إمتحان الصبر

206 6 0
                                    

#زين
أمسكت بيد سارا وهي لا تزال تأن بكلمة أمي، بدأت تفتح عينيها وعندما رأتني أمامها قالت بصوت ضعيف: زين، أنا لا أستطيع التحمل أكثر من ذلك، هل أنا فتاة سيئة إلى هذه الدرجة كي يحصل معي كل هذا؟ لماذا زين لماذا؟
-لا لا سارا، أنتي لستِ سيئةً أبداً، بالعكس أنتي فتاةٌ جيدة والله يمتحنكِ بالصبر ويجب عليكِ إجتياز هذا الإمتحان بدرجة ممتاز.
في هذه اللحظة دخل المدير وقال لي: زين، يجب عليكَ الذهاب إلى صفّك الآن لأن وقت الغداء قد انتهى.
أومأتُ للمدير وخرجت وعقلي كلّه مع سارا.
#السيد جورج
أمسكتُ سارا من كتفيها وساعدتها على الجلوس وقبل أن أتكلم قالت لي: مالذي سيحصل لي؟ أين سأعيش؟
- لا تقلقي إبنتي، ستعيشين في منزلي وستصبحين إبنتي.
نظرت لي وقد اجتاح وجهها إبتسامة ضعف وإنكسار وهي تقول: شكراً لك، ماذا كنت سأفعل بدونك؟
- لا تقولي هذا الكلام أرجوك، أنتِ مثل بناتي، والآن هيا بنا لنخرج.
- ولكنَّ الدوام لم ينتهي بعد.
- لا بأس سنخرج الآن.
# سارا
لا أصدق أن أمي ذهبت ولن تعد، كيف لي أن أتحمل هذا، ولكن هيَ الآن مع أبي بالجنة وهذا شيءٌ جميل، وأيضاً عندما أموت سأكون معهم.
أيقظني من شرودي صوت السيد جورج وهو يقول: هيا بنا السائق ينتظرنا.
- حسناً.
ذهبنا إلى منزل السد جورج ومنذ أن دخلت وجدتُ السيدة سميرة تتقدم نحوي وتحضنني بقوة وتقول: إبنتي أرجوكِ لا تحزني هذه هي الحياة، ولا تنسي أننا سنكون عائلتكِ ولا أريدكِ أن تشعري بالنقص أبداً، اتفقنا؟
أدمعت عينايَ من كلامها فهي تذكرني بأمي، تمالكتُ نفسي وقلت لها: حسناً إتفقنا.
جاءت الفتيات وأخذوني إلى أعلى، أخبروني أنني سأنام بغرفة يارا، دخلت الغرفة وكانت جميلة جداً وكان يوجد بها سريرين ويفصل بينهما ستار شفاف باللون الأبيض، جلست على السرير ومرّت ببالي كل الذكريات مع أمي وأبي:
في عيد ميلادي الخامس..
- أمّي أرجوكِ أريد هذه اللعبة أيضاً.
- سارا لقد اشتريتي نصف المحل هيا بنا لنرحل.
- ولكن إنه يوم ميلادي وأريد شراء كلِّ شيء.
- أحمد تكلّم معها.
- سارا صغيرتي أنا أعدكِ في يوم ميلادك الثاني عشر سأشتري لكِ المحل بأكمله ولكن هذا يكفي الآن هيا نعود إلى المنزل كي نأكل الكعكة.
- حسناً.
(عودة إلى الحاضر)
عندما تذكرت هذا الموقف أدمعت عيناي، فالآن لا يوجد لي أم أو أب، بدأت بالبكاء فهذا يريحني بالفعل.
استمريت بالبكاء حتى نمت.
استيقظت على صوت لارا وهي تقول: سارا عزيزتي هيا إستيقظي إنها الرابعة وسوف نخرج.
إن لارا تكبرني بأربع سنوات ولكنَّها تتعامل معي وكأنها في العشرين من عمرها، لايهم.
فتحت عيناي بتكاسل وسألت: أين ستخرجون؟
- لا نحن لن نخرج وحدنا ستذهبين معنا أنا ولمار ويارا إلى السوق كي نشتري بعض الأشياء.
جلست على السرير ونظرتُ إلى الأرض وتذكَّرتُ أنّي لا أملك من المال شيئاً، أحسَّت لارا أن هناك خطباً ما فأمسكت بذقني لتتلاقى أعيُننا وتقول لي بصوتٍ حنون: لا تقلقي سارا، كلَّ شيءٍ ستشتريه يارا سنشتري لكِ مثله أنتِ الآن أختنا ويجب عليكي أن تنفذي أوامري وتذهبي لتبدلي ملابسك ونخرج إلى السوق ونشتري كلَّ شيء.
إبتسمتُ رغماً عنّي وذهبت لأتجهز.
.
.
.
.
.
.
وأخيراً خلصت...
رأيكم يهمني.
Love you all

ابتسامة رغم الألمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن