الفصل الخامس عشر

15.1K 486 26
                                    

بمجرد ان فتح باب الفيلا اندفعت جورى نحوة تحتضن ساقه مرحبه .. ابتسم بحنان وهو ينحني ليحملها بين يديه .. وهو يقبل وجنتيها بحنان دائما ما يخصها به .. تشبثت برقبته وهي تقبله بدورها : وحشتني يا بابي اووووي .. اتاها صوت شادى المتذمر من خلفه : يا سلاااااام ماهو كل يوم بيروح الشغل ايه الجديد ؟ المفروض انا اولى بالترحيب الجامد ده يا جوجو .. أخرجت له لسانها بطفوليه وهى تعيد تقبيل وجنه ابيها : لأ محدش زى بابى عندي .. ضحكا سويا حتي قاطعهم صوت والدتهم القادمة من المطبخ : ما تضحكونى معاكم ولا نانى ملهاش نفس .. ضحك سيف وهو يقترب من والدته مقبلا لها : انتي ليكى احلى خبر يفرحك يا ست الكل .. تهللت ملامح الام وهى تهتف بحماس : خبر ايه ؟ ثم تابعت برجاء : قول هتتجوز .. ضحك سيف وهو يشير نحوأخيه ساخرا : قابل ياعم كأنها مخلفتش غيري ثم تابع بضيق مصطنع : خلاص لو كده يبقى الخبر مش حلو بقى .. نظرت له والدته بشك فهتف : شادى كتب كتابه بكره يا ماما .. تغيرت ملامح شادي للضيق بينما اتسعت حدقتا الام بذهول : كتب كتاب ازاى ومين العروسه الى تقبل بكده وعرفها منين اصلا وانا هنا ايه ضيف شرف ؟ .. أنزل سيف ابنته واحتضن كتف أمه مهدئا لها : انتى الخير والبركه يا ست الكل والعروسه انا الى مختارهاله بنت مؤدبه وطيبه جدا هتحبيها اوى وبنت حلال جدا .. الام بتساؤل : مين يا سيف اعرفها؟ .. سيف وهو يحرك رأسه نفيا : لا دى موظفة عندى فى الشركه يا امى بس عندها شويه ظروف بسببها هنسرع الجواز ثم تابع مشددأ من احتضانها مازحا : ولا مش عاوز تفرح يا جميل .. نظرت الام لشادى الذى كانت ملامحه غير مقروئه بتساؤل : طب سيف وعارفها انت عرفتها منين متقوليش حب من أول نظره انت اول مره تروح الشركه .. ابتسم لها بلا معني واستأذن ليذهب لغرفته .. نظرت الام لظهره ثم أعادت نظرها نحو سيف الواجم متسائله : هو ماله اوعا تكون غصبته .. سيف بضيق وهو يبعد يده عنها : غصبته ايه بس يا ماما وبعدين يعنى عاجبك حاله ده سنه بيكبر وهو رافض الجواز وانجي هتعرف تغيرله طريقه حياته انا واثق من كده .. الام وهى تومىء برأسها : معاك حق انا كنت خايفه عليه من صحابه الى معرفش عرفهم منين بس طالما انت واثق فى البنت دى خلاص على بركه الله ثم تابعت برجاء : بس خش راضى اخوك مش عاوزين نظلم بنت الناس معانا ،،،،،،
طرق باب غرفة اخيه فأذن له الأخير بالدخول .. فتح باب الغرفة يطالع اخاه الذي كان جالساً علي طرف سريره بكامل ملابسه .. تقدم منه مغلقاً الباب خلفه بهدوء ثم اقترب جالساً بجوار أخيه .. دام الصمت لدقائق حتي قطعه سيف : لما انت زعلان اوي كده ليه وافقت ، ليه قدمت كتب الكتاب .. ظل شادي شارداً في الفراغ لدقائق قبل ان يهمس بتساؤل : جوز اختها عمل ايه معاها يا سيف
نظر له سيف لوهله محاولاً سبر أغواره قبل ان يجيبه بهدوء : حاول يتعدي عليها وابوها راجل مريض بينام مبيحسش بالدنيا .. كز شادي على اسنانه حتي ظهرت نواجزه هاتفاً بحقد وهو يلتفت لأخيه : والحل تسجنوه ولا تجوزها واحد رافض مبدأ الجواز من الأساس ..
سيف بجدية : خافت علي بيت اختها .. ابتسم شادي ابتسامه ساخرة فتابع سيف : الست غير الراجل يا شادي اختها مش بتشتغل وعندها اطفال والى يعمل كده مع اخت مراته مش غريب عليه يرمي عياله وهي هتعالج ابوها المريض ولا تصرف علي اختها وولادها تقدر تقولى !
طال صمت أخيه ففهم اجابته .. ابتسم بحنان مربتاً على كتفه : عندك شك في حبي ليك وخوفى علي مصلحتك
شادي نافياً وهو يلتفت لأخيه بحده : أكيد لا طبعا انت بتهزر
سيف باسماً : اوعا تفكر انى مش عارف سبب عقدتك يا شادي بس صوابعك مش زى بعضها إنچي غير نيرة .. البنت الى تفحت في الصخر علشان تراعي والدها المريض وتحافظ على شرفها بالشكل ده هتحافظ على اسمك .. نظر له شادي برجاء فتابع : لو بتثق في اخوك الكبير تمم الموضوع ده يا شادي ثم لكزه فى كتفه ممازحاً : وافق بقي هموت من الجوع .. ابتسم شادي قبل ان يحتضن أخاه هامساً بشرود : علي بركة الله ،،،،،،،
...........................................................
فى قصر الصاوي ،،،،،
جلست علي مقعدها المدولب تطالع ندي الباكية بين أحضان جدها بحقد وهي تحرك نظرها بينها وبين ابنها المطأطئ لرأسه بخزي لا تراه يليق به .. ربت الحاج بلال على كتف ندي فتنحنح حمزة هاتفاً : طيب بالإذن يا حاچ .. نظرت له ليلي بضيق هاتفة : مش همشي قبل ما أشوف ابن جمالات عمل فيها ايه .. زجرها حمزة فجائهم صوت الحاج بلال هاتفاً بصرامه : محدش هيمشي من إهنه دلوك لازمن العيله كلاتها تحضر الى حوصول .. هتفت جمالات بانفعال : ازاى يعني يتكلموا قدام الناس كده هي دي الأصول !
هدر بها بلال بحدة : مناجصش غيرك تعلمني كيف الأصول ثم تابع محذراً : والله لولا عضم تربة الغالي كنت جتلتك وخلصت الناس من شرك وابنك المحروس لما غلط مفكرش في الناس ليه عاد وبعدين دول خواته وخواتها لازمن يحضروا ندي ليها عزوتها يامو محمد علي جولة ليلي ... نظرت لليلى بحقد فتابع مشيراً بعصاه نحو محمد : احكي يابن ولدي ايه الي حوصول ،،، نظر محمد للوجوه المحملقه به بتوتر .. باسم سانداً لمها التي انهارت بالبكاء ، غيث يحتضن كتف هاجر المرتجفه ، حمزة يحاول السيطرة علي غضب ليلي والتي يخشي ان تنقض علي محمد فجأة من توحش نظراتها التي ترمقه بها والحاجة فاطمه التي تلقفت ندي الباكية في حضنها لأمه الجالسه علي مقعدها بشموخ وكأن ولدها رفع رأسها لا نكسه ! .. طال صمته فضرب الحاج بلال الأرض بعصاه هاتفاً : انطج
ابتلع محمد ريقه وبدأ يروي ما حدث ......
فلاش باك
جالساً في مكتبه يطالع حاسوبه عندما طرق باب المكتب .. أذن لها بالدخول فأقتربت واضعة قدح القهوة علي المكتب .. ضيق بين عينيه متسائلاً : انا مطلبتش قهوة
منه بغنج وهي تلتف حول مكتبه : بس محتاجله مش لازم تطلب انا بحس بيك
ابتلع محمد ريقه بتوتر عندما مالت على مقعده مقربة وجهها من وجهه وهى تتابع : ومش عاوزاك تحتاج لحاجة وانا موجوده .. أشاح ببصره عنها فامتدت اناملها متناوله قدح القهوة .. تتبعتها عيناه لا إرادياً عندما قربته من فمها قبل ان ترتشف منه رشفه وتبعده وهي تلعق شفتها .. ابتلع ريقه عندما قربت القدح من فمه ولتوتره هب واقفاً فتناثرت محتويات القدح الساخن علي قميصها .. شهقت متأوهه فاعتذر وهو يتناول بضعة محارم ورقيه من العلبه المستقرة علي مكتبه .. قرب يده مناولاً اياه لها ففاجأته وهي تزيح حافه قميصها كاشفة عن بشرتها الخمرية المتوهجه بسبب سخونه القهوة .. توترت ملامحه اكثر وبدأت قطرات من العرق تتناثر علي جبهته وهو ينظر بشهوة لما أظهره قميصها من جسدها الغض .. ابتسمت بخبث وهي تندفع نحوه وكأنها تعثرت في اللاشئ .. وقعت على صدره فرفعت عينان مغويتان نحوه فى دعوة صريحة لم يستطيع رفضها ،،،،
صرخت ندي كاتمه لأذنيها : بس بس كفايه مش عاوزة اسمع اكتر .. ربتت الحاجة فاطمه الباكيه ككل نساء الغرفة فيما عدا جمالات بالطبع ونظرات الأسف من الرجال .. هب الحاج بلال قابضاً علي قمه قميصه وهو يهدر به : طلجها
محمد بذهول : ايه !
بلال بشراسة : بجولك طلجها ولا مفاهمنهاش دي !
جمالات متشدقة : طلقها وانا هجوزك ست ستها .. نظرت لها مها بذهول هاتفه : وابنه انتوا بتفكروا ازاى
جمالات بلا مبالاه : عادى يجيب غيره
هبت ليلي مقتربه منها لولا الحائل الضخم المتمثل في زوجها الذي احتضن خصرها قبل ان تصل اليها فهتفت بصراخ : سيبني اربيها حيزبون الكلب عره النسوان دي
حمزة صارخاً : اكتمي ميصوحش
ليلي بانفعال : وايه الى يصح ! تبلى بنت الناس بخلفتها الخايبه وكمان بتتأمر ثم نظرت لمحمد الواجم وتابعت : سبحان الله عمري ما حسيتك اتغيرت رغم كنت بقول التجربة علمته قيمتها بس الحقيقه تاجر الفحم عمره ما هيفهم في الألماظ .. دايماً هتدور علي الى شبهك وشبه امك يابن امك خليها تنفعك وش الفقر الى هتجيبك الأرض بإذن الله وندي ربنا هيعوضها براجل .. مش عارف تمسك نفسك قدام النسناسه الى شبهك الله يحرقك ويحرق كل الى من نوعيتك اتفوووو .. صفعها حمزة وقبل ان تنطق بكلمه أخري حملها خارجاً بها من الغرفة عندما هتفت جمالات ببلال : شايف الشحاته الى قعدتها وسطينا بتقل أدبها علينا ازاى .. لم تعلم ان جملتها وصلت كل من ليلي وحمزة بوضوح فور خروجه بها من الغرفة .. نظر للدموع المتجمعة في أعين زوجته قبل ان يكز على اسنانه تاركاً لها وعائداً للغرفة .. نظر لجمالات ثم للحاج بلال هاتفاً : متواخذنيش يا حاج اني مكنتش عاوز مرتي تحضر لأني عارفها حجانيه ومبتعرفش تمسك خشمها ولما غلطت ضربتها جدام الكل علشان ميصوحش ثم التفت لجمالات متابعاً : مرتي مش شحاته يا حاجة دي مرت حمزة الأسيوطي وأملاكها ترمح فيها الخيل معتجيبش آخرها وعلشان تعرفي الى بتجولى عليها شحاته دي آني كاتبلها نص مزرعتي بإسمها يعني لما تكلميها تجوليلها يا هانم ثم نظر لبلال الذي يرمقه بأسف متابعاً : بالإذن يا حاج .. التف ليغادر الغرفة ولكنه تسمر مكانه عندما شاهد ليلي الواقفه عند باب الغرفة ترمقه بامتنان ( لم تطمح يوماً لعز أو جاه ولكنها حظت بالسند الذي لطالما تمنته ) ،،،،
نظر بلال لجمالات بغيظ هاتفاً : ارتحتي دلوك اسمعيني زين ليلى بجت من احفادي ولما ربنا يسترد أمانته هتورث كيف بتك كمان وده آني هكتبه في وصيتي .. لطمت جمالات صدرها فتابع موجهاً حديثه لمحمد : المأذون من الصبح هيكون اهنه وهتطلج برضاك او غصب عنيك و لما تعاود مصر اعرف زين ان بجي معاك انت و باسم مدير تالت ثم التفت لندي التي لازالت متوسده صدر فاطمه وتابع : ندي .. تبادل الجميع النظرات فأضاف : وتشوفلك مكان تعيش فيه الڤيلا الى فرحان بيها مرتك وابنك هيعيشوا فيها وآه هسيبلك الى يونسك ابجي خد امك امعاك .. صرخت جمالات بحقد : بقى تطلعني من بيتي وتقعد فيه بنت فُتنه . بقي بنت الفلاحة دي تقعد في بيتي وانا وابني ننطرد منه .. هدرت بها مها تلك المرة : ومتقعدش ليه مش جابتله الواد ! ها يا امي ولا نسيتى ،، صرخ بها محمد : انتي اتجننتي ازاى تكلمى امك كده ! .. مها بسخرية : امي والله من امتي كانت امي ان شاء الله ثم أشارت له متابعه : ولا امك .. ثم نظرت لوالدتها المصدومه وتابعت : انا سكت على الظلم بس علشان ابنك بس بعد الى عمله هو كمان فيها .. ثم تابعت صارخه : الي حرمك من الخلفة كل المده دي امك .. كانت بتدي للغلبانه اعشاب علشان متحملش منك .. اتسعت الأحداق حولها فتابعت : ومش بس كده لما حملت امك زقتها قدامى من على السلم لولا رحمه ربنا بيها كانت سقطت .. صرخت بها جمالات : كدابة
مها ساخرة : انتى اكتر واحده عارفة انى مش كدابة .. فكرت الى حصل هيغيرك ويحنن قلبك عليها بس ازاى بنت فُتنه عدوتك اللدوده .. صمت قاتل لف الغرفه حولهم قبل ان تقطعه ندي وهي تتوجه نحو حماتها : كل ده علشان كرهك لامي الميته ! انا عمرى ما شوفت حد قلبه اسود كده ده انتى مهمكيش تحرمي ابنك من الخلفة علشان تحققي انتقامك .. ثم مسحت عيناها بانفعال وهي تشمخ بأنفها : اهو ابنك عندك سيباهولك اشبعي بيه ولا يلزمنى بعد النهاردة كفاية جيت على نفسي كتير علشان انانيته وحبه لنفسه وبس .. يمكن زمان كنت خايفه من الوحده بس دلوقتي ودارت عينيها على الوجوه حولها قبل أن تتابع : بقي عندي مش بس جدي لأ عندى اخواتى رجالة بجد رجالة تسند مش توقع ، رجالة تعرف يعني ايه بيوت والحفاظ عليها .. ثم ابتسمت ساخرة وتابعت : عارفة كنت فاكرة ان ابن عمي هيحافظ عليها بس لأ محمد مش ابن عمي .. ثم حولت نظرها نحوه بتقزز متابعه : محمد ابنك انتى وميشرفنيش ابقي علي زمته .. ثم خرجت من الغرفة تشيعها نظرات محمد المتألمة وقد عرف الآن انه هذه المرة خسرها وربما للأبد ،،،،،،،

حواء ترمي النرد (الجزء الثاني من سلسلة ألحان حوائية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن