الفصل الثاني والعشرين :

5.2K 68 0
                                    

ترك شعرها وامسك برقبتها بقوة شديدة لولا سيطرتة على نفسة لكان دق عنقها وانهاها ثم قال بصوت فحيح الافعاعي مهددا :
-  انتي إلى قتلتية وبتسألي انتي مالك بموته
لم تحاول تخليص نفسها .. ولم تحاول الحراك .. ولم تستطع التحدث .. لكنة بمجرد تركها استطاعت ان تقول :
-  أنا مقتلتوش والله أنا ...... مليش دعوة بية كل إلى حصل هو إلى .........
لم يتركها تكمل وقال مقاطعا اياها بغضب :
-  اظن عرفتي الوقت لية أنا جبتك هنا .. جبتك على بيتي .. بس متحلميش ليوم انك تكوني جزئ من حياتي .. انتي ابتاء من بكرة هتبدأي تشتغلي لأني معتش بطيق اشوف وشك ..
ثم تركها وذهب مصفقا الباب خلفة بقوة شديه
ومع تذكر قوة غلقة للباب افاقت من شرودها لتجدة .. ينظر اليها ..
                          *           *           *
كان العزاء قد بدأ وقد حضر الجميع ..
تبكي بلا توقف لا تستطيع التوقف ابدا كانت جالسة مع الفتيات وكانت فرحة تضمها بشدة وتحاول تهدأتها
فرحة :
-  خلاص ياجنى اهدي بقى ياحبيبتي وادعيلة بالرحمة .. انتي عارفة انه ارتاح وكان بيصارع عشان يفضل عايش
قالت باكية :
-  فرحة مات من غير حتى ما اكون معاه رجعت لقيتة واقع على الارض ومات مااات
وتبدأ بالان هيار .. مجددا ومجددا وااا ... مجددا
تشدد من ضمها لها قائلة :
-  حبيبتي العييط مش بيرجع إلى راح بقالك 4 سعات بتعيطي وهتتعبي كدة اهدي بس وقومي معايا نامي شويه
استسلمت لها تماما وهي تقف وتسحبها لتقف معها وتأخذها على غرفتها بعيدا عن عويل السيدات الباكيات والتي تجعل من الهدوء الامر المستحيل .. جو العزاء هذا الجو البائس ..
حسنا غرفتها افضل .. دخلت غرفتها مع فرحة ووضعتها على السرير قائلة :
-  نامي الوقت وانا هفضل معاكي النهاردة ماشي
اومأت رأسها والدموع تنذرب من عينها .. لقد فقدت جزء لا يتجزء من حياتها "والدها الغالي" وبالطبع نسيانة ليس بالامر السهل ابدا .. اغمضت عينها  وبدأت تحاول النوم ...
ظلت فرحة بجانبها لتنام ممسكة بيدها تقرأ بعض ايات القرآن الكريم بصوتها العذب لتنام ..
                          *           *           *
كان يوسف بالخارج يكاد يجن ليراها ليس من العدل في تلك المواقف ان تبتعد عنة .. فقط لأن السيدات لها جلسة والرجال الجلسة الاخري .. يهدأة ياسين قائلًا  وهو يضع يده على كتفة :
-  اهدي شوية يا يوسف مينفعش كده
قال يوسف وهو يحرك يداه الاثنتين في انفعال :
-  أنا خايف عليها الوقت مينفعش اسيبها لوحدها عاوز اشوفها
قال ياسين ليخفف عليه :
-  متقلقلش فرحة معاها الوقت واكيد هاتهديها شويه
كاد ان يتكلم الا ان وجود فرحة امامة فاجئه
اسرع نحوها وهو يقول بقلق :
-  جنى انتي سيبتيها لية و..
قاطعتة فرحة قائلة :
-  اهدي بس شوية .. هي نامت الوقت لو عاوز تشوفها تعالي معايا أنا هدخلك من الباب التاني بيودي على المدخل بتاع اوضتها
اومأ رأسة بسرعة قائلًا  :
-  اه بالله عليكي وديني عندها
قالت وهي تنظر لياسين :
-  هروح اودية وارجع مش هتأخر
طيف ابتسامة ظهرت على وجهة وقال :
-  ماشي
ذهبت مع يوسف
بينما هو ظل ينظر اليها حتى اختفت عن انظاره

العشق الضآلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن