الفصل الأوّل: سقوط

648 28 8
                                    

كنتُ في الخامسة من عمري آن ذاك، كنا نعيش في منزل متواضع جداً، كنت وحيدة لوالدي، كنت أقضي معظم وقتي في حضن أمي، فقد كنت أعتبرها كل شيء في حياتي، كنت أخبرها بأي شيء يحدث معي في الحضانة، لم أكن أخبئ عنها أي شيء، حتى جاء ذلك اليوم المشؤوم، كنت الهو مع أصدقائي في الحضانة وكنت أريد الذهاب إلى دورات المياه، وفي طريقي إليها اصطدمت بفتاة وتعثرت وسقط من أعلى الدرج ومن ثم لم أعد أشعر بأي شيء.

فجأةً استيقظت لقد كان رأسي يؤلمني جداً، ولكن لحظةً واحدة، أين أنا ! لم أكن أرى شيئاً ! لقد كان الظلام دامساً وصرخت بأعلى صوت: أمي! فأحسست بشخصٍ يمسك بيدي وسمعت صوت أمي الحنون: لا تقلقي بنيتي أنا هنا بجانبك. عندما سمعت صوت أمي هدأت قليلاً فهي دائماً تشعرني بالأمان ولكني لم أكن أفهم ما الذي يجري، فسألت أمي بصوت خائف: ولكن لماذا الأنوار مطفأة، ألا تعلمين أنني أخاف من الظلام؟ فجأة أحسست بقطرات ماء تسقط على يدي، وسمعت أبي يتحدث بصوت مبحوح: عزيزتي سارة، لطالما كنت متفائلةً في حياتك منذ ولدت وكنت دائماً مؤمنة بأنه لا شيء مستحيل طالما أنت على قيد الحياة، وأنا أريدك أن تبقي هكذا مهما حصل أريدك ألا تتشاءمين. لقد بدأت أتوتر حقاً من كلام أبي فأنا لم أسمعه يتحدث بهذه النبرة منذ ولدت، وسألته بخوف: أبي ما الذي حصل لقد بدأت تقلقني. سمعت أبي يتحدث بنفس النبرة: لا تقلقي عزيزتي وتأكدي أن هذا كله من عند الله ولا اعتراض على حكمه ولكن للأسف لن تستطيعين الرؤية بعد الأن. وفجأة سمعت أمي تشهق من البكاء. توترت قليلاً ثم قلت: ولكن يا أبي قالت لنا معلمتنا أن الأكفّاء هم الذين لا يستطيعون الرؤية وأنا على ما أعلم لست كفيفة. وفي هذه اللحظة قاطع كلامنا دخول شخص اتضح فيما بعد انه الطبيب، قال بنبرةٍ هادئة: حسناً حسناً، يبدو أن أميرتنا الصغيرة استيقظت.

- أمي: أرجوك أيها الطبيب أخبرني بوضع ابنتي.

- الطبيب: لا تقلقي سيدتي إنها بخير، ولكن على ما يبدو أنها عندما سقطت أصيب عصب من أعصاب الرؤية لديها، وأُصيبت بعمى مؤقت.

- قال له أبي: وهل له علاج؟

- الطبيب: نعم بالطبع نحن نستطيع إجراء عملية لها لاستعادة بصرها ولكن هناك مشكلة واحدة...


ابتسامة رغم الألمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن