CH. 43

54 9 8
                                    


'الأَمْرُ يُشْبِهُ فِقْدَانَ الشَّهِيَّة، وَلَكِنْ تُجَاهَ العَالَم'

-----

كرهت زينة الكذب علىٰ والدها..
كرهت هذا بحق..!

هي لا تطيق رؤية نظرات الخذلان منه هو بالذات..
لا تستطيع..!

تقدم منهما مالك ويبدو أنه كان علىٰ وشك الخروج من غرفة المعيشة وعلىٰ وجهه تعابير التساؤل،

"زينة.. ألن تجيبي؟"،

وإتياناً لسيرة زينة..
هي كانت تخدش معصم يدها بأظافرها بتوتر وخوف بينما رأسها منكس للأسفل،

دموع..
واحدة..
إثنان..
وثلاثة!

كانت تبكي!
تبكي أمام غابرييل الذي أغلق عينيه ليتحدث بهدوء:
"لقد نزلت ليلة البارحة لكي أتناول شيئاً ما، فرأيت الآنسة ساقطة علىٰ الأرض تبكي لأعلم أنها سقطت من الدرج، فأخذتها للمستشفىٰ وعدنا الآن"،

بدل مالك جهة نظره لينظر إلىٰ غابرييل الذي صمت ثم أنزل رأسه إلىٰ ابنته مجدداً ليسأل: "ولماذا لم تخبريني زينة؟"،

"لـ.لقد كنت أ.أتألم أبي، ولا زلت أتألم!"، أردفت بألم فانحنىٰ مالك علىٰ ركبتيه أمامها بهلع،

"أتؤلمك حبيبتي؟ أنأخذك للمشفىٰ مجدداً؟ أخبريني!"،

لم يعلم مالك أن ألم ابنته لم يكن في جسدها، بل كان في روحها،
لم يعلم أنها تبكي لأنها تكره نفسها وبشدة لما اقترفته وما زالت تقترفه بحقه هو والدتها،

نفت زينة برأسه لترفع رأسها بينما تبتسم بخفة فأردفت بخفوت:
"لا أبي، لا حاجة لذلك"،

أومأ مالك بينما يبتسم ليستقيم متحدثاً وموجهاً كلامه إلىٰ غابرييل الذي يقف بصمت:
"شكراً لك غابرييل!"،

"لا بأس يا سيدي، هل أساعدكما بشيء آخر؟"، تحدث بصوته العميق ونبرة نبل استحوذت علىٰ صوته فنفىٰ مالك برأسه ليتحدث:
"لا شكراً لك.."،

أومأ غابرييل ليغادر تاركاً إياهما بمفردهما،

"أبي أنت لم تغضب مني صحيح؟"، تحدثت زينة بصوت مهزوز وحزن فرفع مالك حاجبيه متفاجئاً منها لينبس مربتاً علىٰ حجابها: "ولما الغضب حلوتي؟ هيا لنذهب"،

حملها فجأة فشهقت بخفة قبل أن تقهقه بخفوت كما فعل والدها ليتجه بها إلىٰ الدرج..

"حبيبتي.. ما الذي كنت تفعلينه أنت في الأسفل؟"،

تحمحمت زينة بخفة لتتحدث: "ذهبت لشرب الماء أبي، لقد نسيت إخبار سكاي أن تجلب لي المياه قبل الذهاب إلىٰ النوم.."،

FORBIDDEN | محرمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن