8

51 1 0
                                    


اخذ نفس وفاق من سرحانه وهو يلتفت لصوت جده اللي جلس مقابله: برد وشو له قاعد هنا؟
هذام اتكى للخلف وهو يرد: استغل الشمس قبل لاتغيب.
عبدالرحمن ابتسم: باقي على غيبتها واجد، لكن وش رايك رياضنا ابرد من بيروت؟
هذام حرك راسه بهدوء: والله هقيتها ادفى لكن طلع بردها يوجع العظم.
عبدالرحمن ضحك بهدوء..وسكت لثواني وهو يطالعه قبل يسأل: ماودك ادورلك شغل هنا ياهذام؟
هذام رجع نظره له: لو اقدم هنا انقبل لكن أنا مرتاح هناك يبه.
عبدالرحمن حرك راسه بالنفي: لكن أنا مو مرتاح انك بعيد.
هذام ابتسم بخفيف: قلت لك قبل يبه اني تعودت،ومافيه شي يخليني اقعد هنا!
عبدالرحمن سكت لوهله قبل ينطق بهدوء: واذا تزوجت!بتاخذها؟
هذام تنهد وهو يتكى للخلف: ما أفكر بهالموضوع حالياً.
عبدالرحمن: لكن أبوك يفكر، وعمك ينتظر ردك!
هذام زفر بهدوء قبل يرفع عينه لجده: قلت لك قبل شوق أختي أبوي حطني بهالموقف غصب عني،وانا مابي ازعله ولا أزعل عمي، لكن شوق أختي وماني ظالمها معي لجل أطاوع كلامهم!
عبدالرحمن طالعه بحيره: ببالك احد ياهذام؟
هذام مباشرة ضحك من رد جده: أنت تعرف اني بعيد كل البعد عن هالأمور وموضوع المشاعر وان مافيه ببالي احد!
عبدالرحمن ضحك وهو يرجع ظهره للخلف: قلت يمكن انك شايف لك لبنانيه هناك وجايزة لك.
هذام ابتسم لعبدالرحمن وهو مستغرب حضورها بباله بهاللحظه بعد جملة جده..حضور عيونها تحديداً..عيونها اللي ماينكر جمالها ولا إنتبه له الا وقت المؤتمر وقت ماشاف لوحة نور اللي وصفتها بأدق صوره..عيونها اللي حتى وقت بكاها كانت حلوه..حلوه ومُلفته جداً لدرجة يعجز عن وصفها..
استفاق من تفكيره على صوت جده اللي ضحك ممازح له: وين رحت؟ الظاهر اني صادق بموضوع اللبنانيه!
هذام رفع عينه له وهو يبتسم بخفيف: لا لبنانيه ولا غيرها شيل من بالك هالموضوع.

بهالوقت كانت تتجول بالصاله اللي قاعدين فيها أمها وأبوها بعد ماتجولت بكامل أنحاء بيتهم وكأنها لأول مره تزوره بحياتها..تأملت كل شي الحديقة،الغُرف، المطبخ..الطابق العلوي وغرفتها اللي نفس ماتركتها ماتغيرت ابد..كان غريب عليها هالشعور وكأنها رجعت بالزمن لعمر الست سنوات..
قاطعها صوت أبوها اللي ضحك بهدوء: متى بتقعدين انتِ دوختيني وانتي تلفين؟
التفتت له وضحكت: طيب بتأكد ان كل شي مكانه.
قُوت قربت وهي تجلس على كنبه مُفرده أمامهم..ومباشرة داهمها سؤال أبوها: قُوت شلون اعطوك إجازة؟
قُوت تنهدت بملل: كم مرة عدت؟ ياطويل العمر صدقني خلصنا بس باقي الأختبارت النهائيه لهالترم وبرجع لها بعد كم أسبوع!
خالد عقد حواجبه: ومو لازم تجهزين لها من قبل يابابا؟
قُوت ابتسمت وهي تدق صدرها: مجهزه لها لاتخاف بنتك كفو،بعدين ارسلت لك درجاتي ماشفتها؟
خالد اخذ كوبه وهو يشرب بهدوء: شفتها بس لاتدورين هديه عندي الحين،اول شي اشوف معدلك.
قُوت ميلت شفاهها بزعل: تمام مثل ماتبي.
خالد ضحك بهدوء وهو يقوم..التفت لجوليا: بروح اخذ لي غفوه،صحيني بعد ساعتين.
جوليا ابتسمت وهي تحرك راسها بتمام..قُوت التفتت له وهو يصعد الدرج..اول ما أختفى عن انظارها قامت بجانب أمها وهي تقلب لهجتها لا إرادي للبنانيه: ماكان بدي اسأل وهو موجود،كيف كانت ردة فعل جدي؟
جوليا رفعت كتوفها بخفيف: المُعتاده، نفس مايحكي لنا ابوك بكل مره يجي لهون.
قُوت عقدت حواجبها بضيق: كان عندي أمل صغير ان هالمرة تكون غير.
جوليا ابتسمت بخفيف: لاتفكري بهالموضوع،انبسطي هون وبس.
قُوت ميلت شفاهها: ماما إجباري اروح واسلم عليه؟
جوليا ابتسمت لها بخفيف: بالنهايه هو جدك إذا ابوك قال تروحي بدك تروحي.
قُوت ترددت لثواني قبل ترفع عيونها لأمها وتنطق بهدوء عكس الزعل اللي داخلها بهاللحظه: بس أنا اليوم سمعت حكيه مع جدتي ماكان يبغا يشوفني!
جوليا مباشرة عقدت حواجبها: وين سمعتيه؟
قُوت ابتسمت بخفيف تخفي زعلها عن أمها: ماكان قصدي بس كنت رايحة للمطبخ وسمعتهم!
جوليا تنهدت بهدوء: أكيد فهمتي غلط قُوت!
قُوت ضحكت بسخرية وهي تحرك راسها بالنفي: ماقال شي لكن ردة فعله كانت واضحة بدون ما أشوفه حتى،منطقياً اللي ماقبل أبوي وهو ولده بيقبلني يعني؟
جوليا فضلت تسكت وهي تطالعها بهدوء كعادتها واضح القهر والزعل من صوتها ومن أسلوبها لكن تعرف ان قُوت مستحيل تعترف بهالشي حتى لنفسها..
التفت لأمها وهي تبتسم بعد مازفرت بهدوء: مو مهم، بروح فوق أنام صحيني بعد شوي بنطلع أنا وانتِ،شفت أماكن بالرياض بتعجبك.
جوليا حركت راسها بالموافقه..وزفرت بزعل وهي تشوف قُوت تطلع الدرج..كان عندها أمل ولو بسيط تكون ردة فعله مع قُوت مختلفه ولو شوي.

أنتِ الحياة وأنا على قيدك أنتِ..Where stories live. Discover now