4

183 5 0
                                    

لفها له وهو يغمض عيونه يإنزعاج من نور الفلاش اللي جاء بعينه مباشرة..نزل يدها الحامله للجوال: شتسوين هنا؟
طالعته ونزعت يدها بسرعه وهي تبعد خطوه لوراء..
وجه عيونه لعيونها بحده: سألتك جاوبي!
عقدت حواجبها: محتاجه غرض.
هذام: وش الغرض اللي يجيبك هنا بهالوقت؟
سكتت بدون رد وهي تطالعه..
هذام بحده: انطقي!
قُوت بلعت ريقها: الكتاب.
هذام عقد حواجبه: اي كتاب؟
وجهت فلاش جوالها للارض تدوره..رفعته له: هذا.
غمض عيونه بغضب وهو يسحبه من يدها: تدرين لو انفقد هالكتاب او اي شي من هالدور بيتهمونك!
كتفت يدينها وشتت عيونها بالمكان: هدفي مو السرقه،بستخدمه وارجعه.
رفع حواجبه بذهول: تدخلين خِلسه بهالوقت وتاخذين شي ممنوع، هذي مو سرقه!
قُوت ببرود: وإذا سرقه! انت وش يهمك؟ انا راضيه يتهموني.
صد عنها وهو يرجع الكتاب بمكانه..مشى من جنبها وهو يفتح الباب..التفت لها: اطلعي.
عيونها كانت معلقه بالرف الموجود عليه الكتاب..
هذام: يابنت!
لفت وطالعته بنظرة غضب: لي اسم!
اشر لها بعيونه بحده: اطلعي.
طلعت وهي كلها حقد وغضب بهاللحظه..كتفت يدينها وهي تمشي وراه بهدوء..وقف قدام درج الطوارئ: انزلي.
طالعت الدرج المُظلم..بلعت ريقها وهي ترجع عيونها له: بنزل بالمصعد.
اشر ع الشباك: الحارس قدام البوابه اللي عند المصعد بيشوفك.
رفعت كتوفها: بقوله نسيت لي غرض.
هذام غمض بنفاذ صبر: بيقولك ليش دخلتي هالوقت بدون اذن، انزلي!
تقدمت من الدرج..لكن وقفت من شافت الظلام الحالك وهي ترجع خطوه لوراء..كان وراها وانتبه لخطواتها المتردده: شغلي نور جوالك وانزلي.
لفت عليه وهي تزم شفايفها بتردد: أخاف من الظلام.
شغل نور جواله وهو ينزل قبلها: امشي.
خلاها تسبقه..ونزل وراها وموجه نور الفلاش للدرج..بعد دقايق وصلت اخر درجه ومباشره طفى نور جواله وهو يفتح باب الطوارئ اللي يطلع لحديقة الجامعة الخلفيه "مكان قُوت الدائم"..
اشر بعيونه ع البوابه: هذي ماعليها احد،اطلعي الحين ولا عاد تدخلين مثل السارق.
طالعته بغضب وبلعت كلمة "شكراً" اللي كانت مجهزتها عشان تقولها له.
لف بيدخل..لكن تراجع وهو يلتفت لها: المرة الجايه انا بسلمك للأدارة بيدي.
قربت خطوة ورفعت حاجبها بإستفزاز: ليش تنتظر المرة الجايه؟ سلمني الحين يمكن اعيدها.
ضل مركز بعيونها لدرجة انها توترت من حدة نظراته..شتتّ عيونها وهي تبلع ريقها وبهدوء: انت دكتور المفروض انك قدوه، لاتنفر طلابك من العلم.
مباشرة لفت وهي تعطيه ظهرها وتمشي للبوابة..رفع حواجبه وهو يطالعها.. كالعاده ترمي كلامها وتهرب ماتسمح له يرد.. لف ورجع للمبنى لأجل ياخذ الملفات اللي جاء عشانها..

يوم جديد على على أراضي بيروت الحبيبة جداً على قلب قُوت.. وقفت عند القبر اللي يحمل جسد الشخص الأحب لقلبها..
ابتسمت بخفيف: كيفك ياتيته؟ أنا وماما مشتاقين لك كثير، امس كلمتها وكانت تقول انها حلمت فيك وأنها مشتاقتلك.
دمعت.. لكن مباشرة مسحت دموعها بظهر يدها.. ورجعت أبتسمت: سامحيني انشغلت عنك، بس اوعدك مافيه شي راح يشغلني عنك المره الجايه.
دافع قُوت للعيش بلبنان ماكان دراستها فقط، إنما جدتها "أم أمها"..لانها كانت مريضه وتحتاج شخص يكون معها.. اقنعت قُوت أمها ان هي اللي بتروح بدالها.. وفعلاً قدمت على جامعة ببيروت وقبل يطلع قبول الجامعة بفترة انتقلت وعاشت ببيت جدتها.. وكانت نور معها بكل خطوة.. وكل وقت.. لكن قبل سنتين بالضبط فارقت جدتها الحياة.. بعد معاناة طويلة مع المرض.. وأنتقلت للعيش مع نور "رفيقة دربها"..
ضلت بجانب قبر جدتها لمدة ساعه.. تحاكيها وكأنها موجودة قدامها.. قامت من مكانها واخذت نفس وهي تمسح دموعها اللي نزلت غصب عنها.. وتستعد تتوجه لجامعتها..

أنتِ الحياة وأنا على قيدك أنتِ..Where stories live. Discover now