الفصل الخامس والعشرون :

5.4K 73 0
                                    

قالت لنفسها :
-  مش أنا إللي طلبت لية بعيط بقى لية .. طلاما قولت كلمة لازم ابقي .. ابقي قدها
تحاول مسح دموعها لتجددها الدموع الاخري تلحقها لقد فقدت الامل بكل شيئ حتى فقدت الامل ان تستطيع السيطرة على عينها الباكية .. لقد وصلت لشهقات عالية .. لم تظن يوما انها قد تبكي بتلك الطريقة لقد تعبت وظهر ذلك عليها جيدا .. بعدها اغمضت عيناها لتهرب من واقع مؤسف مظلم ..
ليهرب معها العالم اجمع تحت ستار النوم ..
لم يمضي الكثير من الوقت حتى دخل عليها حسام .. ربما تركها قليلا وقلبة ينفطر .. لكن دخل ليطمئن عليها في النهايه ..
                          *           *           *
الان  هو يسير خلف تلك السيارة الاخذ معها قطعة من روحة .. بدأ يزيد من سرعتة عندما وجد السيارة تنعطف .. لكن للحظة اختفت عن ناظريه
قال بغضب :
-  فين دووول فين يارب ساعدني
لم يتوقف وظل يسير إلى اخر المنعطف .. تلك السيارة بلى هي لقد حفظ الرقم جيدا .. ولونها الاسود هي بلى شك ..
قال ياسين وهو يسير خلفها محاولا التخفي :
-  المهم مايشوفونيش .. لانهم شكو اني براقبهم ..
بعد مايقرب من نصف ساعة كاملة توقفت السيارة في بيت تحيطة الحشائش والاعشاب مخفي عن الآن ظار ..
توقفوا هناك وانزلوها معهم ..
كان يراها وهي خائفة واحدهم يمسك بها من يدها بقوة ويسحبها خلفة ..
قال والشرار يتطاير من عينية :
-  سيبها ياحيوان
كاد ان يذهب اليهم لكن التفت إلى انه وحيد وان ذهب فلن يستطيع انقاذها
اخرج هاتفة واخذ يحاول الاتصال بأحدهم .. لا جدوي خارج نطاق الطغطية زفر بغضب وركن السيارة بعيدا عنهم قليلا واخذ يتسلل قريبا منهم ..
سمع احدهم يقول :
-  خدها يلا واربطها كويس اعبال ما اتصل بيها واقولها
اومأ الرجل رأسة وظل يسحبها بقوة وهي تصرخ قائلة :
-  سيبوني انتم عاوزين مني ايه ..
وهو يحاول البقاء هادئا لكي يستغل الفرصة حين يرحلو عنها ويهرب هو بها ..
                          *           *           *
داخل احدى اقسام الشرطة ..
كان هناك ذاك الرجل الذي يرتدي زي الشرطي .. يجلس والشرار يتطاير من عينية يسألها غاضبا :
-  ها ناوية تعترفي ولا تحبي نستخدم الطرق التانية ؟!!!
وضعت قدما على الاخري وقالت بكل غرور :
-  ههههههة انت متعرفش أنا مين ولا ايه .. أنا سلمى بنت ال،
قاطعها بهدوء قائلًا  :
-  عارف انتي مين كويس اوي .. بس ال انتي متعرفيهوش القانون فوق الجميع .. ووريني مين هيقدر يحميكي مني .. ثم نسيت اقولك انك هتتسببي بطرد باباكي من الشغل .. لانة هيطحط في موضع شبهات .. لا ده غير سمعتك بين صحابك ووو .. قضية خطف وتهديد ههههههههة جبتي منين يابت الجرئة دي .. هاا هتقولي ؟!!!!!
اتسعت عيناها مصدمة وقالت بصوت مهزوز :
-  لا طبعا إلى انت بتقولة دا،
قاطعها قائلًا  بإبتسامة ثقة :
-  أنا مش بقول كلمة الا لما اكون قدها .. سدقيني ثم انك متعرفيش انتي أنا مين
ارتعدت اواصلها وانزلت قدميها مرجعة ظهرها إلى الخلف ..
وقالت وهي تتنفس بصعوبة :
-  أنا م من لا مش
ثم صمتت حتى الكلمات خرجت عن السيطرة لا تستطيع تجميع الكلمات لتكون جملة مفيدة ..
قال فجأة يصوت مرتفع :
-  هااا الوقت هتقولي مين معاكي ولا ايه
اجابت سريعا :
-  حاضر حاضر هقول،
                          *           *           *
بعد مرور ما يقرب من الساعة ..
دخل عليها ليجدها ذهبت في سبات عميق .. وجهها لا يزال مبللا حتى الدموع لم تجف من عينيها رغم نومها ..
جلس بجانبها ينظر اليها .. شعر بخزي كبير مما فعلة .. لا يستطيع ان يسامح نفسة ابدا .. الآن  فقط يشعر بالالم وخائف .. خائف جدًا .. يخاف من ان تفترق عنة .. اما هي فكانت تعاني كل يوم مماهو اقسي لقد جعل حياتها بائسه،مسح الالوان عنها لتبقي بدون لون يميزها .. هو من فعل ذلك ..
اااااه يا حبيبتي كم كنت قاسيا معك ..
فجأة تذكر ذاك اليوم الذي رماها خارج حجرتة قائلًا  لها :
-  انتي ملكيش مكان لا في اوضتي ولا في قلبي ..
وعي من ذاك الشرود قائلًا  :
-  لو كانت عاوزة الطلاق فادا حقها .. بس أنا لسا عندي فرصة واحده
ربت على شعرها بحنان وهو يقول :
-  ارجوكي اديني بس الفرصة .. وعد مني مش هضيعها .. وعد،
                          *           *           *
كان ياسين يتابع ما يحدث حتى وجد احدهم يقول :

-  هي الغبية دي مش بترد لية ؟!
قال احدهم :
-  وانت عاوزها ترد لية احنا مش خطفناها خلاص
قال غاضبا :
-  انت يابني مولود بالغباء ده ازاي ؟!!! هي الوقت لازم تقولنا هنعمل ايه في كائن الصداع إلى جبناه ده أنا بجد صدعت
ثم ذهب تجاه الغرفة التي تصرخ بها فرحة بصوت صاخب قائلة :
-  طلعوني من هنا طلعوني ،
وطرق على الباب بعنف قائلًا  :
-  مش عاوز اسمع صوتك ده تاني والا هدخلك واعمل معاكي الواجب
لم تفهم كثيرا ما قال .. ولم ترد ان تفهم فقط صمتت
                          *           *           *
منذ ان وضعوها في تلك الغرفة المظلمة وحدها وهي تصرخ بأعلي صوتها عسي ان يخرجها احدهم .. ليست خاسفة من الظلمة .. فهي في العادة تحبها .. بلى هي معتادة على الظلام فهي تجدة مرتع لخيالها .. لكن الآن  وفي ذاك الوقت بالذات .. تريد الضوء لا تعلم من قد يدخل وماذا قد يحدث هنا وبالاخص بعد صرخ ذتك المزعج عليها .. فقد ارعبها تحذيرة كثيرا..
لماذا تركت المنزل لماذا ..
بدأت تبكي بدة وهي مربوطة في احدى اركان الغرفة بسلسلة حديدية طويلة وتقول :
-   أنا لية سيبت البيت .. انت فين الوقت ياياسين أنا خايفة اوي ..
ويزداد بكائها حدة وهي تقول :
-  أنا بخاف من الرجالة اوي يارب .. أنا خايفة اوي
تضم قدميها وتبكي بشدة وهي ترتجف
فجأة ..
                          *           *           *
كانت جالسة في حديقة المنزل تستند على شجرة خلفها .. لا تفعل شيئا سوى انها تتأمل السماء الساحرة الشاسعة امامها ..
فجأة جاء يوسف ونظر له وقال ..
يوسف باسما :
-  انتي هنا!! فضلت ادور في البيت كله عليكي
قالت باسمة :
-  أنا قولتلك اني طالعة بس انت شكلك مسمعتنيش
ارجع رأسة للجلف بجانبها وقال :
-  يلا ياستي مش مشكلة .. شوفتي جيبتلك ايه ؟!
جنى :
-  ايه ؟!
اخرج يوسف شيئا ما من جيبة وقال :
-  دي
اتسعت ابتسامتها وهي تخطفها منه قائلة :
-  شوكولاتة تصدق كان نفسي فيها
اتسعت ابتسامتة هو الآخر ثم قال :
-  مش لوحدك حاتي حته
هزت جنى رأسها نافيه وقالت :
-  لا روح هات لنفسك يلا يلا
يوسف :
-  كدة يعني أنا إللي اجيبهالك ومترضيش تديني
اومأة رأسها وهي تضحك
ظل ينظر لها وهي تأكل مبتسما ..
وفجأة قالت :
-  خد حتة اهي
يوسف :
-  لا كليها انتي ليجيلي تسمم ولا حاجة الله الغني
جنى ضاحكة :
-  هههههههة مقدرش أنا ابص لنفسي ولا ابصلكش ياحبيبي
اخذها منها وهو يقول باسما :
-  ما انتي لو بتقولي حبيبي دي كتير مش هتحتاجي حتى تقنعيني
استندت عليه وهي ترفع كتفيها وتقول :
-  مش محتاجة اقنعك بحاجة أنا قبل ما اعوز الحاجة بتكون عندي ..
                          *           *           *
كانت جالسة وحدها في تلك الغرفة المظلمة .. لم تتوقف عن البكاء وفجأة .. دخل رجل عليها قائلًا  بغضب :
-  الوقت الست هانم إلى قالتلنا نخطفك ما بتردش اعمل ايه أنا الوقت ؟!
نظرت له برعب وقالت :
-  سيبني امشي من هنا
ضحك ذاك الابلة وقال :
-  هههههههة اسيبك مين ده أنا هقبض من وراكي فلوس .. عارفة يعني ايه فلوس أنا ابيع امي عشان الفلوس
نظرت له بإستحقار ولم تعقب
ولكنة بدأ يقترب منها فوقفت قائلة :
-  لالالالا ابعد عني خالص
اقترب بسرعة منها وامسك يدها قائلًا  :
-  لا ياحلوة ما انتي هتسليني اعبال ما اعرف هي عايزة منك ايه
افلتت يدها بقوة وهي ترتجف وتبكي .. تحاول مناورتة .. الذهاب هنا .. الذهاب هناك .. لا جدوي يلحقها .. كاد ان يمسك يدها مجددا وهو يضحك ساخرا منها ولكنة وجد من يسدد له لكمة افقدتة توازنة فوقع ارضا ..
بمجرد ان رأت فرحة ياسين ركضت بأقصي سرعتها اليه ضامة اياه بقوة لدرجة انها ارجعتة للخلف مايقرب من الثلاث خطوات ..
قالت وهي تضمة وتبكي بحدة :
-  ياسين اخيرا انت جيت .. خدني من هنا بالله عليك أنا خايفة اوي
ضمها بقوة وقال :
-  متخافيش هطلعك بس قوليلي الاول الحيوان ده عمل معاكي حاجه
قالت باكية :
-  لا يلا نمشي يلا قبل ما يجوا
استعدا الرجل توازنة ووقف على قدمية فقالت فرحة :
-  ياسين أنا خايفة عشان خطري يلا نمشي
اوقفها خلفة وهو يقول :
-  أنا مش راجل يعني عشان احميكي .. ازاي تخافي وانا معاكي
جاء ذاك الرجل والغضب بادي عليه قائلًا  :
-  انت ازاي تتجرأ تدخل هنا
سدد اليه ياسين لكمة في بطنة وظل يضرب فيه غاضبا بكل قوتة وهو يقول :
-  انت إللي ازاي تلمس مراتي ياحيوان
وكانت فرحة تشاهد مايحدث وهي تبكي قائلة :
-  خلاص يا ياسين سيبة انت كدة هتقتلة .. احنا مش زيهم .. يلا نمشي
وذهبت اليه وظلت تشدة بقوة من ذراعة حتى استطاعت تخليص الرجل الذي وقع ارضا حالما تركة ياسين وقالت غاضبة :
-  انت عاوز تقتله يعني .. انت مش كدة انت مش زيهم
احتضنها بقوة ليهدأ من روعها وقال :
-  مقدرتش اتحكم في نفسي خطفوكي وكان الحيوان ده ..
خلاص انسي يلا نمشي من هنا
ظل بكائها مستمرا مما حدث منذ قليل ..
ابتعدت عنة قليلا لتضع يدها بيدة وتقول :
-  يلا
بمجرد ان خرجو سويا حتى وجدو ..
                          *           *           *
استيقظت من نومها لتحاول الجلوس فتجدة فجأة يساعدها على الجلوس قائلًا  بهدوء :
-  براحة عشان رجليكي متوجعكيش

العشق الضآلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن