الفصل الثاني عشر

14.9K 469 11
                                    

إقترب من والدته مقبلاً يدها وقمة رأسها بينما تنظر لهما بسعادة فمنذ ان علمت بحمل حلا وهي تنتظر عودتهما وها قد عادا أخيراً وإمتلأ المنزل حولها من جديد بل و بصحبتهم الزائر الذي لطالما انتظرته ورغم إلتحافه برحم أمه الا إنه نشر البهجة بالمنزل بخبر مجيئه المرتقب .. نظر حوله قبل ان يعود ببصره نحو والدته متسائلاً : أميرة لسة مرجعتش !
الأم باسمة : لسة معاد رجوعها مجاش
استل هاتفه وهو يقف متوجهاً لخارج الغرفة : لأ هترجع بدري النهاردة أنا هتصرف .. رنه هاتفه أفاقته من شروده فمنذ أن روت له إنچي مشكلتها وهو علي تلك الحالة حتي تعب عقله من التفكير في حل لتلك المعضلة .. نظر للرقم ثم ابتسم هامساً : طول عمرك إبن حلال يا چو .. فتح الخط هاتفاً : حبيبي يا متر والله ابن حلال
يوسف مازحاً : نفسي تبقي ابن حلال مرة يا جدع وتتصل بخيل من يومك
ضحك سيف وهو يتراجع برأسه للخلف هاتفاً : غصب عني انت عارف الظروف
يوسف : ماشي يا عم المهم خير فيه ايه ارغي
سيف : لا مش هينفع في التليفون انت راجع إمتي
يوسف ضاحكاً : انا رجعت من شوية ماتيجي ثم صمت قليلاً قبل أن يتابع هقولك هات أميرة علشان واحشاني وهستناك نتغدي سوا
سيف بجدية : طيب تمام نصاية ونكون عندك ،،،،
...........................................................
انتهي سيف من الحديث وعينا يوسف تكاد تخرجا من محاجرهما .. نظر له سيف هامساً : دبرني انا دماغي هتتفرتك من امبارح و رغم اني قولتلها ترجع لباباها علشان ميفضلش لوحده وهو تعبان وتقفل عليها كويس ومتفتحش لحد بس بعد ما شوفت بجاحة الراجل اتوقع منه اي حاجة .. نظر له يوسف بتفكير قبل أن يعلو صوته منادياً أميرة
أقبلت أميرة عليهم فهتف يوسف : اتصلي بصاحبتك تيجي دلوقتي ،،،،،
...........................................................
دلفت لغرفة والدها بالمشفي كعادتها اليومية بعد الإنتهاء من عملها بابتسامة واسعة تحاول أن تخفي عنه تعبها فبادلها الابتسام وهو يربت علي السرير بجانبه .. اقتربت منه جالسه بجواره وهي تمسك يده بين أناملها هاتفة بمزاح : حبيبي عامل ايه النهاردة !
حميد بإجهاد : الحمد لله يا حبيبتي أحسن ثم تحولت ملامحه للحزن متابعاً : عاوز اروح زهقت من رقدة المستشفي دي
أشارت برأسها للجبس الملتف حول قدميه : ورجلك يا بابي مينفعش خالص دلوقتي علشان كمان الخبطة الى في راسك وفى كسور في جسمك لازم ترتاح حبة في المستشفي ووعد لما الدكتور يسمح بخروج هنخرج علطول .. نظر لها بعجز هاتفاً : وانتي يا بنتي وكليتك انا عارف انك تعبتي الفترة دي بين الشغل والكلية والمستشفي مهما حاولتي تخبى وناسية نفسك وصحتك ثم نظر لعينيها التي ترقرقت بالدموع وتابع : بتاخدي دواكي يا سارة ولا لأ
أومأت له برأسها بدون كلام غافلة عن ذلك الذي فتح باب الغرفة للتو واستمع لآخر حوارهما بأعين جاحظة ،،،،،،
...........................................................
انتهي يوسف من حديثه بحضور كل من حلا وإنچي تلك المرة .. نظرت لهم إنچي ببلاهه وهو تهتف بغير تصديق : مين الي تتجوز !
يوسف بجدية : إنتي ،، طالما خايفة علي بيت أختك من كوننا نرفع قضية فده الحل الوحيد الي قدامنا مفيش حلول تانية ولو جواز علي ورق بس
حلا بتأكيد : ده الحل الوحيد الي هيبعده عنك لانه مش هيسكت طالما جاتله الجرأة يروح شغلك يعملك فضيحة بعد الي عمله مع اني شايفة حل القضية أفضل
إنچي ببكاء : ارفع قضية وأختي وولادها ده بابا يروح فيها مش كفاية واحده .. صمتت قليلا ثم تابعت بحشرجة : عانس
حلا بعنف : ايه الي بتقوليه ده اولا انسي الكلمه دى من قاموسك انتى متعلمه سيبتى ايه للناس الجاهله
إنچي بضيق : دي الحقيقة يا استاذة حلا مهما قولنا هفضل في نظر الناس عانس وبعدين تقوليلي اتجوز علي اساس ان الموضوع سهل اوي
يوسف بجدية : سيبي دلوقتي الموضوع ده ويلا جهزوا الغدا مع بعض عاوز اقعد مع صاحبي شوية ،،، انصرف الجميع وبقيا سوياً نظر له سيف بتساؤل : طالما سربتهم كده تبقي عاوز تقول حاجة
يوسف بجدية : من غير لف ودوران ليه متتجوزهاش
سيف ببلاهه : اتجوز مين انت بتهرج
يوسف بتساؤل : وفين التهريج انت راجل مطلق ومسيرك هتتجوز لو مش علشانك فعلشان بنتك ثم ابتسم له مربتاً علي كتفه : فكر يا صاحبي ده شرف بنت ،،،،،
...........................................................
انتهت ساعات العمل فأعاد رأسه للخلف وهو يفرك بين عينيه بإجهاد .. أول يوم عمل بعد راحة أشعره حقاً بالإجهاد .. أعاد رأسه للخلف مغلقاً لعينيه .. لم يشعر بتلك التي دلفت للمكتب بهدوء حتي إقتربت منه واقفة خلف مقعده حتي امتدت أناملها تدلك عنقه .. فتح عيناه علي اتساعهما وهو يلتفت لها بحدة هاتفاً : انتي اتجننتي بتعملي ايه
منه بغنج : رقابتك متشنجة بدلكهالك
إبتلع ريقه وهو يبعد يدها هاتفاً : ده مش من مهام شغلك وبعدين مروحتيش ليه
مالت بجسدها مستنده علي ذراعي مقعده بقميصها الناري الملتثق بحناياها وقد تعمدت فتح أزراره الأمامية مبرزة مفاتنها بسخاء أمام عيناه .. تتبعت مسار نظراته ثم إبتسمت بثقه وهو تهمس بإغواء : انا سكيرتيرتك الشخصية يعني أي حاجة
تخصك تبعي
محمد مبتلعاً ريقه : إبعدي حد يدخل دلوقتي يقول ايه !
منه بدلال وهى تتلاعب بزر قميصه : محدش هنا غيرنا ثم ضغطت علي كل حرف وتابعت بنبرة ذات مغزي : أنا وإنت
بدأ العرق يتصبب من جبهته وهو يحاول ابعاد عينيه عنها واقفاً : طيب يلا نمشي إحنا كمان
إقتربت منه مجدداً هامسة : خلينا شوية
لم يجيبها ولكنه استل سلسلة مفاتيحه وهاتفه وخرج من المكتب وكأن الشياطين تطارده بينما ابتسمت هي ساخرة : عامل تقيل هممم هنروح من بعض فييين ،،،،
...........................................................
إقترب منها محتضناً ظهرها وهو يقبل عنقها محاولاً اطفاء النار التي أشعلتها تلك المنه به .. إبتسمت له وهى تلتفت محتضة رقبته هامسة : وحشتك أوي كده لم يجيبها وهو ينقض علي شفتيها يروي ظمأه .. إستسلمت له بل وبادلته شوقه بشوق وحب بحب عندما أتاهم صوت آسر الباكي .. حاولت ابعاده عنها ولكنه كان الصخرة متشبثاً بها يحاول افهامها بلا كلمات ما يعانيه هامساً من بين قبلاته : سيبيه هينام دلوقتي
ندى وهى تدفعه : اسيبه ازاى وسع يا محمد الواد قطع نفسه عياط
ابتعد عنها مندفعاً نحو الحمام عل الماء البارد يطفئ الحرائق المندلعه بداخله ،،،،
...........................................................
جلس بجوار زوجته بعد أن خلا القصر من ساكنيه الا من غيث وهاجر المتوجهين لغرفتهما بعد ان انتهوا من وجبة الغداء .. إقترب منها محتضناً كتفها فشهقت محاولة الإبتعاد هامسة : يا حاج ميصحش حد يدخل
بلال بلا اكتراث : ما يدخل ثم غمزها متابعاً : الي غيران منينا يعمل زيينا يا بطتي
فاطمة بخجل : يا حاج بس
بلال بجدية : عاوزين العيال ميتجطعوش من الدار واصل يا حاجة
فاطمة مضيقة بين عينيها : في ايه بس يا حاج ايه الي هيقطعهم
بلال بشرود : خايف لو جرالى حاجة يبطلوا يتدلوا هنه يا حاجة
فاطمة شاهقة وهى تضع يدها علي فمه : بعد الشر يا حاج ربنا يطول فى عمرك وتشيل احفادهم
رمقها بنظرة حنون قبل أن يغمزها متابعاً : خايفة عليا عاد
فاطمة بجدية : طبعاً خايفة عليك ربنا يديمك علينا نعمة ويحفظك لينا يارب
قربها منه مقبلاً قمة رأسها : تعيشي يا ست الستات ثم ابتسم بخبث متلفتاً حوله : ما تاجي نأيل هبابة ،،،،،
...........................................................
وصلت للمزرعة فبعد انصراف الجميع قررت ترك العرائس ينعمون ببعضهم و مفاجأة زوجها في عمله .. امسكت بكف حيدر ساحبة له خلفها فترك يدها بعنف هاتفاً : جرا ايه يا ليلي ساحباني كيف الثور وراكي اكده ليه
ليلي هامسة : هووووش عاوزين نفاجئ أبوك اكتم
حيدر باستسلام : خلاص جاي أها همليني هجع
تركت ليلي يده هاتفة : اهو سيبتك يلا ،،،
طحنت أسنانها عندما شاهدت تلك المتحذلقة تضع يدها على كتف حمزة اللاهي عنها فاحصاً الفرس .. اقتربت منهم سريعاً نافضة يدها وهي تمسح مكانها علي كتفه بانفعال .. التفت لها حمزة متفاجئاً : جيتي ميتا يا ليلة وفين الواد حيدر
ليلي وهى تنظر لمرام المرتبكة بجانب عينها : جيت في وقت قبل البهيمة ما تخطفك
حمزة مضيقاً عينيه بتساؤل : بهيمة !
ليلي محركة رأسها بلا معني : فكك المهم حيدر بيلعب مع رماح متقلقش جبته معايا ثم اعادت نظرها لها وتابعت بحقد : وانت ابقي ركز في الي بيحصل حوليك يا سبع الليل علشان متطيرش رقاب
حمزة بعدم فهم : بتجولي ايه
ليلي : مباجولش ثم نظرت لتلك المنكمشة علي نفسها هاتفة من بين اسنانها : تعالي يا مانورما عاوزاكي ف حاجة
مرام ببلاهه : ما ايه !
ليلي بلا اكتراث : يلا ،،،
التفتت لها بعدما ابتعدتا هاتفة : بقولك ايه يا ملزقه انتي تشوفيلك حد تاني تتلزقي فيه يا حلوة علشان موريكيش مرات الأسد لما بتسن سنانها بتعمل ايه ثم ربتت علي وجنتها متابعه بتحذير : فهمتي يا قطة !
مرام بعدم فهم مصطنع : فهمت ايه !
ليلي بتأفف : غباء اهلك ده ميطلعش عليا وايدك الي عاوزة تتلف حولين رقابتك تخنقك وتخلصنا منك دي متقربش من جوزي بدال ما اعلقهالك في رقابتك واركبك علي حمار بالعكس واخلي حيدر واصحابه يزفوكي لحد باب القطر فهمتي !
مرام بتلعه ريقها : ف فهمت
ليلي منصرفة : اما نشوف ،،،،،
...........................................................
بعد ان دلفا لمنزلهما هتف بها حمزة باسماً : عملتي ايه في مرام دي راجعة بتتنفض
همت بالحديث فقاطعها حيدر : آني سمعتها يابووى كانت هتضروبها وبتجولها هجعدك علي الحمار بالعكس
ليلي هامسة من بين أسنانها : نباهه امك دى هتخرب البيت قريب
قبض حمزة علي يدها هاتفاً من بين اسنانه : انتي جولتيلها اكده !
ليلي بانفعال وهى تدلف غرفتها : اه واكتر ومش كلام هتشوف الفعل لو فكرت تحط ايدها الى عاوزة قطعها علي كتفك تاني .. غمز حيدر ليذهب لغرفته وابتسم بثقة وهو يدلف لغرفتهما صافقاً الباب خلفه بضيق مصطنع : كيف تعملي اكده في الداكتورة مرام
ليلي بحقد : دكتورة علي نفسها وعلي البهايم الي تنطحها قادر يا كريم ال دكتورة ال دي آخرها تلعب في الجلة
حمزة كاتماً ضحكته : عملتي اكده ليه
ليلي بصراخ : قولتلك حطت ايدها على كتفك كنت عاوزنى اسقفلها ولا اخدلكوا صورة سوا
حمزة مقترباً منها بخطورة : صوتك ميعلاش يا مرة
ليلي بتحدي : هيعلي والمرة الجاية وديني لاقطعلها ايدها واشوه وشها اكتر ماهو متشوه بكوم الدقيق الي ضارباه فيه قبل ما تيجي ده
قبض حمزة علي شعرها مقرباً اياها منه بخطورة هاتفاً : بتتحدين
ليلي بعند : آه والى عندك اعمله
حمزة غامزاً : عارف انك مستنيه الى هعمله ثم تركها وتحرك نحو الحمام هاتفاً : يلا غيري خلجاتك ونامي علشان مش هعمل حاجة
كزت على اسنانها بحقد هامسة : الله يحرقك يا مرام الكلب ضربتيلي الليلة ،،،،،،

حواء ترمي النرد (الجزء الثاني من سلسلة ألحان حوائية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن