دلفت أميرة لمكتبها وعيناها تستقران على تلك الباقة التي اعتادت أن تبدأ يومها بها , لقد أصبحت تنتظر شروق الشمس يوميا لأجل باقتها اليومية تلك , اتسعت ابتسامتها وهي تتقترب من مكتبها وتلتقط الكارت المصاحب لباقتها , علي من تكذب لقد اعتادت صباحا بعبق كلماته , لم تتخيل يوما ان سيف الجاد علي الدوام يصبح شاعرا متي أراد , لو ظن ان كلماته البسيطه تلك ستخترق حصونها يوما بعد يوم فقد أصاب , رفعت الكارت امام عينيها وبدأت تقرأ ( صباحا بلون البنفسج يحتضن العسل بمقلتيك , سيدة الأتضاد فاتنتي الغامضة كغموضه , حنونتي القاسية ,ألن ترأفي بقلب أصبح أسيرا خلف حصون مملكتك , أم أن عذابه يروق لك , سأتغني يوميا بحبك , سأحارب فرسان معبدك , لأستحق يوما عفوا ملكيا يليق بك ) أدمعت عيناها تأثرا من الصدق المقطر من كلماته وبدون وعي منها احتضنت رسالته مقربة لها من خافقها الذي يزأر بداخلها احتجاجا علي قسوتها الغير متعمدة ... ولكنها تخاف أليس من حقها الخوف وهي مقبلة علي علاقة تستحق كل مشاعرها , والتي تخشي أن تكون قد نست كيف تمنحها , نعم أصبحت تشتاق حضوره الطاغي الذي يبعثر مشاعرها , دفء كلماته , رقى مشاعره الوليدة نحوها , تماما كصحراء جرداء تشتاق زخات المطر التي ستجعلها تزهر من جديد .. قطع استرسال أفكارها فرقعة انجي بأصابعها امام وجهها وهي تهتف وقد ارتفع حاجبها بمكر " هااااااي الجميل مش معانا خالص " ثم أشارت برأسها نحو الكارت الذي بيدها وتابعت بادراك ماكر " همممم دي من سيف صح ؟ " همت أميرة بالحديث فأجفلتها انجي وهي تسحب الكارت بسرعة من يدها لتقرأ ما به بصوت مرتفع , حاولت أميرة خطفه من يدها ولكنها دارت حول نفسها وهي تبعد الكارت عن مرمي يدها متابعة قرائته , اشتعلت وجنتا اميرة حرجا وعينا صديقتها تتركان الكارت وتستقر علي ملامحها , بملامح ذاهله وهي تحرك الكارت أمام وجه صديقتها " سيف كتب الكلام ده ؟ معقووووول ؟ " لم تستطيع أميرة الرد ولكن صمتها كان كافيا ليجعل صديقتها تضحك بمرح وهي تتابع " يا جماااالو عمرى ما تخيلت سيف بالرومانسية دي " ثم لكزتها بخفة في كتفها وهي تغمز " الله يسهله يا عم " ... اختطفت اميرة الكارت واضعى له فى حقيبتها قبل أن تعيد نظرها لصديقتها مضيقة بين عينيها " متاخدينيش في دوكه كنتي فين اليومين الي فاتوا " ثم تفحصت ملامحها المتورده متابعه " ووشك منور كده " , تلعثمت انجي وهي تشيح ببصرها عنها وقد اشتعلت وجنتاها " مفيش ي يعني عادي " أميرة بادراك " أأأأأأأأأه قولتيلي عادي وشادي كمان مش كده " ابتسمت انجي رغما عنها وهي تهمس بحالمية " شادي هو فيه زى شادي " أميرة مازحه " أممممممم وايه كمان يا ست فيروز " انجي ولا زالت محتفظه بابتسامتها " بحبه يا أميرة بحبه أوووووى " , ضحكت أميرة وهي تربت علي كتف صديقتها بحب " ربنا يسعدكوا يا قلبي ياااااارب " , ظهرت الجديه على ملامحه انجي وهي تتفحصها " وانتي يا أميرة " تلعثمت الأخيرة فتابعت " مش ناويه بقي تحني علي الغلبان الي ماليلك الدنيا حوليكي ورد ده وترحمي نفسك و ترحميه " .. ظهر الضيق علي ملامح أميرة قبل ان تنظر للبعيد بشرود " خايفة يا انجي , خايفة أظلمه معايا أوي خايفة معرفش اديله الحب الي يستاهله " , ربتت انجي علي كتفها , هي تتفهم مشاعر صديقتها ولكنها تريد لها السعاده مثلها , أميرة تظلم نفسها بتقييدها بماض أبدا لن يعود بينما الحاضر يفتح ذراعاه حفاوة بها وهي تتجاهله , تسائلت انجي بحذر " أميرة انتي ايه احساسك ناحية سيف ؟ " حركت أميرة كتفيها بلا معني قبل أن تهمس " مش عارفة بحب أشوفه , بحب كلامه , بستني الورد بتاعه وبنام احلم بيه , بس مش عارفة أتخلص من مشاعر الخوف الي جوايا " زفرت انجي بارتياح . لقد أحبته الغبية ولكنها تحاول طمس مشاعرها متعلله بالخوف ولكنها أبدا لن تسمح لها , فتحت فمها لتتكلم ولكنها ابتعدت مجفلة واعصار قادم نحو انجي متمثل في الصغيرة جوري وهي تحتضن خصرها هاتفه " وحشتيني يا مامي " اتسعت حدقتا اميرة بذهول من تلك الكلمة التي نطقتها الصغيرة بعفويه وبالمثل انجي التي استدركت نفسها وهي تهتف بمرح " يااااه نسيت أقولها انك صممتي تيجي معانا علشان تعزميها علي الغدا " أفاقت أميره من صدمتها وهي تجثو علي قدمها لتكون في نفس مستوي الصغيره محتضنه لها " انتي كمان وحشتيني أوي يا روح قلب مامي " ابتسمت انجي للمشهد أمامها غافلة عن زوج من الأعين تطالعان المشهد بانشداه وسعادة ومشاعر تفوق قدرة الكلمات عن التعبير احتراما لها ,,,,,,,,,,
أنت تقرأ
حواء ترمي النرد (الجزء الثاني من سلسلة ألحان حوائية)
Romanceحواء الكيان ٖ حواء الأمان ٖ حواء بحر من كبرياء فإحذر وإلا إبتلعك الطوفان