كان ادهم موجودا في احدى الاركان يراقبهم خطوة بخطوة وظل ينظر اليهم حتى قال لنفسة :
- هما عايشين فين دول ولا روميو وجوليت .. ولا اخوها إلى قالب الدنيا ياربي ايه الناس دي!!!!
ضحك عندما شاهد ياسين سحب فرحة إلى ساحة الرقص وكما فعل يوسف تماما ... فقد سحبها يوسف بطريقة درامية مثيرة للضحك حقا وهو يسمع همهمات الناس من حولة احدهم يقول انه اجمل زفاف حضرة والآخر يقول انهم يبالغون وقد اتفقو على ذلك لإظهار حب مزيف .. لا يهم ما يقولة الناس المهم انه من فرط الضحك عليهم كانت تنزل دموعة بغزارة ... وللحظات نسي تماما انه آتي ليتجسس عليهم ..
* * *
عندما اشتعلت نار الموسيقى سحب كلا من ياسين ويوسف فرحة وجنى إلى الساحة وحتي ان اسماء ومحمد وخالد وحبيبة وبعض الناس قد نزلو ليرقصو بينما كان يوسف يراقصها وهو يضع يده على خصرها بينما هي قد حاوطت رقبتة بكلتا يداها
وبدأو الرقص فوقفت جنى على اطراف اصابعها لتهمس له في اذنة قائلة :
- إلى عملتة النهاردة ده ذنب لا يغتفر
فضحك يوسف بينما احني رأسة قليلا ليهمس لها :
- أنا مسكين أنا عملت ايه بس!!!
نظرت له ثم لم تتمالك نفسها من تعابير وجهة المضحكة فضحكت ونظرت للارض ثم ثوان حتى انهت الضحك وعادت لتهمس :
- افرض كنت وقعت
فهمس لها :
- حد يقدر يوقع روحة بردو
فضحكت قائلة :
- امممممم لسا مسبتنيش
فاقرب منها يوسف وطبع قبلة على وجنتها فخجلت ووضعت رأسها بالارض مرة اخرى فضحك عليها وقال :
- ها ياحبيبتي اتثبتي كده!!!!
فقالت له بينما لا تقوي على رفع وجهها :
- اسكت بقى وانا لسا زعلانة برضو
ضحك مرة اخرى ثم رفع رأسها اليه وقال :
- حتى لو جبتلك شوكلاته
عقدت حاجباها وقالت بحزم مصطنع :
- انت بتحاول ترشيني
فقال يوسف مدعيا الخوف :
- لا ...لا ابدا يا باشا دي ..
فقاطعتة قائلة بمرح :
- اممممم عمتا رشوتك مقبوله
هتف يوسف قائلًا :
- ياربي البت دي هتجنني
فضحكت قائلة :
- أنا مش قولتلك مهري يبقي شوكولاتا الله
ولم تدرك ان صوتها قد علا لينفجر الجميع ضاحكين
فضمها بسرعة كي يخفي وجهها الذي احمر خجلا لقد علم ام الآن تريد التواري عن الأنظار
قالت وهي تخبأ وجهها في صدرة :
- يالهوي يوسف ابعد الناس دول عني أنا اتحرجت اوي
فأكمل ضاحكا :
- لية يا عمري محدش يقدر يقول كلمع واحدة وعمتا أنا عملتلك مفاجأة هخليهم الوقت يغيرو منك استني بس
شددت من ضمة وهي تضحك وتقول :
- يوسف أنا عاوزة نروح البيت سولام ياحبيبي
فضحك يوسف بشدة وقال :
- ما احنا مبخرين قولتلك ..
* * *
بمجرد انتهاء الرقصة حتى تقدمت فتاتان عند فرحة وياسين وقالت احداهما بإستحقار لفرحة وهي تشير إلى ياسين :
- مين ده مش تعرفينا!!!
اشتعل ياسين من تلك الطريقة التي توجهها لها ولكنة تريث قليلا حتى قالت فرحة باسمة :
- ده .. جوزي يا بدر
عقدت حاجباها وقالت مصدومة :
- جوزك!!! انتي اتجوزتي امت
فهدرت الفتاة الاخري :
- هو انتو حصل بينكو حاجة واتجوزتو في السر
تنهدت فرحة محاولة الاستكانة وامسكت يد ياسين الذي كاد ان يبطش بهم لولا انهم فتيات فقالت :
- احنا اتضرينا نتجوز من غير ما نشهر بسبب ظروف حصلت وان شاء الله فرحنا بعد 15 يوم من دلوقت
فقالت بدر مصدومة :
- هاااا!!
امسكها ياسين من يدها وسحبها بقوة فلم يتحمل سماع المزيد حتى وقفا بعيدا فقال ياسين غاضبا :
- مين الاغبية دول!!!!
جلست فرحة تحاول التذكر قليلا إلى ان قالت ضاحكة :
- دول بنات عم خال ام خالة عمة خال بابا .. استني ممكن يبقي ماما هما قرايب بابا ولا ماما !!! انت كنت بتقول ايه اصلا!!!!
لم يستطع السيطرة على نفسة فظل يضحك قائلًا :
- اهدي يا حبيبتي والله ما عتش عاوز اعرف
فضحكت قائلة :
- أيوة كدة أنا فاشلة اصلا في حسابات القرايب دي
فابتسم وقال :
- طب أنا اقربلك ايه!!!
بادلتة الابتسامة قائلة :
- انت الاقرب .. انت القرابة كلها
فاتسعت ابتسامتة وقال :
- وانتي ليا الدنيا كلها ..
* * *
ورب السماء هذا غير عادل ......
هااقد وصلت المفاجأة الموعودة ..
وصل جسم ضخم يعادل حجم جنى عليه غطاء ابيض كبير ودخل بعجلة جرارة إلى القاعة ..
ابتسم يوسف ونظر لجنى قائلًا :
- واخيرا المفاجأة وصلت
ابتسمت قائلة بخفوت :
- ايه ده ياياوسف!!!
غمز لها قائلًا :
- هتشوفي اهو
توقف الرجل الذي يجر الهدية في نصف القاعة وذهب يوسف ممسكا بيد جنى وتجمهر الناس حولهم ..
هتف يوسف قائلًا بإبتسامة :
- تقدري تشفي الغطي يلا شوفيها
لم يكد ينهي الكلمات حتى وجدها تسحب الغطاء فانسدل ووقع الغطاء ارضا ليكشف عما خلفه
اتسعت عينا جنى ووضعت يدها على فمها
كانت الهدية مجنونة كصاحبها .. كانت عبارة عن جنى مصنوعة من الشوكلاته
ماذا!!! أنا اقول الصدق لقد صنع لها تمثالا من الشوكولا ....
المهم انها ظلت تنظر لها وسط ذهول الجميع ثم فجأة بدأت تضحك بشدة حتى كادت تتألم وهي تقول بين ضحكاتها :
- اااااه مش قادرة ايه ده يا يوسف؟؟؟
نظر لها ببرائة وقال :
- ده المهر ياقلبي
كان جميع من في القاعة يضحكون بل والدموع قد نزلت من اعينهم من فرط الضحك .. فجأة اقترب منه ياسين وهو يضحك وقال :
- انت شكلك واقع خالص
ابتسم بثقة وقال :
- على الآخر يابني والله
فزاد ضحك الجميع إلى ان قالت فرحة بحزن مصطنع :
- أنا عاوزة أنا كمان شوكولاتة مليش فيه
فضحكت جنى قائلة :
- تعالي اجيبلك حتة مني
وامسكت قطعة من اصبع التمثال وكسرتها ثم امالت عليها قائلة بإبتستمة :
- خدي دوقي
ضحكت فرحة ثم قال :
- اكل من صحبتي .. مكنش العشم برضو لا ياختي كلي نفسك بنفسك اما أنا فاياسين هيجيبلي
هزت كتفها قائلة بلا مبالاه :
- انتي حرة .. هاكلها لوحدي وبعدين انتي عارفة اني مش بعزم مرتين في الشوكولاته
فضحك الجميع وقال يوسف :
- طب دوقيها
تذوقتها جنى ثم ضحكت وقالت :
- ايه ده دي بابلي
فضحك هو اﻹخر وقال :
- اه بابلي من الصوابع وجلاكسي من تحت ومن فوق كابوري يعني كل الآن واع
صاح صوت ضاحك يقول :
- أيوة كدة هي دي المفاجأت ولا بلاش
فظل ينظر لمصدر الصوت ولم يعرفة ولكن يوسف انفجر ضاحكا عندما رأها تكسر اصبع آخر وتأكلة ثم قال :
- جنى سيبي حاجة للعشي
فنظرت له وهي تأكل وقالت :
- ده مهري لوحدي يابابا محدش يتدخل
وانقلب العرس إلى فيلم كوميدي ..
بعد مرور قليل من الوقت
فاجأت جنى يوسف وهي تضمة بشدة وقد بدأت الدموع تنزل من عينيها فأحاطها بذراعية بقوة وقبل ان يتكلم قالت هي :
- شكرا على كل حاجة شكرا انك حبتني وعملت كل ده عشاني
فشدد يوسف من ضمة لها وهو يقول :
- أنا إللي بشكرك انك حبتيني وبعدين أنا عندي كام حبيبة عشان اجيبلها كل إلى هي عاوزاه أنا إللي محظوظ على فكرة مش انتي
ابتسمت له
فجأة جاء محمد وقال :
- احم احم نحن هنا
فابتدت عنة جنى بسرعة فقال يوسف :
- طب نتكل احنا على الله بقى وقام بحملها فجأة في حركة واحدة وذهب
وبدون سماع رد من احد لأنهم كانو مشغولين بالضحك اخذها وذهب فأحاطت يدها برقبتة وهي تقول :
- يوسف!! مهري !! الشوكولاتة !!!!!
حاول يوسف تمالك نفسة من الضحك لكي لا تقع منه وهو يقول :
- حبيبتي ماهرك هيرجع على البيت متخافيش
فضحكت وهي تقول :
- الحمد لله كنت خايفة عليها
فقال يوسف بصعوبة من بين ضحكاتة :
- اسكتي ياجنى لهوقعك والله
فقالت بصدمة وهي ترف نفسها وضم رقبتة :
- ايييية توقعني نزلني يايوووسف نزلني .....
* * *
كان ادهم خارج القاعة ونظر لهم وهم يخرجون وتنهد بأسي ثم ظل يجوب الطرقات بسيارتة والحزن رفيقة ..
لا يدري لما ذهبت افكارة لعينين خضراون وشعر حريري اسود وجة من جمال الحوريات ... ليتوقف بسارتة فجأة يضرب المقود بيدة بكل عنف ها قد بدأ شبحها في مطاردتة مرة اخرى ..
كانت احدى فرائسة لكنها جعلتة الفريسة لقد كانت صياد متقنص .... توقفي عن مطاردتي ...
اهذة دموعة التي بدأت في النزول ..
لما ذهبت افكارة فجأة لذاك اليوم الذي كانو يجلسون فيه على شاطئ البحر يتجاذبون اطراف الحديث .. لقد كان ينظر لها وهي تتكلم كما لم ينظر لامرأة من قبل يشعرها بأنها الآن ثي الوحيدة على كوكب الارض ... بل في العالم بأسرة .. كانت تقول وتقول وقلبة يهتف بإسمها ..... ايمي ....
لقد اشتاق لها .. بل الكلمة لا تمد لشوقة بصلة هي بعيدة عنة اميالا ..
لمعت عيناه بدمعة اخرى قرمش بعينية حتى يخفيها
لم يكن عليه حضور ذاك الزفاف السخيف .. لا لقد اخطأ لقد ذكرة بعشق ماتت ذكراه فأحياها ذاك الزفاف
هل يمكن لذاك الذي يلعب بقلب الفتيات لعبا ان يحب .. معقول ... بلى لقد حدث وياليتة لم يحدث
في تلك السنة التي ادعي فيها انه انسان ميت .. ظهرت هي وقد احيت قلبة وجعلتة ينبض بالحياه .. نظرة واحدة كانت بتكفي ليذوب بها عشقا .. لم يدري لما ..
وها قد اصبحو صديقان .. بل اعز الاصدقاء وتقوي العلاقات بينهم وقد كانت المرة الأولى التي احب فيها بصدق لقد جعلتة يدور حولها كالعشان الباحث عن البئر التي تروي ظمأة وبعد الكثير وصل لها وليس هذا فقط لا ... بل تزوجا ايضا
لقد ذكرة الآن ذاك الزفاف بزفافهم وكيف كاد يطير من السعادة حينها .. لقد كانت كل شيء في حياتة لتذهب فجأة بلا عودة .. لم يرد اخفاء حقيقتة عنها فصارحها قبل الزفاف ووافقت واخبرتة ان الماضي قد ماتت ذكراه .ظ لقد كانت حلما .. تفهمتني لا بل ونصحتني ان اعتذر لهم وبالرغم من الاسف لا يفيد فقد بعثت رسالة اعتذار لهم جميعا وكتبت في الرسالة انها ستصل بعد ان اموت لكي لا يكشف امري وقد ررنا السفر خارجا .. كنت اسعد من السعادة ولم اكن شعرت بإكتمال من قبل ان اعرفها
ليأتي ذاك الصباح التي لم تنم فيه بين ذراعي
لم تدعمني وتوقظني لأجل العمل
لم تصرخ بوجههي لأنني تأخرت على عملي .. وانني مهمل
لم تكن معي .. تركتني وحيدا تماما كما لم اكن وحيدا يوما
فقد جاء ذاك اليوم الذي فقدتها فيه بحادث سيارة .. وقتها فقط علمت انني لم افعل الخير لأستحقة أنا ظالم ظاااالم هذا جزائي لأنني تلاعبت بقلوب تلك الفتيات
فقط في الوقت الذي وصل فيه لتلك النقطة انطلق بسيارة بسرعة الريح وقد تشوشت الرئوية من تلك الدموع التي تأني التحرر من عينية ... وهو يردد :
- أنا السبب أنا السبب ...
* * *
عندما وصل يوسف وجنى للمنزل انزلها يوسف ارضا وهو مبتسم
لم يكن ذاك منزل والدية بل كان منزلة فقد اتفقا على النزول بذاك المنزل اول اسبوع بعد الزفاف ..
كانت جنى ذاهبة لتدخل غرفتها إلى ان امسك يوسف ذراعها فالتفتت لتنظر له فقال :
- تعرفي أنا فرحان قد ايه
فابتسمت وقالت :
- قد فرحتي بالضبط فسحبها إلى احضانة قائلًا :
- تؤتؤ اكتر بكتييييير
فضحكت قليلا ثم قالت بخفوت :
- لا أنا إللي اكتر طبعا
ثم انحني قليلا وطبع قبلة على وجنتها فاحمر وجهها خجلا وتابع قائلًا :
- واكتر بكتير كمان
فجأة انتبة يوسف انها قد صمتت تماما فظر لها فوجدها تبكي بصمت ..
فقال بقلق :
- مالك ياحبيبتي؟؟!!!
مسحت دموعها بسرعة ثم ابتسمت لتقول :
- اصل افتكرت لما بابا اجي قالي انك اتقدمتلي .. أنا فرحت اوي بس .. بابا وحشني اوي .. عارف لما ماما الله يرحمها ماتت كان دايما واقف جنبي وطول الوقت بيدعيلي بإني الاقي السعادة مع راجل بحبة وبيحبني بس مكنتش اعرف ان السعادة دي تمنها حياته
ضمها بقوة اكثر وتنهد قائلًا :
- متقوليش كدة ياحبيبتي باباكي تعب كتير وربنا كاتب اجلة في اليوم ده مش عشان حاجة ربنا هو إلى بيكتب هنعيش لحد امت .. أنا معاكي اهو هعوضك ولما ندخل الجنة ان شاء الله هيكون معانا هناك
ضحكت قليلا وهي تدفن رأسها في صدرة ثم قالت بخفوت :
- بحبك
فابتسم قائلًا :
- وانا بعشقك .. ويلا بقى مش هنقضيها نكد فيه حساب لازم نصفيه سوا
ابتعدت عنة بسرعة وركضت نحو غرفتها قائلة :
- انسي
فضحك وهو يركض خلفها ورفعها عن الارض ممسكا بها وقال :
- الاول نصلي وبعدين حسابنا يتصفي
فضحكت قليلا وهتفت :
- انت مبتنساش حقك ابدا
انزلها على الارض برفق وهو يقول :
- تؤ تؤ الا حقي ....
* * *
عاد إلى منزلة اخيرا بعد يوم من ابشع ابام حياتة يتطاردة فيها سيل الذكريات الاليمه
دخل المنزل وكاد ان يدخل إلى غرفته ولكنة قرر الذهاب إلى غرفة اخته ... فدخل عليها ليجدها جالسة تتصفح الحاسوب
قال فجأة :
- ايه هتباتي هنا النهارده
نظرت له بسنت ثم اعادت النظر للحاسوب لتقول :
- أيوة قولت لبابا اني هبات عندك النهاردة مع انه اتدايق بس وافق في الآخر
وضع يده على رأسة من الخلف ورفع رأسة قليلا ليقول :
- بسنت
هزت كتفها وقالت :
- نعم
فقال ادهم وهو يقترب ليجلس بجانبها :
- هو انتي واثقة من إلى احنا بنعملة دا!!!
عقدت حاجباها ونظرت له قائلة :
- مش فاهمة واثقة من ايه!!!!
فتنهد بحزن ثم قال :
- انتي عارفة اني حبيت قبل كدة .. وفكرة انك تخسر حد بتحبه صعب اوي بجد يابسنت صعبة اوي .. هو احنا لازم نفرق بنهم
اشتعلت عيناها غضبا واخذت الحاسوب لتعة بجانبها على السرير قائلة :
- انت بتهزر صح .. ادهم انت إللي قولت بنفسك صعب نخسر حد بنحبة وانا بحبة اوي انت عارف كدة كويس!!!!
تنفس ادهم نفسا عميقا .. عميقا جدًا ليقول بعدها محاولا الهدوء :
- بس هو مش بيحبك هو بيحبها هي
قالت هو تشتعل غضبا بعد ان حركت يدها بقوة :
- ادهم انت مش عاوز تساعدني خلاص شكرا
ونزلت من على السرير وبدأت تلملم اشيائها لترحل فأمسك ادهم يداها بقوة وقال :
- بسنت .. انتي عارفة اني مستحيل اسيبك تنزلي الوقت لوحدك
نفضت يداها بقوة عنة وهي تقول غاضبة :
- ابعد عني انت سامع أنا غلطانة اصلا اني طلبت منك مساعدة بعد اما أنا ساعدتك و..
قاطعها ادهم قائلًا بإستهجان :
- اها فعلا ساعدتيني وانا قولت اني هساعدك .. أنا جبت سيرة عن اني مش هساعدك!!!!
فقالت بنبرة اقل حدة ولكن لاتزال تحمل الغضب :
- بس انت قولت،
قاطعها قائلًا بضيق :
- كنت بحاول اقنعك بالعكس بس طلاما انتي مصرة .. أنا معاكي
ثم تركها وذهب لغرفته وهو يضع يداه الاثنان على شعره من هول ما يشعر به الآن .. هل تعلم ذاك الشعور حين يختلط الخير مع الشر وفي كل حالة منهما يكون لك رادع وسبب وجية لتفعل .. مشاعر مختلطة بين الالم والحزن والغضب وال وال.. النعاس يجب ان انام وانتهي من ذاك الجحيم الآن ..
توجة إلى غرفته وجلس على سريرة يتلمسة .. فجأة تذكر ..
كان جالسا يطالع بعض الاوراق المتعلقة بعملة فجأة دخلت وهي تشعر بالملل فسحبت جميع الاوراق منه وهي تقول بغضب :
- يعني أنا اشجعك على الشغل عشان تنساني .. اسفة يا استاذ أنا مسمحلكش تهملني بالشكل دا
فضحك من طريقتها الطفولية في التعبير ثم وقف وهو يقول :
- أنا نسيتك!!! ثم اقترب منها ووضع تلك الخصلة المتطايرة من شعرها خلف اذنها وقال باسما بثقة :
- وانت حد يقدر ينساك برضوه ياكبير
حاولت ان تداري الابتسامة ثم ابتعدت عنة بسرعة وقالت بحزن مصطنع :
- اه انت بقيت بارد وبتنساني كتير
حاول ان يمسكها من يدها ولكنها افلتت وركضت فركض خلفها وهو يقول :
- أنا بارد تعالي هنا يابت
ظلت تركض حتى خرجت إلى الحديقة وظل هو يبحث عنها إلى ان وجدها تقف وتعطية ظهرها في الحديقه
فاقترب منها قائلًا :
- أنا بارد هاا طيييب
ثم امسك ذراعيها وقال :
- مسكتك
لتلفت وقد كان معها خرطوم المياه فبللتة بالكامل وهو يضع يده لمنع الماء وهي تضحك وتستمر برشة بينما هو يقول :
- ايمي بس بقى بطلي أنا اتغرقت خالص
بينما هي تضحك بشدة وتقول :
- لالا
ومن ثم تخرج له لسانها وهي تقول ضاحكة :
- تستااهل
فأقرب منها بسرعة حتى امسكها وامسك الخرطوم من يدها فتراجعت عدة خطوات وهي تحرك يدها بالنفي وتقول :
- لا متفكرش حتى تعملها أنا لسا مغيرة هدومي مت،
ولم تكمل لأنه قد ببللها تماما وهو ينفجر ضاحكا من مظهرها ويقول :
- عشان تلعبي اللعبة دي عليا كويس
حتي جاء البستاني فجأة وامسك بالخرطوم وهو يقول بصرامة :
- ادهم بية إلى انتو بتعملوة ده ميصحش هات الخرطوم ده كده
واخذ الخرطوم من يده وهو يقول :
- يلا ادخلو عشان متبردوش احنا لسا في اوائل الربيع
فنظر له ادهم مغتاظا بينما هتفت ايمي بمرح :
- الله يخليك يا عم صلاح انت إللي واخد بالك مننا
ورصت مرة اخرى إلى داخل المنزل وهي تكاد تنفجر ضاحكة فادركها ادهم وركض خلفها قائلًا :
- ايمي استني عندك .. يابت
حتي استطاع امساكها اخيرا امام باب احدى الغرف وحملها بسرعة ظلت تتلوي وهي تقول بدلال طفولي :
- عااااااااا نزلني بقى نزلني
فقال بصرامة مزيفة لدرجة مضحكة :
- ايمي إلى حصل ده غلط ده ايه!! غلط
هزت رأسها نافيه وظلت تتلوي وهي تحاول كتم الضحك إلى ان وصل بها إلى غرفتهم ووضعها على السرير برفق ليقول :
- مش هتبطلي جنان بقا!!!
ضحكت قليلا ثم قالت بدلال :
- تؤ تؤ مش هبطل
فابتسم وهو يقترب منها ويقول :
- وانا بعشق ام الجنان دا
فاتسعت ابتسامتها لتقول :
- وانا بعشق امك وربنا
كاد ان يقترب منها اكثر الا انها قالت :
- يادي النيلة الوقت بلينا السرير
فضحك لتذكرة انهما مبللان وقال :
- طب قومي خدي شاور عشان متبرديش
اومأت رأسها وقبل ان تقوم طبعت قبلة على وجنتة وهمست له :
- متنسانيش تاني
ثم ركضت إلى الحمام ..
وها هو سيل الذكريات بدأ يعرض امامة من جديد .. عندما نسمع انسانا يقول انه يحيا بذكريات من احب لا نصدقة .. ولكن عند مرورنا بالتجربة ... نصدق
خرج من تلك الذكريات وهو يضحك وما لبثت ان تحولت ضحكتة إلى عبوس قاتم ليحل محلها وعينان تحمل من الالم ما فاق قدرة تحملها ..
ظل يتحسس ذاك السرير الذي بللتة في يوم ما .. التي اغرقتة بعطرها .. لقد كانت اجمل ايام حياتة حقا تلك التي قضاها معها ..
تنهد بأسي ثم وضع رأسة على الوسادة ليحاول النوم
الا ان الذكريات تأبي تركة وشأنة .. لتطاعة من كل ذكري تزيد الشوق لها وتمنية للحاق بها يزداد اكثر واكثر ..ثم ماذا بعد أتلك حياه!!!!!
* * *
في الصباح استيقظت فرحة وبالطبع كان ياسين في العمل فبعد ان طلب منها ياسين مرارا التوقف عن العمل قررت اخيرا وبعد معاناه ان تتوقف ..
استيقظت وهي تتذكر ليلة امس في الزفاف كانت ذكري لن تنسي ابدا استقامت اخيرا وذهبت لتغسل وجهها ثم توضأت وصلت فرضها .. بعد قليل اومض هاتفها مفصحا عن وصول رسالة ما .. فالتقطتة لتقرأ ..
كان نص الرسالة كالآتي .."الي حصل مع جوزك اول امبارح عند الجنبانة ده .. مكانش صدفة ... لو مش عاوزة جوزك يتأذي تاني تيجي النهاردة عند كافيه* * * * بعد ساعتين من دلوقتي ... ومش هنبة عليكي متعرفيش حد"
كانت الرسالة قادمة من رقم مجهول وبمجرد ان قرأتها حتى وقع الهاتف من يدها من فرط الصدمة ولم تدرك ان دموعها قد وصلت نهايه وجهها
حاولت الاتصال بالرقم لكنة كان غير متاح .. فقررت الرضوخ لطلبهم والذهاب .. هذا ياسين حبيبها وزوجها والذي تستند عليه حين يكون لا ساند لها .. ذاك ياسين الذي اعطاها كل ما تحتاجة اي امرأة وتتمناه بل واكثر والان .. الآن ماذا تخسره
لا والله ابدا لن يحدث اسرعت إلى خزانتها وارتدت ثيابها وخرجت بسرعة للمكان المكتوب توقفت هناك وظلت تنظر إلى ان وجدت ..............................................!!!!!!
أنت تقرأ
العشق الضآل
ChickLit-أغلقـت قلبـها إلى الأبـد ولـم تهتم يوما بتلك اللعنة التي يقال عنـها "الحب" .. لم تعتقد لوهلـة أنه قد يأتي اليوم الذي تـدخل فيه عالم "الحب" .. منعتـها كل الظروف عن ابدائها لمشـاعرهـا.. -لقد عشقهـا لم يعد يرتـوي الا بحـبها يقول لقد عشـقت حنـانها .. ...