الفصل التاسع عشر :

4.9K 70 0
                                    

لم يمر الكثير من الوقت حتى احضروة إلى بيت مهجور بعيدا عن ضجيج القاهرة ..
احضرة احد رجال الشرطة وجرة بعنف وربطة بكرسي كان هناك ربطة بشدة ..
نظر خيرت امامة في صدمة وقال والخوف قد دب في عروقة وسيطر عليه :
-  آآآ أ أنتي
ظهرت سمر وهي ممسكة بيد جاسم بقوة وصرخت بوجهة :
-  أيوة أنا .. ايه خايف
خيرت بإرتباك :
-  و وانا اخاف من بنت ليه
صرخت عليه :
-  متقولش بنتك تاني انت سامع
خيرت بإرتباك :
-  هو فيه بنت تقول لأبوها كدة .. عيب ياسمر قوللهم يفكوني
قالت غاضبة :
-  قولتلك متقولش بنتك انت مش ابويا أنا بابا مات مااات سامع أنا عرفت كل الحقيقه
صدم عند سماعة لمعرفتها انه ليس والدها فقد ظنها الحسنة التي ستنقذة من ماهو عليه الآن  .. ولكن بعد ماذا ايها الجاحد
اكملت بغضب قد ظهر على وجهها من شدة احمرارة قائلة :
-  وعرفت العذاب إلى انت عذبتهولها في حياتها عرفت جرايم القتل إلى انت بتمشي فيها والاهم ان المشرحة طلعت تقرير ان موت ماما مكنش طبيعي كان من آثار ضرب .. سامعني ضرب يعني انت قتلتها ياحيوان ياقذر
واندفعت نحوة تضربة من غضبها تمسكة من لاقة قميصة وتصرخ فيه :
-  ليه؟ قولي لية عملت فيها كده؟ كانت بس محتاجة .. محتاجة حد يقف جنبها لما معرفتش تساعد نفسها لية عملت كدة ليه؟
انفجر خيرت ضاحكا بطريقة تدعو إلى الاشمئزاز وقال :
-  اه أنا عملت كدة عشان هي تستحق .. تستحق كل إلى حصل فيها .. أنا كنت بحبها وهي سابتني واختارت الحيوان ده واقسمت لأدفعها التمن هي تستحق
ظلت سمر تضربة وقد انهارت تماما فقدت ماتبقي من عقلها امامة وظلت تضربة كوحش ثار على فريستة ماسمعتة ليس بالقليل وهذا اعتراف صريح منه على قتلة لوالدتها وتعذيبها
شعر جاسم بالقلق الشديد عليها وعلي ما اصابها من فقدان اعصاب وعدم تحمل لهذا الرجل
فذهب امامة جاسم وصفعة جاسم على وجة صفعة اوقعتة بالكرسي على الارض وقال :
-  اقتلية ياسمر
واعطاها مسدسا قائلًا  لها :
-  خدي اقتليه
نظرت له سمر بخوف شديد تلك الآلة تشعرها بالخوف ولكن جاسمامسك يدها ووضع المسدس بيدها وامسكة معها .. صوبة تجاهه
ارتعب خيرت وظل ينظر اليهم بخوف شديد قائلًا  :
-  لا اجوكو ارجوكي ياسمر متعمليش معايا كده
وجد جاسم يدها ترتجف فهمس بأذنها :
-  أنا معاكي
كلمتان كانتا قادرتان على شحن قوتها من جديد وصوبتة المسدس معه
خيرت :
-  ارجو لا بلاش تعملو معايا كدة اعتبروني زي ابو،
سمر بغضب :
-  متفكرش تكمل والوقت بتترجي
جاسم :
-  اللعبعة بتتقلب ياصفوت
ولكن جاسم لاحظ عدم رغبة سمر بقتلة ليس هي على الاقل
قالت له سمر :
-  جاسم خلي الراجل إلى هناك يقتلة وانا كدة اخدت حقي
لم يضغط عليها جاسم وبالفعل نفذ ما طلبت واعطي المسدس للشرطي ليقتلة هو وامسك هو بيدها وانسحبوا من المكان .. صوت رصاصة تحقيق العدالة سمعوها عند خروجهم مباشره
ارتجفت من وقع صدي صوت الرصاص وارتمت بين ذراعي جاسم بحركة غير مدروسة ضمها جاسم وهو يهدأها ويقول :
-  خلاص مات إلى كنتم بتعانو بسببو خلاص ياحبيبتي
سمر وهي تشدد من ضمة :
-  جاسم وديني البيت
ربت على شعرها بحنان وقال بصوت غطاه الدفئ :
-  هنرجع .. هنرجع ياحبيبتي ومحدش هيقدر يقف في طريقنا بعد كده
واخذها معه عائدين إلى المنزل .. لا بل عائدين إلى "منزلهما"..
                          *           *           *
كانت فرحة قد اعدت الغداء هذا اليوم ولم تذهب إلى العمل .. ذهبت فرحة إلى غرفة ياسين لتخبرة ان الطعام صار جاهزا
دخلت الغرفة ونظرت فيها لم تجدة ثم فجأة قالت :
-  ايه الهبل ده نسيت انه راح الشغل
كادت فرحة ان تخرج ولكنها رأت شيء ما في غرفته لفت انتباهها و جعلها تذهب عند مكتبة لتراه
ذهبت عند المكتب وجدت صندوقا خشبيا كبير الحجم لم تعلم لما دفعها فضولها لفتحة .. وعندما فتحتة وجدت به اشياء كثيرة ومختلفة وجدت بعض الرسومات رسومات مختلفة ووجدت نفسها بإحداهما كانت تلك هي نفس الرسمة التي فاز بها في المسابقة كانت تلك نفس اللوحة التي كانت تمسك الطائر بيدها بها
فرحة :
-  ههههههههة هي دي نفس الرسمة لسا معاه لحد الوقت
ثوجدتم تركتها وامسكت صورة لسيدة خارقة الجمال ولكن حقا ما ان دققت بملامحها جيدا وجدت ان بينهما تشابها غريبا مع انهما حقا لم يكونا الشخص نفسة من شدة ذهولها اوقعت الصورة على الارض فاوجدت على ظهرها كتب .. "وكنتي ضياء في اشد الظلماء .. وكنتي سعادة بين العزاء .. وكنتي نجمة ساطعة في المساء .. ولقلبي كنتي شفاء .. ولجروحي انتي دواء .."
قرأت فرحة الكلمات وقالت :
-  للدرجادي بيحبها طب و وانا
لم تدري متي خانتها تلك الدموع التي تتساقط تلك الدموع التي بمجرد ان شعرت بهما مسحتها بسرعة شديده
فجأة وجدت احدهم يضع يده على كتفها فانتفضت من شدة الخوف ثم نظرت خلفها لتجدة ياسين
ياسين :
-  يابت هو انتي كل شوية تتخضي كده
فرحة بتوتر :
-  ها لا اه عادي أنا ماشي ه
وكادت ان تذهب الا ان امسك ياسين يدها وقال بإبتسامة :
-  كنتي جايه عاوزة حاجه؟!
فرحة :
-  لا أنا الصراحة كنت جايه نسيت انك في الشغل وجيت اقولك يلا نتغدي
ياسين وهو ينظر إلى يدها :
-  ايه ده !!
نظرت فرحة إلى يدها بصدمة وتتذرت انها لم تعيد الصورة بعد
فرحة بتوتر :
-  ها دي دي
قال باسما :
-  فتحتي الصندوق
مش كده؟ أنا كنت قافلة قبل ما انزل
فرحة بإحراج :
-  الصراحة اه فتحتة أنا اسفة ونسيت ارجع الصورة دي
ومدت يده لكي تعطيها له .. امسك جاسم الصورة وبمجرد النظر اليها ظهرت علامات الحزن على وجهة وجلس على السرير ينظر إلى الصورة بشجن ثم قبل الصوره
كانت فرحة ترمقة بعيناها ولاتفهم ما حدث وقالت فجأة :
-  ياسين مالك  ؟
ابتسم لها ابتسامة باهتة وقال :
-  وحشتني ونزر إلى الصورة متابعا :
-  وحشتني اوي
كادت فرحة ان تختنق من كلماتة انها كحد السكين
كل ماخطر لها انها هي السبب في انفصالهم وبدات عيناها تتأهب استعدادا للبكاء
قالت حزينة :
-  ماتروحلها
رد عليها بوجوم :
-  ياريت لو ينفع يافرحة ياريت لو ينفع
يا اللهي بدأت تبكي .. انها لا تعلم ببكائها حتى .. نظر لها ياسين بعد ان رفع عينية عن تلك الصورة ولاحظ بكائها وقبل ان ينطق بحرف قالت فرحة :
-  أنا ماشي ه
وخرجت من الغرفه
ذهب ياسين ووضع الصورة داخل الصندوق وخرج خلفها ليري ما بها ..
كانت تنزل من على الدرج بسرعة وكانت مريم تصعض الدرج ومعها صينية عليها بعض الاكواب فلم تنتبة الا حين اصطدمت بها ووقعت فرحة .. فقدت وعيها ..
                          *           *           *
بعد ذهاب جنى ستراحت قليلا بمنزلها ذهب يوسف اليها وطلب وطلب من والدها ان يخرجا سويا فوافق
كان يوسف وجنى بالحديقه
يوسف :
-  غمضي عينك
جنى :
-  ليه  ؟
يوسف :
-  بس غمضي
جنى :
-  طيب اهو غمضت
واخرج يوسف شيء من جيبة واستدار خلفة والبسها اياها
جنى :
-  فيه ايه  ؟
يوسف :
-  افتحي
نظرت جنى إلى العقد الرائع حول رقبتها وقالت :
-  الله جميل اوي
يوسف باسما :
-  بجد
جنى :
-  اه والله تحفة بجد
يوسف :
-  بس مش احلي منك مفيش حاجة اصلا احلي منك
ابتسمت محرجة ولم تتكلم
يوسف :
-  هنتجوز امت بقا
نظرت له جنى وقالت :
-  يوسف أنا خايفة اوي على بابا
يوسف بعدم فهم :
-  لية ماله  ؟
جنى :
-  يوسف بابا صحتة في النازل خالص ولو مكنتش أنا اديلو الدوا والله مش بياخدوا ودايما يفضل يقولي أنا كنت عاوز افضل جنبك عشان اطمن عليكي بس أنا الوقت اطمنت الحمد لله هعوز ايه من الدنيا اكتر من كدة .. ثم اكملت ببكاء :
-  أنا خايفة عليه اوي بجد
يوسف :
-  طب بطلي عياط بس واحنا هنلاقي حل ان شاء الله واكمل وهو يضمها اليه :
-  خلاص اهدي بقى عشان خطري ..
                          *           *           *
كانت نائمه
منذ ذهابها إلى المنزل وهي على ذاك الوضع .. يسأل نفسة كل لحظة .. هل كنت على خطأ حين اخذتها معي  ؟ .. فقط كنت اريدها ان تشعر ب..
قاطع تفكيرة صوتها وهي نائمة تردد اسمة مرارا
امسك يدها بيداه الاثنتان وقال لها :
-  أنا جنبك اهو .. جاسم اهو جنبك ياحبيبتي
ثم وضع يده على شعرها وظل يربت عليه بحنان
لم يمضي الكثير من الوقت حتى افاقت
نظرت له وابتسمت قائلة :
-  هتديني لحد امت  ؟
قال بحنان :
-  لحد اخر نفس
صمتت قليلا ثم اعتدلت جالسة و قالت بإبتسامة :
-  وفي المقابل  ؟
ابتسم وقال :
-  هاتي ايدك
فأعطتة يدها فقام بسحبها حتى استقرت بين ذراعية وقال :
-  تفضلي هنا دايما
ضمتة بكلتا يداها وقالت :
-  هنتجوز امت  ؟
قال بسعادة :
-  اخر الاسبوع ده ايه رأيك
ابتسمت وأومأت رأسها
الي دنيا افضل هذا ما ارادتة ان تنتقل من الاحزان التي تعرضت لها لترتمي بين ذراعي رجل احتواها .. قدم لها في امس الضعف قوة .. اعطاها حياتة ثمنا لبقائة معها .. يتوقف عن الابتسام فقط ان رأي على وجهها العبوس .. اكلمات تكفي لوصف ما تشعر به تجاهة .. لا اظن .. فهو وطن عاشت به ولا تحسب ايام عمرها قبلة .. فهو قلب عشقتة ولا تدري ما الحياه بدونة .. بل لا تريد ان تدري .. هي معه الآن  وكفي ..
                          *           *           *
افاقت فرحة وهي على السرير وكان ياسين جالسا على كرسي بجانبها
بمجرد ان فتحت عينيها حتى ابتسم لها وقال :
-  انتي كويسة الوقت  ؟؟
حاولت الاعتدال على السرير بدون ان تعيرة اهتماما فجاء لكي يساعدها قائلًا  :
-  استني يافرحة هساعدك
لكنها قالت :
-  لا شكرا أنا كويسه
ابتعد عنها ياسين لكي لا يضايقها وجلس مرة اخرى صامتا
طال الصمت .. طال وطال ولا احد ينطق بكلمه
قال ياسين بعد ذاك الصمت المميت :
-  فرحة
لم تنظر له .. لم ترد
قال ملحا :
-  فرحة أنا بكلمك ردي عليا
قالت بضيق :
-  نعم  ؟
ياسين :
-  مالك  ؟
هزت رأسها نافين ان لا
اعاد السؤال :
-  مالك يافرحة
فرحة :
-  مفيش مالي كويسة اهو
ياسين بنفاذ صبر :
-  ما أنا بسألك المفروض تجاوبي مش تسأليني
فرحة بهدوء :
-  مفيش حاجه
ياسن :
-  فرحة يمكن منعرفش بعض من زمان اوي بس أنا بقيت حافظك فمتحاوليش بقى تكذبي وقولي على طول مالك
لم تجيب
ياسين :
-  طب أنا زعلتك في حاجة قوليلي
بدأت تبكي بهدوء وقالت بصوت هادئ :
-  لا هتزعلني في ايه
ياسين :
-  طب بتعيطي لية الوقت
قام من على الكرسي وجلس على السرير بجانبها ومسح لها الدمعات التي تحررت من عينيها ورفع وجهها له قائلًا  :
-  أنا إللي مزعلك صح
اشاحت بوجهها إلى الجانب الآخر ولم تجيب
ياسين :
-  طب قوليلي أنا عملت ايه ومعتش هعملة تاني .. قولي بقا
ثم ادار وجهها اليه مرة اخري
ابتعدت عنة وحاولت النزول من على السرير كي تتهرب منه
لكنها احست بضعف من آثار الوقوع
امسك ياسين يدها وقال بحنقة :
-  مش هتروحي في مكان قبل ما اعرف مالك
فرحة بنفاذ صبر :
-  قلتلك مليش
ياسين بهدوء :
-  طب وكنتي بتعيطي لية .. ومشيتي من عندي وانتي بتعيطي لية وانا ملحقتكيش ووقعتي
فرحة :
-  مفيش عادي انا
كدة بعيط لوحدي
اغمض عيناه ويبدوا ان هدوئة صار مهددا بالان هيار في اي لحظة فهو غير معتاد على ذاك النوع من الجدًال الطويل .. والسؤال عن حالة شخص لتلك المدة وهو آبي ان يجيب ثم قال فجأة :
-  طيب على راحتك مش عاوز ادايقك اكتر من كده
وترك يدها وخطي خطوات إلى الباب ثم نظر لها مرة اخرى ليجدها قد شرعت في البكاء مرة اخرى .. وضع يده على رأسة يرجع شعره للخلف وشعر بحنقة في صدرة ثم وقف قليلا ينظر اليها لا يريد الذهاب .. لا يريد تركها يريد معرفة لماذا تبكي .. حسنا هو من المستحيل ان يتركها بذاك الوضع و ... يذهب لا ليس هو على اي حال من سيفعل ذلك ومع من .. معها مستحيل .. سأعلم الآن  مايبكيها ولن اتراجع سأذهب واعرف مابها.. ولكنها ان لم تجيب ماذا سأفعل ؟!
ترك كل ذلك الشرود وتقدم لها في خطوة خاطفه
اقترب منها وقال بصوتة الحاني :
-  برضوه  مش هتقولي مالك!!
نظرت له بوجوم تسأل نفسها .. هل اخبرة .. ام لا سأخبرة اجل سأفعل .. ولكن ماذا ان اعتقد اني ..
لم تجد نفسها الا وهي تقول وقد افلتت منها الكلمات هاربة بصوت متقطع من كثرة البكاء :
-  أنا كويسة يا ياسين روحلها انت عادي مش فارقة معايا اصلا
اتسعت عيناها ونظرت للأسفل وقد اظهرت بحماقتها ذلك الذي ارادت اخفائة عنة ماذا سيظن بي الآن  حين ي،
قطع شودها قائلًا  ولا يبدوا على وجهة انه فهم شيئا :
-  اروح لمين ؟!!
كم أنا غبية .. ماذا سيقول عني الآن  فهو لم يتزوجنى الا لشفقة منه فقط على حالي وحال اخي .. ماذا سيقول عني الآن  ان علم انني اغار عليه اتسعت عيناها بهلع ان فهمها ستكون تلك هي الكارثة الفجة التي تنهيها حيائا
نظر إلى صمتها وشعر نوعا ما بأنة قد فهم .. بلى لقد فهم .. لم يكن يوم قارئا للافكار كما هو معها الآن  يشعر ان تلك الطفلة الصغيرة جميع اقوالها شفافة تظهر له بصمتها
استمر الصمت وطال حتى قال ياسين بما يشبة المواساه :
-  تعرفي ان إلى كانت في الصورة دي امي
صمت قليلا ليلاحظ اندهاشها الذي سيطر عليها ثم اكمل :
-  وهي الله يرحمها ماتت قصدك بأنك مش محتاجاني لدرجة اروحلها .. اموت يعني
اتسعت عيناها وارتعدت اواصلها فقط من ذكر الكلمة امامها .. اي ان تلك السيدة قد ماتت وهي والدته وانا بكل سذاجة اطلب منه الذهاب اليها
بدأت ببكاء لا تفهمة بكاء صامت تشعر بألم بداخلة لا تدري لماذا حاولت ان تتكلم قائلة بكل بلاهة العالم :
-  أنا .. مش قصدي ........ ان .. أنا مكنتش ...
صمتت ووجدتة الحل الامثل في تلك الحالة فقد فقدت القدرة على الحديث كطفل في السادسة اخطأ خطأ فادحا ..
لن تنظر اعلم انها لن تنظر إلى ولو إلى السنة المقبلة لقد فهمتها بشكل غير طبيعي وسريع جدًا وكأنة شعر بالتوجب عليه في فهم كل حركة تقوم بها .. لم يجد بدا ان يرفع وجهها بيدة ويجلس بجانبها على السرير قائلًا  لها بإبتسامة تذيب الصخر :
-  عارف انك مش قصدك بس مفيش داعي لكل دا
نظرت له وظهرت ابتسامة عذبة افتقدها كثيرة في العدة ساعات السابقة وفجأة وهو ينظر لها شرد في سؤال حيرة كثيرا .. هل تغار  ؟
ولكن سرعان مانقي ذلك في عقلة قائلًا  انه لا يجب ان يوهم نفسة في بدايه المطاف ربما هي فقط شعرت انها عرقلت مسيرة حياتي بزواجي منها بالطبع هكذا قد اعتقدت ..
ابتسم لها وقال :
-  لسا زعلانه  ؟
هزت رأسها ان لا
قال بنفس الابتسامة :
-  انتي لسا ماكلتيش صح  ؟
جاوبتة بسرعة بسؤال هي الاخري :
-  وانت  ؟
ياسين باسما :
-  ناكل سوا  ؟
اومأت رأسها

بعد قليل كان الطعام على السرير بجانبهم يأكلون
ما ان تناول ياسين اول لقمة حتى ذهب إلى ماضي بعيد حيث السعادة تخيم على ارجاء المكان ونفس المرأة التي كانت بالصورة تبتسم ابتسامة ام حنون تخطف الآن فاس وهي تقول بكل رقة :
-  ياسين لو انت مكالتش أنا مش هاكل وهزعل منك
لياتي الطفل الصغير ذي الاعوام العشر ليجري على امة وهو يبتسم ويجلس مرغما ليأكل لتأكل هي معه
لم يدري كيف تذكر ذلك فقد مر الكثير من الوقت هو يتذكر ان عقلة لايتذكر شيء ابعد من 10 سنوات كيف جائت تلك الذكري الجميلة تداعب مخيلتة من جديد
فرحة :
-  مش بتاكل ليه!! الاكل مش عاجبك  ؟ .. أنا إللي عملاه على فكره
قال مفاجأ لها بسؤال غريب
ياسين :
-  انتي بتحطي ايه في الاكل دا  ؟
نظرت له بريبة بينما قالت
فرحة :
-  لية هو وحش  ؟
ابتسم لها وقد بدت تلك الابتسامة شاحبة جدًا استطاعت تميز ذلك ثم قال :
-  لا الاكل ده مختلف مكنتش باكلة الا من ايد واحدة بس .. ماما
تساءلت عن الرابط بين طعامها وطعام والدته فهي لم ترها من قبل وتذكرت انها تعلمت الطهو وحدها وعندما كانت تفشل كانت تحاول حتى تنجح تماما في طهوها .. قاطع شرودها ياسين قائلًا  :
-  عشان هي بس إلى كانت بتقدر تضيف طعم الحب والدفئ جوا الاكل بتاعها وانتي كمان بتعملي كدة .. اقصد ان انتي الوحيدة إلى بعد ماما الله يرحمها إلى دوقتيني اكل زي دا
قال ذاك الكلام ونظرة مؤلمة غطت عيناه
هذا الالم ليس الم عاديا فقد قال لي من قبل انها قبل عشر سنوات اي ان من المفترض ان تكون ذكراها قد خمدت بقلبة قليلا .. لكن ذاك الالم الذي تراه الآن  .. لا تستطيع تحملة تشعر وكأن الالم قد انتقل اليها من نظرة فقط ..
نظرة لا اكثر ولا اقل .. شعرت بألمة فيها
ثم قالت بعد فترة صمت :
-  مالك  ؟
ظهر العبوس على وجهة وقال بوجوم :
-  ماما كانت كل حاجة عندي كانت احسن ام .. ام مثالية ماتت وهي
صغيرة كان عندها 33 سنة بس وكنت أنا عندي 15 سنة يعني كنت لسا صغير ماما قبل ماتموت قالتلي خلي بالك من اختك قالتهالي أنا مش بابا وكأنها كانت عارفة ان بابا هيضعف بعد ما تمود ربنا يرحمها أنا مضعفتش مكنش فيه مجال للضعف ومظهرتش احساسي لحد مكنتش عاوز حبيبة تحس بأنها وحيدة وخصوصا انها كانت لسا صغيرة عندها 12 سنة بس أنا إللي عوضتها،
ثم توقف صامتا تماما
لماذا يخبرها الآن  ويسرد عليها تلك القصة .. هي لم تدري لكن جانب منها شعر بالسعادة لأنه يحاول ان يقاسمها الآمه
كانت تود ان تمسك يده في تلك اللحظة وتقول له أنا بجانبك أنا معك الآن  .. ولكن لم تسطيع مدت يدها لتضعها على كتفة لكن سرعان ما سحبتها مرة اخرى بدون ملاحظته
تنهد بعد قليل ثم ابتسم ابتسامة حاول فيها عدم اظهار الالم ثم قال :
-  أنا هقوم وارتاحي انتي ..
خرج من الغرفة وهي لاتزال تنظر له وتريد ايقافة ولكن حلقها توقف عن الخدمة .. لا يريد اخراج الكلمات .. نظرت إلى الباب عند خروجة لفترة ثم ارجعت رأسها للخلف في شجن ..
                          *           *           *
ذهب ياسين إلى غرفته بعد ان شعر ان سيلا من الذكريات قد انزلق من جديد انه يتذكر والدته وبدأ يتذكر كل تفصيلة فيها يشعر بألم فراقها كعادة كل مرة يفتح فيها ذاك الموضوع
جلس في ركن هادئ بغرفته يفضلة .. ووضع يده على رأسة من كثرة الذكريات التي تتدفق كالسيول
يتذكرها تداعبه وتمازحه .. يتذكرها وهي تجعله يتناول الطعام بطرق ذكية .. يتذكر حنانها حين كان يمرض وتظل بجانبه طوال الليل تداويه وتقدم له الاهتمام .. يتذكر حضنها الدافئ عند امس الاحتياج .. ولكنها ذهبت .. ذهبت الآن  ولم يتبقي سوى ذكراها
عند تلك النقطة شعر بألم رهيب سيطر عليه مرة اخرى وفجأة وجد احدهم يضع يده على يداه
التفت ليجد .......................................!!!!!؟؟؟

العشق الضآلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن