الجزء 24

8.1K 134 0
                                    

كانت ممددة علا السرير ، مغمضة عينيها ، لاحول لها ولا قوة ....قربت منها و جلست علا كرسي حدا راسها ، كنتامل في ملامحها الشاحبة وجسدها الهزيل ، منظرها كيقطع القلب ، تفكرت الهدرة دالطبيب " ختك ما بقاش ليها كثر من شهر " اههه يا دنيا يا غدارة شكون كان يقول صفاء البنت لي كلها حيوية ونشاط تموت في عز شبابها ، بلا منحس حطيت يدي علا راسها كنلمس شعرها بحنان ...... حلات عينيها ....وابتاسمت عندي ابتسامة ذابلة ، قلبي تقطع ، بادلتها الابتسامة وحابسة دموعي لي تحجروا في عينيا .....
صفاء : ( كتهدر بصعوبة ، لسانها ثقيل عليها ) فدى هادي نتي ، جيتي اختي .......اهيء اهيء ........ختي الحبيبة سمحيليا بزاف .....اهيء اهيء .....
انا : ( كنشهق ) شتتتت بلا متعيي راسك انا مسامحاك، مسامحاك اختي دنيا وآخرة .......
وبديت نبوس ليها يديها وكنبكي بحرقة ....
صفاء : اهيء اهيء .....منستاهلش هاد الحنان ....انا دمرتك وحطمتك انا مجرمة مخليت مدرت فيك ، نستاهل الموت ......اهيء اهيء .......
انا : متقوليش هاكا اختي .....
صفاء : ( بصوت متقطع ) فدى سمعيني مزيان ....خليل راه في الحبس ....مور ما مشيتي بيومين شدوه البوليس...... ورطو جواد في قضايا اختلاس و تزوير وثائق كتخص الخدمة ........
انا : (شهقت من الصدمة ) شنو !!!!
صفاء : ( بصوت ضعيف ونفس متقطع ) واش عطاوك ... الأمانة........خليتليك في السبيطار ......في كازا .......
انا : اه
صفاء : هادوك سوارت ديال داري في مراكش .... سيري تما .... في بيت نعاس غتلقاي واحد الخزنة في الحيط ..... فيها الوثائق والأدلة لي كتبرا خليل و كتثبت التهمة علا جواد....الكود تاريخ الازدياد ديالنا .......
انا : ( بصدمة ) وفين لقيتي نتي هاد الأدلة .....
صفاء : جواد كان زبون ديالي ....مور مقالي الطبيب عندي الكونسير ، ضميري فاق وندمت علا داك الشي لي درت فيكم نتي وخليل ........قررت نعاونو ونخرجو من الحبس لعل وعسى ذنوبي تخفاف عليا شوية ..........
وبدأت كتعيا و لسانها كيتقال .....
صفاء : ( كلامها ثقيل ) فدى براءة خليل في يديك ، نتي بوحدك لي كنتيق فيها ..... عافاك متتخلايش عليه ، خليل كيبغيك ......انا لي بقيت تابعاه حتى طيحتو .....خليل .........
قبل ما تكمل الهدرة ديالها ، سدات عينيها ومشات كومة .....خلاتني في حالة يرثى لها ، ما عارفة ما نقدم ولا نوخر ...... نعسات وخلاتني في حالة يرثى لها ، المشاعر مخربقة والأفكار مضاربة ، خليل ضلمني بزاف وخانني مع اختي ، جرحني في انوثتي ومسح بكرامتي الارض ، لاكن دبا هو محتاجني ، انا الوحيدة لي نقدر نعاونو ،
اففف يا ربي اش غندير في هاد الوحلة ، منقدرش نتجاهل هاد المعلومات .....تفكرت خيرو عليا ، تفكرت شحال من مرة وقف معايا ، خرجني من الحبس ، خلص عليا الشيك ، وخلص علا بابا العملية ........بداو دموعي كينزلو بغزارة .....حاولت نتغلب علا مشاعري وحكمت ضميري ، ما نقدرش نخليه في الحبس وانا عارفاه بريء ......
قررت اني نسافر لمراكش في سرية تامة ، ونمشي نسلم الأدلة بيدي للمسؤولين .......بعد ما خرجنا صفاء من الكلينيك ديناها للدار جبت ليها ممرضة تقابلها ، خديت كونجي من الخدمة علا اساس غنقابل ختي في آخر أيامها، قلت لماما غنسافر علا حساب شي خدمة وشديت الطريق لمراكش ، الطريق كلها وانا كنفكر في خليل ، صورتو مبغاتش تتمحا ليا من بالي ، عاد فهمت علاش مكانش يجي للمحكمة ، علاش مجاش يسول فيا مور متفارقنا ، علاش تسدات الشركة ....... مسكين هو غارق في الحبس والمشاكل بسباب الطمع والجشع ديال ولد عمو ، داتني عيني ونعست ، ما فقت حتى وصلنا مراكش ، وصلت مع 8 دالصباح شديت الطاكسي لدار صفاء ، وفعلا لقيت الأدلة اللي كتثبت براءة خليل لي كانت عبارة عن مستندات وتسجيلات صوتية لجواد كيعتارف لصفاء بشنو دار .......بعد ما سمعت التسجيل الصوتي وقريت المستندات ، حسيت بالمسؤولية الملقاة علا عاتقي ... فشلو عليا ركابيا وجلست فوق الكرسي كنحاول نفكر فشي حل لهاد الورطة ......الرعب سيطر عليا خفت من جواد يكتاشفني ويلقاني قبل ما نسلم هاد الأدلة للقاضي ، بعد تفكير عميق ؛ قررت نتاصل بختو سلوى ، هي الوحيدة لي تقدر تعاوني في هاد الحريرة ، لحسن الحظ النمرة ديالها كانت باقا مسجلة عندي ، عيط عليها كيصوني مكتجاوبش، صونيت وعاودت ماشي مرة ماشي جوج ، واضطريت اني نصيفط ليها ميساج ، " سلوى انا فدى جاوبيني ضروري " وهي تصوني عليا خبراتني انها في المحكمة ، خليل عندو الجلسة ديال النطق بالحكم هاد النهار ، قطعت عليها مبغيتش نهدر في التيليفون ، شديت طاكسي لمحكمة الاستئناف وانا كلي كنرجف ، وصلني ونزلت وانا حاضية جنابي ، كنتلفت يمينا وشمالا كنقلب علا جواد ، وانا مرعوبة ، حتى بانت لي سلوى كتضحك لعندي كان معاها ماماها وجداتها ، حالتهم حالة الخلعة باينة عليهم وعينيهم حومر بالدموع .........جات عندي سلوى ، تعانقنا وتباوسنا ، علمتها بالأدلة لي عندي ، ولي كتثبت براءة خليل وتورط جواد ، فرحات بزاف ومشات كتجري تفرح ماماها ، حبستها
انا : ( كندور بعينيا في المكان ) سلوى بلاش متخبريهم دبا ، خلي تا يخرج بعدا
سلوى : اه واخا عندك الحق
انا : بغيت نسولك واش المحامي ديالكم ثقة ، زعما منخافوش منو .....
سلوى : لا كوني هانية ، هو خالي اصلا .....
انا : اه مزيان ، فين هو باش نسلموه الأدلة. .........
قدمنا دوك الأدلة للمحامي فرح تا هو وقالنا
المحامي : صافي اعتابرو خليل خرج براءة ......
كنا واقفين مع المحامي في الكولوار ديال المحكمة فاش علنو عن بداية الجلسة ، جراتني سلوى معاها ومشيت دخلت للغرفة بلا منحس ، جلست في المقاعد الأمامية وقلبي غينفاجر من قوة ما كيضرب ...... قبل انطلاق الجلسة ، عيطو علا سمية خليل ، مع الدورة كانت الصعقة ......هو والله الا هو ... جات عينو في عينو .....نفس النضرات ......نفس الملامح القاسية والحنونة في أن واحد ...... نفس الطوله والتجريدة ...نفس القوة والرجولة ........... ..لابس مزيان ومفركس بحال ديما ......عينيه شاعلين وكيغليو كيشوف فيا بعشق، بحب ، بألم وحسرة ...... ما تبدلش بزاف ....وحتى مشاعري متبدلوش، نفس الضعف اتجاهو نفس الحنين و نفس القشعريرة .......اهههه يا قلبي علاش اخليل خنتيني علاش ......عمرو عينيا بالدموع ونضت خرجت من القاعة حانية راسي في الأرض وكنزرب ، اصلا ما محلي من الإعراب، علاش انا هنا .... الدور ديالي تسالا ،قدمت ليهم الأدلة صافي باراكا عليا ... بلا وعي شديت طاكسي ومشيت للدار ......الطريق كلها وانا مرفوعة ......وصلت .....دخلت للدار والنار شاعلة فيا ، كنشوف صورها و كنشم ريحتها في كل مكان ، زدت مرضت كثر ، تفكرت شنو دارو فيا والطريقة باش غدروني ، كنت كنكذب علا راسي ، كنتقمص دور المرأة القوية ذات المشاعر الباردة ، لاكن تثبتلي العكس ، اللقاء ديالي بخليل ضربلي كلشي في زيرو ، تأكدت اني باقا كنبغيه ، باقا كنحماق عليه ، كنموت علا تراب لي كيمشي عليه ......إنما الجرح لي خلا في قلبي عميق ، قلبي مات بسباب خيانته ، واحلامي نهارت بسباب غدره .....واخا يدير لي يدير منقدرش نرجع معاه ، واخا نسامحه منقدرش ننسى ، تشكل حاجز بيناتنا ، حاجز فولاذي مستحيل يتهدم ..... مقدرتش مزال نستحمل هاد العذاب ، كنت باغا نمشي في حالي ، بغيت نبعد ، ونودع هاد المدينة إلا الأبد ......
لاكن قبل خاصني نقضي شي أغراض هنايا، نبيع الدار ، نجمع حوايج صفاء ..... حطيت اعلان في avito وتلقيت عروض كثيرة في وقت قياسي ، مدازتش كثر من 3 ايام كنت ساليت كل اشغالي وبعت الدار بثمن مناسب .......
كانت 10 دصباح باقي شي 6 دالسوايع علا الميعاد ديال التران، مشيت للدار نرتاح شوية ونجمع حوايجي قبل منسلم السوارت للمشتري ؛ اول حاجة درتها دخلت للدوش دوشت حيدت عليا العيا ، لبست حوايجي وتكيت فوق الفوتاي كنستنا ميعاد التران ، من قوة تمارة غمضت عيني و غفيت ، مغنفيق إلا علا شي يد جاراني بعنف ....
شخص مجهول جرني و لصقني مع الحيط ، يد شاد بها فمي واليد الاخرى جامع بها يديا مورا ضهري ، طلعت عيني نشوف شكون مخلوعة وخايفة يكون ضني في محله ، سعا كنت غالطة ، مكانش جواد ، كان سليم كما لم أراه من قبل ، كيشوف فيا بكره وحقد ورغبة جارفة ، عينيه كيشعلوا بالشر ، أنفاس الغضب ديالو كتختارق وجهي ، حاولت نتنتر منو مقدرتش كان مزير عليا بعنف ، نزل وجهو لعندي بغا يبوسني ، طلعات معايا الترويعة و دفعتو بكل ما فيا من جهد حتى كنت غنطيحو الأرض، مشيت نحل الباب سعا كان أسرع مني شدني من شعري بهمجية و لاحني في الأرض، وتلاح عليا .......كيحاول يبوسني في فمي وعنقي وانا كنقاوم ، بدأ كيسبني ويعايرني بالكلام ديال الزنقة ....
سليم : القحبة صافي فيساع قلبك حن عليه ، جيتي خرجتيه، لهاد الدرجة كتبغيه ، شنو عندو هو حسن مني .....
انا : اهيء اهيء طلق مني الشماتة ....
سليم : هههه انا شماتة ، بصاح عندك الحق ، شماتة حيت حافظت عليك ، شماتة حيت حتارمتك، يحساب لي بنت داركم ، سعا غير قح... بحالك بحال ختك .......
انا : بزاف عليك الحمار .....تفو علا مرض ...
سليم : غانوريك المرض ديال بصاح
هزني وغادي بيا لبيت النعاس وانا كنغوت ونتركل ، قاومت...غوتت.....ضربت ... مخليت مدرت وهو غير مازاد شعل ....رماني فوق الناموسية .....
سليم : مممممم باينة غتكوني حلوة بحال..... ختك ...احسن حاجة ديريها ، طلقي راسك و خلينا نتمتعوا .....بدأ كيقطع عليا حوايجي ، انا مغمضة عيني و كنضربو برجليا و كنغوت بإعلا ما فصوتي محسيت إلا وشي حد كيبعدو عليا بكل قوة ، حليت عيني فاذا بي اصطدم ، كان خليل ماغيرو ، ومعاه بوليسي ، شد سليم و دارليه المانيط، ومشا داه معاه بقيت غير انا وخليل في الغرفة وانا باقا مصدومة وممستوعباش اني فقت من الكابوس ، بقيت شحال وأنا حالا فمي عاد رجعات معايا وشفت في حوايجي لي كانو كاع مقطعين عليا ، تحرجت وتزنكت، وبديت كنغطي راسي ونستر ما ستر الله ، وانا كنبكي وكلي كنترعد ...... قرب مني خليل، جلس حدايا ، عنقني وزير عليا ، وبدا كيمسح لي علا شعري ، كيطبطب علا ضهري ، وكيهدني بكلامه المعسول بحال ديما ، صافي احبيبة متخافيش انا معاك ، مكاينش لي يقدر يمسك طول ما انا معاك ......وانا غير مزايدا فيه كنبكي ونتخصص........
حاوطني بذراعو وزيرني لعندو ، الله شحال توحشت هاد الاحساس ، الاحساس بالأمان، الاحساس بالراحة والاطمئنان، الاحساس برجولته وشهامته، عييت من هاد الدنيا ، عييت من المسؤولية ، مكرهتش نبقا معاه ديما ، استسلمت لمشاعري ؛ وتكيت راسي علا صدره الرحب ، قلبو كيضرب فوذني ، وكلامه المريح كيتغلغل لاعماق اعماقي
( فدى كنبغيك ، كنموت عليك ، توحشتك بزاف ، حياتي بلا بيك ما ليها معنى ، عفاك متخلينيش ، انحماق بلا بيك ........) ...... بدا الخوف كيتلاشى تدريجيا ، ترخيت ، غمضت عيني وسهيت ،
كنت كنرجف من البرد ، هز الكاشا و غطاني بها حنان ، كيبوس ويشم في شعري .....سولتو ...
انا : فوقاش خرجتي ؟
خليل : البارح في العشية ، نهار الجلسة المحامي قدم الادلة لي عطيتيه بانت براءتي و خرجوني بالسراح المؤقت بما يحكمو في القضية .......
انا : وكيفاش حتى عرفتوني هنايا
خليل: مور متشد جواد وحققوا معاه ، اعترف بالجرم المنسوب ليه ، وجبد حتى سليم ..... هو لي عاون جواد وسربلو أوراق من الشركة ، بحكم انه كان خدام معايا وكنت كنوثق فيه ثقة عمياء ، وخلاني نوقع علا شي وراق غير قانونية بلا منعيق ...والشرطة كانت حاطة عليك حراسة مشددة حيت عطيتهم أدلة مهمة بزاف وكانو متوقعين شي حد من طرف جواد غيحاول يوصل ليك ......وفاش شافو سليم دخل لهنا ، اقتاحمنا المكان ......
انا : ( بصدمة ) يعني سليم متورط مع جواد ، الحقير شنو غيستافد من هاد الشي .....
خليل: منعرف مي غيكون جواد وعدو بشي حصيصة ، مور ما يتفكو مني ويغرقوني في الحبس ....
انا : بفففف مقادراش نصدق بنادم فين كيوصلو الطمع والجشع، دبا واش غتتوجهلو تهمة ؟؟ ......
خليل : اكيد طبعا ، راه تصدرات مذكرة وقف في حقه ، والشرطة كانت كتقلب عليه ......
تأزمت ومرضت ، علاش انا كيوقعولي هاد المصائب، علاش فين ما كاين شي مشكل كيتسلط عليا ، بديت نبكي عاود ثاني .....
انا : اهيء اهيء عييت من هاد الدنيا .....عييت من المشاكل .....
شد وجهي بين يديه بحنان وبدأ كيبوسني في عينيا وفي كل بلاصة في وجهي .....
خليل : شتتتت صافي احبيبة ، كلشي سالا ، انا معاك دبا ، معمري نخليك مزال.......
وخشاني في صدرو كيسكت فيا .....
بقينا علا ديك الحالة مدة طويلة ، استحليت الوضع ونسيت راسي حتى بدأت عصافير بطني تزقزق تفكرت اني مكليت والو من الصباح ، سمعني وحشمت .......
سليم : الحبيبة ديالي فيها الجوع ، ارتاحي شوية نمشي نجيب شي حاجة ناكلوها ونجي ،
ناض ومشا وصل تال الباب ودار عندي .....
خليل : (بنضرات شك وريبة ) عنداك تتحركي من من هنا ومشا خرج ... خرج وخلاني مرونة ، عايشة في صراع مع مشاعري ،صراع داخلي بين الحب والكبرياء ، بين الضعف والقوة ...... مكرهتش نبقى معاه ، مكرهتش نعيش معاه العمر كله ، ننعس ونفيق علا وجهو، يحميني من غدر الزمان ، لاكن للأسف منقدرش ، كرامتي فوق كل اعتبار ، انوثتي تجرحات، منقدرش ننسا شنو دار فيا ......من حر نار لي في قلبي نضت بلا وعي لبست جلابة من جلالب صفاء هزيت حوايجي وخرجت ،

حطموك يا قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن