الفصل الثاني والثلاثين :

5.1K 62 1
                                    

للمرة المائة في هذا اليوم تتصل بهاتفة مغلق إلى الآن  وتتذكر تلك الرسالة التي هددوها بها صباحا لتذهب للقائهم تبكي وتبكي .. كانت خائفة للغايه تتصل به ولا يجيب جتي انها فقدت وعيها بمجرد ان تركها وذهب .. اين هو الآن  ظلت تبكي وتعاود الاتصال بذاك الرقم المغلق .. حتى انها لم تنتبة ان ظهرها قد المها بشدة فهي جالسة تبكي مستندة على السرير من الاسفل وتضم ساقيها وهي تبكي بشده
تناولت الهاتف لتجرب مرة اخرى .. ولكن لا فائدة الهاتف غير متاح
ماذا الآن  هل حدث شيء ما له .. هل .. هل نفذو التهديد لأنها لم تقف للنهايه تستمع لهم
يخطر ببالها الاف الاشياء المرعبة التي قد تكون حدثت له .. ولا فائدة لا تعلم اين هو؟؟!
هي بحاجتة الآن  ليطمئنها على نفسة علها ترتاح ..
اين انت فقد اجبني ياسين ..!!
                          *           *           *
في صباح اليوم التالي ..
كان جاسم وسمر بإحدي المطاعم يتناولون الطعام
فجأة قالت سمر :
-  جاسم أنا هقوم ادخل الحمام
فقال وهو ينظر لها بقلق :
-  تاني ولا ايه أنا بدأت اقلق احنا نخلص وهنروح لدكتور
ابتسمت بحنان وقالت :
-  لا ياحبيبي أنا كويسة أنا عاوزة اغسل وشي بس
فابتسم وقال :
-  ماشي  ياحبيبتي متتأخريش
ذهبت سمر وبمجرد ذهابها وجد جاسم من يشد الكرسي ليجلس امامة فنظر مصدوما وقال :
-  سلمي!!!!
فضحكت سلمى وقالت :
-  اه سلمى .. بعد ما هربت من السجن جيت على هنا واول حد شوفتة انتو فقولت اجي اسلم عليكم
قال جاسم غاضبا :
-  انتي بتعملي ايه هنا!!!
فنظرت له وقالت بغضب :
-  هدمرلك حياتك زي ما انت كنت السبب في تدمير حياتي
ونظرت بعيدا فوجدت سمر اتية نحوهم فمدت يدها وأمسكت بيدة وقالت :
-  ياجاسم مش بعد كل إلى كان بينا تنهية بسهولة كدة عشان انت اتجوزت
فنفض يده من على يدها وقال بصدمة :
-  انتي مجنونه!!!
لم تكد تتكلم لأن سمر كانت قد جائت ولم تختفي ابتسامتها بل سحبت كرسي وجلست بجانبها وقالت باسمة :
-  اه ياحبيبتي كملي
نظر لها جاسم مصدما هو الآخر وقال :
-  تكمل ايه دي واحدة منافقه
نظرت له سمر وقالت :
-  استني ياجاسم نسمعها الاول
فقالت سلمى بإدعاء مزيف :
-  اسفة مكنش قصدي تسمعي كلامي والله ..
قاطعتها سمر قائلة بإبتسامة متسلية :
-  لا ولا يهمك يلا كملي
فنظرت لها سلمى بإرتباك وقالت :
-  أنا مش قصدي اوقع بينكو بس لازم تعرفي حقيقة جوزك
ذهبت الابتسامة من على وجهها لتظهر عينان تشتعل نارا وقالت بهدوء قدر الامكان :
-  ها وبعدين!!
تابعت سلمى ببكاء وبدموع التماسيح .. لا بل دموع عقارب سامة :
-  جوزك وهمني انه بيحبني ووهمني انه هيتجوزني ولما اخد إلى عاوزة مني رماني .. واكيد هيعمل معاكي كدة بس الفرق ان انتي صعب يوصلك فخدك بالحلال
ضحكت سمر ضحكة تخلو من المرح لتقول بعدها ساخرة :
-  لو عاوزة توقعي بينا محتاجة حجة اقوي من دي ياقلبي بشوية يعني ممكن تقولي ان أنا ممكن اسدقك لو .. السما وقعت على الارض مثلا!!!
نظر لها جاسم ثم ابتسم بسعادة وقد علم انه ليس بحاجة لتبرير اي شيء فما بينهم لا تستطيع مدعية كسره
فقالت سلمى غاضبة :
-  يعني انتي مش مسدقاني!!!
رفعت احدى حاجباها وقالت :
-  اممممم عاوزة الصراحة .. اكيد لا .. ثم أنا اقدر اشتري البتاع إلى بيخليني اعيط ده عشان اكون مقنعة شويه
عقدت حاجباها وقالت بضيق :
-  أنا بعيط بجد
فابتسمت سمر ثم قالت :
-  وانا قولتلك عكس كدة .. يلا بقى بيتك بيتك عشان عاوزة اتعشي
كانت ذاهبة وقبل ان تذهب قالت سمر بمرح :
-  سوسو نسيت اقولك
فاتفتت لها سلمى فأكملت سمر باسمة :
-  اول ما شوفتك شرفتينا فكرت انك ممكن تكوني تايهة مثلا من السجن فاتصلت بيهم وثوان وهيوصلو استنيهم بقا
اتسعت عيناها وركضت بسرعة لتهرب ولكن بمجر هروجها كانت الشرطة قد حاصرت المكان من حولها وقبضو عليها
نظر لها جاسم وقال باسما :
-  انتي مسدقة كل حرف قولتية صح
اتسعت ابتسامتها وقالت :
-  كل حرف
فمال عليها قليلا وطبع قبلة على وجنتها فنظرت له ثم نظرت حولها وهي تقول بحذر :
-  الناس هتقول ايه!!
فضحك بخفوت ثم قال :
-  واحنا يفرق معانا الناس في ايه!!!
فضحكت بخفوت وقالت :
-  يفرق برضو عيب
فمال عليها قليلا وهمس لها :
-  طب تعالي نروح عشان ميبقاش عيب
فابتعدت عنة وقالت بصرامة مزيفة :
-  انت افكارك كلها قليلة الادب كدة ..!!
فضحك وكاد ان يتكلم ولكنة رأها تغمض عينيها بشدة ثم وضعت يدها على فهما واسرعت للحمام فذهب خلفها وانتظرها خارج الحمام إلى ان خرجت
فنظر لها بقلق ثم قال بصرامة :
-  من غير ولا كلمة يلا هنروح للدكتور
سعلت قليلا ثم قالت :
-  أنا كويسة والله بس،
امسك يدها وقال :
-  يلا قولتلك
اومأت رأسها بإستسلام وذهبت معه ..
                          *           *           *
حين فحصتها الطبيبه
قالت الطبيبة باسمة :
-  مفيش اي حاجة تخوف ده من آثار الحمل
نظر لها الاثنان وقالا بنفس واحد :
-  حمل!!!!!!!!
فابتسمت بود وقالت :
-  اه انتو مش عارفين هي حامل في الشهر الاول
فقال جاسم بسعادة :
-  بجد والله
فضحكت سمر وقالت :
-  وهي هتكدب ليه!!!!
ابتسم بسعادة وقال :
-  لا مقصدش انها بتكدب أنا اصل فرحااان اوي
فقالت الطبيبة مبتسمة :
-  الف مبروك .. والمدام لازم تشوف دكتور تتابع معاه عشان سلامتها وسلامة البيبي
اومأ جاسم رأسة مبتسما فتابعت :
-  والمهم بلاش تعيط كتير يعني حاول تفرحها قدر الامكان
فقال والابتسامة على وجهة :
-  في عنيا والله
فكتبت له الطبيبة بعض الفيتمينات واعطتة الورقة قائلة :
-  دي بعض اسماء لفيتمينات مهمة جدًا في فترة الحمل والدكتور المتابع هو إلى هيوضحلك اكتر ..
                          *           *           *
دخلت مريم عليها لتجدها تجلس نفس جلستها وقد نامت هكذا البارحة هذا وان كانت قد نامت اصلا
فجلست إلى جانبها وقالت بهدوء :
-  فرحة هانم مش هتاكلي حاجة بقا
نظرت لها فرحة وقالت بهدوء :
-  لا يامريم مليش نفس الوقت
فقالت مريم بضيق :
-  بس انتي مكالتيش حاجة من امبارح واغمي عليكي ومشربتيش حتى بق مايه
قالت بحدة وكأنها تختنق :
-  قولتلك مليش نفس سيبيني لوحدي الوقت
نظرت لها مريم بحزن ثم تركتها وذهبت
بينما جلست فرحة لتبكي وقد يأست ان يفتح هاتفة ومع ذلك كانت تحاول الاتصال به .. عبسا تحاول ..
                          *           *           *
كانت ريم جالسة تنظر من الشباك وفجأة وجدت من يسحبها إلى حضنة من خصرها فقالت بحزن مصطنع :
-  متحاولش أنا برضوه  زعلانة مليش فيه
فقال حسام يسترضيها :
-  متزعليش بقى .. ولعدين حد يزعل مني انا!!
اومأت رأسها وقالت :
-  اه أنا زعلانة ابعد بقى .. عشان امبارح فضلت اسألك مالك وانت تقول مفيش ومرضتش تقولي رغم ان احنا اتفقنا منخبيش على بعض اي حاجة ابدا
ثم اكملت وقد بدأت تبكي :
-  وانا معرفتش انام طول الليل وكنت خايفة من الحالة إلى انت كنت فيها
ابتسم ثم قال :
-  عاوزة تعرفي!!! هقولك بس متخافيش أنا مرضتش اقولك امبارح عشان متخافيش بس بما انك مصرة تعرفي فاانا هقولك
استدارت لتنظر له ثم قالت بقلق :
-  قول
ظلت تنظر اليه وهو يقص عليها حتى توقف فقالت :
-  كنت عارفة والله اني مش بتخيل وانة عايش بجد
فقال بحذر :
-  طب وانتي خايفه!!!!
قالت ببساطة :
-  لا .. الاول كنت خايفة عشان فكرت اني شطبشوفة لوحدي بس لما انت قولتلي انك شوفتة معتش خايفة .. المهم انه مطلعش عفريت
ضحك حسام بشدة وقال :
-  عفريت!!
اومأت رأسها مبتسمه
فضحك مرة اخرى قائلًا  :
-  لا مطلعش عفريت الحمد لله
قالت ضاحكة :
-  اه الحمد لله
صمت قليلا ثم عاد ليسألها :
-  ممكن تسامحية في يوم!!!
ابتسمت وقالت ببساطة :
-  أنا مسمحاه
قال بسعادة :
-  بجد!!!!
اومأت رأسها
ضمها اليه بقوة وقال :
-  أنا قولتلك قبل كدة انك احسن حاجة حصلتلي في حياتي
ابسمت وقالت :
-  امممممممم لا
فقال باسما :
-  طب انتي احسن حاجة حصلتلي في كل حياتي
رفعت حاجباها وقالت :
-  كدة مش كفايه لسا متصالحتش!!
ضحك حسام وقال :
-  انتي اسغلاليه
ضحكت هي الاخري وقالت :
-  حقي يابابا ولازم استغلو
ابتعد عنها قليلا وقال باسما :
-  تعالي نخرج
قالت بسعادة تحاول اخفائها :
-  على فين!!
مال عليها قليلا وطبع قبلة على وجنتها وقال :
-  ممكن لو عاوزة على السرير ده او إلى برا عادي شوفي انهو إلى يريحك وانا معاكي
فنظرت له مغتاظة وقالت :
-  حساااام مش بهزر
فضحك وقال :
-  خلاص خلاص اهدي بهزر بس الله عاوزة تروحي فين!!!
قالت ريم بغضب طفولي وهي تكتف ذراعاها :
-  الملاهي
ضحك وقال :
-  صبرني يارب تعالي يا اخر صبري
ابتسمت وقالت ببرائة :
-  هنروح!!!!
نظر لها وقال بخبث :
-  بس بشرط
فمالت عليه وطبعت قبلة على وجنتة وقالت :
-  كدة الشرط اتنفذ ثواني وابقي جاهزه
ورضت من امامة بسرعة الريح وتركتة يضحك بشدة من جنونها الذي عشقة ..
                          *           *           *
عاد مساءا إلى المنزل وكانت آثار الارهاق على وجهة وبمجرد دخولة وجد مريم تسرع اليه لتقول :
-  ياسين بية كويس ان انت جيت
فقال بقلق :
-  لية فيه حاجة حصلت!! فرحة كويسه!!!
هزت رأسها نافيه وقالت :
-  من ساعة ما انت سبت البيت امبارح مكالتش ولا شربت وفضلت تعيط وحتي امبارح منامتش اصلا طول الليل
قال ياسين غاضبا :
-  طب انتي ازاي مغصبتيش عليها تاكل؟!!!
نظرت له وقال بضيق غير معهود منها :
-  يابية فرحة هانم مرضتش تاكل ابدا واكيد انت عارف انها عنيد جدًا
تركها ياسين وصعد إلى فرحة بسرعة وعندما دخل وجدها جالسة واضعة رأسها وسط ساقيها التي تضمة إلى صدرها فذهب اليها وجلس امامها ممسكا بذراعيها وقال :
-  فرحة .. قومي .. فرحة
رفعت رأسها وبمجرد ان راتة امامها حتى احتضنتة بقوة وهي تقول :
-  ياسين انت كويس!!! ضمها وهو يشعر بالذهول من ردة فعلها وقال بصرامة :
-  فرحة انتي حصلك حاجة اسيبك يومين ارجع الاقيكي ما،
كاد ان يكمل لكن لاحظ شيء غير عادي فأبعدها عنة قليلا ووضع يده على جبهتها ثم نظر لها وقال :
-  فرحة انتي مولعه!! انتي!!!
وقف ياسين وحملها بسرعة ووضعها على السرير وقال غاضبا :
-  انتي مكنتيش بتاكلي لية وكمان سخنة كدة لية انتي مجنونه!!
لكنها كانت تمسك بيدة وهي غير واعية لكلماتة فنظر لها بحزن وقرر ان يحضر الطبيب وعندما وقف ليذهب فتحت عينيها وشددت من قوة امساكها ليدة قدر المستطاع وقالت بضعف وهي تهز رأسها نافيه :
-  لا متروحش
فجلس على السرير بجانبها وبالرغم من انه قرر ان لا يصالحها الآن  الا ان قلبة قد رق لها فقال بحنان لم يسطع اخفائة وهو يربت على شعرها :
-  أنا جنبك اهو ياحبيبتي متخافيش مش هروح نامي انتي
اغمضت عينيها وهي لاتزال ممسكة بيدة فأخرج هاتفة ونظر له لم يعلم انه قد أغلق اصلا لم ينتبة له وتذكر انه بعد ان جائتة البارحة تلك المحادثة الغبية لتخبرة عن مكان فرحة رمي الهاتف بكل قوتة وبالتأكيد قد أغلق فتح الهاتف ليجد ما يقرب من 200 محاولة للإتصال به فنظر لها بذهول ثم اتصل بالطبيبة لكي لا يضطر لمدايقتها بالحجاب الآن  وطلب ان تأتي على وجة السرعه
اغلق الهاتف وظل ينظر لها ثم قال وهو يربت على شعرها :
-  لية عملتي كدة بس!!
فقالت بضعف وهي تائهة :
-  كنت خايفة عليك
قبل رأسها وقال بخفوت :
-  وانا كمان كنت خايف عليكي اوي بس مرضتش اكلمك عشان زعلت منك اوي .. كنتي المفروض تقوليلي
بدأت تبكي وقالت :
-  متزعلش
مسح دموها وقال بحنان :
-  مش زعلان بس انتي بطلي عياط ونامي شويه
اومأت رأسها بضعف
فظل يربت على شعرها يقتلة ما يشعر به الآن  وانة السبب في كل ما حدث لها .. صدقا يقتلة الشعور بالندم ..
ما هي الا دقائق ووصلت الطبيبة وادخلتها مريم عليهم
فقالت الطبيبة :
-  السلام عليكم
اومأ رأسة قائلًا  :
-  وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اقتربت منهم قليلا فجاء ليقوم من جانبها ليفسح لها المجال ولكنها كانت لاتزال ممسكة بيدة وهو لا يريد تركها فقال بهدوء :
-  معلش ممكن تيجي من الجنب التاني عشان هي خايفة ومش عاوزاني اقوم
اومأت رأسها متفهمة واستدارت إلى الجانب الآخر وفحصتها ثم قالت :
-  دي سخنة جدًا!! هي ازاي وصلت لكده
شعر بقبضة تعتصر قلبة لتذكرة فقال :
-  هي مأكلتش من يومين ولابسة هدوم خفيفة ومتغطتش
اومأت رأسها وقالت :
-  طيب أنا كتبتلك الدوا ده تدهولها مع الفيتامين ده وتتعذي كويس تتأكد انها بتاكل ال3 وجبات كويس وكمان وانا هكتبلها الاكل إلى هتتمنع منه والي تكترلها فيه
اومأ رأسة وقال بقلق :
-  طب هي عاملة ايه الوقت!!
فقالت بحذر :
-  والله على حسب اتباعك للتعليمات .. اهتم بيها شوية عن كدة وهي ان شاء الله هتقوم بالسلامه
اومأ رأسة بحزن ثم اعطتة الورقة وذهبت بعدها وهي كانت نائمة لا تشعر بأي شيء فنظر لها وقال بحزن :
-  يرضيكي الدكتورة تقولي اهتم بيها شوية للدرجادي أنا ظالم
ضمها قليلا وهو يقول :
-  مقدرتش اقولك وحشتيني
وجدها تفتح عينيها وتقول بصعوبة :
-  ياسين ابعد عني هتتعدي
لم يأبة ثم قال :
-  استحق انا آسف انا السبب
هزت رأسها نافيه وقالت :
-  ياسين ابعد بجد مش عاوزاك تتعدي مني
فابتسم وقال :
-  ازاي مش عاوزاني اتعدي منك وانتي اصلا ماسكة ايدي
فاضطرت لترك يده وقالت :
-  خلاص ايعد يلا
فأمسك هو بيدها وقال :
-  مش هبعد يلا نامي
فقالت بقلق :
-  هتعدي
شدد من ضمة لها وقال :
-  احلي عدوة ملكيش دعوة انتي
حين يأست منه دفنت رأسها ونامت
حين تأكد من نومها وانتظام انفاسها قام من جانبها بهدوء وخر من الغرفة وما هي الا لحظات حتى عاد ومعة طبق كبير به ماء وقماشة بيضاء واحضر كرسيا وجلس بجانبها وبدأ في صنع الكمادات لها طوال الليل بعد مايقرب من الثلاث ساعات .. كانت حرارتها قد انخفضت كثيرا عن السابق .. فجأة لاحظ انها ممسكة في يدها الاخري هاتفها ممسكة اياه بقوة فسحبة من يدها لينظر له وقد ضغط على الزر الذي في المنتصف ليعلم سبب امساكها به هكذا فوجد ان اخر مانظرت اليه كانت رسالة .. رسالة .. لا بل رسالة تهديد نظر لها ياسين بصدمة ثم نظر لفرحة وقد استنتج ان ادهم خلف كل هذا وضع الهاتف على الطاولة بجانبه ونظر لها بحزن وبداخلة غضب من هذا الحقير ولم تمر لحاظات حتى .. استيقظت وهي تسعل بقوة فأحضر لها الماء بسرعة وسقاها اياه
بعظها نظرت له وقالت :
-  ياسين أنا بقيت كويسة تعالي نام يلا
ابتسم لها قائلًا  :
-  نامي وانا شوية واجي انام
هزت رأسها نفيا وقالت :
-  لا الوقت
ثم امسكت يده وسحبتة بضعف قائلة :
-  يلا تعالي نام انت تعبت
فجلس بجانبها وقال مبتسما بخبث :
-  قولي انك عاوزة حضن وتنامي حلو من النهايه
قالت وهي ترجع شعرها للخلف لشعورها انه يخنقها :
-  اه عاوزة واحد بس مش الوقت اما اخف عشان متتعداش
كان ينظر لها ثم قال :
-  شعرك مدايقك!!
اومأت رأسها قائلة :
-  حاسة ان هو خانقني اوي
نزل من على السرير واحضر فرشاه وقال بحنان :
-  استني هلمهولك
ضحكت قليلا الا انها قد سعلت مرة اخرى فقال لها :
-  هشششش متضحكيش الله يخليكي خالص
ابتسمت وقالت :
-  حاضر حاضر مش هضحك
اما هو فكان قد بدأ يمشطها بالفعل وكانت هي صامتة تماما إلى ان انتهي ولفة لها بدبابيس للشعر لكي لا تؤلمها راسها فمالت عليه قليلا وقد هدها التعب وقالت :
-  انت لسا زعلان
هز رأسة نافيا وهمس في اذنها :
-  لا ياحبيبتي أنا مش زعلان انا آسف عشان سيبتك يومين لوحدك وحتي بابا مسافر أنا عارف اني غلطان والله،
فقاطعتة قائلة :
-  لا أنا إللي غلطانة بس،
ضمها وقال مقاطعا :
-  شوفت الرسالة بس كنتي تقوليلي ومتهتميش لكلام حد
بدأت تبكي من جديد وقالت مختنقة :
-  انت مكنتش في البيت ساعتها وانا خوفت حتى اتصل بيك ليكونو بيراقبوني ويأذوك
فقال بهدوء :
-  والحيوان ده قالك ايه!!
فقالت بحذر :
-  قال ان بسنت عاوزة تفرق بينا وان هو معتش هيساعدها لأنه،
قاطعها ساخرا :
-  وانتي سدقتيه!!!!!
استدارت ونظرت له ثم قالت :
-  اه سدقتو لأنه ببساطة مكنش بيكذب .. يقدر الآن سان يكدب بلسانة بس ميقدرش يكدب بعنية .. هو قال انه جرب وجع الفراق وكان صعب جدًا ولسا بيعاني منه ومش عاوز حد يجربة زية وعشان كدة قالي اخلي بالي من بسنت اخته
تنهد بضيق ثم قال :
-  متخافيش محدش يقدر يفرق بينا ابدا
قالت ببكاء :
-  اه بس انت زعلت وسيبتني يومين كاملين ومسألتش حتى فيا وانا كنت هموت من الرعب عليك ليكونو عملولك حاجة وحتي قفلت الموبايل مش طايق حتى تسمع صوتي و..
وضع يده على فمها قائلًا  :
-  هششششش اولا أنا كنت بايت في الشغل وكدة كدة كنت هبات هناك عشان بابا سابلي شغل كتير جدًا وكان لازم اخلصة .. ثانيا أنا مقفلتش الموبايل .. الموبايل رزعتة جامد بعد اما الست كلمتني وقالتلي على مكانك ثالثا بقى .. اكتر حاجة كانت وحشاني وكان صعب عليا ابعد عنها في اليومين دول صوتك
سألتة :
-  مين إلى اتصلت بيك!!!
هز كتفاه وقال :
-  والله ماعرف اول مرة اسمع صوتها
فقال فجأة :
-  اكيد دي بسنت!
اومأ رأسة قائلًا  :
-  ممكن صح
قالت بحزن :
-  هي عايزة مننا ايه بس!!!
نظر لها وقال :
-  مش عارفة والله أنا زهقت .. بس انتي بطلي عياط وانا اوعدك ان دي اخر مرة تحصل ونزعل بسببهم ويكون عندنا ثقة في بعض اكتر من كده
اومأت رأسها فقربها منه واحتضنها بقوة قائلًا  :
-  وحشتيني
فضمتة وقالت :
-  وانت اكتر
فمال عليها وطبع قبلة على وجنتها وقال هامسا :
-  خفي بس واحنا هنعوض
ضحكت بخفوت ونظرت له قائلة :
-  نعوض ايه بالظبط!!
ابتسم بخبث وقال :
-  مليش في الشفوي ممكن العملي ينجح
فضحكت ثنية ثم سعلت وهي تقول :
-  طب بطل عشان معتش قادره
فضحك وقال :
-  ممكن اكون مثلا هعوضك بخروجات انتي إلى تفكيرك قليل الادب
ضربتة على كتفة بقوة وهي تقول :
-  ياسييين
ضحك مرة اخرى وقال :
-  يا عمر ياسين كله!!!
فصمتت وقد استمتع اخيرا بأن جعل وجنتها تشتعل احمرارا ...
                          *           *           *
كان ادهم يقود سيارتة مساءا عائدا إلى المنزل وقد كان شاردا تماما في اخر حلم قد حلم به لها حبن قالت له انها اشتاقت اليه وقد كانت تلك اول مرة تقولها له .. هل يعني ذلك شيء؟؟ هل اقتربت منها!! كان غير منبة تماما ل.................................................!!!!!

العشق الضآلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن