لم أشئ إزعاج أمي بالأسئلة الكثيرة إكتفيت بالصمت، مرت علينا تقريباً خمس دقائق في هذا الصمت القاتل، حتى رأيت أمي تمسح أثار دموعها وتنظر إلي ثم قالت: إبنتي، أنا أعتذر لكي جداً، فأنا لم أجد المال الكافي لكي نعيش حياة أفضل، ولكن تذكري ما كان يقوله لكي والدك، دائماً أُنظري لمن هم أسوأُ حالٍ منا، ولا تنظري لمن هم أفضل.
فكرت بكلام أمي جيداً، فأبي دائماً كان يقول لي: لا تنظري للذين هم فوقنا بل أنظري للذين هم تحتنا وقولي الحمد لله.
بالفعل صدقت يا أبي، شعرت بأن أمي تضايقت بعض الشيء فقلت: أمي العزيزة، لا تقلقي فأنا مستعدة لأن أعيش في أي مكان، المهم أن أكون معك.
إبتسمت أمي إبتسامة ضعف، وإقتربت إليَّ واحتضنتني بقوة.
ثم إبتعد عني وقالت: حسناً إبنتي، إنها الخامسة والنصف، ويجب علينا الإستعداد للذهاب إلى منزل السيد جورج.
سألت أمي باستغراب: من هذا السيد جورج؟؟
قالت أمي: هذا صديق والدك المقرب، وهو مدير مدرسة ويريد لقائك حتى تكملي تعليمك.
-حقاً أمي! أخيراً سأعود للمدرسة!!
-نعم إبنتي، وستكملين تعليمك وتصبحين سيدة أعمال كما كنت تحلمين.
إن الفرحة لا تسعني، قفزت على أمي واحتضنتها بقوة كبيرة.
-ههههههه على رسلك إبنتي أكاد أختنق.
ابتعدت عن أمي قليلاً وقلت: أنا أسفة أمي ولكني سعيدة جداً.
إبتسمت أمي وقالت: حسناً إبنتي، والآن إذهبي واستعدي.
ذهبت أمي إلى الحمام، وفتحت باب الخزانة لكي أستعد، يا إلهي ما هذا! أنا لم أجد سوى بنطال وقميص واحد، تفاجأت من المنظر، نظرت إلى الخلف لأرى وجه أمي الجميل تلوث بالدموع، تقدمت أمي وأمسكت بيدي وقالت: إبنتي، هذا الذي استطعت أن أحضره من السوق، أرجوك سامحيني.
حضنت أمي وقلت: أمي أرجوك لا تبكي، فأنا مرتاحة هكذا.
وقفت أمي وأحضرت صندوقاً خشبياً صغيراً، وعندما فتحته وجدت فيه قليلاً من المال.
نظرت إليَّ أمي وقالت: إبنتي، إن هذه النقود تركها لكي والدك حتى نشتري أغراض المدرسة، خذي هي لكي إفعلي بها ما تريدين.
- لا لا أمي أنا لا أريدها أبقيها معك وإذا احتجت إليها سأخبرك.
- حسناً إبنتي.
لبست الملابس الموجودة بالخزانة وذهبنا إلى منزل السيد جورج مع نفس السائق الذي أخذنا بالصباح، يبدوا أن هذا السائق للسيد جورج.
وصلنا أخيراً، إنه منزل كبير جداً، لدرجة أنني من الممكن أن أتوه فيه، هل قلت منزل؟! عفواً عفواً أنا أقصد قصراً.
طرقنا الباب وفتحت لنا الخادمة.
دخلنا وكان المنزل راااااائع، وجلسنا في غرفة المعيشة.
جاء رجل كبير بالسن، يملك هيبة ووقار ويوجد خلفه، إمرأة يبدو أنها بالخمسينات، وثلاث فتيات جميلات جداً.
حيَّانا هذا الرجل وقال: أهلاً بكم، أنا جورج وهذه زوجتي سميرة، وهذه إبنتي الكبرى يارا، وإبنتي الوسطى لمار، وإبنتي الصغرى لارا.
قاموا الفتيات بمصافحتي وبالفعل يبدون لطيفات جداً.
جلسنا نتناول طعام العشاء ونتحدث بأمور عادية، تعرفت على الفتيات يارا عمرها ١١ سنة ولمار٩ ولارا في مثل سني٧ سنوات.
إنتهينا من العشاء وجلسنا في الغرفة، وقال السيد جورج: حسناً، بالنسبة لتعليم سارا، سأضعها في فصل خاص لمدة سنة، حتى تستعيد جميع المعلومات التي فاتتها ومن بعدها سنحدد هل تدخل الصف الثالث ام الأول، ما رأيكم.
أنا كدت أطير من الفرح فقلت: أنا موافقة، وأستطيع الذهاب من الآن.
ضحك السيد جورج وقال: لا أنتي لن تذهبي لأي مكان، سيأتي مدرس الى منزلكي كل يوم.
نظر السيد جورج إلى أمي وقال: لا تقلقي أنسة ملاك، فتكاليف المدرسة مدفوعة إلى أن تدخل سارا إلى الجامعة.
.
.
.
.
.
وأخيراً خلصت...ان شاء الله يعجبكم..
ياترى ماذا سيحصل بسارا فالمدرسة؟؟
سنعرفه بالفصول القادمة..
أحبكم♥‿♥♥‿♥
أنت تقرأ
ابتسامة رغم الألم
Fanfictionقالت: لآ أحبك.. قال: إذاً تكرهينني.. قالت: لآ، لآ أكرهك.. قال: إذاً؟؟!!! قالت: قلبي مليءٌ بما لا يعنيك. ............................................................ قالت له: أتعلم زين؟ جميلٌ ذلك القديم - لكنه مضى - ...
