14

200 4 4
                                    


التفتت لهم مباشره بصدمه من جُملة عبدالرحمن الأخيره..ارمشت أكثر من مره تستوعب..لكن عقلها ماساعدها ابد بهاللحظه..رجفت يدينها وبردت أطرافها وهو تنتظر رد أبوها..
بينما هذام تمسك بيد الكرسي وهو يقدم جسده..وسع عيونه وهو يطالع جده بذهول..ومباشرة التفت لأبوه اللي ملامحه حاده وماتدل إلا على صدمته من كلام عبدالرحمن.
عبدالرحمن رفع نظره لخالد اللي كان يطالعه بهدوء: هاه وش قلت ياخالد!
خالد تنهد وهو يعدل جلسته: والنعم فيك وبهذام،لكن هذا ماهو قرار انا اخذه،هذا قرارها.
علي التفت لعبدالرحمن: ماتدري انه مايصلح تخطب على خطبة غيرك يابو قاسم!
عبدالرحمن حرك راسه: ادري،وادري انها بعجله ولا هو وقته ولا مكانه ياعلي،لكن بعد اللي حصل ماودي اماطل بالموضوع،ولها حق القرار.
التفت جسار لأحمد قبل يطالع خالد..محد منهم فاهم شي..لكن تبادرت لذهنه فكره أغضبته نوعاً ما..ان هذام يحس بشي إتجاه قُوت! لكن اللي يعرفه ان هذام مايعرف قُوت..
واللي حيره أكثر كلام عبدالرحمن وقت قال لمشعل "انا ادري عن كل شي"..وش اللي يدري عنه بخصوص مشعل!
مشعل اللي من أول ماقالهم علي انه تقدم لقُوت ماتقبلوا الفكره ابد..لكن سكتوا لأصرار أبوهم..ولأنهم يظنون القرار بيد قُوت وانها بترفضه بدون تفكير..

دخلت بعد سماعها لحوارهم..جلست جنب أمها..عقلها وقلبها متشتتين بشكل فظيع..وتحسها مو موجوده معهم..ما أنتبهت حتى دقت جوليا كتفها بخفيف وهي تتكلم بهمس: وين كنتي؟
قُوت ارمشت بهدوء..قبل ترد بإختصار: برا،اكلم نور.
رجعت تطالع حولها بسرحان..ومباشره طاحت عينها على شوق اللي تهرج مع نوران..شلون صار كل هذا؟ طيب وشوق!
داهمها صداع خفيف بجانب رأسها..من كثر التفكير ومن كثر ماصدمها اللي سمعته بالخارج..مافهمت شي..اللي فهمته فقط أنها شافت مشعل واكتشفت انه نفس الشخص اللي شافته ببيت عمها ونفس الشخص اللي كلمها عنه جدها ويبيها تتزوجه!..لكن مافهمت وش المشكله الأساسيه بينه وبين هذام..وليش اصلاً هذام يروح له لأجلها وينتهي الموضوع بالعنف والضرب!
_
بعد وقت ماهو قصير..الساعه ١:٤٠ الفجر بعد خروج علي وعائلته من المزرعه..دخل هذام على جده المجلس بعد ماصار خالي من الجميع ماعدا عبدالرحمن ينتظر العاصفه اللي بتجيه من هذام وقاسم بالتوالي..رفع عينه وهو يطالعه بهدوء..قبل ينطق هذام بغضب: انت مستوعب اللي سويته ولا تبي تهبل بي؟
عبدالرحمن قام بهدوء ورفع كتوفه: مستوعب! حليت الموضوع اللي ماعرفت تحله بالضرب والعنف!
هذام حاول يضبط نفسه قبل ينطق بسخريه: حطيتني بالأمر الواقع! سويت اللي كنت تنقد أبوي انه سواه!
عبدالرحمن رفع حواجبه: وش تبي أسوي بعد مارحت وغيرت ملامح مشعل! واتهمك قدامهم انك تبي تمنع خطبته لها،تبيني اسكت؟ سويت اللي لازم يصير وهو انك تخطبها! بيشكون فيك انك حاط عينك على بنتهم استوعب!
هذام رص على اسنانه بشده: يبه! هذي خطتك من البدايه لاتبررها!
عبدالرحمن رفع حواجبه: ايه هذي خطتي لان ماكان فيه حل بديل! اقعد مع نفسك وفكر سهل عليك ان ياخذها مشعل؟ انت تحسب ان علي هين ولا يقدر ينفذ تهديده؟
هذام سكت وهو يتنفس بغضب..ويحاول مايتمادى أكثر مع جده..خرج من عنده ودمه يغلي..جلس على أقرب كرسي لقاه بالخارج..رجع شعره بيدينه لوراء وهو يشده..وجملة جده تتردد بأذنه "سهل عليك ياخذها مشعل!"..
غمص عيونه بإرهاق وهو يدري ان هالبنت وعيونها ماسوو فيه خير..هالمره مستوعب جزئياً لكلام جده..لكن رغبته متناقضه جداً..ماينكر انه يبي يملكها وتكون له ومايسمح لمشعل ولا غيره ياخذها..لكن مايبي يحس هالشعور اللي مايعرف وش يسميه..وصعبه عليه يقول "حُب" لانه طوال حياته ماجرب إلا انه يحب أهله..وحتى يوم حس بشعور إتجاهها كان يفسره انه شعور حماية نفس اللي يحسه إتجاه أمه وماريا لاغير..ماظن ابد ان هالشعور قدر يتحكم فيه لهدرجه..لدرجة انه بدون مايحس صار يعصب وينفجر ويثور اذا صار الموضوع يخصها..وحتى انه يضرب ويلجئ للعنف وهو ترك هالعاده وتخلى عنها من زمان..

أنتِ الحياة وأنا على قيدك أنتِ..Where stories live. Discover now