الفصل الرابع والعشرين :

4.9K 74 2
                                    


نظر الطبيب إلى حسام بحزن وجهاز القلب يعلن تلك الصافرة المريعة المعلنة بتوقف القلب فسقط حسام على الارض بجانب سريرها وفرت احدى الدموع الحبوسة من عينية وامسك يدها ليقول بصوت عالي :
-  طيب قوليلي انتي عاوزة ايه عشان تفوقي .. اعتذر أنا اسف آسف والله آسف مش هعيدها والله هعمل إلى انتي عوزاه وعد مني بس ارجوكي فوقي .. ايه طب عاوزاني اعمل ايه وتقومي اترجاكي .. ريم عشان خطري قومي ريم متعمليش فيا كدة والله أنا هعمل إلى تطلبية حتى لو اصريتي على الطلاق هطلق بس قومي .. قومي بقاااا يلا
كان ممسكا بيداها الاثنتان وضاما ايهما بكلتا يداه لم يكن يدرك انه في تلك المرحلة قد تبلل وجة اثر تلك الدموع المتساقطة بغزارة .. للحظة شعر ان يدها تحركت فرفع رأسة ونظر لها ..
بدأ جهاز القلب يعمل من جديد ربما الجهاز قد اصابة خلل ما فأدي إلى تعطيلة المهم انها لا تزال على قيد الحياه ..
بدأت تفتح عينيها .. عندما فتحت عيناها اخيرا لم تدرك نفسها الا وهي بين ذراعية لقد كان يبكي بالفعل ويقول :
-  حرام عليكي حرام اسبوع كامل.. اي عقاب ده ايه القسوة بتاعتك دي انتي حرام عليكي لية تعملي فيا كده

بالطبع هي لا تفهم شيء .. كيف تكون هي القاسية بكل ما فعلة هو معها .. حاولت الكلام بلا جدوي بالكاد تستططيع فتح عينيها وهو يضمها بتلك القوة التي تكاد تكسر اضلعها لكنها استطاعت ان تقول اخيرا :
-  حسام هو إيه إللي حصل
لم يبتعد عنها وقال :
-  محصلش اسكتي
كان الاطباء يشاهدون ذاك المشهد الدرامي لدرجة ان احدى الطبيبات دمعت عيناها يالة من مشهد ..
بعد القليل من الوقت فحصها الطبيب وقال انها بخير وانها قد صارت افضل بكثير هذة مثل المعجزة ..

كان جالسا ينظر اليها ولا يتحدث .. وفعلت هي المثل ولكنها بعد قليل ملت ذاك الصمت فقالت فجأة :
-  هو ايهالي حصل .. أنا كنت سايقة العربية و عربية كبيرة اجت في طريقي وعملت حادثة .. ثم نظرت لنفسها مصدومة وقالت :
-  هو أنا ازاي لسا عايشة الحادثة كانت قوية اوي ..
تنهد وقال :
-  أنا كنت هموت وراكي لو جرالك حاجه
ابتسمت ساخرة وقالت :
-  اه انت هتقولي .. أنا عاوزة امشي من هنا
قال بحزم :
-  لا طبعا مش هتطلعي من اي مكان انتي هتفضلي هنا لحد ما الدكتور يقول
ريم :
-  طيب خلاص مفيش مشكلة روح انت بقى وبعد اما اخف هبقي امشي ومش هتشوف وشي تاني
حسام بضيق :
-  ريم خلاص بقى بطلي عند
اغمضت عيناها من شدة الالم التي تحاول ان تخفيه وقالت :
-  لية ياحسام هو الواحدة اما تبعد عن إلى بيذلها يبقي ده عند ..
كاد ان يتكلم ولكن قاطعة دخول الطبيب
الطبيب :
-  ايه يا مدام ريم عاملة ايه الوقت ؟!
ريم :
-  الحمد لله كويسة بس مصدعة اوي
الطبيب :
-  ده طبيعي بعد حادثة زي دي .. سبحان الله انتي نجيتي بمعجزة .. اكيد عشان جوزك فضل يترجاكي تقومي ربنا يخليكو لبعض
نظرت غير مستوعبة لكلامه .. لماذا قد يخاف على اصلا .. ثم نظرت لحسام .. هي بالفعل لم تري تلك النظرة بعينية كثيرا برغم ما تشعرها بالدفئ .. ولكن لربما يشعر بالشفقة لا غير
وضع يده على يدها وقال بحزن :
-  ريم ابننا مات
اتسعت عيناها ووضعت يدها على بطنها وقد سقطت بعض الدموع لتقول :
-  لا انت بتهزر اكيد صح قول كده
احتضنها وهو يقول :
-  خلاص يا ريم راح عند إلى خلقو إلى هو ارحم مني ومنك ياحبيبتي
خرج الطبيب لتركهم وحدهم ..
كانت تبكي بشدة وهو يشدد من احتضانة له حتى يهدأها
قال وهو يضمها بقوة :
-  اهدي بقى عشان خطري .. ريم انا آسف انا السبب في كل ده أنا اسف آسف والله
لم تترد عليه ولكن بدأت تهدأ قليلا
ابتعد عنها قليلا لينظر إلى وجهها ويقول باسما :
-  هو راح عند إلى خلقو ياحبيبتي ارحم مننا كلنا انتي اهدي بس
قالت وهي تبكي :
-  طب أنا مروحتش معاه ليه
قال بألم :
-  انتي بتكرهيني للدرجة دي عاوزة تسيبيني خلاص
ريم :
-  اسيبك ايه يا حسام أنا عملت كدة عشانك انت دور على الزوجة إلى تناسبك وانا كنت ناوية ابعد وربي ابني
ثم بدأت تبكي من جديد
امسك وجهها بكلتا يداه قائلًا  بصوت عالي قليلا :
-  ولو قولتلك اني مقدرش اعيش من غيرك .. لو قولتلك ان حياتي بتقف عليكي .. ان انتي الزوجة المثالية بالنسبة ليا
ثم اكمل بإحتضانها قائلًا  :
-  اوعي تسيبيني .. أنا بحبك اوي والله ..
هل سمعتها بالفعل ام انها تتخيل .. ان كانت بحلم فهو من افضل احلامها ولا تريد ان تصحو من ابدا فهي الآن  في اشد الاتياج اليه ..
ضمتة هي الاخري
حسام :
-  انا آسف هتقدري تسامحيني  ؟ أنا عارف ان آسف مهترجعش إلى راح بس .. اوعدك هعوضك وعد والله بس متسبنيش بس .. موافقه
ريم بإعياء :
-  انت بتستغل ضعفي الوقت
ابتسم حسام وقال :
-  حد قالك ان قلبك اسود قبل كدة ؟!
ابتسمت قليلا هي الأخري وقالت :
-  انت قولت اهو .. وبعدين أنا مش من حقي اتشرط!!!!
حسام باسما :
-  مستغلة .. بس مش مهم اطلبي .. طلباتك اوامر
صمتت قليلا ثم قالت فجأة :
-  طلقني ..
                          *           *           *
في فيلة في احدى الاحياء الراقية ..
كانت سلمى ممسكة بهاتفها تتحدث فيه قائلة :
-  أيوة تنفذو المهمة بعد ساعتين بالظبط .. لو ياسين كان معاها .. اقتلوة وريحونا منه .... اما هي فا أنا عوزاها سليمة لحد اما اشوف هعمل معاها ايه .. ماشي  .. سلام ..
انهت المكالمة ولم يمضي سوى دقائق ووجدت باب المنزل يدق بعنف .. فتحت باب المنزل لتنظر بصدمة وتجد ..
                          *           *           *
كان جاسم يركض خلف سمر الممسكة بجهاز التحكم وتركض وتقفز على الاريكه
جاسم :
-  يابت اقفي بقى أنا إللي هتفرج يعني أنا إللي هتفرج
قفزت سمر من على الاريكة وهي تضحك وتقول :
-  مستحيل أنا قولتلك المسلسل ده أنا متابعاه من زمان ودي الفصل الاخيرة مليش دعوة روح اتفرج هناك
ظل يركض خلفها وهو يقول :
-  هاتي الريمود يا سمر احسنلك
سمر وهي تخرج لسانها وتركض بسرعة :
-  لا لا لا مش هجيبو
جاسم :
-  مااااااشي
واسرع خلفها وحاوطها بيداه الاثنتان من الخلف ليكبل حركتها
ظلت تتلوي بين ذراعية وتقول :
-  سيبني بقاااا أنا هتفرج مليش فيه
خطف جهاز التحكم منها بسرعة ثم ذهب ليجلس على الاريكة وهو يضحك ويقول :
-  شوفي بقى مين كسب في الاخر
جائت ام جاسم على اثر تلك الضجة وقالت :
-  ايه فيه حرب هنا ؟!!!
قالت سمر ببرائة طفل وديع في السابعة :
-  شوفي ياماما جاسم كل مرة هو إلى يتفرج ومش بيسيبني خالص والنهاردة الفصل الاخيرة من المسلسل
صبرين :
-  جاسم انت بتزعل بنتي لية .. هات الريمود دا
جاسم وهو يعطيها الجهاز بضيق :
-  ايه الظلم ده بقا  ؟
اعطت صبرين لسمر الجهاز باسمة وهي تقول :
-  خدي ياحبيبتي اتفرجي انتي
جاسم :
-  طب وانا
ذهبت سمر وجلست على الاريكة قائلة :
-  فيه مكان جنبي لو عاوز تيجي تتفرج
ضرب جاسم الارض بقدمة قائلًا  :
-  بااااارد والله
قالت سمر ضاحكة :
-  حد قالك حبني ولا اتجوزني
قال مغيظا لها :
-  قدري بقى الحمد لله
نظرت له بضيق وقالت :
-  طب اسكت عشان المسلسل بدأ وعاوزة اسمع
نظرت صبرين إلى شاشة التلفاز وقالت :
-  ايه ده هو المسلسل ده أنا بحبة اوي
وجلست بجانب سمر وظلو يشاهدونة ..
كان جاسم واقفا ينظر اليهم بغيظ .. لحظات وجاء سليم ووجد جاسم يقف زافرا بغضب ينظر إلى امة وزوجتة ..
ضحك سليم وقال :
-  مالك يا جاسم متدايق كدة لية ؟!
قال جاسم بضيق :
-  كويس انك جيت يابابا يرضيك كدة كنت عاوز اتفرج قامت ماما خلتني ادي الريمود لسمر وفضلت هي تتفرج معاها
ربت سليم على كتفة ضاحكا وهو يقول :
-  استني أنا هجيبلك حقك الوقت
وذهب اليهم وقال :
-  اومال انتم مدايقين جاسم لية ..
لم ينتبهو اليه فنظر إلى التلفاز لينظر إلى ما يشاهدونة ..
سليم باسما :
-  ايه ده هو المسلسل ده الله أنا بحبة اوي
وجلس بجانبهم ليشاهدة تاركا جاسم الذي يشتعل غضبا
جاسم :
-  لا والله
صبرين :
-  جاسم اسكت عاوزين نسمع
سليم :
-  اه انت صداع اوي
اتسعت ابتسامة سمر وذهبت اليه حيث هو واقف فقالت له بإبتسامة :
-  ايه رأيك فيا بقا ؟!
جاسم بضيق :
-  غوري يابت من وشي
مدت يدها له باسمة وقالت :
-  تعالي نطلع على اوضتنا واتفرج انت على إلى انت عاوزه
جاسم وهو يمسك يدها باسما :
-  ده ايه الرضي ده كله
ضحكت وقالت :
-  ههههههههة اصل صعبت عليا
جاسم باسما :
-  ميصعبش عليكي غالي
بادلتة نفس الابتسامة قائلة :
-  طب الاغلي من الغالي
لم تكد تنهي الكلمة حتى وجدت نفسها بين ذراعية وهو يضحك ويقول :
-  طبعا ده من حقة يصعب عليكي شويه
تفاجأت من حملة لها بسرعة هكذا وهي غير منتبهة وقالت :
-  جاااسم ماما وبابا
ابتسم وقال :
-  ومالة احنا متجوزين
لفت ذراعها حول رقبتة قائلة وهي تنظر اليهم ضاحكة :
-  هما اصلا مش معانا
ظل يمشي بها بحذر وقال :
-  وحتي لو معانا .. مراتي حد يقد يتكلم
ضحكت وقالت :
-  هههههههة لا يا كنج محدش يقدر
وظل يصعد بها السلم ..
مجانين ..
ولكن ..
اما يحق ..
لجنان كهذا ان يدخل إلى عالمنا قليلا ..
من يدري ..
لربما يحدث ،
                          *           *           *
كانت في غرفتها تتذكر كل ما مرت به معه ..
افضل ايام عمرها قضتها معه، هنا ..
لكم تتمني الآن  ان تخبرة بأنها تعشقه .. تعشق العيش معه .. تحبه لدرجة الجنون به .. ولكن تبقي عزة نفسها بالمقدمة .. فإذا كانت حقا تعني له شيئا .. لكان قد اخبرها به .. لكان قد قال لها انها تعني له الكثير ..
عند تلك النقطة كان وجهها قد غرق تماما تحت تأثير تلك الدموع المتساقطة ..
بدأت تمسح دموعها تبعتها عدة شهقات تحاول التخفيف من حدتها وقالت لنفسها :
-  اهدي يا فرحة مش كدة انتي لسا مسبتهوش .. سبتي ايه للايام الجايه .. أنا كنت عارفة اني المفروض ما ادخلش عالم الحب ده ..
اغمضت عينيها بالم صورته،  صوته،  كلماته،  لا تنفك تظهر امامها ..
فجأة وقفت وقالت :
-  ده إلى لازم يحصل الوقت ..
وقامت من على سريرها ...
                          *           *           *
كان ياسين واقفا وسط الغرفة يتحدث في الهاتف قائلًا  :
-  أيوة أنا عاوز كل حاجة جاهزة على الساعة 10 بالليل .. أيوة زي ما اتفقنا بالظبط .. أنا جيت عندكم لأن سمعتكم كويسة وانا واثق في كدة .. ماشي
اغلق ياسين الخط باسما وقرر الخروج من غرفت
فتح باب غرفته  وخرج .. ذهبا إلى غرفة فرحة ليراها فتوجة امام غرفتها ثم طرق الباب على فرحة ..
مضي بعض الوقت حتى فتحت الباب .. بمجرد ان فتحت الباب استطاع ياسين ملاحظة ان آثار الدموع جلية على وجهها فصدم .. وكاد ان يسألها الا انه قد تفاجأ بتلك الحقيبة المغلقة التي جمعت بها جميع اشيائها ..
فقال ياسين سريعا :
-  ايه ده انتي .. الشنطة دي بتعمل ايه هنا .. اقصد،،
قاطعتة فرحة بابتسامة باهتة :
-  شكرا يا ياسين على كل حاجة انت بجد ساعدتني الباب بعد قليل .. كانت آثار الدموع جلية على وجهها وكاد ان يسألها الا انه قد تفاجأ بتلك الحقيبة المغلقة التي جمعت بها جميع اشيائها فقال ياسين سريعا :
-  ايه ده انتي .. الشنطة دي بتعمل ايه هنا .. اقصد،  قاطعتة فرحة بابتسامة باهتة :
-  شكرا يا ياسين على كل حاجة انت بجد ساعدتني كتير اوي بس انت اتفقت معايا اول ما نلاقي الي إلى خطف اخويا هان .. ها .. هانبعد .. واحنا الحمد لله لقيناها خلاص .. وقع الكلام غلي رأسة كالصاعقة :
-  غير معقول .. لقد رأي الحب في عينيها .. الم تستطع رؤيتة مثلي .. لقد نسي الاتفاق تماما والا ماكان اخبرها بشيء عن عثورهم عليهم .. قال ياسين بضيق :
-  لا احنا اتفقنا تمشي امت .. انتي هتفضلي هنا معايا قالت وهي تحضر حقيبتها والحزن باد في عينيها :
-  ده كان أساس الاتفاق يا ياسين والمفروض انهم قبضو عليها او هيقبضو عليها خلاص ..
ثم ابتسمت بشجن قائلة :
-  وشكرا تاني على كل حاجه
نظر لها وهي ترحل .. تذهب بعيدا عن مرمي عينية .. وهو ساكن في محلة لا .. ادرك ابتعادها فاسرع اليها وامسك يدها فاستدارادت لتنظر له تحاول اتبدو طبيعية .. تحاول التظاهر بأن حياتها لن تنتهي عند ذاك الحد .. وفي تلك الدقيقة بالذات التي ستبتعد فيها عنة .. تحاول .. فقط تحاول
امسك يديها وقال غاضبا :
-  فرحة انتي بجد هتمشي  ؟
اومأت رأسها ثم اشاحت بوجهها بعيدا عنة فهي في غني الآن  عن قرائتة لعينها ..
لكن مع من تحاول .. معه .. معه هو ..
امسك وجهها وادارة ايه قائلًا  :
-  بصي لي
نظرت ..
قال ياسين وهو ينظر لعينها :
-  انتي عاوزة تمشي بجد زهقتي مني ؟!
هزت رأسها نافيه بسرعة وقالت :
-  لا طبعا مزهقتش منك دي .. دي كانت اجمل ايام أنا قضتها في حياتي .. بس احنا اتفقنا على كدة .. انت عندك حياتك انت زي اي شاب لازم .. ثم اكملت وهي تسحب وجهها من بين يديد وتنظر إلى حقيبتها :
-  لازم .. تحب وتتجوز وتكمل حياتك أنا مش عاوزة اعطلك اكتر من كدة ..
لكن في ذاك الوقت لم تسيطر على تلك الدموع التي تتسابق على وجهها وحملت حقيبتها بدون ان تسمع كلمة واحدة وركضت حتى الباب ..
بينما كان ياسين ينادي عليها ويركض خلفها ..
خرجت فرحة بسرعة وركبت سيارتها وقادتها وهي تبكي ..
لم يتوقف ياسين عند ذاك الحد ركب سيارتة وذهب خلفها ..
لم تلحظ فرحة ذاك المجنون الذي يلحقها .. وان قولت انه مجنون .. فهي تسبقة جنونا ....
تسابق السيارات .. لم تقد السيارة يوما بتلك السرعة هي تشعر ان ذاك الهواء المتدفق من نوافذ السيارة الاربعة لربما يخفف عنها قليلا ..
لكنها لم تستفد اي شيئ ..
                          *           *           *
كان يلحق بها لكنة لاحظ سرعة سيارتها لقد اسرعت بغباء هذا تهور كاد ان يفقد اعصابة من قلقة عليها .. لن ينكر تقود ببراعة لا مثيل لها .. لكن هذا لا يجعلها تسرع بتلك الطريقة ..
ياسين غاضبا :
-  البت دي غبية هي بتسرع كدة ليه
للحظة تذكر ذاك اليوم الذي اجبرتة ان يسرع بالسيارة .. قائلة انها تحب السيارات السريعة ..
ثم عاد للواقع ليجدها تبتعد كثيرا عنة .. فامسك هاتفة واتصل بها ،
                          *           *           *
فجأة وجدت هاتفها يرن .. نظرت إلى المتصل وهي تبطئ من سرعة السيارة لتجدة ياسين ..
ابتسمت وكادت ان تجيب ..
الا ان شيئا ما بداخلها لم يوافق .. تركت الهاتف ولم تجيب ..
فجأة وجدت سيارة كبيرة تسد الطريق فاضطرت ان تتوقف .. بالفعل توقفت ونزلت من السيارة لتري ما يجري .. فجأة وفي لحظة خاطفة جاء اربعة رجال احدهم وضع يده على فمها والباقي ساعدوة على حملها .. وركربو السيارة بها واسرعو ذاهبين ..
                          *           *           *
كان ياسين ذاهبا خلفها وبمجرد رؤية سيارتها توقفت نزل من السيارة الا انه رأي هؤلاء الرجال يسحبونها ويمنعون صراخها بيد احدهم الموضوعة على فمها ..
ظل يركض ليلحقها بلا فائدة فتوجة بسرعة إلى السيارة وركبها وذهب خلفهم بسرعة ..
                          *           *           *
كانت جالسة لا تصدق ما حدث للتو ..
كل ذاك لأنها طلبت فقط الطلاق ..
ولما لا يطلقها انها حقا تريد الحرية .. الآن  يقول انه يحبها .. هل ذاك نوع جديد من العذاب .. يعلقها به اكثر مرة اخرى ليتركها فجأة تهوي في بقعة سوداء وحدها .. ان كان يحبها حقا ... فيجب عليه الاثبات
ربعت يدها قائلة بضيق :
-  أنا بطلب الطلاق بس ياحسام ودا من حقي ..
قال وهو يرجع خصلات رأسة للخلف يكاد يقتلع شعره من جذورة :
-  يابنتي الحلال اطلبي اي حاجة الا الطلاق اي حاجة ياريم اي حاجة بس الا الطلاق ..
زفرت بغضب وقالت :
-  انت ازاي عاوزني افضل معاك وانت حتى مش بتثق فيا .. بتقول عليا اني أنا إللي قتلت صاحبك .. غير اني طلعت خاينة وبنت ووو...
جلس مرة اخرى على السرير بجانبها وامسك يداها الاثنتان ووضمهم سويا بيداه وقال :
-  والله أنا مسدقك و واثق فيكي اكتر من اي حد حتى اني واثق فيكي اكتر من نفسي
بدأت تبكي وقالت :
-  حسام والله أنا ماقتلت حد .. كفايه عذاب بقى .. والله ماقتلت حد والله لو انت بتعمل كل ده عشان تكسر قلبي تاني .. تعبت ياحسام والله .. طاقتي خلصت
تبع تلك الكلمات .. تلك الدموع الساقطة بغزارة ..
لقد صدم .. بلى صدم برد فعلها .. لتلك الدرجة اوصلها لدرجة عدم الثقة بكلمة يقولها ... لتشك بكل ما يتعلق باللطف من تجاهة ..
كاد قلبة ان ينفطر لتلك الوردة الذابلة .. لقد ذبلت بسببي أنا .. كانت مشرقة قبلا .. ولكن .... سوف اعيد الاشراق على وجهها مرة اخرى ..
امسك وجهها بكلتا يداه ومسح دموعها برفق وقال :
-  والله مسدقك اقسم بالله صدقتك .. أنا عارف والله .. طب اعمل ايه عشان تصدقي اني مصدقك
كادت ان تتكلم لكنة قال :
-  ومتقوليش طلقني ..عشان خطري ..
صمتت تماما ولم تتكلم ..
تنهد حسام حزينا وقال :
-  للدرجادي بتكرهيني .. يعني أنا معدش ليا مكان في حياتك خالص ..
ازدادت دموعها دون ان تنظر له ولا تجيب ..
فصل يديها الاثنان بعضمها وقبل باطن كل يد ..
ثم نظر لها وقال حزينا :
-  حاضر يا ريم لو دي رغبتك .. هطلقك ..
ثم صمت قليلا وبعدها قال :
-  انا آسف سامحيني نفسي اقدر اعمل حاجة اقدر اعوضك بيها .. أنا .. بس أنا عاوزك تعرفي اني بجد مصدقك ومصدك كل حاجة قولتيها .. وعارف اني ظالم ومفتري واستحق كل إلى يجرالي ..... اعرفي بس ان أنا بحبك .. بحبك اوي .. فوق الخيال .. وتعرفي كمان،  أنا مش عارف امت حبيتك،  وامت بقيتي جزئ من كل تفصيلة في حياتي،  بحبك
ثم ترك يديها بهدوء وتركها وخرج
ظل نظرها معلقا بموضع خروجه
اهكذا الحب .. الم يقدر ان يبذل المزيد من الجهد .. للدفاع عن حبة .. فقط ان حاول .. حاول فقط مرة واحدة .. لكنت تنازلت تماما عن كل حقوقي وبقيت معك ليومي الاخير في تلك الحياه .. لكنت نسيت كل ما مررت به معك .. كنت لأنسي ..
تماما ..
تنهدت بحزن لتجد ان هناك قطرات ماء تنزل على ثيابها ترفع يدها إلى وجهها لتجد تلك الدموع قد اغرقتة ..
قالت لنفسها :
-  مش أنا إللي طلبت لية بعيط بقى لية .. طلاما قولت كلمة لازم ابقي .. ابقي قدها
تحاول مسح دموعها لتجددها الدموع الاخري تلحقها لقد فقدت الامل بكل شيئ حتى فقدت الامل ان تستطيع السيطرة على عينها الباكية .. لقد وصلت لشهقات عالية .. لم تظن يوما انها قد تبكي بتلك الطريقة لقد تعبت وظهر ذلك عليها جيدا .. بعدها اغمضت عيناها لتهرب من واقع مؤسف مظلم ..
ليهرب معها العالم اجمع ..........................................!!!!!!!!!؟؟؟؟

واهرب أنا ايضا من تلك الفصل المؤلمة المؤسفة ..

العشق الضآلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن