الفصل السابع

16.4K 483 23
                                    

جاثية علي ركبتيها في حديقة القصر تداعب آسر وصوت ضحكاتهما يتعالا .. السعادة البادية علي ملامحهما تنعش صدره .. ها هو حلمه الذي طالما انتظره أصبح واقعاً ملموساً .. إبتسم بسعادة وهو يتوجه نحوهما جاثياً بدوره علي ركبتاه .. بهذا القرب وهو ينظر لها يتذكر تلك المراهقه الهادئة حلوة المعشر صاحبة أجمل إبتسامة رأتها عيناه .. حقاً الأمومة غيرتها بعض الشئ فجسدها قد إمتلأ قليلاً بشكل يعجبه .. يعجبه كثيراً في الواقع .. نظرت له وهي تدغدغ طفلهما فابتسمت لتطلعه بها هامسة : معجب حضرتك ولا حاجة !
تناول آسر من يدها محتضناً له ثم غمزها هامساً وعيناه تتحركان بتمهل علي كل إنش في جسدها : جداً
أمالت رأسها مستندة علي كتفه وهي تحتضن ذراعه الممسك بآسر وعيناها تنظران لثمرة حبهما وتنهدت بسعادة
قلبي مش مصدق البيج بوص وحرمة في الجنينة و قدام آسر يال العار لافيني البندجية يا غيث يا ولدي
قهقه محمد وهو يطالع نادر بجانب عيناه : الله يسهلك
نادر بحزن مصطنع : يسهلي إيه البت خدت فردة الشراب و رمتها فوق الشجرة ثم أشار برأسه ناحية شجرة موز بعينها وتابع : الموز هيجيله تسمم الله يرحمه بقي
أقبلت عليهم رحمة ضاحكة حتي أدمعت عيناها : بااه مش كنت بتهددني بيه ثم أشارت بيدها لقدمه العارية متابعة : أها شوف بجيب كيف العيل الي بيلعب في الطين ثم ضحكت متابعة : هجول لأمك
نادر بلا إكتراث : أمي عروسة مش فاضيالك تلاقي الحاج بلال عمال يعاكس فيها في أي خن في البيت ثم إتسعت عيناه بإدراك مصطنع : أمي أما أروح ألحقها أحسن الحاج يتشاقي ودي بنت عيلة مش وش كدة
قهقه محمد وندي باستمتاع وبالمثل فعلت رحمة التي إتبعت نادر وهي تضحك من منظره وهو يركض أمامها علي قدم ويقفز بالأخري ... رنين هاتف محمد أجفلهما فناولها آسر ماداً يده لجيب بنطاله ساحباً لهاتفه .. نظر للرقم وفتح الهاتف مجيباً : أيوة يا منه خير
منه بدلال : إزيك يا مستر محمد وحشتنا
نظر لندي التي لازالت متوسدة ذراعه وملتهية عنه بمداعبة طفلهما
منه : مستر محمد
محمد زافراً : أيوة يا منه في حاجة حصلت ولا ايه
منه بغنج : لا أبداً بس حبيت أطمن عليك بما إنك مبتجيش ولا حتي بتسأل
تحولت ملامحه للضيق فتلك الفتاة المتحررة تكاد تخنقه ولكن مهارتها في عملها وعجزه عن إستبدالها يقفان حائلاً بينه وبين طردها من العمل شر طرده
محمد بانفعال : باسم عندك !
منه : لا مستر باسم لسة ماشي هو والمدام بتاعته
محمد بإقتضاب : ماشي سلام وبدون انتظار ردها أغلق الخط ،،،
...........................................................
في صباح اليوم التالي
وقفت أميرة أمام بناية الشركة التي أملتها حلا عنوانها .. سمت بالله وتقدمت من فتاة تبدو في أوائل العشرينات : لو سمحتي عندي معاد مع أستاذ سيف الشاذلي
الفتاة بعملية : إسم حضرتك إيه !
أميرة : أميرة فهمي
رفعت الفتاة الهاتف علي أذنها وبعد دقيقة أغلقت الهاتف مشيرة لها نحو المصعد : الدور الثالث ،،،
خرجت أميرة من المصعد تتلفت حولها باحثة عن المكتب .. إرتطمت بكتف فتاة كانت تحتضن عدة أوراق مم جعل توازنها يختل مفلته الأوراق من يدها
جثت أميرة علي ركبتيها بحرج تلملم الأوراق مع الفتاة هامسة بأسف : آ آسفة والله مأخدتش بالي
الفتاة بمودة : ولا يهمك حصل خير
إنتهت من جمع الأوراق فوقفت معتدلة وهي تبحث بعينيها عن الغرفة
نظرت لها الفتاة باستفهام متسائلة : بتدوري علي حد !
أميرة : عاوزة مكتب الأستاذ سيف الشاذلي
الفتاة مشيرة جهه مكتب في آخر الرواق : أهو هو ده
أومأت لها أميرة بإمتنان وتحركت صوب المكتب
طرقت علي الباب المفتوح فاستمعت لصوت أنثوي يأذن بالدخول
دلفت للغرفة تطالعها تلك الجالسة علي المكتب بأريحية مغيظة متسائلة : أفندم أي خدمة
أميرة : عاوزة أقابل أستاذ سيف الشاذلي
رمقتها الفتاة بنظرة تقييمية مم دفعها لا إرادياً تضع يدها علي الندب الجانبي لوجنتها  بتوتر
الفتاة بتساؤل وهي تنهض من خلف مكتبها : إسمك إيه
أميرة : أميرة فهمي
دلفت الفتاة للباب المواجه لها بعد عدة طرقات منتظمة ثم خرجت بعد دقيقة مشيرة لها بالدخول
إبتلعت أميرة ريقها متقدمة نحو الغرفة بثبات مصطنع ،،،،،،،
تحمحمت بأدب عندما طالعت الجالس خلف المكتب واضعاً نظارته الطبية ويبدو كان في إنتظارها بشعره البني وأنفه الشامخ .. إبتسم بمودة مشيراً لها لتجلس
جلست علي المقعد المواجه لمكتبه بتوتر فبدأ الحديث : نورتينا أستاذة أميرة
أميرة بخفوت : شكراً
سيف بعملية : حضرتك هتشتغلي في قسم المحاسبة ثم ضغط زر الهاتف : ابعتيلي الأستاذ مدحت من قسم المحاسبة يا ماهي
ضيق بين عينيه وهو يتابع توترها بتفكير .. تعمل لدي صاحبة أخيها بواسطة منه هو شخصياً فلما كل هذا التوتر وقعت عيناه علي ندبة وجهها فضيق بين عينيه في اللحظة التي وجهت نظرها اليه ملاحظة مسار نظراته .. إزداد إرتباكها ووضعت يدها تحاول إخفاء تلك الندبة عن عينيه .. مشوهه داخلياً وخارجياً كيف لكي مواجهه العالم بندوب روحك قبل جسدك ،،،،،،
بعد حديث قصير بين سيف والمدعو مدحت تقدمها مدحت لمكان عملها وقبل أن تخطو خارج المكتب أتاها صوته حازماً : الأستاذة أميرة تخصني شخصياً يا مدحت مش عاوز أي مضايقات ليها من العاملين ثم وجه نظره لها متابعاً : أي حد يضايقك باب مكتبي مفتوح ليكي دايماً .. سرت في بدنها رعشة لا تعلم مصدرها أو سببها ولكنها شعرت بالحماية .. أومأت له بابتسامة ممتنة وخرجت ،،،
نظر للباب المغلق لدقيقة ثم أعاد كل انتباهه لعمله من جديد ،،،
...........................................................
إيه الي في وشك ده علشان كدة خلتني أجلت الزيارة للنهاردة
ماهر بلامبالاه : مفيش يا بابا خناقة بسيطة يعني مش موضوع
الأب صارخاً : هو ايه الي مش موضوع انت بتستهبل مش هتبطل لعب العيال ده وتكبر بقي
ماهر بتأفف : ما خلاص بقي
الأب : إخرس .. دلوقتي حميد الدغيدي شريكي زمانه علي وصول هو وبنته مش عاوز أي إستهبال فاهم
ماهر بلا مبالاه : هممم
إستقبل والده الضيوف بحفاوة بينما عيناه تأكلان إبنة صديق والده صارخة الأنوثة أكلاً عض علي شفته السفلي هامساً لنفسة : يخربيتك هو في بنات حلوة كدة
والده معرفاً : ماهر إبني .. عمك حميد وبنته سارة
إبتسم ببلاهه ماداً يده نحوها فزجره والده مشيراً بعينيه ليد صديقه الممدودة
سلم ماهر علي حميد وأعاد نظره لتلك الحورية
ماهر : إزيك يا قمر
سارة بدلال يليق بها : هاي
جلس الجميع وبدأت أحاديث العمل الجانبية تدور بين والده وشريكه بينما استغل هو الفرصة وهمس مقترباً من سارة : الا انتي مامتك مجاتش معاكوا ليه شكلها قنبلة مهو اكيد الجمال ده مورثتيهوش من الوالد
سارة بحزن : مامي ماتت في Us
ماهر بحزن مصطنع : الله يرحمها ثم ضيق بين عينيه متسائلاً : هي مصرية !
سارة نافية : لا مامي كانت أميريكان
ماهر : وانا بقول المهلبية دى لازم تكون مخلطة ثم غمزها
رفعت كتفيها بلا إكتراث متأففة : whatever (أياً كان)
ماهر هامساً لنفسه وهو يفرك يديه : دي شكلها هتحلو أوي ،،،،،،
...........................................................
نظرت لجانب وجهه بحزن .. لم يحدثها من وقتها ينأي بنفسه عنها وكأنها أبداً لا تعنيه .. تعلم عمق صدمته .. تعلم أنها بجبنها وغباءها أثارت غضبه واهتزت ثقته بها .. قلبها يكاد يتمزق وهي تحاول إجتذاب أطراف الحديث معه بلا جدوي .. تعلم إنه خطأها وعليها تحمل نتائجه .. وحتماً ستتحمل ،،،،
طرقات علي باب غرفتها وصوت محمد هاتفاً : يلا العيلة كلها متجمعه تحت متتأخروش
وقف باسم فاقتربت منه تتأبط ذراعه .. التفت لها بعنف يحاول تخليص يده منها فتشبثت بها هامسة برجاء : بلاش قدامهم أرجوك .. زفر بضيق مستغفراً الله في سره وتحركا سوياً
وقف نادر يساعد غيث علي تجهيز الأمسية العائلية التي أمر بها أباه الروحي الحاج بلال في حديقة القصر وهو يهتف مازحاً : حفلة باربيكيو في الصعيد اممم يا بختك ياما الحاج بلال ده سكرة والله
ضحك غيث هاتفاً : الحاج شكله واقع في ماما بطة وبيستغلني أنا وهاجر حجة
نادر باستنكار مصطنع : ما تحترم نفسك يا جدع أنا بدأت أتوغوش من الجوازة دي أمي شكلها هتحمل قبل مراتاتنا
غيث بفخر : عندك شك ولا ايه إذا ذكرت الرجولة ذكر الحاج بلال
قذفه نادر بالمنشفة هاتفاً من بين أسنانه : الله يطمنك مش عارف من غيرك كنت هتنقط ازاي
إنضم لهم كل من محمد وحمزة وباسم وبدأت حفلة الشواء ،،،،
جلس الحاج بلال بصحبة الجميع في حديقة القصر .. إقتربت ليلي جالسة بجواره هاتفة بمزاح وهي تشير بعينيها جهه الحاجة فاطمة : يا حجووووج يا عريسنا يا غالي منور القعدة يا سيد الناس
قهقه الحاج بلال ضارباً لها بمزاح براحة يده علي رأسها بينما إحمرت وجنتا الحاجة فاطمة .. تنهدت ليلي هاتفة : هاااااح الحب يدق الأبواب في أي وقت
ضحكت هاجر باستمتاع وهي تجلس علي الجانب الآخر من الحاج بلال متأبطة ذراعة : بتعاكسي حبيبي ليه يا ليلي
ليلي موجهه حديثها للحاجة فاطمة : إلحقي البت المسهوكة هتشقط منك العريس
ضحكت الحاجة فاطمة بينما اقتربت منهم حلا وهي تجلس في حجر جدها كما اعتادت في طفولتها هاتفة بتزمر مصطنع وهي تحتضن رأسه : لاااااااا ده حبيبي أنا
حلا ضاحكة : يا بنات مش كده هتخنقوه
ضحك الحاج بلال مشيراً لها لتقترب جالسه بجانب ليلي وبالمثل أشار لرحمة ثم فتح يديه محتضناً الجميع وهو يهتف بسعادة : ربنا ما يحرمنا من اللمة دي إنتوا عزوتي وعكازي الله يباركلي فيكم
نادر وقد تابع الموقف من بدايته : الله الله شهريار ياخواتي ماتاخد أمي بالمرة ويبقوا حريم السلطان
قهقه الجميع بينما جلس نادر بجانب والدته محتضناً كتفها ومقبلاً لقمة رأسها : متزعليش يا بطوط ده عاوزك تغيري عليه بس ده بعده
لكزته أمه في خاصرته فتأوه ضاحكاً : خلاص يا بطوط انا غلطان إهدي يا وحش مش كده انتي هتطلعي غيرتك عليا انا
قبضت أنامل حديدية علي معصمها ساحبة لها حتي شجرته .. تأوهت بخفوت عندما أصطدم ظهرها بالشجرة هامسة : أي يا متوحش
حمزة وهو يكز علي أسنانه : هو انتي لسة شوفتي توحش اتحشمي يا مرة جاعدة متلزجة في الحاج بلال من غير خشي
ليلي متخصرة : يا سلاااااام م اختك كمان قاعدة جمبه
حمزة من بين أسنانه : أولاً الحاج بلال مربيها ثانيا ليها جوزها يتصرف إمعاها
رقت ملامحها وهي تتحسس ذقنه النامية : بتغير عليا ياحموزتي
هدر بها وهو يقترب منها بخطورة : إيوة بغير يا بت الجزمة وإحترمي روحك أحسنلك
ليلي بدلال : ولو محترمتش يا سبعي
حمزة بانفعال : ها ه ه
ليلي بتيه وهي تقترب منه : ها ايه يا عيوني
قبض علي رأسها من الخلف وهدر أمام شفتيها : إحترمي روحك إحنا في الطل
ليلي مقتربة باستنكار : وانت من امتى بيهمك يا قاسي يا بتاع الزريبة
أفلتت منه ضحكة قصيرة لم يقطعها سوي إلصاقها بشفتيها علي شفتيه في قبلة لأول مرة تكون هي صاحبة القيادة بها ،،،
أبعد رأسه قليلاً وهو يهمس بشراسة بأنفاس لاهثة : يا بت ميصوحش
ليلي وقد إمدت أناملها معتصرة شعيراته القصيرة بينها : لا يصح
حمزة بابتسامة جانبية : لاع ميصوحش
ليلي بتحذير وهي تقرب رأسه منها : هتبوس والا افضحك واقول بيتحرش بيا
إبتعد عنها ضاحكاً وهو يشير لبطنها المنتفخ : وانتي مفكرة المخلة دي مش بتجول أكتر من تحرش ثم غمزها
ليلي : يالهوووووي إغمز كمان مرة إحيات أبوك
حمزة منصرفاً : لاع
نظرت ليلي في إثره بهيام وهي تضع يدها علي موضع خافقها هامسة : هاااااااح بموت في أمك ،،،،،،،،،

حواء ترمي النرد (الجزء الثاني من سلسلة ألحان حوائية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن