

تساءل بضياع محدقا بالباب بأعين ضبابية منهكة وعقل محموم قلق.

وسارع هو بإجابة ذلك قبل أن يختلق رأسه أي شيء. فمسح على وجنته ودفع شعره عن عينيه موضحا.

𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚  || حــريتـي، مـجــدُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن