سعادة بعد طول حرمان ٖ إرتواء بعد ظمأ كانت تلك مشاعرها وهى تنظر لصغيرها يحبو أمامها .. هدية الله الذى أقر بها عينها تتحرك أمام عيناها .. ثمرة حبها التى انتظرتها بفارغ الصبر .. التى عانت من أجل أن تراها ولو من رحم ليس لها .. قطعة من محمد حبيب عمرها تشبهه .. وها هى تلك للتحفة الثمينة تحبو صوبها الآن .. لم تستمع لمحمد عندما طلب إحضار مربية للطفل تعاونها على رعايته ولن تسمح .. إبتسمت بحنان عندما إمتدت أنامله الصغيرة ممسكة بثوبها .. انحنت متناوله للصغير فى أحضانها وإعتدلت فى جلستها واضعة له فى حجرها وبدأت فى إرضاعه .. أستكذبونها لو هتفت بأن تلك اللحظة هى الأقرب لقلبها كقربه له لحظه تتعانق الأعين فى حديث لا تود أن تقطعه أبداً .. نام آسر بين أحضانها فتحركت على مهل الى غرفته ووضعته فى سريره بهدوء .. خرجت من الغرفة وتوجهت الى مطبخ الڤيلا .. ندى موجهه حديثها للخادمة : معلش يا عزة آسر بهدل أوضتى هتوضبيها تانى بس بالراحه علشان ميصحاش .. أومأت لها الخادمة بطاعة فتحركت لخارج المطبخ عندما رن هاتفها .. نظرت للرقم بابتسامه وفتحت الخط .. ندى : إزيك يا ليلى عاملة إيه
ليلى : الحمد لله يا ست ندى
ندى مستوقفة لها : هااا قولنا إيه !
ليلى : خلاص يبقي ندى بس
ندى : ها طمنينى عاملة ايه فى الحمل
ليلى بانفعال : حمل ده انا لو حامل فى فريق كورة مش هيعمل كده ...أأى
ندى ضاحكة : تستاهلى علشان متتريقيش عليه تانى
ليلى ضاحكة : هو انا كده بتريق ده انا مجاملاه ده هيطلع تنين زى أبوه
ندى ضاحكة بدورها : يخرب عقلك حد يقوله على جوزه كده
ليلى بحالمية : هااااا اسكتى يا ندى بحبه رغم انه دبش كده وملوش فى كلام الحب والحاجات الى بحبها دى بس بصته كده بتقشعرنى
ندى ضاحكة : أهلاً وصلتى
ليلى ضاحكة : أه والله اتدهولت على عينى حتى دلعه الزرايبى بقيت بموت فيه .. إلا صحيح هى الحلقة بتاعة حلا النهارده ولا بكرة
ندى ضاربة رأسها : يا خبر دى النهارده ثم نظرت لساعة يدها وتابعت : كويس انك فكرتينى مش عاوزة تفوتنى أول حلقة
ليلى بتساؤل : هى هتعمل حلقات تانية !
ندى شارحة : هو برنامج حلا هتبقي ضيفة دايمة فيه كل حلقة يناقش مشكلة معينة بتواجه المرأة
ليلى بفهم : آآآه فهمت حبيبتى حلا نصيرة المرأة الى مسيطانا .. بوسيلى أسورة الى نفسي اشوفه ده هتيجوا امتى !
ندى : مش عارفة ممكن آخر الإسبوع هشوف محمد لو فاضى نيجى بدرى شوية
ليلى ساخرة : إيه الحيزبون وحشتك !
ندى ضاحكة : هموت واعرف ليه زقتنى يا ليلى مقدرتش اصدم محمد فيها بس لازم اعرف ليه عملت كده
ليلى : مسيرك هتعرفى ثم تلاعبت بحاجبيها بمكر وأردفت : ده أنا بروح للحاج بلال مخصوص علشان اقرفها حبة قبل ما امشي آآآآى
ندى ضاحكة : النونو ضربك تانى
ليلى من بين أسنانها : لأ ده الأسد الصغير سلام يا ندى الحق انفخه زى البلونه واعلقه فى النجفة قبل ما الحلقة تيجى .........
**
دلف الى منزله فوجدها تجلس القرفصاء أمام شاشة التلفاز .. كز على أسنانه ظناً منه أنها عادت لمشاهدة تلك المسلسلات مجدداً .. وهتف من بين أسنانه : بتتفرجى على إيه !
ليلى ملتفته له بخضة : ياراجل هتموتنى ناقصة عمر انت بتتسحب ليه ما تمشي زى الناس هتوقف قلبى ف مرة بالحركة دى .. إبتسم لها وهتف بهدوء مشيراً بعينيه للشاشة : بتتفرجى على إيه .. أشارت بيدها نحو سيدة على الشاشة وهتفت معرفتهاش !
ضيق بين عينيه ناظراً لها ثم فتحهما على إتساعهما هاتفاً : مش دى الست الصحفية مرة الأستاذ يوسف ... وقفت ليلى واقتربت منه مربتة على كتفه بفخر : إسم الله عليك وعلى نباهتك تعالا نتفرج سوا الحلقة لسه بادئة ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع أولى حلقات برنامج المرأة والناس مع الصحفيه الشهيرة وعضو جمعية حقوق المرأة حلا العمرى ثم وجهت نظرها لحلا : منورة البرنامج أستاذة حلا
حلا بإبتسامة دبلوماسية : شكراً منور بيكى
المذيعة : موضوع حلقة اليوم عن قضية مهمة جداً فرضت نفسة فى الآونة الأخيرة على الرأى العام وهى قضية التحرش ثم وجهت حديثها لحلا وتابعت : إية تعليق حضرتك يا أستاذة حلا على الإنتهاك الى بتتعرض ليه الأنثى فى المجتمع الشرقى
حلا : اولا تعقيباً على كلام حضرتك التحرش والانتهاك الى بتتعرض ليه مش بس فى المجتمع الشرقى بل دى آفة انتقلت لينا من المجتمع الغربى أومأت لها المذيعة بهدوء فتابعت : بصى علشان نكون منصفين احيانا طريقة لبس البنت او السيده بتكون سبب فى التحرش
المذيعة : ممكن توضيح !
حلا : ببساطة عندك شاب اتخرج وقاعد على القهوة مش لاقى شغل فى اى حته بشهادته الى طلع عينه علشان ياخدها .. معهوش شغل .. معهوش فلوس يتجوز .. واحده ماشية فى الشارع بلبس مبين كل مفاتنها .. ثم رفعت كفيها ولوت شفتها السفلى بمعنى وماذا تتوقعين بعد ..
المذيعة : هل ده تبرير لتطرف المتحرش !
حلا : لا طبعاً ومفيش سبب عندى يبررله ولكن مينفعش نحط البنزين جنب النار ونقول اتحرقنا
صفق حمزة بيده هاتفاً بإعجاب : يسلم فُمك
نظرت له ليلى مؤيده بابتسامة : صدقت فعلاً كلام سليم
المذيعة : وايه رأى حضرتك فى الى بيتحرش بواحده محجبه او منتقبه وملابسها بالطبع ساترة
حلا : التحرش كله أنا ضده ولكنى مع ستر البنت لنفسها لانها جوهرة تصان لا تهان وتنتهكها الأعين قبل الأيدى
المذيعة واضعة يدها على أذنها : ومعانا اتصال هاتفى من هَنا ..
تنبهت كل حواس يوسف الذى يتابع الحوار خلف الكواليس .. فلم يكن أبداً ليتركها وحيده فى ذلك اليوم ...
هنا : السلام عليكم
حلا والمذيعة : وعليكم السلام
هنا : ممكن أكلم الأستاذة حلا
المذيعة : إتفضلى الأستاذه معاكى
هنا : انا اتعرضت لتحرش بس بصراحة خفت خفت منه وخفت أحكى لحد .. دى أول مرة بتكلم فى الموضوع
حلا تستحثها على المتابعة : كملى
هنا مبتلعة ريقها : أنا ساكنه فى قرية فى المنوفية وطالبة فى الجامعة .. كنت راجعة فى يوم وبركب مواصلات فملقيتش مكان غير جنب السواق .. المهم ركبت واتحركنا من المحافظة للقرية كانت فى ست راكبة جنب الشباك وانا قاعدة بينها وبين السواق فكنت قاعدة بميل علشان ميخبطش فيا لاحظت بردو ايده عمالة تخبط فيا قولت بيسوق والمكان ضيق .. بعدها فضل حاطت ايده على الفتيس وحسيت بايده على رجلى وكل ما ابعدها لان المكان ضيق احس بايده تانى بس خفت اصرخ او اعمل اى حاجة ومن ساعتها نفسيتى زى الزفت وخايفة اروح الجامعة ومش قادرة اقول لحد فى البيت
المذيعة : تمام يا هنا استاذة حلا هترد عليكى حالاً
حلا : أكبر غلط بيقعوا فيه الأهل انهم بيخوفوا اولادهم منهم بطريقة مرضية بتخليهم يخافوا حتى من الأغراب .. اساس التربية الإحترام يا سادة وليس الخوف .. انتوا بطريقة التربية القائمة على التخويف دى مش هتطلعوا نشئ متربى لا هتطلعوه اجبن من انه ياخد حقه .. تنفست بعمق وتابعت : أما بالنسبة لهنا والى زيها فيا بنات اوعوا اوعوا تانى اى بنت تركب جنب سواق .. اوعى تركبى فى عربية وتكونى لوحدك مع السواق او العربية كلها رجالة .. مقدرش اقول اتصرفتى غلط بس كان ممكن تقولى للست الى جنبك طالما كبيرة وكانت هتعرف تتصرف .. مقدرش اقولك اتهورى وزعقى وانتى على طريق يعتبر شبه خالى لان العواقب مش هتبقي كويسة على الأغلب وربنا يسترها على بناتنا يارب وعاوزة اقول كلمة لكل ام وأب .. ربوا اولادكم على انهم يرفقوا بالقوارير مش على انهم رجاله يعملوا الى عاوزينه ومفيش عليهم غلط وحاولوا تختاروا اصحابهم لان رفقاء السوء تأثيرهم أقوى من تأثير التربية الغلط ......
إنتهى البرنامج فنظرت حلا لحمزة الصامت بجانبها بتساؤل : إيه رأيك !
حمزة : حاجة توجع الجلب لما بسمع الكلام ده بحس ان الناس معادش عندهم لا تربية ولا أخلاج والشباب بجى تلفان ثم إعتدل ناظراً لها وهتف برجاء : عاوز ولادى يتربوا على الجيم والمبادئ يا ليلة معاوزش الناس تدعى على الى ربوهم فى يوم
تفرست ملامحه بحب مابال هذا الرجل يبهرها يوماً بعد يوم .. يأسرها بأخلاقه ومبادئه .. رغم قساوة طباعه أحياناً و لكنه حقاً رجل بكل الرجال .... نظر لها بتساؤل فهمست بحب : هو انا قولتلك انى بحبك أوى قبل كده ! وانك سيد الرجالة كلهم
بادلها نظراتها بأخرى عاشقة ولف يده حول خصرها مقرباً إياها منه وهمس بحب : متزعليش منى يا ليلة علشان مبعرفش اجول كلام عشج بس انا بحبك يا بت
لفت يدها حول عنقه وهتفت : يا بووووى ما تجيب بوسة وانت عسل كده
حمزة ناظراً خلفها : إاحشمى يا بت حيدر يسمعك ولسه بجولك جيم ومبادئ هتضيعى الهيبة
ليلى ضاحكة : حيدر بايت مع رحمة الله يكرمها حاسة بيا
قهقه حمزة باستمتاع واقترب من شفتيها هامساً : يعنى عاوزة إيه دلوك
ليلى بدلال : عاوزة أخنقك يا حموزتى
حمزة مبتعداً بضيق مصطنع ثم وقف هاتفاً : طب أروح أنام بجى بالإذنليلى بصراخ : ده انا الى هروح فيك فى داهية النهاردة لو نمت ال تنام قال
حمزة محاولاً كتم ضحكته وتحرك هاتفاً : تصبحى على خير
ليلى ضاربة على صدرها : يالهوى هينام وربنا ما يحصل ده انا اروح فيكوا فى داهية .. ثم ركضت لاحقه به وهى تهتف : طب على الله
دلفت للغرفة خلفه تحاول التقاط انفاسها وهتفت لاهثة : قطعت نفسي برجلك الطويلة دى
اقترب منها فجأة وأغلق الباب سانداً إياها عليه وهمس أمام شفتيها : مجنون أنا اياك هسيبك وانام والتقم شفتيها فى قبلة شرسة تركها لاهثة ناظراً فى عمق عينيها فهتفت بأنفاس متقطعة : يسلملى ملك الغابة .....
**
بعد ان انتهوا من مشاهدة الحلقة التى أخبرتها عنها ندى نظرت لحماتها وأمها الثانية وهتفت : والله حلا دى عاقلة جداً وشخصية محترمة
فاطمة : فعلاً يا بنتى هى وجوزها ربنا يكرمهم متبنيين قضية مش سلة ودورها فى توعية البنات مش سهل ربنا يعينها .. مها بشرود متحسسة بطنها الناتئ : ياااارب
هاجر متدخلة فى الحديث : والله حلا عاوزالها يوم فى الجامعة تيجى تشوف الشباب والبنات الى قاعدين تحت الشجر ولا كأنهم فى نزهه ولا الجواز العرفى الى ملى الجامعة دى بقت كارثة والبنات مخدوعين بإسم الحب هيعملوا ايه لما يسيبوهم ده فى ولد متجوز ٤بنات عرفى فى نفس الوقت ولما عرفوا قطع الورق فى قلب الجامعة ولا كأنه عمل حاجة والبنت بتشيل الليلة لوحدها
مها بوجوم : ربنا ينتقم منهم ويهدى البنات ويفتح عينهم
إستمع باسم لآخر الحوار ففهم ما تعانيه زوجته وحبيبته فأقبل عليهم مازحاً : مفيش أحلى من انى ادخل الاقى حبايبي متجمعين
نظرت له والدته بحنان : ربنا يجمعنا دايما يا حبيبي ويخليك لينا
جلس باسم بجانب زوجته محتضناً كفها بين راحتيه ووجه حديثه لهاجر : ها يا عروسة جبتى فستانك
هاجر بخجل : أيوة
باسم مازحاً : ياواد يا خجووول ثم تلفت حوله متسائلاً : أمال نادر فين .. وما كاد ينهى سؤاله حتى أتاه صوته من الخلف هاتفاً : كنت بكلم المزة يا جدع حس بأخوك
باسم ضاحكاً : حاسس يا حبيبي حاسس ها مش هتقنعوا مرات أخوكم العسل دى تسافر معانا
هاجر بفخر : أقنعتها طبعاً هى تقدر متحضرش خطوبتى
قاطعها نادر : ده على اساس انى جاى ضيف شرف دى دخلتى يا جدعان دخلتى لقد هرمنا مع ذات الرداء الأسود
إستأذنت مها عائدة لغرفتها عندما استمعت لرنين هاتفها .. نظرت للرقم مضيقة بين عينيها ثم إتسعت حدقتاها بإدراك هاتفة بصوت مختنق : ماهر !!
أنت تقرأ
حواء ترمي النرد (الجزء الثاني من سلسلة ألحان حوائية)
Romanceحواء الكيان ٖ حواء الأمان ٖ حواء بحر من كبرياء فإحذر وإلا إبتلعك الطوفان