بعينان مظلمتان يطالعها بعد أن أنهت سردها لما حدث مطرقة الرأس بخزي عاودها مجدداً على يد نفس الشخص الذي ظنت أنها قد تخلصت منه للأبد .. عيناه ثابتتان وقلبه يغلي وألف شيطان تلبسه .. قاطع صمتهما رنين الهاتف فأجفلا متوجهين بأعينهم نحوه .. تحولت عيناها نحو زوجها بخوف تري هل أخطأت عندما صارحته أم تأخرت كثيراً فى فعلها .. ظل باسم ناظراً للهاتف بصمت وأخيراً تكلم بصوت لا حياة فيه مشيراً نحو الهاتف بلهجة آمرة وملامح خطيرة : ردي
إتسعت حدقتا مها ناظرة له بذعر فهتف بقسوة : قولتلك ردي
إنتفضت مها على إثر صيحته وإلتقطت الهاتف بايد مرتعشة وبدون تأخير ضغطت زر الرد : أ ألو
أمسك باسم الهاتف وفتح السماعة ليستمع معها للحوار
ماهر بسخرية : كل ده علشان تردي تؤ تؤ الله يرحم أيام ما كنتي بتبوسي رجلي علشان أرد عليكي
إبتلعت مها ريقها وعيناها لا تفارقان باسم : عاوز مني إيه
صوت ضحكته أجفلتهما معاً فتلاقت عيناهما والشرار المنبعث من عينيه شعرت وكأنه يحرقها حية : انتي الي عاوزة مش أنا يا قطة
مها بذهول : أنا
ماهر بتأكيد : طبعاً
مها بتساؤل : ي يعني ايه
ماهر بهدوء : يعني تيجي تقابليني
مها صارخة : إنت اتجننت أقابلك ليه أنا ست متجوزة
ماهر بحقد : وده أدعي إنك تقابليني وإلا .... ثم صمت
إشتعلت نظرات باسم بينما ردت مها بخوف : وإلا إيه
ماهر بخبث : وإلا صورنا سوا فى أوضة النوم هتكون عند جدك
رفع باسم نظره نحوها بحدة فهتفت بهلع : صور إيه أنا عمري ما إتصورت معاك
ماهر ببساطة : بس أنا إتصورت معاكي
شهقت مها ضاربة صدرها فتابع : بصراحة كنت عاملهم أمان ليا لما أزهق منك علشان أهددك بيهم تبعدي .. ثم توحشت نظراته وتابع : بس بعد الي عمله جوزك معنديش أي مانع أوصلهم لجدك
مها بتساؤل حذر : إنت عرفت إزاى !
ماهر بثقة : أنا الي عاوز أعرفه بعرفه .. ثم تابع بعد صمت ثقيل : هتيجي تقابليتي في شقتي وجدعنة مني هديلك الصور بس بسيطة أهي مش أول مرة يعني
إعتصر باسم قبضته بيده كاتماً إنفعاله نظرت له بقلق فتحرك متناولاً ورقة وقلم وبدأ يخط بعض الكلمات ثم وجه الورقة نحوها .. نظرت للورقة ثم رفعت رأسها نحوه بصدمة فأشاح ببصره عنها
إبتلعت ريقها وهي تنظر نحو باسم وردت : ب بس أنا مش في القاهرة لما أرجع هكلمك
ماهر بتفكير : همممم مفيش مشكلة لما توصلي بلغيني ثم أضاف محذراً ولو محصلش متزعليش لما الصور تتوزع في بلدكم ده بعد ما توصل لجدك وأخوكي طبعاً
سألته بحذر : مش خايف أقول لباسم
صوت ضحكته شق سكون الليل وتابع بحقد : ببساطة متقدريش انتي أجبن من كدة مش هتضحي بحياتك الهادية بعد ما لقيتيها أنا حافظك يا مها
مها برعب ناظرة لجانب وجه باسم المواجه لها وهتفت : س سلام
أغلقت الخط وأخذت تفرك يداها المتعرقتان بخوف وعيناها لا تفارقانه همت بالكلام ولكن إلتفاتته المفاجئة قابضاً علي معصمها أجفلتها متسائلاً بشراسة : كنتي ناوية تخبي عليا !
مها بخوف وهي تحاول تخليص يدها : ك كنت خايفة
باسم بإبتسامة ساخرة : خايفة !
مها : أيوة خايفة . خايفة أخسرك . خايفة تضيع مني بعد ما لقيتك . بس .. ثم صمتت قليلاً وتابعت : بس واضح إن غلطتي هتفضل ملاحقاني
باسم بشراسة وقد زاد من إحكام قبضته حول معصمها : كان بيصورك وانتي . وانتي لم يستطيع إكمال جملته فأغلق عيناه معتصراً لهما
أصابها الألم المرتسم علي ملامحه في مقتل .. كانت متأكدة أن سعادة كتلك لن تدوم .. بأنامل مرتعشة تلمست ذقنه ففتح عيناه فجأة وبدون كلمه دفع يدها قابضاً علي كتفيها وأخذ يهزها بعنف هاتفاً : إنتي مراتي فاهمة يعني إيه بتاعتي عارفة تعبت أد إيه علشان انسي انك كنتي لغيري قبلي أنا متعلم ومؤمن بس . بس أنا راجل شرقي الي بيحصل فوق طاقتي . فوق طاقتي
تقافزت الدموع من عينيها وهي تتحرك كخرقة بالية فى يده دون أدني مقاومة منها
تركها زافراً بضيق فاحتضنت نفسها مغمضة عينيها بألم .. فتحت عيناها بعد مده هامسة بصوت متحشرج : ط طلقني يا باسم وإرتاح من مشاكلي الي مبتنتهيش
إتسعت حدقتاه لوهلة ثم رأت تبدل ملامحه للشراسة قبل أن يندفع بجسده نحوها ملتقطاً شفتاها فس قبلة ليست كطبيعته لم يكن هو وكأن شيطاناً قد تلبسه بعد كلمتها تلك ومحاولاته المستميته للسيطرة علي غضبه .. قبلة شرسة دامية .. لم تبالي بدمائها التي إنسابت بين شفتيه بل إلتفت ذراعاها حول رقبته متلمسه فيه الأمان .. رغم شراسته والوليدة فهو أمانها وحبيب عمرها .. كان يبثها حبه وكأنها المرة الأخيرة .. ويدعها يأسه وخوفه و وغيرته القاتلة
إبتعد عنها بعد فترة طويلة لاهثاً مولياً ظهره لها .. إمتدت يدها متلمسه جسده جذعه العارى فانتفض متحركاً نحو الحمام وكأن الشياطين تطارده .. أما هي فقد سترت جسدها بالملآة وهي تنتحب بصمت
................................................
ألقي هاتفه علي سريره وهو يبتسم بشراسة عاقداً ساعديه خلف رأسه وناظراً للمرآة أمامه .. دائماً ما تعرى ندوب روحه ولكنه لن يبالي .. لا يمتلك ما إدعي إمتلاكه ولكنه عندما خرج بعد أن هاتف والده مضطراً ليرسل له المحامي ويساعده بعلاقاته للوصول للفتاة التي كانت السبب في حبسه .. وصل لكل المعلومات عن باسم .. يتذكر جيداً عندما كان جالساً بمكتب المحامي وقرأ إسم زوجته كيف إرتفع حاجباه ذهولاً ولكنه أبداً لا يترك حقه .. عندما قرر الإنتقام من باسم لم يجد سوي تلك الفكرة .. يعلم جيداً جبن مها .. حتي لو أخبرت زوجها لن تضحي بسعادتها وحتماً سترتبك وتتصرف دون وعي .. وهذا تماماً ما يريده فعندما تخرج لمقابلته سيصورها ويرسل الصور لزوجها ....
.
أنت تقرأ
حواء ترمي النرد (الجزء الثاني من سلسلة ألحان حوائية)
Romanceحواء الكيان ٖ حواء الأمان ٖ حواء بحر من كبرياء فإحذر وإلا إبتلعك الطوفان