إقتبااااااس

12.2K 391 30
                                    

ترجل من سيارة والده بعنف، ثم هرول إلى الداخل بخطوات سريعة،  يهرب من مواجهة والده، توقفت ميرال عند الباب، تنظر إليه برجاء، وعيناها تتوسلان إليه:
- "علشان خاطري يا إلياس، بلاش تنكد عليهم."
قالتها بصوت خافت
استدار إليها بعينين تشتعلان غضبًا، وهتف بصوت حادًا، كالسياط:
- "متعرفيش تسكتي؟ لما أطلب منك تتكلمي يبقى تتكلمي."
تحرك إلى الداخل، وجسده كله ينتفض كأنه يسير فوق بركان مشتعل.
في أعلى الدرج، كان يتحرك متجهًا إلى غرفته، صاح إلياس بصوت جهوري أوقفه كأنما صدم بحائط:
- "اوقف عندك!"
تجمد في مكانه، ويده تضغط بقوة على سياج الدرج، وكأنه يحاول الا يواجه والده. أخذ إلياس نفسًا عميقًا، ثم ألقى كلماته بحدة وكأنها طلقات رصاص:
- "تعالى، اوقف قدامي، بص في عيوني، وقولي إنك مغلطتش."
تردد لوهلة، ثم عضّ شفتيه بقوة، مجبرًا نفسه على السير حتى وقف أمام والده مباشرة، نظر إليه بعينين تضجان بالتحدي رغم رعشة خفية في أطرافه، ثم قال بصوت ثابت لكنه يحمل ارتجافًا طفيفًا:
- "أنا مغلطتش يا دادي."
وكأن نطقه لتلك الكلمة كانت القشة التي قصمت ظهره، جزّ إلياس  على أسنانه، واشتدت قبضته حول ذراعه، اردف بزئير غاضب:
- "مش قلت مليون مرة مش عايز أسمع كلمة دادي دي؟"
أخفض عينيه للحظة قبل أن يهمس سريعًا، كأنه يصلح خطأه دون اقتناع:
- "سوري… بابي."
هنا انفجر إلياس غضبًا، ثم التفت إلى ميرال بغضب، يشير إلى ابنه باشمئزاز:
- "انت بتربي ولد ولا بنت؟"
رفعت حاجبها بسخرية خفيفة، كأنها تعودت، فلم تحرك شفتيها بحرف. لكنه لم يكن ليقبل صمتها، استدار إليها بجسده بالكامل، عيناه تضيقان في شك.
- "ما بترديش ليه؟"
بهدوء، تقدمت منه حتى باتت قريبة منه، ثم التفتت إلى يوسف، تحدثه بنبرة هادئة لكنها تحمل في طياتها أمرًا خفيًا:
- "يوسف، اعتذر من بابا، وقوله ليه عملت كده."
ضيّق عينيه بحدة، مرددًا بسخرية :
- "لا والله؟"
رفعت حاجبها
-آه والله، ممكن نتكلم بعدين مش قدام الولد ..
تقدم يوسف خطوة، نظر مباشرة إلى والده، ثم قال بصوت ثابت رغم دقات قلبه المتسارعة:
- "لو حضرتك قابل إن بنت عمي تلبس بالطريقة دي، أنا مش موافق. وقلت كده لعمو، أنا مش موافق إنها تتدرب باليه."

اتسعت عينا والده، وكأن الكلمات صفعة غير متوقعة. رمقه بنظرة باردة قبل أن يقول بسخرية لاذعة:
- "نعم يا أخويا؟ وانت مين عشان تتدخل في حياة بنت عمك؟"

ثبتت قدماه على الأرض، عيناه تشتعلان بإصرر ونطق :
- "حضرتك جاوبت على نفسك يا بابا… أنا ابن عمها، وحضرتك علمتني إن الراجل الصح بيغير على أهل بيته. وأنا طول ما هي كده، مش هحترمها، وهعمل فيها أكتر من اللي عملته النهاردة."

التفت إلياس إلى ميرال، يشير إلى ابنه، خرج  صوته مشدودًا كوتر على وشك الانقطاع:
- "الواد ده بيقول إيه؟"

تنهدت ميرال بصمت، لكنها لم تقل شيئًا، وكأنها تعرف أن النقاش الآن لن يؤدي إلى نتيجة.

أما يوسف، فقد انحنى لوالده بحركة أشعلت نيران غضب إلياس ليردف بنبرة هادئة رغم عينيه المتحدية:
-على السمع والطاعة إلياس باشا...قالها واستدار قائلًا
bonne nuit père
ليلة سعيدة بابا ..قالها وتحرك للأعلى وكأنه لم يقل شيئا، ليلتفت الآخر إلى ميرال
-دا شهر اللي بعدته، اومال لو بعدت اكتر ..ألقت حقيبتها على المقعد واقتربت منه
-مستغرب ليه، ابنك وشبهك ياحبيبي، وانا متأكدة لو انت شايف كلامه غلط مكنتش سبته يطلع عادي كدا، هو انا كنت متحملة واحد لما يبقوا اتنين والله العظيم المفروض يبقالي تمثال في ميادين القاهرة، يالهوي الواد وأبوه
خطى متحركًا بخطى سلحافية وعيناه ترسمها يشير إلى نفسه
-مش عارف ليه شامم ريحة تريقة في كلامك، أبوه مش عاجبك، افلتت ضحكة رغما عنها تهز رأسها واردفت
-شامم، لا والله كدا كتير، لا أنا كدا اطمنت على مستقبلي، قالتها لتلتفت مستديرة إلا أنها شهقت صارخة بعدما

ميعادنا الأحد القادم إن شاءالله

لجميع فانزي وخاصة فانز عازف بكرة هتلاقوني في معرض الكتاب بالجزء الثاني من رواية عازف بنيران قلبي بعنوان فريسة عشقه الضاري..
هكون سعيدة بوجودكم أكيد، والرواية

هتكون موقعة مني إن شاءالله..

اتمنى ان تنال اعجابكم، وبانتظاركم

شظايا قلوب محترقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن