الفصل السابع والعشرين :

5.1K 75 3
                                    

وفجأة سمعو جرس الباب يرن
فقالت فرحة :
-  هو انت مستني حد
هز رأسة نافيا ..
جائت مريم لتقول ويبدوا عليها الضيق :
-  ياسين بية بسنت هانم اجت وعاوزة تقابل حضرتك
نظر لها ياسين بإستعجاب وقال :
-  بسنت مين ..!
تنهدت مريم ويبدوا عليها الضيق الشديد ثم قالت :
-  زميلة حضرتك
هز كتفة غير متذكر ثم قال :
-  دخليها
اومأت مريم رأسها وذهبت
بينما نظرت له فرحة بتساؤل فقال لها :
-  والله ما فاكرها لحد دلوقتي
ضحكت فرحة ضحكة خفيفة على كلامه قائلة :
-  ههههههة أنا مقلتش حاجه
غمز لها باحدي عينية ثم ابتسم قائلًا  :
-  مش محتاجة تقولي بفهمها وهي طايره
دخلت مريم وبرفقتها بسنت فنظر لها ياسين ليرمقها بنظرات متضايقة ..
وقال محاولا الابتسام :
-  بسنت ازيك؟
مدت يدها لتسلم عليه قائلًا  :
-  كويسة وانت..!
استدار ياسين محاولا تجاهل ان يمد يده ويسلم عليها وقال :
-  الحمد لله
سحبت يدها بإحراج شديد ثم قالت :
-  أنا لسا راجعة النهاردة وقررت اجي اسلم عليك
رفع احدى حاجباه وقال :
-  راجعة منين ..!؟
نظرت له بضيق ثم اجابت بنفاذ صبر :
-  هو انت ناسي اني كنت في بايروت
اومأ رأسة فشعرت انها تكاد تدق عنقة ثم نظرت بجانبه إلى تلك الفتاة الحسناء تبعتها نظرات التساؤل ثم قالت لها فجأة في تكبر :
-  هو انتي هتفضلي واقفة كدة كتير .. روحي اعمليلي قهوه
نثمظرت لها فرحة بإستعجاب تبعتها نظرات الغضب ولم تتزحزح من مكانها
فنظرت بسنت إلى ياسين غير مهتمة بشعاع الغضب المسلط من عينية عليها واكملت حديثها :
-  انت بتتساهل اوي مع الخدم بتوعك على الآخر شوف لسا واقفة ازاي
تقدم ياسين خطوة اليها وقال بصوتة الهادئ مهددا :
-  انتي عارفة انتي بتتكلمي عن مين الوقت..!؟
قالت بإستخفاف وهي تنظر لها :
-  عن مين، ؟
تراجع خطوتان وامسك يدها قائلًا  :
-  مراتي
تلك الكلمة .. التي كان لها ذاك الآثر .. الذي يترك دوما ذاك الدفئ على مسامع حبيبتة .. نفس الكلمة ذات الآثر المفزع عند تلك الفتاة الواقفة امامة الآن  نظرات الصدمة تملأ وجهها ثم قالت بلا وعي :
-  انت بتهزر صح؟!
نظر لها بإشمئزاز قائلًا  :
-  اكيد لا دي مراتي طبعا
اتسعت عيناها وقالت :
-  بس،  ازاي انت اتجوزت ؟!
امأ رأسة قائلًا  :
-  اه اتجوزنا من حوالي شهر ..
نظرت له والغضب في عينيها قائلة :
-  ماشي  أنا ماشي ه
ابتسم ساخرا ثم قال :
-  مش هتباركلنا
استدارت لتنظر له غاضبة وقالت :
-  مبروك
ثم تركتهم وذهبت بسرعة ..
نظرت فرحة إلى ياسين بتساؤل وقالت :
-  مين دي ؟!!
ابتسم ياسين محاولا اخفاء القلق البادي على وجهة وقال :
-  دي ولا حد سيبك منها
تركت يده واومأت رأسها وكان ذاك الشعور الذي تتميز به الآن ثي .. شعور "الغيره" لا ليست الغيرة لكنها تود معرفة كل تفصيلة عن حياتة .. هذا طبيعي .. كادت ان تذهب الا انه امسك يديها قائلًا  :
-  بسنت .. كانت معايا في الجامعة نف السنة وانا مش بطيقها .. بعد ما خلصنا جامعة فضلت تقرفني كل مكان اروحة القاها فيه لحد ما اختفت الحمد لله بس معرفش إيه إللي رجعها ..
نظرت له راضية ثم قالت :
-  تعرف ان سبب من اسباب حبي ليك انك بتفهمني من غير ما اتكلم انت الوحيد إلى بتقدر تعمل كده
ايتسم وقال :
-  أنا عاوزك توعديني بحاجة ..
ابتسمت ثم دت يدها قائلة :
-  قول!
وضع يده بيدها وقال :
-  عاوزك توعديني لو اي حد حاول يفرقنا نفضل كدة اهو ايد واحده
نظرت بقلق ثم اومأت رأسها قائلة :
-  أنا بوعدك .. بس فيه ايه..!
تنهد ياسين قائلًا  :
-  أنا فيه حاجة عاوز اقولهالك بس خايف تزعلي
هزت رأسها نافيه ثم اودعتة ابتسامة حانية لتقول :
-  قول ياحبيبي مش هزعل
تشجع على ان يتكلم فقال :
-  هي قالتلي قبل كدة انها بتحبني .. وحاولت معايا كتير بس أنا مش .. عارفة احساس انك مش متقبلة وجود حد معين في حياتك .. مجرد ماتشوفيه بتدايقي .. أنا كنت حاسس بكدة وقولتلها ان أنا مش هتجوز الا من انسانة حاسس نحيتها بإحساس اكتر من الاخوة بس هي مفهمتنيش وفضلت تحاول تجمع فرص نتقابل فيها .. أنا مليت منها وفجأة اختفت ..
بس رجوعها ده مش عارف لية أنا خافت عليكي للحظة من نظراتها
ثم تنهد فقالت هي مبتسمة :
-  سيبها على ربنا ومش هيحصل حاجة .. ثم قالت محاولة تغير مجري الحديث الذي جعل زوجها بتلك الحالة المضنية :
-  انت اخد بالك اني هضطر اسخن الاكل من اول وجديد تاني
ابتسم ثم قال :
-  خلاص هنسخنهم سوا يلا ..
                          *           *           *
تنهد محاولا مرة اخرى بكل ما اوتي من قوة على الاقناع ان يقنعها بهدوء ولكن زفرة ضيق خرجت منه بلا وعي فقالت :
-  أنا اسفة يايوسف عارفة ان انا،
امسك يدها مقاطعا اياها عن الكلام وقال بهدوء :
-  جنى ياحبيبتي أنا مش متدايق منك .. بس انتي لازم تفهميني المرة دي لازم نتجوز ونحدد معاد عشان تبقي مراتي
تنهدت بضيق وقد شعرت للحظة انه له كل الحق في ذلك فلا يجوز على اي حال ان تظل في بيتة ولم يتزوجا بعد .. لكنة قطع تفكيرها قائلًا ......
نظر لها وقد بدأت تتشكل افكارة عما تفكر به الآن  فقال بسرعة :
-  لا مش إلى انتي بتفكري فيه .. بس احنا لازم نتجوز انتي عارفة أنا عاوزك تكوني مراتي قد ايه ..
ابتسمت بوجوم ثم قالت وهي ضع يدها بيدة :
-  خلاص زي ما تحب
للحق،  لم يصدق مانطقت به للتو، هو يعلم انه يثقل عليها لكن قدرتة على الاحتمال قد نفذت،،  هو يريدها الآن  وأكثر من اي وقت، بالرغم من بقائهما سويا في بيت واحد لكن، في غرفة واحدة تختلف..... تختلف كثيرا .. وجنى تحمل اسمة اخيرا لقد تمني تلك اللحظة منذ سنوات ثم الزواج وكفي .. لن يطلب المزيد لذلك لم يقل ما يجعلها تغير رأيها فقط قال باسما :
-  بجد ياجنى ولا انتي متدايقه..!
هزت راسها نافيه ثم قالت :
-  لا موافقة خلاص
امسك يدها وابتسامة حانية على وجهة ثم قال :
-  خلاص هنتجوز الاسبوع الجاي
اومأت ثم قالت بشرود :
-  بس الفرح مش،
قاطعها قائلًا  :
-  متخافيش مش هنعمل فرح كبير ولا حاجة هنعزم الناس إلى نعرفهم وبس وهنعمل فرح صغير
ابتسمت لذاك ال... حقا لا تدري بما تصفة فهو حقا يعطيها ما تحتاج من الكل شيء اجل الكل .. سعادة تحطم الحزن والواقع الايم الذي تعيشة .. امان يفوق الاسوار بمراحل .. راحة لم تعهد لها مثيلا .. ال ....
في ماذا تفكر في ذاك الحبيب الحنون الذي لها الآن  بمثابة الامل الوحيد الذي تبقي لها لتعيش ..
يفهمها دون كلمة واحدة فقط جل ما يحتاج اليه ...... جل ما يحتاجة نظرة فقط ليقرأ ما ...
يوسف :
-  جنى أنا عارف الظروف إلى بتمري بيها الوقت بس ..
قاطع شرودها بتلك العبارات المواسية لتقاطعة باسمة :
-  وجوازي مش هيدايقني طلاما مش هنعمل فرح كبير ..
                          *           *           *
شيطااانة ... بلى تلك النظرة المتوعدة الشيطانية التي لا تخرج الا .. الا من ..... الا من الكائن المخلوق من النار .. الشيطان ..
تقود سيارتها تكاد تتسابق مع الريح لتخبرها انها الاسرع بلا منازع .. زفرت بغضب حانقة ثم انعطفت يسارا لتتجنب السيارة التي كادت تصدمها ببراعة لا مثيل لها .. براعة امرأة لتقوا بعدها غاضبة :
-  سنة .. ورجعت لقيت معاك بنت غيري .. تمام انت إللي جبتها عليك وعليها .. مش بسنت الدمنهوري إلى تخسر حبها من غير .... ما تخسرة .. المحروسه
امسكت هاتفها وطلبت رقم ثم وضعت يدها الممسكة بالهاتف على اذنها بينما الاخري تقدود بها السيارة بدون ان تتمهل ولو للحظة ..
بسنت :
-  أيوة انت فين .. أنا اه رجعت ... خلاص ثواني وابقي عندك
شددت على حروف تلك الكلمة :
-  اجي الاقيك برا أنا مش داخلة سمعت .. باي
انهت المكالمة والقت بالهاتف على الكرسي بجانبها بقوة وتسرع اكثر بسرعة جنونية تكاد تطير بها...
                          *           *           *

العشق الضآلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن