بعد أن خرجت ركضاً من ذلك المنزل و الذي و كأنه منزل مرعب بالنسبة لها .. ظلت تركض في الطرقات الفارغة ف الشمس علي وشك الشروق و المدينة فارغة الي حد ماً إلا منها ف قد كانت تركض و تركض بلا توقف علقها به ضوضاء لا تعرف كيف توقفها عبراتها تنهمر و لا تقدر علي إيقافها كل شيء ضدها علقها و قلبها و حتي عبراتها و لأول مرة بحياتها تشعر بذلك الضعف و الخوف .. خوف يشبه ذلك الخوف الذي تملكها عندما وجدت جسد والدها بلا حياة أمامها عندما فقدت أمانها الوحيد عندما فقدت حياتها بأكملها.
ازدادت ضربات قلبها بشكل جنوني مع ركضها المستمر لوقت طويل و كأنها تهرب من شيء ما و كأن هناك من سيمسك بها و كأنها تحاول الوصول لمكان آمن.
توقفت عن الركض تدريجياً لتتوقف أمام بوابة كبيرة التي هي بوابة المقابر ف لا إرادياً ذهبت لهناك ليظل أمانها الوحيد هو والدها حتي بعد موته.
بدأت الشمس بالشروق و رغم ضوئها الذي لم يكتمل شروقه بعد إلا أنها كانت تنير المكان بشكل كافي.
دخلت إيريكا بخطوات بطيئة و صدرها يعلو و يهبط بشدة و أنفاسها المتسارعة التي تحاول التحكم بها إلي أن هدئت قليلاً و وقفت أمام قبر والدها و بعد ثواني عديدة أنهارت قدميها و لم تعد تقدر علي حملها ف جلست أمام قبره و هي تلمس اسمه المكتوب علي تلك الصخرة التي تحمل اسمه و تاريخ وفاته ف بالرغم من أنه مضي وقت طويل إلا أن أحساسها مازال كما هو.
تساقطت عبراتها واحدة تلو الأخيرة و ابتسمت من بين عبراتها و ملامحها الحزينة و بدأت بالحديث بنبرة هادئة منكسرة قائلة:
-مرحباً أبي .. لقد أشتقت لك كثيراً.
صمتت قليلاً لبعض الوقت ثم أكملت حديثها:
-أعلم أنني لم أتي منذ زمن لكنني أخبرتك المرة السابقة أنني لم أتي لك إلا بعد أن أحقق ثأري مهما كلفني الأمر حتي إن تكلف حياتي و فعلتها أبي لقد فعلتها لقد حققت انتقامي و ها قد الآن ذهبوا للجحيم مكانهم الذي أقسمت لك من قبل أنني أنا من سأرسلهم له.
نظرت للسماء التي كانت تحمل اللون الأزرق لكن تغطيها الغيوم و الرياح تشتد و كأن السماء تشعر بها تشاركها حزنها .. ظلت إيريكا محدقة بالسماء و تحاول كبح دموعها ثم نظرت إلى قبر والدها مجدداً و أكملت:
-لقد أرسلت كلا من آرثر و روبرت إلى الجحيم لأجلك أبي .. لكنني لم أستطع قتلها لقد حاولت لكن كل مرة أنظر في مقلتيها العشبية أراك بها أري حبها لك الذي لم تمحيه السنوات .. يؤلمني أنني لا أستطيع فعل ذلك رغم أنني عرفت مؤخراً أنها سبب موتك السبب الذي جعلهم يسلبوك مني للأبد لأبقي بدونك لبقية عمري لا أستطيع قتلها و لا أستطيع مسامحتها.
أنت تقرأ
Broken Symmetry
Roman d'amourتعيش حياة لم تكن تتمناها يوماً فقط لتأخذ ثأرها من الذين سلبوا منها عائلتها و سعادتها الوحيدة سلبوا منها والدها ... ظلت تسعي سنوات و قد اقتربت اخيراً من تحقيق مرادها لكن لم تفكر قد كيف ستكون حياتها بعد تحقيق ما سعيت لأجله اغلب سنوات عمرها.
