الفصل الحادي والعشرون

15.7K 437 22
                                    

اغلقت الباب خلفها بعصبية وهي تتقدم نحو مكتبها لتغوص في مقعده بعقل يكاد ينفجر من التفكير وجلد الذات .. نعم أحرجته بكل صلف وعنجهية أمام مجلس ادارة شركته .. لم تتخيل يوماً ان تعامله بتلك الشاكلة ولكنها تشعر بحقد يتنامي بداخلها .. لم يواريه علمه بحقيقتها ولا محاولاته الحثيثة للتبرير دون ان تمنحه الفرصة لذلك .. عقلها الذي بات المتحكم في كل تصرفاتها يصارع نبضات خافقها التي تعلو وتعلو وتهدد بثورة علي عقل أبي الخضوع لغيره .. لم يعد صديق طفولتها .. ذلك المختال بوسامته الصارخة المستمتع بنظرات من حوله من النساء حد الإنتشاء .. ذلك اللعوب بعيداً كل البعد عن عشق طفولتها البريئة .. استفاقت من أحلامها الوردية بصفعة علي جبين أحلامها تنبئها ان زمن الأحلام بات خدعة لا تنطلي الا على الساذجات وهى لم تعد تلك الساذجة التى كانتها ....
طرقات علي باب غرفة مكتبها انتشلتها من دوامتها فهتفت : أدخل
دلف للغرفة بهدوء ينافي أعاصير الغضب التي اندلعت بداخله مهددة بالقضاء على الأخضر واليابس فهتفت بلا مبالاه ظاهرية : خير يا أستاذ ماهر عاوز ايه !
ماهر وهو يجلس على المقعد المواجه لمكتبها : عاوز افهم ليه كل ده !
سارة عاقدة بين حاجبيها : مش فاهمة
ماهر بثقة : لأ فاهمة كويس مش هتضحكي عليا يا سارو
أجفلت من الإسم الذي لطالما خصها به هاتفة بحدة : سارة يا أستاذ ماهر مش هنتصاحب احنا
ماهر برجاء : طول عمرنا كنا أصحاب يا سارة اية الي حصل
سارة بجدية : كنا أديك قولتها كنت صديقة لواحد ورجعت لقيته واحد تاني حتي معرفنيش من كتر ما اتغير ثم وقفت هاتفة : ومن حقي أنا كمان أتغير ولو سمحت اتفضل علي مكتبك ثم صمتت لدقيقة قبل أن تتابع : وآه بالنسبة للي حصل في الإجتماع كنت تستاهله احنا مش جايين نلعب هنا علشان تنسي أوراق مهمه زي دى بحجة انك كنت بتراجعها في البيت من فضلك تعالا علي نفسك وكون علي قدر المسئولية .. نظر لها لوهله بصدمه تحولت الي صمت شارد بماذا يخبرها ! أيخربها عن كم الرسائل التى خطها لها على هاتفه محاولاً شرح ما مر به على مدار تلك السنوات .. يخبرها عما حوله لذلك المسخ الذي أصبح عليه .. يخبرها بندوب روحه التي لم تندمل حتي الآن ، ويخبرها بحاجته لها .. ثم يتوقف اصبعه عند زر الإرسال وكأنه قد فقد القدرة علي الحركة قبل ان يتحرك بتردد نحو زر المحو ويلقي بهاتفه ثم يعاود الكرة بعد قليل بنفس التفاصيل والتى تنتهي كمثيلاتها برسالة ممحاه من الذاكرة .. تماما كما محي كل ما علق بذاكرته من برائة بادئاً بها .. زفر بضيق قبل ان يتحرك مغادراً لمكتبها دونما كلمات ،،،،،
...........................................................
انتهي الطبيب من فحص آشعة آسر القابعة بين يديه قبل أن يعيد نظره نحوهما هاتفاً بعملية : مفيش كسر الحمد لله .. سمع زفرة راحة خرجت من فم كريم فتابع : بس هنضطر نجبسه اسبوعين لإن عنده تمزق في الأربطة ومتقلقش ده علشان نتدارك الضرر .. أومأ له كريم بتفهم بينا شددت ندي من إحتضان طفلها المتألم وأخذت في البكاء .. وجه الطبيب حديثه نحو كريم وهو يشير للممرضة لتحضر آسر الذي تشبثت أمه به : لو سمحت يا أستاذ هدى المدام بتاعتك شوية مفيش حاجة هو بخير
اتسعت حدقتا كل من ندى وكريم فأسرعت الممرضة بأخذ آسر بينما هتف كريم متلعثماً : ل لأ أنا مش باباه
الطبيب بلا اكتراث وهو يبدأ عمله : هنجبسه وتقدروا تاخدوه وتروحوا الموضوع بسيط خالص ،،،،،
ترجلت عن سيارته محتضنة طفلها الذي غفي في الطريق ملتفتة نحوه هاتفة بامتنان حقيقي : متشكرة أوي يا كريم بجد مش عارفة من غيرك كنا هنعمل ايه
كريم برصانة : مفيش شكر ولا حاجة الحمد لله ربنا طمنا عليه وبقي كويس
ندي بحرج : كنت عاوزة اقولك اتفضل بس همم ااا .. ابتسم لها بهدوء : مينفعش ادخل ومفيش راجل في البيت ده طبيعي مفيهاش حرج ولا حاجة .. أومأت له وهي تبتعد عن السيارة التي كان محركها لازال دائراً فانطلق في طريقه ودلفت هي للڤيلا ،،،،
اسرعت مها بالتقاط آسر النائم من حضن أمه بينما همست بعتاب : موبايلك مقفول ليه يا ندي مت من الرعب .. ندي وهي تنقل نظرها بينها وبين باسم الذي كان واقفاً خلف زوجته هامسة بتساؤل : انتوا عرفتوا ازاي
توترت ملامح مها قبل ان يهتف باسم : محمد الي قالنا
ندي بابتسامة ساخرة : فيه الخير والله .. ثم أشارت لهم للداخل : اقعدوا وانا هخلي ام راوية تحضر الغدا .. همت بالابتعاد فهمست مها وهي تتحرك خلفها حاملة لآسر : وانا هنيم آسر وهحصلكم ،،،،،
بعد ان انتهوا من الغداء الذي تخلله حديث عن حالة آسر وما قاله الطبيب جلسوا سوياً في حجرة الجلوس .. التفت باسم لندي وكأنه تذكر أمراً ما : انتي روحتي لوحدك !
ندي ببساطة : لأ ده كريم اخو حلا جه معايا .. تبادل كل من باسم ومها النظرات الوجلة قبل أن تسأل مها : و وهو فين !
ندي : هيكون فين وصلنا ومشي طبعاً ثم تابعت بنبرة ذات مغزي : الله يكرمه لما عرف مسابناش حتي الدوا الى كتبه الدكتور اشتراه في الطريق ومرضيش خالص ياخد تمنه مش زى ناس .. أطرقت مها برأسها بحرج تعلم ان معها كل الحق بل كان ذلك أول ما استرعي انتباهها عندما هاتفها باسم ليخبرها بما حدث وبرغبة محمد في الإطمئنان علي طفله من خلالهما .. تحمحم باسم قبل ان يتكلم بهدوء حذر : انتي عارفة يا مها وضعكم صعب وهو إحم يعني ... قاطعته ندي بشراسة : ملهوش أي مبرر . اول ما عرفت جريت استنجد بيه والبيه ولا في دماغه ابنه حتي .. قاطعها باسم : ازاى بس مش هامه امال قالنا نيجي ليه
ندي ساخرة : وهو ميجيش ليه وكان هيحصل ايه وانا لوحدي بابني الي دراعه متجبس فوق ده لو كريم مجاش معايا .. باسم : طب مكلمتنيش ليه !
ندي : مكانش فيا عقل اصلا ساعتها افكر اكلم مين انا كنت مرعوبة علي ابني ثم صمتت قليلاً قبل أن تتابع : بس كويس الي حصل اوووي بينلي معدن ابن عمي كويس اوي وأكدلي ان قرار الطلاق كان أسلم قرار .. مها بمهادنه وهي تتحرك لتجلس بجوارها : إهدي بس وكل حاجة هتتحل هو عندي ودماغه ناشفة هو انتى لسة هتعرفيه يا ندي وبعدين بصراحة انتى الى دلعتيه بزياده .. طحن باسم اسنانه وهو ينظر نحو زوجته بلوم لغباء ما تفوهت به للتو .. لاحظت ندي نظرات باسم لزوجته فهتفت : بتبرقلها ليه يا باسم هي فعلاً معاها حق انا الغلطانة
ثم شردت في البعيد وتابعت هامسة : وبدأت أصلح غلطتي ،،،،،،
...........................................................
تلعثمت فاطمه وكاد الهاتف يسقط منها عندما دلف بلال للغرفة .. ضيق بين عينيه عندما لاحظ توترها وسأل : بتكلمي مين يا حاجة !
فاطمة بتوتر : د ده باسم ابني يا حاج ثم حاولت اخفاء توترها وتابعت : بيسلم عليك
اقترب بلال متناولاً الهاتف : وميسلمش بنفسه ليه عاد لافيني التلافون
بلال : كيفك يا ولدي وكيف مرتك
باسم بهدوء يحاول اخفاء توتره : كلنا بخير يا حاج ازي صحتك !
بلال وهو يجلس علي حافة الفراش وعيناه تتفحصان زوجته المرتعبة : محمد عمل ايه يا باسم !
اتسعت حدقتا فاطمة بينما أجاب باسم متلعثماً : م محمد حلو حلو بيسلم عليك
بلال بنفاذ صبر : انا مش عيل ازغار يا باسم عتجول انت ولا اتصل بندي وهي عتجولي كل حاجة
باسم مسرعاً : لا هقول هقول وبدأ في سرد ما حدث علي مسامع بلال الذي كان يستمع منكس الرأس بصمت قاتل .. نظرت له فاطمه بحنان ثم جلست بجواره  ،،،
انهي مكالمته مع باسم فربتت فاطمه على كتفه هاتفة بمواساه : متزعلش نفسك مسيره هيعقل
بلال ساخراً : يعجل يعجل فين محمد خلاص معادش منيه رجي الدور والباجي علي البنية الي معارفش لما اجابل وجه رب كريم هجول لأبوها ايه ثم تابع : منك لله يا جمالات
فاطمه برفق : طيب هتعمل ايه !
لم يرد عليها ولكنه نظر لهاتفه وكأنه يفكر في أمر ما سرعان ما حسمه رافعاً لسماعة الهاتف ،،،،،
بلال بحدة : بتردي علي تلافون المعدول ابنك ليه لافيهوني
جمالات بانزعاج : في ايه تاني يا حاج
بلال صارخاً بها : مسمعاش جلت ايه ! لافيني ابنك ... سمع صوتها تخاطب أحدهم ثم ....
ألو
بلال ساخراً : ايوة يا ابن چمالات اخر السبوع دي عقيقة بلال الزغير تكون اهنه
محمد زافراً بضيق : معلش اعفيني
بلال بحده : مباخدش رأيك آني لإني هوزع الورث وعاوز الكل يكون اهنه .. صمت محمد متوجساً فتابع : وأه من بكرة معاوزش اسمع ان خيالك فات جار الشركة
محمد بصدمة : نعممم
بلال : زي ما سمعت اكده ومعنديش كلام تاني واصل وآه بعد عن بت عمك مليكش عيال عندينا وقبل ان يرد أغلق بلال الخط ،،،
نظر محمد للهاتف بشرود فسألته امه بشك : قالك ايه !
محمد بشرود : طردني من الشركة و هيوزع الميراث اخر الإسبوع
جمالات بلا مبالاه : ولا يهمك هي املاك ابوك شوية .. لم يجيبها فتابعت بحقد : كله من بت فتنه عقربة زي أمها ثم ربتت على كتفه : بس ولا يهمك تلاقيها هتموت وتردها وعاملة فيلم مع جدك عليك بس وحياتك لأجوزك لبنت بنوت مدخلتش دنيا لسة
محمد وهو يضع يديه علي أذنيه صارخاً بها : بسسسس كفاية انتي مبتتعبيش كفاية ارحميني بقي ثم تركها وأسرع لغرفته صافقاً لبابها خلفه
جمالات بحقد : استني عليا يا بت فتنة ،،،،
...........................................................
( قد تمنحك الحياة فرصة لتبدأ من جديد ، وبيدك وحدك القرار .. إما أن تستغلها أو ستكون كمن أفني عمره بحثاً عن سراب دثر تحت أنقاض الماضي )
تأملت نفسها في المرآة بشرود حزين لقد كادت تختفي آثار حروقها ولكن لما لازالت ندوب روحها تئن وجعاً ، لما لازالت عيناه الحبيبتان بحنانهما الذي اشتاقته تداعبان أحلامها يومياً ! .. زفرت بخفوت وتناولت حقيبتها مغادرة للغرفة ،،،
جالساً في بهو الفندق بصحبه أخاه وزوجته يطالع ساعته بتململ فشعوره بأنه عذول بينهما يخنقه ، لما تأخرت وماذا عن مخططهما الجهنمي للتقريب بين شادي وإنچي ... حبس أنفاسه عندما طالع تلك الفاتنه القادمة نحوهم بفستانها الرقيق بلونه الزهري الذي تعلوه ستره قصيره تعلو خصرها بالكثير من اللون الأسود ووشاح من الساتان بنفس لون فستانها مما أبرز لون بشرتها العاجي وجسدها البض بشكل مؤلم .. نكزت إنچي شادي في خاصرته مشيره بعينيها نحو سيف .. تتبع نظراتها ثم ابتسم ابتسامة جانبية قبل ان يغمز لها مم دفع بالإحمرار لوجنتيها فابتلعت ريقها بتوتر وهي تنقل اهتمامها لتلك الحورية القادمة نحوهم .. ابتسمت لوجهها بإشراق هاتفة وهي تفسح لها المجال بجوارها : ايه القمر ده لا لا مقدرش انا علي كده .. ابتسمت أميرة بإحراج فتحرك شادي ليجلس بجوار أخيه قبل ان يميل عليه هامساً : انت نسيت تاخد نفسك يا باشا .. شهقه خافته صدرت عنه ابتسما على اثرها شادي وإنچي بعكس تلك الغافلة التي تساءلت بقلق : خير يا مستر سيف مالك
سيف متحمحماً : إحم لأ مفيش .. مش هنقوم بقي ،،،،
وصلا للمطعم الذي حجز به سيف مسبقاً  طاولتان إحداهما بداخل المطعم والأخري تطل علي البحر حتي يتركا المجال للزوجين كما اتفقا .. حدثها بنبرة ذات مغزي : مش يلا احنا يا أميرة هنتأخر علي الناس
أومأت له بهدوء فسأله شادي : شغل ايه بس ده ريحوا النهاردة
سيف واقفا : لا لا مينفعش خالص ورانا شغل مهم ثم ربت علي كتفه : خليك انت استفرد بالعروسة .. اقترب منه شادي ليحدثه فانحني سيف : عاوز ايه !
شادي بمكر : خد بالك انت بس من الصاروخ الي معاك احسن تتعلق منك
لا يعلم لما شعر فى تلك اللحظه بالرغبه في تحطيم أنف أخاه ولكنه اكتفي بنظرة تحذيرية قبل ان يخرج مصطحباً لها ،،،،،
صفقت انچي بحماس : شوفت كان هياكلها بعنيه ازاي اول ما شافها
شادي موافقاً : بصراحة عنده حق
كزت علي أسنانها فتابع : الا هو انت يا ريس متقال لابسلي عفريته ليه لامؤاخذه شايفة الحريم عاملة ازاى
انچي بحقد : حريم مين يا جناب السلطان ألاووظ
ضحك شادي باستمتاع قبل ان يتحدث بجدية : لا بجد ليه لبسك كله زى لبس العيال كده اتعلمي من صاحبتك وياسلام بقي لو تتحجبي كمان هتبقي عسل
إنچي بانزعاج : هو انا ده لبسي متعودة عليه وبرتاح فيه وبالنسبة للحجاب فده انا كمان نفسي البسه بس لازم لما البسه ابقي مقتنعه تماماً .. شادي عاقداً كفيه علي الطاولة : الموضوع مش بالاقتناع يا انچي ده فرض وانتى معدتيش صغيرة انا مش بجبرك انا بس بفهمك
اطرقت برأسها فابتسم بحنان مربتاً علي يدها مم أسري بلسعه كهربية امتدت علي طول عموده الفقري فأبعد يده سريعاً وهو يتمتم : تحبي تتعشي ايه ،،،،،،،
أخذ يتأمل تلك القريبة البعيدة .. القريبة قرب الهواء والبعيدة بعد نجوم السماء .. يتابع شرودها الصامت وهي تنظر للبحر أمامها .. أجلي صوته هاتفاً بمزاح : احنا هنقضيها سكوت ولا ايه
نظرت نحوه بابتسامه رقيقة ككل ما فيها : تحب تتكلم في ايه !
سيف بجدية : تعالى نتعرف علي بعض
ضحكت أميرة بانطلاق فأخذ يتأمل ملامحها بشرود قبل أن تهتف : هو انت كل ده متعرفنيش خلاص هعرفك بنفسي أنا أميرة فهمي أخت يوسف فهمي صاحبك وبشتغل معاك في الشركة بتاعتك
ضحك سيف ثم حرك رأسه نفياً : مش ده قصدي ثم تابع بجدية : مين أميرة
أميرة رافعة كتفيها بلا مبالاه ظاهرية : ولا حد
عقد بين حاجبيه : ازاى ولا حد يعني
أميرة بشرود : يعني حد مش مهم واحده وخلاص
سيف بجدية : ليه بتقولي كده !
أميرة وقد إرتسم الحزن علي ملامحها : لاني فعلاً واحده عادية جداً مفيش في حياتى غير الألم وبس ثم زفرت بخفوت قبل أن تتابع : الحمد لله علي كل حال
سيف : انتي لسه حزينة عليه !
شردت في الفراغ ولم تجيب فتابع : مينفعش توقفي حياتك من مكان ما سابها يا أميرة ، حاولي تعيشي تضحكي من قلبك لانه اكيد مش فرحان بالي بتعمليه في نفسك ده
أميرة بتوتر : م معلش ممكن نغير الحوار ده مش حابة اتكلم فيه أرجوك
أومأ لها موافقاً قبل أن يشير للنادل ،،،،،،
..........................................................
انتهي من حديثه مع والدته وأخته وغيث والحاج بلال حول مشكلة محمد وندي التي استغرقت الكثير بينما عقله مع جنيته التي تركها برفقة حيدر الذي عاد بصحبتهم من بيت حمزة .. دلف لغرفتهما باحثاً عنها ولكنها كانت خالية ، التفت عائداً عندما قابل إحدي الخادمات مستوقفاً لها : مشوفتيش رحمه يا خالة
المرأة : إيوة الست رحمة في الچنينة مع حيدر
أومأ لها وهو يتحرك نحو حديقة القصر بحثاً عنها .. وقف يتأملها وهي تضع رأس حيدر المستغرق بالنوم في حجرها بيننا أخذت تتخلل بأناملها شعيراته حالكة السواد وهي ترمقه بحنان فطري .. ابتسم وهو يتقدم نحوها هامساً : الواد نام دخليه أوضة ليلي
فتح حيدر إحدي عيناه هاتفاً : آني صاحي أها
نادر ضاحكاً : انت يابني مصفح في طفل يسهر كل ده وبعدين وسع كده من جنب مراتي
حيدر مبتعداً عن رحمة : آني راچل مانيش طفل ثم احتضن خصر رحمه التي قبلت رأسه بحنان متابعاً : ودي عمتي جبل ما توبجي مرتك فسح اكده خليني اجعد فريح عمتي هبابة
نظرت له رحمه بمكر رافعة احدي حاجبيها : إيوة فسح اكده خنجتنا سادد عنينا مية ونور
نادر غامزاً : يابت .. وحياة الغزية !
اتسعت حدقتاها بينما هتف حيدر : باه چيبتوا غزية ومجلتوليش ارجص إمعاها
نادر ضاحكاً : لا الغزية دي ملكية خاصة يابني ويلا قوم نام بقي هو ابوك بيستفرد بمراته وراميك عليا انا
حيدر مخرجاً لسانه له : لاع راميني علي عمتي وبعدين ليلة تعبانة مع بلال الزغير معادتش بتعرف تلعب امعايا
نادر ساخراً : آه بتلعب مع ابوك
زجرته رحمه وهي تقف بينما وقف حيدر بدوره فهتفت : يلا يا حيدر علشان تغير خلجاتك وتنام انت سهرت كاتير
حيدر وهو يرمق نادر بتحدي محتضناً عمته : هنام امعاكوا
نادر مستفهماً : تنام مع مين يا حبيبي سمعني كده !
حيدر مؤكداً : إمعاك ومع عمتي
ضحكت رحمه وهي تجيبه موافقة بينما طحن نادر أسنانه لاحقاً بهم وهو يهتف :  انا عريس جديد يا جدعان .. ضربتلى الليلة يا ابن حمزة ،،،،،،
...........................................................
اتكأ حمزة علي ظهر سريره مغمضاً عيناه بإرهاق فاقتربت منه متلمسه صدره العضلي بدلال هامسة : حموزتي
حمزة ولازال مغمضاً عيناه : همممم
ليلي بدلال : انت هتنام !
حمزة : نامي يا ليلة الله يرضي عنيكي
ليلي مقبلة وجنته : مالك يا سبع الليل
حمزة مهمهماً : عاوز انام يا ليلة
ليلي بشرود : أنا قلقانة علي ندي
حمزة باقتضاب : متجلجيش
ليلي بضيق : هاجر قالتلى انه ابنه اتجبس والبعيد مرضيش يروح معاها
حمزة زافراً بضيق وهو يفتح عيناه : هجول ايه بس يا ليلة هيضيع مرته منيه بسبب نشوفية دماغه دي
ليلي مبتعده بانفعال : نشوفية دماغ ايه ابنه تعبان تولع الدنيا كلها ازاى قدر يسيبها لوحدها في الظروف دي ثم تابعت بحقد : بس هقول ايه مهو تربية أمنا الغولة
حمزة ضاحكاً : يخرب مطنك مالك اومال الولية دي كد أمك
ليلي باستنكار : جاتها مو لما يتنفخها البعيدة دي أم أوئ ، أم أربعة وأربعين ، أم جلمبو ال أمي ال .. بس تعرف انا فرحانة فيها الولية دي بيقولوا متضايقة من الشقة الي راحوها أوي ثم نظرت نحوه وتابعت بس ه ......  انت نمت يا حمزة .. حمزة .. يا ملك الغابة ...
حمزة : خخخخخخخخخخخ
ليلي وهي تحرك شفتيها باستنكار : قسم يا حبيبي قسم ثم إعتدلت طاوية لقدميها أسفلها وهي ترمقه بغيظ : وآدي قاعدة ،،،،،،،،،

حواء ترمي النرد (الجزء الثاني من سلسلة ألحان حوائية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن