جلس في ركن هادئ بغرفته يفضلة .. ووضع يده على رأسة من كثرة الذكريات التي تدفق كالسيول
يتذكرها تداعبه وتمازحه .. يتذكرها وهي تجعله يتناول الطعام بطرق ذكية .. يتذكر حنانها حين كان يمرض وتظل بجانبه طوال الليل تداويه وتقدم له الاهتمام .. يتذكر حضنها الدافئ عند امس الاحتياج ... ولكنها ذهبت .. ذهبت الآن ولم يتبقي سوى ذكراها
عند تلك النقطة شعر بألم رهيب سيطر عليه مرة اخرى وفجأة وجد احدهم يضع يده على يداه
التفت ليجدها ... امامة ... مرة اخرى لقد ظنها حقا قد ملت منه ولن تعود لتجلس بجانبه فيشعرها بهذا الملل .. لكنها حقا هنا الآن
لا يعلم لما وجودها بجانبه قد بعث راحة إلى صدره
قالت له فجأة :
- مالك يا ياسين أنا قولت حاجة دايقتك ؟ أنا اسفة اني فتحت السيرة دي تاني انا،
تنهد ياسين وقال وهو ينظر إلى الفراغ بعينين منكسرتين :
- ماما وحشتني اوي وحشتني اوي بجد
شعرت بالالم الشديد لرؤيتة بتلك الحالة .. لم تفكر بعقلانية قبل تفتح ذراعيها له على مصرعهما قائلة بحنان العالم اجمع :
- تعالى
لم يصدق ما فعلت اهي حقا تفعل ذلك .. لم يفكر كثيرا لأنه سرعان ما ارتمي بحضنها كالطفل الذي يبحث الامان في حضن والدته
ذلك الحضن الدافئ الذي يشعرة بأن كل شيء على ما يرام
احتضنتة بشدة وظلت تربت على شعره بحنان بدون ان تعلم للمواساه كلاما .. ففي تلك المواقف التزام الصمت يكفي فهي لا تعلم ماذا تقول .. لم تدري بنفسها الا وقد بدأت الدموع تغطيها لسبب تجهله احقا ولتلك الدرجة شعرت بالالم لاجلة .. فقط لو تعلم ماذا تستطيع ان تفعل لتخفف عنة آلامة لما ترددت ثانية في فعلة ..
بمجرد ان ارتمي في احضانها بدأ يشعر بالراحة لما .. لا يعلمها منذ عدة سنواتمنذ اخر مرة احتضن بعا والدته هو نقس الشعور .. شعور احتواه تدفق بداخلة شعر لبعض الوقت العجز عن التميز اذا كان ذاك حضن والدته ام هي زوجتة نفسها اغمض عينية وكف عن التفكير يحاول قليلا النسيان لعل القادم يخبئ له الافضل ..
* * *
كانت جالسة تفكر .. قد فعل الكثير لأجلي .. فعل ما لم يفعلة احد لي من قبل .. اعطاني الامان
ماذا افعل أنا له .. طال التفكير كثيرا .. يجب ان افعل شيء من اجلة أنا ايضا .. ليس لنتعادل فاانا لا استطيع ان اعادلة لكن .. اريد اسعادة فحسب
ظلت تتنقل يمينا ويسارا في ارجاء الغرفة إلى ان استقرت في مكان بنصف الغرفة قائلة والابتسامة تعلوها :
- أيوة لقيتها ..
* * *
مر اليوم العصيب على ابطالنا بسلام اخيرا .. ولم يترك مجالا للتفكير في الغد "وما يخبأه"
* * *
في صباح اليوم التالي استيقظت سمر باكرا وخالفت عادتها في الاستيقاذ .. استقامت ودخلت الحمام ومارست عاداتها الصباحية ثم نزلت بأن تتحمم وتتوضأ ثم تصلي نزلت على الدرج ووجدتهم جميعا ينظرون اليها بزهول .. اتسعت ابتسامتها ونظرت له ضاحكة ثم قالت :
- ايه مالكم هو وحش ان اصحي بدري ايام الشغل بردة كنت بصحي بدري
جاسم :
- هههههههة لا مش متعودين نشوف القمر الصبح بدري
قالت باسمة :
- اديني صحيت اهو بدري
ثم توجهت إلى السيدة صبرين بإبتسامة خلابة وقالت لها :
- ماما احنا هناكل ايه النهاردة عشان أنا بجد جعانه
نظرت لها بسعادة ثم قالت :
- إلى انتي عاوزاه
وسحبتها من يدها لتجلس بجانبها
كانت وجوة الجميع تتسائل عن الفتاة التي تغيرت كليا فالبارحة كانت بوضع لا تحسد عليه والان هي .. هكذا تضحك وتمزح
قال سليم باسما :
- أيوة بقى خديها على قدك مش كفايه ان جاسم بيقول هيتجوزو اخر الاسبوع ده يعني بعد 4 ايام بس
سمر :
- انتم مفكرني هحل عن سماكم لا يابابا أنا لازقالكم هنا وهتجوز هنا
اتسعت ابتسامة سعيدة من الجميع فكان جاسم على وشك اخبارهم قبل ان تنزل لكنها هي من سبقتة بالتبليغ
سليم بسعادة :
- لا بجد
سمر :
- اه عشان أنا حسيت بينكم بجو الاسرة إلى دايما كنت بتمناه
ابتسامة حانية ظهرت على وجة سليم وزوجتة وشعرو بأنهم رزقوا بالفتاه التي كانو يحلمون بها طيلة العمر لكن الفرق الآن انها هنا معهم وستظل .. فابيت زوجها معهم ايضا .. امتلك الجميع تلك السعادة التي صارت على الاغلب من النوادر في الحياه الخاصة لكل منهم صار مايشغلة من الم يطفي على قلبة المذاق المر وبخبر واحد يسكب على المرارة السكر العذب فيغطي الطعم الحلو ويطفي السعادة في ارجاء المكان ..
* * *
استيقذ صباحا من نومة بكسل وتباطئ .. ارتسمت ابتسامة على وجهة .. ابتسامة بلهاء مضحكة لم يري لها بدا لكنها قد ظهرت وحدها .. ولن يلوم نفسة لأنه يتذكر ما حدث بالامس بدون قصد منه سبح في ماحدث مرة ثانية .....
اخري وفجأة وجد احدهم يضع يده على يداه
التفت ليجدها ... امامة .... مرة اخرى لقد ظنها حقا قد ملت منه ولن تعود لكي تجلس بجانبه لكي يشعرها بهذا الملل .. لكنها حقا هنا الآن
لا يعلم لما وجودها بجانبه قد بعث راحة إلى صدره
قالت له فجأة :
- مالك يا ياسين أنا قولت حاجة دايقتك ؟ أنا اسفة اني فتحت السيرة دي تاني انا،
تنهد ياسين وقال وهو ينظر إلى الفراغ بعينين منكسرتين :
- ماما وحشتني اوي وحشتني اوي بجد
شعرت بالالم الشديد لرؤيتة بتلك الحالة .. لم تفكر بعقلانية قبل تفتح ذراعيها له على مصرعهما قائلة بحنان العالم اجمع :
- تعالي
لم يصدق ما فعلت اهي حقا تفعل ذلك .. لم يفكر كثير لأنه سرعان ما ارتمي بحضنها كالطفل الذي يبحث الامان في حضن والدته
ذلك الحضن الظافئ الذي يشعرة بأن كل شيء على ما يرام
احتضنتة بشدة وظلت تربت على شعره بحنان بدون ان تعلم للمواساه كلاما .. ففي تلك المواقف التزام الصمت يكفي فهي لا تعلم ماذا تقول .. لم تدري بنفسها الا وقد بدأت الدموع تغطيها لسبب تجهله احقا ولتلك الدرجة شعرت بالالم لاجلة .. فقط لو تعلم ماذا تستطيع ان تفعل لتخفف عنة آلامة لما ترددت ثانية في فعلة ..
بمجرد ان ارتمي في احضانها بدأ يشعر بالراحة لما .. لا يعلمها منذ عدة سنواتمنذ اخر مرة احتضن بعا والدته هو نقس الشعور .. شعور احتواه تدفق بداخلة شعر لبعض الوقت العجز عن التميز اذا كان ذاك حضن والدته ام هي زوجتة نفسها اغمض عينية وكف عن التفكير يحاول قليلا النسيان لعل القادم يخبئ له الافضل ...
ظلا هكذا إلى كم اقول .. ثواني .. دقائق .. ساعات .. مر الوقت هذا فقت ما استطيع قولة .. لا يتذكرون كم مر من الوقت .. وللحظة وبدون قصد منها شهقت شهقة ليست عالية ابدا لكنها وصلت إلى مسامعه
فأنزل رأسة لينظر اليها ليجدها غارقة في دموعها .. دموع حزينة ..
فابتعد قليلا بصعوبة وقال :
- انتي بتعيطي لية الوقت طيب ؟
مسحت دموعها بسرعة مخبأة اياها في يدها وابتسمت تنفي بهز رأسها
ماذا اقول له أأقول انني انألم كثيرا لرؤيتة بتلك الحالة .. ام اقول انني لا اجد لبكائي سببا .. واصلا لماذا ابكي أنا هل اواسية بدموعي التي لا تفيدة بمثقال ذره
اعاد السؤال قاطعا لشرودها :
- أنا بسألك بتعيطي لية ؟!
ابتسامة حانية ظهرت على فمها قائلة وهي تحرك رأسها نافيه :
- مش عارفه
ابتسم لتلك الابتسامة ويبدوا انها قد راقتة كثيرا .. بالفعل هي تأخذ المركز الاول في الحنان .. تلك خلقت لتكون اما .. اما حنون اعطي اولادها ما اعطتة امي لي ... ها قد عاد لنفس النقطة من جديد ولكن العجيب تلك المرة ان الالم لم يرافق الذكري بل استعصي عليه دخول تلك المنطقة الآن وملكة الحنان تجلس بجانبه .. لا بل وتضمة ايضا
ابتعدت عنة بصعوبة شعر هو بها لاول مرة .. ولم ينفي ذاك الشعور لنفسة ثم قالت :
- انت لازم تنام بقى عشان انت صاحي من بدري وكمان أنا هاجي بكرة الشغل لازم انام أنا كمان
لم يستطع اخفاء الضيق البادي على وجهة حين ذكرت انها ستذهب معه صمت قليلا ثم قال :
- بس انتي اجازتك لسا مخلصتش
وللحظة تذكر سقوطها اليوم فقال مضيفا :
- ومش عننسي انك وقعتي طبعا
زفرت بغضب حانق ثم قالت :
- بس أنا بقيت كويسة هي وقعة بسيطة وبعدين عند التوتر والعصبية الزايدة بفقد التوازن بتاعي وفي العادة بيغمي عليا
قال بهدوء :
- افهميني لو عوزاني مروحش بكرة الشغل واخدك ونخرج ولو عاوزة تروحي لأهلك مفيش مشاكل اما حكايه الشغل دي لا
ضربت الارض بقدميها بغضب كطفلة تريد الحلوي ولا نعطيها خيفة من ان تمرض ثم قالت بغضب :
- بس أنا عاوزة اروح الشغل .. أنا كويسة والله
نظر لها ياسين وهو يكتم ضحكتة بصعوبة على طريقتها الطفولية ثم قال بصرامة يحاول استجماعها قبل ان تهرب منه ضحكة تفسد مايحاول اقناعها به :
- لا أنا قولت لا مش هتروحي
قالت ببلاهة متناسية وضعها :
- وانت مين بقى ان شاء الله عشان تمنعني
اختفت اثار التسلية من على وجهة وزفر بغضب وقال :
- أنا جوزك ولا انتي ناسيه
زوجي ..... واااااو لقد نسيت يال الحماقة ..
قالت تداري احراجها :
- بس ...... بس أنا ... بس
وزفرت بغضب ورحلت من الغرفة صافقة الباب خلفها بعنف ..
لم يمنع نفسة من الضحك .. من حقة الضحك الآن على تلك المجنونه
ومنذ امس وكلما تذكر الموقف ترافقة ضحكة مستمتعة وابتسامة عذبة تروك لكل قلب ..
خرج من تلك الذكري القريبة والضحكة تملأ وجهة لا يتذكر منذ متي استيقظ ليجد الضحكة تملأ وجهة .. متي .... متي .. متي ... لا يتذكر ابدا وكأن ذكراه قد محي من ذاكرتة .. وللابد
أنت تقرأ
العشق الضآل
Genç Kız Edebiyatı-أغلقـت قلبـها إلى الأبـد ولـم تهتم يوما بتلك اللعنة التي يقال عنـها "الحب" .. لم تعتقد لوهلـة أنه قد يأتي اليوم الذي تـدخل فيه عالم "الحب" .. منعتـها كل الظروف عن ابدائها لمشـاعرهـا.. -لقد عشقهـا لم يعد يرتـوي الا بحـبها يقول لقد عشـقت حنـانها .. ...