منذ وطأت قدمها أرض القصر بعد سفرتها تلك للقاهرة وهي متباعدة عن الجميع , الا من بضع لحظات مسروقة تجتمع فيها مع العائلة بعقل غائب , هل ستكون قاسية لو قالت ان صفعه لتلك القذرة أمامها أسعدها ؟ , لقد شعرت يومها أن تلك الصفعة كانت كتربيتة أم حنون علي أنوثتها المهانة , عقلها لا يكف عن تذكرها مراراً ومراراً , لم تتصور يوماً أن محمد قادراً علي رفع يده علي أنثي مهما بلغ خطأها , زفرت بخفوت وهي تعاود العمل علي حاسوبها الذي أصرت علي احضاره معها لمتابعة سير العمل مع كريم ومطالعة التقارير التي يرسلها لها علي ايميلها الشخصي , انهمكت فى العمل وهي تشكر في سرها ليلي التي لم تتركها للحظه , تعتني باسر الصغير مع حيدر وطفلها بكل حب حقاً رب أخ لك لم تلده أمك , قاطع انهماكها صوت رسالة علي هاتفها , لقد كانت رسالة من محمد تحمل كلمة واحدة فقط ( اسف ) ... أجفلت عندما سمعت صوت طرقات خافته علي باب غرفتها ... تركت هاتفها وهي تضع حاسوبها جانباً قبل أن تأذن للطارق بالدخول ... اتسعت حدقتاها بصدمة وهي تطالع جمالات علي مقعدها المدولب الذي تدفعه ابنتها أمامها وهي تدلف للغرفة , لن تنكر تغيرتلك الأخيرة معها بعد تلك المصارحة التي جعلتها تتعاطف معها ولكن أن تأتي بنفسها لغرفتها ترا ماذا تريد؟ ... أغلقت مها الباب خلفها عندما قاطعت جمالات ذهولها قائلة " عطلناكي ؟ " ظلت ندي فارغة فاها للحظه قبل أن تنفض رأسها وهي تحاول استيعاب تواجد زوجه عمها في غرفتها , أجلت صوتها وهي ترسم ابتسامه هادئه علي ملامحها هاتفه وهي تقف لاستقبالهم " لا لا ده حضرتك منورانى اتفضلي يا ماما " ابتسمت جمالات بحبور بينما جلست ندي عندما اوقفت مها مقعد والدتها امام السرير والتفت لتجلس بدورها بجوارها ... نظرت جمالات لوجهها بتفحص حاني وهي تسألها " ايه الي حصل في مصر يا ندي " يا الله أ أخبرهم باسم بالأمر أم ماذا ؟ " قاطعت مها دهشتها مجيبه علي تساؤلها الصامت " أيوة يا ندي باسم قالنا كل الي حصل وحذرنا نقول لجدو " ابتلعت ندي ريقها بينما نظرت لها جمالات بحنان جديد عليها " حقك عليا أنا يا بنتي أنا السبب في كل حاجه وعمرى ما هسامح نفسي قبل ما تسامحيني " ندي باجفال " متقوليش كده يا ماما العفو " حركت جمالات رأسها بأسي وهي تتابع وقد ترقرقت العبرات في عينيها " لا يا ندي أنا فعلا الي ربيته علي انه ياخد وميديش أنا بسبب الي حصلي علمته ياخد من الدنيا علي أد ما يقدر كنت بعوض اللي خسرته فيهم وأذيتهم من غير ما أقصد " ثم وضعت وجهها بين كفيها وبدأت تنتحب بصمت , أشفقت ندي على حالها بينما أجهشت مها فى البكاء بدورها .. أصبحت فى حيرة بينهم تحاول تهدئتهم برجاء رغم الدموع التي طفرت من عينيها دون وعي منها " ادعيلهم يا ماما ومتخافيش والله هيبقوا كويسين " , رفعت جمالات عينان متوسلتان نحوها برجاء يائس " اديله فرصة يا بنتى ده طاحن نفسه في الشغل علشان يثبتلك انه اتغير " , صمتت ندي بحرج فربتت مها التي تحاول السيطرة على نوبة البكاء التي اجتاحتها علي كتفها وهي توجه حديثها نحو والدتها " انتي قولتلها الى عاوزة تقوليه يا ماما سيبيها تفكر براحتها علشان يوم ما تفكر ترجعله ترجع باقتناع " أخفضت جمالات رأسها باستسلام بينما شردت ندي في الفراغ تفكر في القادم وما تريد أن تفعل بحياتها ,,,,,,
أنت تقرأ
حواء ترمي النرد (الجزء الثاني من سلسلة ألحان حوائية)
Romanceحواء الكيان ٖ حواء الأمان ٖ حواء بحر من كبرياء فإحذر وإلا إبتلعك الطوفان