CH. 37

59 6 5
                                    


'فَانِيَة، فَكُنْ إنْسَان.'

-----

تفاجأ آلبرت مما تلفظ به عمر فكوّرَ شفاهه بحركة لطيفة لا إرادياً وقد توسعت عيناه بخفة وارتفعت حواجبه،

بغرابة نظر إلىٰ زينة التي اقتربت منهم و من عمر و لكن لم تعانقه أو حتىٰ تصافحه!

بدأ يبحث عن سبب هذا في عقله مقلباً في صفحات ذاكرته عما يخص الشريعة الإسلامية وأحكامها ،

عصر مخه وعصر و لكنه لم يجد علىٰ الرغم من كونه متأكداً من أن عمر قد أخبره عن هذا من قبل ،

فنفث الهواء من رئتيه بضجر مما تسبب في طىرات خصلة من خصل شعره التي تتمرد إلىٰ وجهه ثم أعاد نظره إلىٰ حيث عمر و زينة الذَيْن يتحدثان.

في الغرفة.....

راقد..
تغطيه ملاءات بيضاء،

يخوض صراعاً داخلياً أثناء غيبوبته..

-عقل آرماند....-

يسير بين الظلام المنير..

السواد يسود المكان ولكنه يستطيع رؤيه جسده جيداً ،

هدوء صمَّ آذانه ، ولأول هو يشعر بالانزعاج من الهدوء..!

لا يسمع سوىٰ صوت طرقات حذائه الجلدي علىٰ الفراغ المظلم ،

يلتفت تارة يميناً وتارة أخرىٰ يساراً محاولاً إيجاد مخرج ما ،

ولكن..
لا شيء،

غرابيتاه تتفحصان المكان بدقة..

هو يبدو ضائعاً كطفل خرج ليبحث عن والدته بعدما خرجت هي الأخيرة لتبتاع له وجبة خفيفة بعد منتصف الليل غير عالم أنها ماتت منذ فترة قصيرة حين كان يشاهد فيلمه الكرتوني المفضل منتظراً عودتها ،

توقف عندما لمح شيئاً...
كرسي  جلدي أسود لامع وعليه يجلس شخص ما ،

ظل يتقدم ببطء ، وكلما فعل..
شعر بقوة تدفعه للخلف بينما قلبه يضعف بطريقة غريبة ،

ولكنه واصل التقدم مجازفاً بضعف قلبه و هوان جسده ،

"أنظر إلىٰ نفسك آرماند سـيلڨا..." ،

سمع صوتاً غليظاً وخشناً ومخيفاً جداً..!

"كم أنت..."،

"ضعيف!"،

شهر القاعد علىٰ الكرسي بسخرية مهيناً الذي جثىٰ علىٰ ركبتيه بضعف ،

FORBIDDEN | محرمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن