الفصل الحادي والثلاثون :

4.1K 62 0
                                    


وجدت فرحة ادهم يقترب منها فنزلت من السيارة وعلامات الغضب على وجهها وقالت حين وقف امامها :
-  انت إللي عملت كل دا!!!! ليه!!
                          *           *           *
كانت بسنت تتابع مايحدث وبمجرد ان رأت فرحة هاتفت ياسين بالطبع من رقم غير معروف ومع برنامج تغير الاصوات كان ذاك كفيلا لإخفاء هويتها ..
بمجرد ان اجاب قالت :
-  لو عاوز تعرف مراتك مع مين دلوقت حالا تعالي كافيه                          *           *           * وانت تعرف واغلقت الخط بدون كلمة اضافيه
                          *           *           *
نظر لها ادهم بضيق وقال :
-  بصي أنا كنت بعمل كدة عشان اختي عشان نفرق بينكو بس .. بس بعد إلى حصلي امبارح .. أنا قررت اساعدك ..
قاطعتة فرحة قائلة بغضب :
-  انت مجنووون!!! واحد كان عاوز يق يقتل جوزي واسدق بعدها انه عاوز يساعدني
نظر لها يائسا ثم قال :
-  تصدقي او لا كل ده عشان بسنت هي بتحب جوزك وكانت عاوزة تفرقكو عشان تتجوزة هي بس أنا حسيت بإن احنا كدة بنعمل جريمة في حق اتنين ملهمش ذنب .. أنا حبيت قبل كدة وعارف وجع انك تفقدي اعز واغلي انسان على قلبك .. ومش هتصدقي ان بسببها هي ضميري فاق .. وبسببها كمان وبسبب الحلم إلى حلمتة امبارح احتقرت نفسي .. أنا عاوزكم تفضلو دايما مع بعض ومفيش حاجة تفرقكو ابدا مش عاوز حد يحس بنفس الوجع بتاعي ..
نظرت له فرحة .. لقد صدقت كل حرف نطقة تلك العينان لا تكذبان ابدا تلك النظرة نظرة شخص يتألم بحياتة الا انها قالت وهي ترفع رأسها قليلا :
-  طب ايه المطلوب!!!
ابتسم قليلا ونظر إلى الا شيء وقال :
-  اتمسكوا ببعض ومتضعفوش .. اما أنا فاقررت اجي اقولك الكلام ده وابينلها اني بساعدها .. و..
كاد ان يكمل ولكن الذي انقض عليه فجأة كالثور الهائج جعلة يصمت تماما
قال ياسين وعيناه تشتعلان وهجا احمر :
-  انت بتكلمها ليه!!!!
لم ينطق ادهم بكلمة مما زاد غضب ياسين فأعطاه لكمة قوية في وجهة فوقع ادهم .. ولكن الغريب انه لم يحاول النهوض فقد شعر انه لربما يكفر عن احدى ذنوبة فينال الجنة مع من عشق ..
نظ له ياسين غاضبا وقال :
-  انت مش بترد لية ياحيوان!!!
وكان ذاهبا لكي يمسكة ويضربة من جديد لكن فرحة صرخت :
-  ياسيين سيبة معملش حاجة ياسين
وذهبت ووقفت امامة فأمسك يدها بقوة وسحبها معه إلى سيارته
لم تتفوة ببنت شفة فهي لم تراه على ذاك القدر من الغضب قط فأثرت الصمت
فتح ياسين باب السيارة وادخلها ودخل هو من الجانب الآخر وقاد السيارة دون كلمه
وحين استمر الصمت طويلا طوال الطريق قررت فرحة ان تتكلم فقالت بحذر :
-  و .. انت عرفت مكاني منين!!!
صمت .. صمت .. صمت
فشعرت فرحة بشيء من الخوف لم تعتد رؤيتة بذاك الشكل فقالت مرة اخرى محاولة :
-  ياسين
استمر صمتة وحين يأست من المحاولة وظنتة سيتجاهلها قال فجأة بهدوء قاتل :
-  عمري ماتخيلت انك تروحي تقابلية وبالذات ده إلى أنا حذرتك منه!!! انتي استفدتي ايه دلوقت!!!!
كادت ان تتكلم لكن صوت توقف السيارة عند المنزل ونزولة وهو يصفق الباب خلفة بعنف ما جعلها تصمت
دخل المنزل ثم دخلت خلفة واغلقت الباب وقالت :
-  ياسين أنا اسفة اني مقولتلكش بس مكنش ينفع اقولك عشان،
قاطعها قائلًا  بغضب :
-  مكنش ينفع تقوليلي صح!!! جوزك ومينفعش تقوليلو اومال مين إلى ينفع؟؟ ايه كنتو بتتكلمو في سر مينفعش اعرفه!!!!
اتسعت عيناها من ذاك الكلام الاحمق الذي الجمها لتقول غاضبة بعدها :
-  ياسين انت بتقول ايه!!!
قاطعها مرة اخرى قائلًا  بغضب :
-  بقول إلى أنا شايفة صح
ثم توجة إلى الباب وخرج صافقا الباب بعنف
وظلت فرحة تنظر إلى اثرة وقد استقرت مئات الدموع على وجنتيها ..
                          *           *           *
كان شعرها يطير بشدة من ذاك الهواء وقد بدأت عيناها تشتعل وقالت بكل غضب العالم :
-  قصدك ايه يا ادهم!!!
فصرخ بها بصوت مرتفع :
-  قصدي إلى سمعتية يابسنت معتش هعمل معاكي حاجة تاني لحد هنا وكفايه حرام عليكي
فصرخت به :
-  حرام عليا!! عليا انا!!!!! والي هو عملة .. أنا بدافع عن حقي بس
هتف لها غاضبا :
-  اي حق ده .. هو مش بيحبك افهمي بقى افهمي لو كان بيحبك مكنش اتجوز غيرك!!
فقالت وهي لا تزال غاضبة :
-  بس هو اتجوزها عشان،
قاطعها ادهم قائلًا  :
-  لو مكنش بيحبها كانو اتطلقو افهمي ..
ثم تركها وذهب إلى سيارتة بينما هي تصرخ من خلفة :
-  أنا هبعدهم عن بعض يا ادهم وهتشوف ويا أنا ياهي ومش عاوزة منك حاجة ودخلت سيارتها وصفقتها بعنف
لم يأبة لها بل ابتسم قليلا بشرود وقال :
-  حاولي بس في الآخر هتكتشفي بنفسك ان كل محاولاتك قدام حبهم هتروح في الفاضي
ثم دخل السيارة وهو يقول :
-  هان عليكي يا ايمي تسيبيني كل ده لوحدي .. وحشتيني اوي بس .. استني أنا جايلك قريب حاسس بكده
ارجع رأسة قليلا للخلف وتذكر حلم ليلة امس
كان في مكان لونة ابيض وكل ما حولة ابيض اللون نظر للبعيد فوجد فتاة جميلة ترتدي ثوب ابيض اللون وفي شعرها المنشدل ذهرة ذهبية وقد كانت جالسة على ركبتها تزرع شيء ما في الارض
ذهب لها بسرعة ولسانة يردد :
-  ايمي .. ايمي
وهو لا يدري لما يردد اسمها بالرغم ان ملامحها لم تظهر جيدا من بعيد الا انه حين وقف امامها وجدها تقف وتنظر له مبتسمه
فضمها ادهم بقوة وهو يردد :
-  كل ده يا ايمي اتأخرتي عليا اوي
فضمتة هي الاخري وقالت بصوتها الحنون :
-  واحشتك؟!!!
فشدد من قوة ضمة لها وقال بكل صدك العالم :
-  فوق ما تتخيلي أنا .. أنا معتش قادر اتحمل كل لحظة كل ثانية .. بتوحشيني
ابتسمت وقالت :
-  وانت كمان واحشني اوي
ثم استمر الصمت قليلا لينعم بتلك اللحظات إلى ان ..
ابتعدك عنة بعد قليل ثم وضعت يدها على ذراعة وقالت بحزن :
-  ادهم اسمع قلبك ومتعملش الا إلى ضميرك يقولك عليه
فقال يحاول ان يفهم :
-  قصدك ايه على ايه!!!
فابتسمت قليلا وقالت :
-  فكر يا ادهم فكر
ثم اختفت من امامة فجأة وظل يدور في مكانة ويناديها ولكن لا أثر لها وعند استيقاذة لم يكن الامر بحاجة للتفكير ليعلم انها تتحدث عن فرحة وياسين وعن تلك الخطة القذرة فعدل عنها وقرر تحذير فرحة
ولكن ها هو جالس الآن  يشعر بألم غير عادي لم يعتقد يوما انه قد يفتقد انسانا بتلك الطريقة ولكن ها قد جاء ذاك اليوم وافتقدة ..
قاد السيارة بعدها متجها إلى .... الا مكان حيث لا احد يحاسبة هناك ..
                          *           *           *
حيث وان اليوم يوم مختلف بكل المقايس بالنسبة لها ..
فقد ابتسم الحظ لها اخيرا بعد سنوات من الالم والعذاب .. الم فراق والدتها وان تعداد الحياه بدونها .. بدون حنانها وطيبتها المعهودة .. ابتسم الحظ .. بعد وفاه والدها كل ما كانت تملك في تلك الحياه .. فعوضها بذاك المجنون الذي لا يتواني للحظة ان يطير بها إلى السماء ليشعرها بأنة معها في كل الاوقات حتى وان قررتي ان تجنى فسأكون معكي ..
كانو يرقصون على اغنية "انا بعشقوا"
كانت رقصتهم رائعة بالفعل والحركات متناسقة جدًا كان يضع يده على خصرها بينما هي تضع يدها على كتفة وترقص بصمت وهي مبتسمة ومغمضة عينيها
وبمجرد ان جائت الاغنية عند مقطع "ملكني في كل احساسي شايفني تملي مش ناسي ده اهلي وهو ده ناسي مليش بعديه" ضمها يوسف إلى قلبة بقوة فضحكت قليلا وقالت :
-  هو ده من ضمن الرقص
فضحك بخفوت هو الآخر وقال :
-  اعتبرية كده
ضمتة هي الاخري وهي تقول بمرح :
-  اذا كان كدة يبقي ماشي
عم الصمت لفترة قصيرة ليقطعها يوسف قائلًا  :
-  جنى .. نفسك في ايه!!
ابتسمت قليلا ثم قالت :
-  امممممم مش عارفة مش ليا نفس لأي حاجة تانية الوقت غير ان افضل معاك
فابتسم قليلا وقال بخبث :
-  ولا حتى شوكولاته!!!
فقالت بخفوت :
-  سيبك من الشوكولاتة دلوقتي
فضحك قليلا وقال :
-  اممممم غريبة مش عاوزة الوقت .. طيب مش عاوزة تسافري!!
ردت ببساطة :
-  لا
فقال بمرح :
-  ولا عاوزة ت،
قاطعتة جنى :
-  لا برضو عاوزة اكون معاك وبس
ضحك بخفوت ثم همس لها :
-  وانا قولتلك اني مش هكون معاكي ده أنا هفضل معاكي حتى في احلامك ..
                          *           *           *
كان ادهم في ذاك المكان الذي نخلد فيه حين تنتهي حياتنا وتذهب روحنا إلى بارينا .. كان امام قبرها ..
وقف امام قبرها وظل يتحسس التراب من فوقة يدعو لها ثم يعود للنظر للقبر مرة اخرى وكأنة يريد ان يفتحة ليرقد بجانبها ..
لمعت عيناه بدمعة ابي ان يحررها كان صامتا تماما يحاول ان يدئ قلبة الممزق من الداخل يتصور انه بعد زمن وليس بكبير سيذهب لها ويكمل حياتة معها ولكن ليس في ذاك المكان وتلك الدنيا الظالمة ..
فاق من شرودة على صوت المسأول عن المقابر يقول :
-  يابني انت بقالك ساعتين هنا والوقت قرب يليل مينفعش تفضل اكتر من كدة هنا
ابتسم قليلا بألم وامأ رأسة للرجل ثم ذهب بعد ان اعاد النظر إلى قبرها للمرة الاخيرة ليودعها ويذهب بهموم الدنيا إلى سيارتة بعدها قاد السيارة إلى منزلة الجيد في الامر انه قد ازاح منعلي عاتقة تلك المصيبة التي تفكر بها احتة المهم الآن  ان يذهب إلى منزلة فقد يشعر ببعض الراحة هناك ..
                          *           *           *
عند عودتة للمنزل ذهب واستلقي على سرية مهملا نزع ثيابة وارتداء غيرها من الثيار المريحه
ولكن لم يكد يحاول ان يغفل قليلا حتى سمع صوت طرق الباب ..
تنهد بضيق قائلًا  لنفسة :
-  مين إلى جاي دلوقتي بس!!
قام من على سريرة المريح ليفتح الباب ليطالعة ذاك الوجة الذي كان عزيزا عليه لسنوات ..
فقال ادهم بصدمة :
-  حسام!!!
فضحك حسام ساخرا وقال :
-  اه حسام مالك اتصدمت كدة ليه!! مكنتش عاوز تشوفني؟؟
فاجأة ادهم بأن ضمة اليه بقوة وهو يقول :
-  انت مجنون!! ده انت اخويا
هل هو مشتاق له الآن  بعد كل ما علمة عنه!!! نعم بل واكثر من مشتاق لقد كان ادهم بمثابة الاخ الاصغر له دوما بالرغم من ان اعمارهم متقاربة جدًا ولكن كان يشعر حسام دوما ان ادهم هو اخية الاصغر فلما لا يشتاق له الآن  وبعد ان رأة ولكن .. لا لن اسامحة على ما فعل
حين وصل لتلك النقطة ابتعد عنة حسام وقال بصوت جاف من المشاعر :
-  مش هتقولي اتفضل!!!
ابتسم ادهم وهو يفسح له المجال قائلًا  :
-  طبعا اتفضل
دخل حسام وقال بدون مقدمات :
-  على كدة كانت دي دايما مكانتي عندك تمثل انك مت وحتي متكلفش خطرك وتقول وكل ده بسبب جريمة قتلت فيها ست ملهاش ذنب في كل دا
لم يستطع ادهم ان يمنع تلك الضحكة حين قال انها لا ذنب لها فهو يعلم انها من مثيرات الفساد في الارض ولكن حسام لا يعلم اهم ركن بتلك القضيه
قاطعة حسام قائلًا  باستنكار :
-  بتضحك ليه!!
فقال ادهم ببرود :
-  عشان الكلام الغبي إلى انت قولته.. اولا انت عارف كويس اوي مكانتك عندي قد ايه ثم اني مقولتلكش اني عايش عشان خوفت عليك لتتورط لو الشرطة عرفت حاجة او عرفت انك عارف .. ثانيا انت متعرفش حتى مين الحيوانة إلى ماتت دي فبلاش بس تجيب سيرتها عشان مش ناقص وجع دماغ
ضحك حسام ضحكة جافة قاسية وقال بهدوء ساخر :
-  خوفت عليا بتقول!!
ثم عاد ليضحك من جديد
فاستند ادهم على الجدًار من خلفة وقال بإرهاق :
-  بطل تضحك
هدر حسام بعدها بهدوء وقال :
-  عارف ان بسببك مش قادر اسامح نفسي ابدا!!!
فسألة بنفس الهدوء :
-  بسببي!
اومأ رأسة وقال :
-  اه بسببك .. كنت مفكر ان ريم .. ريم هي إلى قتلتك!!
عقد حاجباه وقال غاضبا :
-  انت مجنون!!! ريم تقتلني لية يعني!
فقال حسام غاضبا :
-  صحابك فهموني كده
تنهد بضيق ثم قال :
-  قلولك ريم قتلتني .. الموضوع كان واضح جدًا اني مت بالمخدرات!!
كتف حسام يداه وقال غاضبا :
-  وبالنسبة لصاحبك إلى مكنش عارف عنك حاجة ده مقدروش يقولوة مات بالمخدرات
نظر له ادهم بحزن وقال :
-  أنا مكنتش عاوزك تعرف عني حاجة .. انت دايما إلى كنت بحس براحة لما بقعد معاه .. وكنت بحبك اوي مكنتش عاوز اخسرك لو كنت قولتك على حقيقتي كنت .. كنت هخسرك
ابتسم حسام قليلا بدون اثر للمرح وقال :
-  وانا إيه إللي يأكدلي انك مش بتكدب الوقت بما انك كنت طول عمرك بتدعي انك انسان شريف قدامي!!!
قال ببساطة :
-  لأني مش بكدب الوقت
هتف حسام قائلًا  :
-  طب وريم!!!!
تنهد بضيق قليلا ثم قال :
-  الوحيدة إلى مقدرتش اوصلها فضلت ادور عليها في كل مكان عشان كنت عاوز او حتى احاول اعتذرلها على إلى حصل مني بس .. للاسف مقدرتش الاقيها
قال حسام وهو لايستطيع التحكم في لهجة السخرية :
-  وإيه إللي غيرك فجأة كده!!!
نظر له طويلا ثم قال بعمق :
-  الحب
فقال حسام غاضبا وهو يتأهب لضربة :
-  انت حبيت ريم!!!!!
هز رأسة نافيا
فتنفس حسام الصعداء وقال :
-  اومال مين!!
قال ادهم وهو يجلس على الاريكة بجانبه :
-  واحدة دوقت الامرين عشان اوصلها
ثم ضحك قليلا وقال شاردا :
-  كانت شبة النور لما يكون طريقك كله ضلمة .. كانت احلي حاجة حصلتلي مكنتش اتوقع اني ممكن احب حد مكنتش اتصور ان .. اني ممكن احب زي اي حد .. بس حبيت وحبيت اوي كمان أنا وصلت لمرحلة العشق والله
ثم وضع يده على رأسة وقال بألم :
-  وبعد احلي ايام عمري إلى قضناها سوا سابتني لوحدي .. وراحت .. راحت بعيييد اوي
وبعدها رفع رأسة ونظر لحسام وقال :
-  ساعتها بس عرفت ان كل إلى عملتة في حد طلع عليا في الآخر عارف اتمنيت ايه .. لو يرجع بيا الزمن ومتعرفش على اي بنت ابدا ولا ومظلم حد ومكسرش قلب حد وترجع ايمي تاني
نظر له حسام وقد شعر الالم من كلماتة ونظراتة فذهب وجلس إلى جانبة وقال بحزن :
-  كان اسمها ايمي
اومأ رأسة مبتسما بشرود
نظر له حسام وقال مصدوما :
-  ادهم انت بتعيط!!!
هز رأسة نافيا وقام ليبتعد عنة فأمسك حسام يده ووقف ثم استار ليقف امامة وقال :
-  للدرجادي
حينها افلتت دمعة وحيدة من عينة وقال :
-  وحشتني .. وحشتني يا حسام اوي .. في كل بروحة بيكون ليا فيه ذكريات معاها .. في كل لحظة بفتكرها هنا وهناك وفي كل مكان ..وحشتني اكتر من اي حاجة تانية .. وحشتني ونفسي اروحلها نفسي
في تلك اللحظة لم يتمالك حسام نفسة وعانقة بقوة فقبل الآن تقام هو اخية الاصغر الذي كان دائما ما يشاركة كل همومة واحزانة قال بعدها :
-  طب اسكت متقولش كدة تاني ..
قال بألم :
-  طب اعمل ايه!! والله بجد تعبت اوي و .. وحياتي كلها اتعقدت من بعدها معتش عارف اعيش ازاي!! اربع شهور في عذاب .. مكنتش اعرف ان انت لما تخسر حد بتحبه تتعذب اوي كده
تذكر حسام حين كانت ريم بالمشفي وكاد ان يفقدها ذاك الشعور وكانة يسرق شيء ما منك ليهرب بعيدا بعيدا جدًا عنك .. ولا يعود ابدا من جديد .. لماذا تذكر ذاك الالم الذي عاشة فها قد انتهي الآن  وهو يعيش احدى الاحلام معها الا انه يشعر بالذنب لما فعلة معها هو يحاول ويحاول بدون جدوي ان ينزعة عن نفسة بأنها الآن  سعيدة  ولكن كلما شعر انها لا تزال تهابة بتلك الصورة يعود ذا الشعور يخترقة من جديد ..
تنهد بحزن وقال :
-  ده اوحش احساس في الدنيا كلها
ثم اكمل بتلك الجملة التي هو نفسة غير مقتنع بعا على الاطلاق :
-  بس الدنيا مش بتقف على حد
ابتعد عنة ادهم ليقول يحزن :
-  لا .. لا بتقف يا حسام .. بتقف على انسان اعتبرتة في يوم كل حاجة في حياتك .. بتقف على حد اداك كل احساس جميل اتمنيت تعيشة في يوم .. بتقف على انسان ساعدك عشان تتغير وتبقي احسن واحسن بكتير .. بتقف عليها عشان هي الحياه بالنسبة ليا .. هي الدنيا إلى احتوتني هي السعادي إلى ضمتني هي وبس .. عشان كدة بتقف عليها
وقف حسام ينظر له لا يصدق ان هذا هو ادهم الذي كان من سنة واحدة يسخر من الحب ويقول انه معادلة خاسرة وعلي الرغم من انه كان يظن انه يحب ريم في تلك الفترة ولكنة كان يقول له ان الحب في عالمنا مختلف لا يشمل الكيان مثل تلك الافلام والمسلسلات الدرامية فهي تقص اشياء لن تحدث ابدا ....
ولكن ها هو الآن  يتحدث عن الحب مثل تلك الافلام بل افضل .. والاسوء ذاك الالم الذي يشعر به الآن
فقال له حسام :
-  بس انت لازم تبدأ جياتك من جديد
نظر له ثم ابتسم بحزن قائلًا  :
-  أنا حياتي انتهت يوم ما راحت .. افهمني أنا عمري ما هتجوز تاني بعدها عشان يوم ما اروح الجنة ان شاء الله تكون معايا هناك وتكون حوريتي هناك هي دايما كانت بتقولي ان المتجوزين بيعيشو مع بعض في الجنة ..
فقال حسام بحزن :
-  بس انت لسا صغير 24 سنة بس يعني لسا قدامك العمر طويل وانت لوحدك و..
قاطعة ادهم قائلًا  :
-  اسكت يا حسام اسكت
فقال حين وجد الكلام لا يجدي بل يجرحة فحسب :
-  خلاص هسكت .. بس انت لازم تحكيلي انت لية عملت كل دا؟؟
نظر له طويلا وقال بعدها بهدوء :
-  مكنتش عاوز اتسجن .. هي كانت بتحاول تقتلني قومت أنا قتلتها وبدل ما ادخل في كل التحقيقات دي قررت اعمل اني مت بدل ما اتسجن ويقتلوني بعدها وبسنت ساعدتني سافرت شهر واحد ورجعت بنفس اسمي بس غيرت اسم اهلي عشان مكنتش عاوز اغير اسمي وبس كدة ياعم ده إلى حصل
عقد حاجباه قليلا وقال :
-  طب و... هي كانت عاوزة تقتلك ليه؟؟!
فقال ببساطة :
-  ولا حاجة أنا كنت بشتري منها مخدرات وهي إلى كانت بتبيعهالي أنا وصحابي وبعدين أنا كنت بدأت احب ايمي شوية وهي قالتي لو عاوزنا نبقي صحاب تبطل شرب .. وفعلا قررت ابطل الست دي فضلت تطلب مني اشتري وانا مرضتش وقولت لكل صحابي مياخدوش منها وقولتلهم ياخدو من واحد تاني كان بيبيع وكنت عارفة وطبعا أنا كنت بجيبلها زباين كتير ولما بطلت بقيت بطفش الناس من عندها فا اجت مرة عشان كانت عاوزة تقتلني وقالتلي بالحرف "انا اتخنقت منك ومن عمايلك أنا معتش بعرف اكسب بسببك والظاهر انك متعرفنيش"
وكانت ماسكة مسدس في اديها وقبل ما تضربني أنا وطيت راسي بسرعة وجريت خدت المسدس منها وشلت الرصاص من جواه ورميتة لقتها طلعت سكينة كانت مصرة تقتلني وقربت مني فامسكت اديها إلى كان فيها السكينة اخدتها وقتلتها الصراحة محستش بالندم بس خوفت ادخل السجن فا عملت كل ده بقا
أومأ حسام راسة متفهما ولم يعلق ثم قال بعدها :
-  طب أنا همشي دلوقتي
واتجة نحو الباب الا ان ادهم قال :
-  حسام .. ايه علاقتك بريم!!!
فقال حسام متسائلا :
-  وبتسأل ليه؟؟!
فقال مبتسما بعض الشيء :
-  عاوز اعرف
فقال حسا ببساطة :
-  ريم مراتي
ابتسم ادهم وسار نحوة إلى الباب وقال :
-  قولها تسامحني لو تقدر
تنهد بحزن قليلا وقال :
-  هي لسا بتخاف حتى من اسمك
فقال بلمحة ظهر بها الندم جليا :
-  أنا كنت غبي اوي ومش قادر حتى اسامح نفسي كل ما افتكرت .. وحتي كلام الاسف مش هيديها حقها
وضع يده على كتفة وقال :
-  هتسامح ان شاء الله
ثم تركة وذهب
                          *           *           *
للمرة المائة في هذا اليوم تتصل بهاتفة مغلق إلى الآن  وتتذكر تلك الرسالة التي هددوها بها صباحا لتذهب للقائهم تبكي وتبكي .. كانت خائفة للغايه تتصل به ولا يجيب جتي انها......................................................!!!!!

العشق الضآلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن