الفصل الثاني والعشرون (الجزء الثاني)

16K 459 17
                                    

في الصباح في قصر الصاوي
جلست تنظر نحوه بتعاطف .. تعلم ما يعانيه وثقل همومه فى الفترة الأخيرة .. تحاول دعمه بشتي الطرق ولكن قراره الأخير والذي خصها به وحدها حتي الآن يؤرقها فالقادم لا يعلمه الا الله وحده .. رغم محاولاتها المستميتة لثنيه عن قراره الا انه أصر عليه وها هو اليوم الذي تخشاه قد جاء .. ساعدته في إرتداء عبائته وهمست برجاء : مابلاش يا حاج
بلال مربتاً علي وجنتها بحنان : متخافيش يا حاچة آني عارف بعمل ايه
حركت كتفيها باستسلام فهى تعلم رأسه الصلب ورغم توجسها من القادم فهي تثق بحكمته ورجاحة عقله تمام الثقة ،،،،
وقف الجميع عندما دلف الحاج بلال وزوجته الي المضيفة فقد أصر رغم علمه بقدومهم من ساعات علي عدم النزول حتي يصل محامي العائلة ويجتمعوا سوياً في المضيفة .. جلس بهيبته المعهودة وبجواره زوجته .. علت الهمهمات من حوله فدار بعينيه في الوجوه حوله قبل أن يطرق الأرض بعصاه هاتفاً بحزم : معاوزش أسمع صوت واصل واسمعوا مليح الكلمتين الي هجولهم ثم أشار بيده نحو المحامي هاتفاً وعيناه كالصقر تتابعان من حوله : الأستاذ فريد طبعاً كلاتكم تعرفوه هيجرا عليكم الوصية بس جبل أي حاچة لازمن تعرفوا ان ميراث ولدي ناصف وكل ممتلكاته بإسمي  هو وعارف ابني رحمهم الله واني الي كنت سايبلكم التصرف فيه جبل الي حوصول بس دلوك .. علت الهمهمات من حوله فهدر بهم : معاوزش أسمع نفس ثم نظر للمحامي : اتفضل يا أستاذ شوف شغلك
فتح الرجل الملف في يده بعد أن وضع عويناته الطبية وبدأ القرائة : أقر أنا بلال عبد الحفيظ الصاوي وأنا بكامل قوايا العقلية برغبتي في توزيع ثروتي علي أفراد عائلتي وأنا حي أرزق دون أحقيتهم في التصرف فيها قبل أن يسترد الله أمانته .. دارت عينا بلال في الوجوه فتابع المحامي بعد صمت قصير : وكما قال الله تعالا وللذكر مثل حظ الأنثيين سيتم توزيع الثروة بقيمتها المالية بعد حصرها ما بين هنية وندي ومها و ليلي وهاجر كإناث و محمد وغيث و باسم ونادر كذكور علي ان يخصم حق زوجتي الحاجة فاطمة عوف الشرعي في ميراثي وعلى ان تحرم الحاجة جمالات غانم تماماً من الميراث .. هتفت جمالات بصدمة : نعمممم فهتف بلال : اخرسي يا حورمة معاوزش نفس ثم عاد بنظره للمحامي : كمل يا أستاذ
تابع المحامي : وعلي أن يحصل يوسف فهمى وزوجته علي ڤيلا العجمي بالأسكندرية مناصفة بينهم .. اتسعت الأحداق بصدمه فتجاهلها متابعاً : أما عن ميراث هنية فيذهب كاملاً لإبنها حيدر وأما عن ميراث محمد فيذهب بحياته وبعد وفاته كاملاً لإبنه آسر علي أن تكون الوصية علي أمواله والدته السيدة ندي ،،
انتهي المحامي من القرائة وبدأ الهرج يعم المجلس .. إستأذن المحامي من الحاج بلال ململماً أوراقه وبمجرد خروجه من الغرفة هتف محمد : ازاي يعني تحرمني كمان من ميراث ابويا هو ده العدل يا حاج
بلال بثقة : إيوة إبدأ حياتك بنفسك يا باشمهندس يمكن تفضي لشغلك وتبعد عن الحريم الي أكلت نفوخك .. صرخت جمالات : انا تحرمني من الميراث وحتى نصيبي في ميراث جوزى وتدى ميراث ابني ثم أشارت نحو ندي بكره وتابعت : لدي وابنها
هتفت ندي : بعد اذنك يا جدي انا وابني مش محتاجين لميراثه خليهوله
بلال بغضب : معاوزش اسمع نفس الميراث اتوزع كيف ماني عاوز ومعاوزش نجاش ثم وقف فوقفت زوجته بدورها تنظر له بلوم ولكنه تجاهله متابعاً طريقه دون الإكتراث للهتافات من حوله .. قبل ان يلتفت موجهاً حديثه لندي : تعالى يا بتي معايا عاوز اتحدت امعاكي هبابة .. لحقت ندي به في حين هتفت جمالات : الراجل اتجنن
هدرت بها فاطمة : اخرسي مسمعش كلمه في حق الحاج ومش علشان مش هنا هتتكلمي علي كيفك ثم رفعت اصبعها محذرة : وإياكي تغلطي تاني كفاية الى اتسببتى فيه لإبنك
جمالات بصدمة : أنا
فاطمة بتأكيد : ومين غيرك علمتيه ان الراجل يعمل الى عاوزه ومهما عمل مبيغلطش ، معلمتيهوش ان الراجل بقوامته باحترامه للست اى كانت ام زوجه اخت وادي النتيجة
نكس محمد رأسه فهتفت جمالات : جوزك ظالم
فاطمة : جوزي مظلمش ومبيظلمش وانا متأكدة ان الى حصل لمصلحة ابنك
جمالات ساخرة : لمصلحته يحرمه من كل حاجة انتي بتخرفي بتقولى ايه !
فاطمه : أنا مبخرفش انا بقول الى متأكده منه وبدون انتظار كلمة تركتهم وانصرفت
تبادل كل من يوسف وحلا النظرات الذاهلة وبالمثل جميع الأزواج فالتفتت جمالات ترمق ليلي بحده : كله منك يا بوز النحس انتي .. توحشت نظرات حمزة بربتت ليلي علي يده هامسة : علشان خاطري النهاردة متوقفنيش ممكن .. لانت ملامحه وهو يومئ برأسه فوقفت مناولة طفلها لرحمة ثم اقتربت من جمالات هاتفة : انا السبب بتاع ايه ممكن افهم
جمالات بصراخ : انتي الي قلبتيه علينا انتي وبت فتنة
ليلي بسخرية : هو انتي متعرفيش تعترفي بغلطك أبداً وعمالة ترمي بلاكي علي أي حد وخلاص ثم أشارت نحو محمد بسخرية وتابعت : مبتبصيش لتربيتك الغلط وبتغلطى اى حد تاني
هتف محمد : اسكتي
هب حمزة واقفاً أمامه بتحفز فاحتضن نادر خصره بينما اقترب باسم مبعداً لصديقه في حين هتفت ليلي : لأ مش هسكت أنا بسببك بقيت مطلقة مرتين ومهمنيش عارف ليه .. صمتت قليلاً تنظر لثورته وتابعت : علشان ندي تستاهل تعيش ، علشان الى ضحت واستحملت تجوز جوزها علشان يخلف كان من حقها فرحتها تكمل ثم اشارت نحو جمالات متابعة بصراخ : فرحتها الي حرمتها منها امك ، انت بتلوم مين ع الى انت فيه عاوز تلوم لومها ولوم نفسك ثم أشارت نحو زوجها وتابعت : حمزة مراته الله يرحمها كانت تعبانه وكان أولى انه يتجوز بس حرم نفسه من حقه كراجل علشان ميكسرش بخاطرها ولا يحسسها انه ناقصه حاجة وقف جمبها لآخر يوم في عمرها وعادي أهله علشان ميزعلهاش .. مقدرش اقارن بينك وبينه لان مفيش وجه للمقارنه بينكم واحد ضحى علشان مراته وواحد ضحي بيها ومش مرة واحده لأ في كل مرة جاتله الفرصة فيها ولسه شايف انها عرفت تربيك
هدر محمد بصراخ : بسسسسس
وبدأ حمزة فى محاولاته للتخلص من قبضة نادر فى حين وقف يوسف كالجدار الحائل بينهم .. فى تلك اللحظة وقفت حلا بجوار ليلي تربت علي كتفها بفخر ثم نظرت لمحمد : كلام ليلي صح للأسف انت لسه بتفكر في نفسك وفي ميراثك الي بالمناسبة راح لإبنك مش لندي ثم تابعت باستنكار : ايه الجبروت ده انا بقالي سنين بحارب أمثالك من المتعجرفين الى شايفين الستات سلعة فى سوق نخاثة ، منهم الي أصدقاء السوء خلوهم كده ومنهم الى زيك أهلهم معلموهومش ان اساس اى علاقة الإحترام والثقة .. الثقة الي للأسف دمرتها بينك وبين مراتك بسبب تصرفاتك الغلط الي خسرتك واحده حبتك الحب ده كله .. عاوز كبش فدي ! للأسف مش هتلاقيه هنا .. عاوز تلوم جدو للأسف متقدرش جدو مظلمش انا عمري في حياتي ما كنت فخورة انى بقيت جزء من العيلة دى زي النهاردة واسفة انى اقول طول عمري بسبب الى شوفته كنت بلوم رجال المجتمع القروى بسبب الحوادث الي بشوفها بس بسبب الحاج بلال وحمزة انا فعلا عرفت ان صوابعك مش زى بعضها كل مكان فيه الصالح وفيه الطالح .. دور علي غلطك وحاول تصلحه لان رمي الناس بالباطل علشان تريح ضميرك مش حل .. ثم قبضت على يد ليلي وسحبتها للخارج تتبعهم هاجر ورحمة بينما وقفت مها ترمق أخاها بحزن ووالدتها بضيق في حين هتفت جمالات بسخرية : ايه معندكيش كلمتين انتى كمان ماحنا بقينا ملطشة
مها بأسي وهى تنظر لأخاها الذي ينتفض حرفياً بين أيدي باسم ويوسف : للأسف كلامهم صح وانا مش هكابر في الغلط اخويا غلطان وانتى غلطانه وجدو مبيعملش حاجة بدون سبب او هدف ثم اعادت نظرها لأخاها وتابعت بنبرة ذات مغزى : بس الي يفهم .. ثم حركت رأسها بأسف وقد ترقرقت عيناها بالدموع وتركتهم وانصرفت ،،،،،،،،،
...........................................................
في غرفة الحاج بلال ،،،،
أخذت ندي تدور بلا هوادة حول نفسها هاتفة : ازاي بس يا جدو ده لمصلحته كده هيفكرونى اخدت ورثه
بلال بهدوء : طيب اجعدي جاري خيلتيني يا بتي
اقتربت ندي جالسة بجواره فربت على كتفها : انا عارفك زين يا بتى وعارف ان عمرك ما هتاكلي عليه حجه علشان اكده سيبتلك حج التصرف لإن ابنك لساته صغار الى عملته ده لمصلحة ابن عمك لازمن يعرف ان الله حج ويعدل من نفسه .. انتي سامحتيه كاتير وده خلاه يفكره حجه ويطالب بيه حتي وهو غلطان لازمن يعرف هو خسر ايه بسبب غلطاته وانى الي بجولهالك لو منصلحش حاله وانى علي وش الدنيا وانصلح بعد ما اجابل وجه رب كريم ترديله ميراثه اما لو منصلحش ثم حرك رأسه بأسف وتابع : يبجي ده حج ابنه اكده ولا اكده مسيره يورثه بس معاوزش اجابل ربنا وهو اكده جلبي واجعني عليه يا بتي
القت ندى بنفسها في احضان جدها هامسة بفخر : ربنا يخليك لينا يا جدو أنا فهمت انت بتعمل ايه ومتخافش ربنا يمد في عمرك وتشوفه بيتغير للأحسن وبإيدك تردله ميراثه وكلامنا ده وعد مش هيطلع بره
ابعدها بلال قليلاً ونظر لعينيها بتساؤل خافت : لساتك بتحبيه يا ندي !
ندي بحزن وقد بدأت الدموع تتجمع في عيناها : اكدب لو قولت بطلت احبه يا جدو بس مش قادرة أسامحه كل انسان له طاقة وانا استنفذتها
ربت بلال على كتفها بينما عيناه تقابلان عينا فاطمه الباكيه علي باب الغرفة ويبدو انها استمعت لحديثهما وهمس : ربنا يجدم الى فيه الصالح يا بتي ،،،،
...........................................................
هرب من الجميع ليختلي بنفسه بعد أحداث اليوم قرر الذهاب فوراً لولا توسلات مها ومحاولات باسم المستميته ليبيت معهم اليوم ويعود الجميع فى الغد كما اتفقا من البداية .. رفع رأسه المنكس بهدوء عندما استمع لصوت خطوات هادئة تتقدم فى اتجاهه فطالع حمزة بهيبته التي اعتادها الجميع يقترب منه .. تجاهله وهو يشيح ببصره للجانب الآخر .. جلس حمزة بجانبه واضعاً يديه علي ركبتيه وعاقداً يديه امامه ثم همس : جاعد إلحالك ليه يا باشمهندس !
محمد بضيق : افتكر ان من حقي اختلي بنفسي شوية ثم نظر نحوه بتساؤل : ولا ايه !
ابتسم حمزة ابتسامته الجانبية الشهيرة ثم نظر نحوه : لساتك واخد علي خاطرك من الى حوصول ؟
محمد بشرود : انت شايف ايه !
حمزة برفق : شايف ان ابن الحاج ناصف ميجعدش جعدتك يا باشمهندس
نظر لها محمد فتابع : اني فاهم انك متضايج من الي حوصول بس مفكرتش انه ممكن ايكون لصالحك !
محمد بسخرية : لصالحى
حمزة بتأكيد : أكيييد انى وانت عارفين كد ايه الحاج بيحبك ولايمكن يكون جصده ضرر ليك
محمد ببلاهه : مش فاهم ازاى يعني ؟
حمزة : انت عندك شك في انك غلطان
صمت محمد ولم يجيب مم شجع حمزة للمتابعة : زين أول طريج للتصليح انك تعترف بالغلط بس تاني خطوة تحاول اتصلحه
محمد بأسي : ازاي بس انا حاسس ان الدنيا اتهدت من حوليا
حمزة : وليه متبنيهاش انت يا باشمهندس
محمد : ازاي يعنى انا حتي معنديش شغل يا حمزة
حمزة مربتاً على يده : والى يلتجيلك شغل !
محمد منتبهاً : إزاي
حمزة : انى مشارك واحد عنده شركة هندسية وكان بيدور علي مهندس شاطر يصممله قرية سياحية ولو عجبه شغلك هتشتغل معاه بنسبه من المكسب ها ايه رأيك
محمد بتساؤل : انت بتتكلم جد !
حمزة باسماً بتأكيد : جد الجد بس عاوزك ترفع راسي معاوزش الحاچ بلال يعرف اني ساعدتك تلاجي شغل اجديد اتفجنا !
محمد بحماس : اتفقنا
حمزة مازحاً : وسيبك من الحريم بجي چابولك الكافية
محمد ضاحكاً : صدقت والله
حمزة مربتاً على كتفه وهو يقف مهماً بالإنصراف : ويا عالم يمكن لو مرتك حست انك اتغيرت تعاود ليك سلم أمورك لله انت بس وهي هتتعدل
تنهد محمد بخفوف وهو يومئ برأسه : ونعم بالله ثم نظر له بامتنان وتابع : متشكر يا حمزة
حمزة باسماً : اشكرني لما تعاود دارك وحالك ينصلح عن جريب بأمر الله وتركه وانصرف ،،،،
رفع محمد رأسه نحو غرفه بعينها وهو يومئ برأسه باسماً للخيال خلف النافذة قبل ان يدلف للقصر .. بينما علي الجانب الآخر ابتسم بلال بسمة شاردة وهو يطالع الأفق بأمل في صلاح حفيده ،،،،،،
...........................................................
انتهت العقيقة وبدأت الخادمات في رفع الموائد التي امتلأت بها حديقة القصر وداخله .. زفرت بإنهاك وهي تخرج من المطبخ نحو رواق جانبي لوضع بعد الأغراض في غرفة المخزن وعندما التفت لتعود فوجئت بنفسها تطير عن الأرض بفعل قوي خفيه لم تتبين لمن في الظلام .. شهقت بصدمه وقبل ان تصرخ فوجئت بيد توضع على فمها وهو يهمس بصوت أجش بجوار أذنها : وحشتيني .. تنهدت بارتياح عندما تعرفت عليه ولكنها عضت يده فتأوه مبعداً اياها عندما هتفت به : خرعتني
نادر بتساؤل : نعم ياختي !
رحمة بضيق : خرعتني ايه معارفهاش دي كمان
نادر متخصراً : لأ معارفهاش يا أبلة فضيلة احب جنابك تعرفيهالي
رحمة بحيرة : وأعرفهالك كيف دي بص يعنى انى مكنتش متوجعة الاجيك في خلجتي كيف الجضا المستعچل ها فهمت إكده
نادر بنفاذ صبر وهو يمسح وجهه بانفعال مصطنع : قضا مستعجل ياريتنى ما فهمت
ضحكت رحمه من منظره ودفعته في صدرة هاتفة : بعد اكده خليني اعاود
احتضن خصرها بتملك وهو يهمس : وتعاودي ليه خلينا هنا
رحمة متلفته حولها : اهنه فين !
حملها بيد واحده دافعاً لباب الغرفة ثم أنزلها وهو يغلق الباب خلفة بقدمه ويتلاعب بحاجبيه بمشاكسة : هنا
رحمه متلفته حولها : وهنعمل ايه اهنه
سحبها من خصرها وهو مستنداً بظهره علي باب المخزن المغلق وهمس أمام شفتيها : هنعمل كل خير
فهمت تلميحه فدفعته في صدره : باه كنك انجنيت
شدد من قبضته علي خصرها مقرباً اياها منه أكثر وهمس بإغواء فى تجويف عنقها : اعمل ايه بس وحشتينى
رحمة محاولة التخلص من قبضته : بعد بجولك
نادر مبتعداً : اهو بعدت يا فقر ملكيش في الرومانسية
دفعته عن باب الغرفة وفتحته ثم عادت بنظرها نحوه غامزة : الرومانسية فى اوضتنا مش في الزريبة دي ثم القت له بقبلة في الهواء تلقفها بيديه لاثماً لها وهتف بحرارة : غزية غزية مش أي كلام ،،،،،،
...........................................................
دلف لغرفتها التى اصر الحاج بلال علي بقائهما فيها اليوم فوجدها ترضع صغيرها وحيدة .. اغلق الباب خلفه وخلع جلبابه وهو يتناول بنطال من الحقيبه التي احضرتها معها ويدلف للحمام .. خرج من الحمام بعد فترة فوجد طفله قد غفا وقد وضعته بمنصف السرير .. تقدم بهدوء وهو يجفف شعره وقبل ان يلقي بالمنشفة كعادته تلقفتها منه ضاحكة وهي تعود وتضعها في الحمام .. اقترب من الفراش فقبضت على يده هاتفة : لأ تعالا نتكلم شوية
أطاعها جالساً على احد الأرائك مشيراً لها بالجلوس بجواره ولكنها لم تهتم وهى تقترب جالسة على قدميه عاقدة يديها خلف رأسه : ها الحاج كان عاوز منك ايه !
حمزة : كان عاوزنى اخبر محمد عن شغل
ليلي بصدمة :  هو هيساعده !
حمزة ساخراً : انتي صدجتي ان الحاچ بلال يتخلي عن حفيده اياك
ليلي محركة كتفيها بلا معني : والله ده الي كان باين
حمزة بهدوء : الحاج بلال عاوز يصلح الي بوظته امه وعنديه حج محمد مكانش اكده جبل موت الحاج ناصف الله يرحمه تعرفي ان انى وهو كنا اصحاب !
ليلي بدهشة : انت !
حمزة بتأكيد : ايوة بس بعد موت الحاج بدأ يبعد ويتغير لحد ما بجي زى مانتى واعياله اكده
ليلي بإشفاق : زعلت انه بعد عنك
حمزة : مش كد زعلي عليه يا ليلة بس دلوك عندي أمل الحاچ بلال يرجعله عجله
قبلت وجنته بإغواء : ومش هترجعلي عقلي الى خطفته يا سبع الليل
احتضن خصرها ثم أشار برأسه لطفله المتوسط السرير بابتسامه مشاكسة : والشبل الزغير هتوديه فين
ليلي محركة كتفيها بدلال : مش هوديه في حته
ضيق بين عينيه : كيف يعني !
انسلت من بين يديه ثم تناولت وسادة واضعة لها علي الأرض ثم جلست مربتة علي الأرض بجوارها : منها واليها نعوووود

حواء ترمي النرد (الجزء الثاني من سلسلة ألحان حوائية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن