الفصل التاسع عشر

17.3K 456 42
                                    

دلفت لمكتب سيف تحمل بضعة ملفات لميزانية الشركة التى انتهت من تقفيلها للتو .. طرقت باب المكتب بعدما ألقت التحية على سكرتيرته ماهي وتبادلتا حديثاً قصيراً حول إنچي وفرحتهما بزيجتها .. أذن لها بالدخول ففتحت الباب ودلفت للداخل بثقة اكتسبتها مؤخراً بعدما لاحظت عدم انتباه الجميع لندبة وجهها التي بالكاد أصبحت تري .. رفع وجهه عن الأوراق التى أمامه وعندما طالعها ابتسم لها مشيراً لها بالجلوس .. جلست أميرة مادة يدها بالملفات نحوه : الميزانية .. تناولها واضعاً لها على المكتب ثم أعاد نظره نحوها .. ابتلعت ريقها وهى تهم بالوقوف : طيب أستأذن أنا
إستوقفها سيف : استنى يا أميرة عاوز اتكلم معاكي شوية لو تسمحي
نظرت له بتساؤل فقال : بصي هو الموضوع محرج شوية بس معلش مش عاوزك تتحرجى من .. أومأت برأسها فصمت قليلاً ثم تسائل : في ايه حاصل بين إنچي وشادي !
تلعثمت أميرة وهى تجيبه : م مفيش يعنى عادى
سيف بجدية : أميرة الى هيتقال هنا وعد مش هيطلع برة وانا عارف انك صريحة وبتحبى انچي انا مش صغير ولا معرفش اخويا وجو العريس السعيد ده مش داخل دماغي بصراحة .. نظرت له أميرة لبرهة فتابع بتأكيد : انچي الى طلبت منك تيجي
أومأت له ايجاباً فتابع : ايه السبب !
توترت ملامحها وعلت وجنتاها حمرة الخجل فتابع برفق : عاوز اعرف علشان فى حاجة فى دماغى بفكر اعملها لو سمحتى لمصلحتها جاوبينى
أميرة بحرج : أصل هو ممم هم يعنى ااااا
سيف مخلصاً اياها من حرجها : بيمثلوا صح ! ومفيش بينهم اي علاقه زوجية .. أومأت برأسها بحرج وصمتت .. سمعت صوت زفيره الخافت قبل ان يبدأ الحديث : بصي يا أميرة شادي كان رافض الجواز وانا مش هنكر ان كان عندي جزء من الأنانية لما اختارتله انچي لان الاتنين محتاجين لبعض
أميرة بعدم فهم : ممكن توضح
سيف : هو كان رافض مبدأ الجواز لسببين أولهم فشل جوازي و الى حصل من نيرة والى بصراحة مش حابب اخوض في تفاصيله فأرجوكى اعفيني .. أومأت له فتابع : والسبب التاني مرات الحاج التانية .. ضيقت أميرة بين عينيها فهتف بتفهم : انا عارف ان كلامى غامض بس الخلاصة هو مر بتجربتين خلوه فقد الثقة في الستات وانا عندي أمل ان الثقة دي ترجعله على ايد انچي .. صمتت أميرة بتفكير قبل ان يقاطعه بتساؤل : هتساعديني !
أميرة بعدم فهم : اساعدك في ايه
وقف سيف ثم التف حول مكتبه ليجلس على المقعد المقابل لها متابعاً برجاء : تساعدينى نقربهم لبعض ونعرفه ان انچي مختلفة وان في ستات كتير اوي تستاهل تتعامل معاملة الأميرات .. ابتلعت ريقها بتوتر من حضوره القوي قبل ان تهمس : ازاي !
سيف : كده كده فيه صفقة هتحتاج لسفر وانا هحتاج لسكرتيرة معايا المرة دى هتيجى انتى مكان ماهي وهحجزلهم معانا وسيبي الباقي عليا
اتسعت حدقتا أميرة فتابع : متقلقيش انا الى هكلم يوسف بنفسي وانا عارف ثقته فيا اد ايه .. صمتت أميرة بتفكير .. انچي صديقتها المقربة وتستحق السعادة يكفي انها من ساعدتها للتأقلم مع واقعها الجديد .. انچي الحنونة صاحبة القلب الكبير .. تحملت تبعات لقب عانس كما تحملت هي تبعات لقب أرملة تحسست ندبة وجهها بشرود .. لو لم تنل هي السعادة فلتمنحها لها فهي حقاً تستحق .. حسمت أمرها وعلت ملامحها علامات الإصرار قبل ان تهتف : وانا موافقة كلم يوسف ،،،،،،،،،
...........................................................
جلست على حافة الفراش تنظر لباب الحمام المغلق .. لم تشأ إغضابه ، لم يعنيها أمر العلاقة الجسدية بينهما أبداً .. لقد شعرت بالتوتر حال اختلفت مسار قبلته ذلك اليوم هذا هو سبب طلبها لأميرة لا غيره  عادت بذاكرتها للأمس بعد انصراف اميرة ،،
فلاش باك
اغلق باب الغرفة برفق ينافي قوة دفعه لها للداخل .. تشبثت بأحد المقاعد الذي حال دون سقوطها وهي تلتفت لذلك الذي تحرك بخفة فهد حتي قبض على كتفاها هامساً بصوت كالفحيح : بعتى جبتى صاحبتك علشان تقوليلها على جوزك الخايب الى مقربش منك صح !
بدأت الدموع تتجمع في عينيها وهي تحرك رأسها نفياً فتابع : أمال جت ليه ولهفتك لما شوفتيها وجريتى بيها على الأوضة دى افهمها ايه !!  
ترك كتفها وقبض على ذقنها الذي نكسته للتو وهمس من بين أسنانه : قولتلها صح
صمتت ولم اجيب وقد كان صمتها كافٍ لإجابته .. لم يمنحها فرصة إستيعاب ما يحدث حيث دفعها علي الفراش ولحق بها مثبتاً يداها فوق رأسها وانقض على شفتيها كالفهد الجائع .. لم تكن قبلة حسية بقدر ما كانت عقاباً تحول بعد فترة لقبلة متطلبة جائعة لإرتشاف المزيد والمزيد .. طعم دموعها المالح بين شفتيه أفاقته من غيبوبته .. ابتعد عنها كالملسوع يستغفر الله وهو يتخلل شعيراته بيده قابضاً عليها حتي كاد يقتلعها من جذورها .. نظر لتلك التي ابتعدت لآخر الفراش محتضنة نفسها فشتم لاعناً نفسه واندفاعه قبل ان يقترب هامساً بأسف حقيقي : انا اسف يا انچي انا بغلى من ساعة ما سحبتيها من وسطنا وجريتى على الأوضة .. كان هاين عليا اسيبهم واطلع وراكوا .. شهقت باكية فشعر بنغزة فى قلبه .. إقترب محاولاً احتوائها بين ذراعيه يبثها الطمأنينة ولكن هيهات فقد انتفضت بخوف جعله يرفع يديه امام وجهه باستسلام هامساً : خلاص مش هقربلك بس الى بيحصل جوة الأوضة دي ميخصش غيرنا الطبيعي انك فاهمه ده صمت صمت قليلاً وتابع : انا آسف يا إنچي حقك عليا وعارف انى خوفتك علشان كده ثم أشار نحو الأريكة التى تحتل جانب الغرفة : انا هبات هنا لحد ما تسامحيني ،،،،،،
افاقت من شرودها على صوت فتح باب الحمام فوقفت بسرعة متوجهه نحو دولابها .. خرج من الحمام يجفف شعره ناظراً نحوها قبل ان يشير للحمام من خلفه : اتفضلي انا هسبقك على تحت
تخطته بكبرياء فأمسك معصمها برفق هامساً برجاء : سامحيني .. توترت ملامحها لوهله قبل ان تسحب يدها برفق وتدخل للحمام ،،،،،،،
...........................................................
وفي ختام حلقتنا النهارده تحبي توجهي رسالة ايه للجمهور أستاذة حلا !
حلا : الرسالة دي بوجهها لكل زوج بيتابع الحلقة .. العنف الجسدي ضد المرأة ملهوش اي مبرر مهما حاولت ربنا خلق الرجل يتمتع بقوة جسدية عن المرأة علشان يكون سند ودعم ليها ، ضهر وأمان وحماية مش علشان يتجبر عليها بيه ويستعرض عضلاته على الأضعف منه بدنياً .. كتير بيقولوا ان المرأة نكدية بس ده مش حقيقي المرأة بفطرتها عاطفتها الى بتحركها ، لما تلاقيها بتنكد او بتبكي فكر انت عملت ايه ضايقها .. حاول تحتويها خلى ايدك لما تترفع قدامها تترفع بس علشان تضمها مش علشان تضربها .. في الواقع انت لما بتضربها مش بتقلل منها انت بتقلل منك انت .. المرأة مش كائن ضعيف رغم هشاشتها الداخلية اقل حاجة هتكسر مشاعرها هتحولها لشخص اقوي بكتير وصدقنى انت مش ند ليه .. جرح المرأة مبيضعفهاش بالعكس بيزيدها قوة وشراسة بيحرك كيدها الي عظم ديننا الحنيف منه .. وختاماً الأم مدرسة إذا أعددتها اعددت شعباً طيب الأعراق .. اسرتك بين ايديك وهي دي قوامتك مش بس بالانفاق ،،،،،،
...........................................................
وافقت بعد عناء الخروج معه للتنزه قبل ان يحين موعد طائرتهم فجراً تاركين خلفهم مدينة الحب .. نظر لها متسائلاً : أنا أول مرة آجي هنا انتي اختارى مكان نروحه .. شردت قليلاً قبل أن تهمس : معبد الحب
ماهر بعدم فهم : معبد ايه !
سارة : معبد الحب الى فيه امثال كيوبيد ايه مسمعتش عنه .. ماهر ضاحكاً : لا محصليش الشرف الحقيقة .. أومأت برأسها قبل ان تشير لإحدي سيارات الأجرة ،،،،،
وقف امام المعبد ينظر بانبهار لجمال الحدائق المحيطة به .. أخذت عيناه تتنقل بين الأزهار بسعادة حقيقيه وهو يتلمس وريقاتها هامساً بشرود : طول عمرى كنت بحب الورد كنت بزرعه في جنينه الڤيلا وانا صغير ثم تنهد بخفوت .. أومأت برأسها وهى تبتسم بحنان : عارفة
التفت لها فجأة مم أجفلها هاتفاً بتساؤل حذر : عرفتى منين .. شتمت نفسها وحماقتها سراً قبل ان تغير مجري الحديث : تعالا نشوف كيوبيد ،،،
دلفا للمعبد ولكن أرضه الرخامية الزلقة تسببت فى التواء كاحلها بعد تعثرها متشبثة في ذراعه .. تأوهت بألم فأجلسها على أحد الجوانب وجثا على ركبتيه متفحصاً كاحلها وقد علت وجنتاها حمرة الخجل من جلسته .. أخذت تضيق بين عينيها وهي تعتصر أنفها بيدها فى حركة اعتادتها منذ الصغر .. رفع عيناه نحوها يتفحصها قبل ان تخترق رأسه صورة لطفلة بعينان كعيون القطط وضفيرتان قصيرتان تبكي بعد تعثرها معتصرة انفها بيدها تماماً كما تفعل هي الآن .. توقفت يده عن العمل وعلت الصدمة محياه وعيناه تتأملانها بإدراك تلك المرة ، يا الله كيف سقطت من ذاكرته .. انها هي رغم التغير الواضح واكتمال انوثتها الا انها نفس الطفلة قططية العينان .. نظرت له بتساؤل قبل ان يهمس هو بصدمة : سارو !!!
...........................................................
جلست على الفراش متأوهه بعد يوم طويل ما بين عملها ولقائها التليفزيوني تحملق في السقف وهي تتحسس بطنها بحنان .. فتح باب الغرفة بهدوء لقد ظنها نامت من فرط التعب خاصة وان حاجتها للنوم تضاعفت منذ بداية حملها .. ابتسمت لعينيه بحب قبل ان تفسح له ليجلس بجوارها محتضناً كتفها وهو يدفن رأسه بين طيات شعرها الحريري الذي استطال حتي وصل لمنتصف ظهرها .. تأوهت بخفوت وهي تقرب نفسها منه اكثر وهى تتشمم عنقه باستمتاع فهتف مازحاً : انتى حامل فى ايه بالظبط جو الشمشمة ده غريب أوي .. همست حلا وهى مغلقة لعيناها  : مامتك قالتلى ان ده وحم اصلي بتوحم عليك
يوسف مبتعداً بصدمة مصطنعه: ايه هتاكلينى .. حلا ضاحكة وهى تبتعد لاكزة له فى كتفه : فصلتني
ضحك يوسف قبل ان يشرد فى الفراغ صامتاً .. تابعت شروده ثم ضيقت بين عينيها متسائلة : مالك !
يوسف بشرود : سيف كلمنى وعاوز اميرة تسافر معاه تبع شغل للشركه وقال ان اخوه ومراته هيبقوا معاهم .. حلا بتساؤل : طب وفيها ايه يا يوسف سيبها تسافر تغير جو ، تشوف الناس ويشوفوها احنا ما صدقنا بدأت تتأقلم مع الى حوليها .. يوسف بجدية : تسافر معاه لوحدها ازاى بس
حلا : يوسف انت تفكيرك اكبر من كده اولا لانك بتثق فى اختك جداً ثانياً بتثق في سيف جداً وده سبب انك كلمته علشان شغلها وثالثاً بقي انت بتقول ان اخوه ومراته الى هى صاحبتها معاهم يبقي فين بس المشكلة
يوسف بشرود : قلقان
اقتربت منه حلا اكثر متلمسه وجنته بحنان : سيبها تعيش يا يوسف كفاية الى راح من عمرها
يوسف : قصدك ايه !
حلا بجدية : قصدى يمكن ده يقربهم من بعض فيها ايه طالما واثقين فيهم مش يمكن ربنا شايلهم حاجة تعوضهم عن الى شافوه يا يوسف انت عمرك ما كنت أنانى انت بتساعد الأغراب ما بالك بأختك
يوسف : وهو انا هعرض اختى على صاحبى واقلل منها
حلا : لا طبعا اميرة اكبر من كده و انت مش هتعمل كده هي فرصة وجت ليه نتجاهلها علشان كلام فارغ متنساش ان ده شغلها وانا لولا متعودة على الصراحة معاك كنت قولتلك سيبها تشوف شغلها بس انا اتعودت معاك اقول كل الى حساه وشايفاه وانا حاسة ان السفرية دى هتكون خير لأختك ان مكانش بسيف فأكيد أكيد هيعزز ثقتها بنفسها
يوسف بتردد : ط طب والجرح الى لسه باين فى وشها ..
حلا : الجرح خف خالص يا يوسف والمرهم الى بتحطه خلاه اختفي تقريباً ثم انى مظنش سيف بالسطحية دي يعني
أومأ لها متفهماً قبل ان تهمس : وانت قولتله ايه
يوسف : قولتله هشوف رأي الحاجة
حلا : وماما رأيها ايه ! .. صمت فضحكت : كنت عارفة ماما كمان نفسها تدي لأميرة فرصة للحياة ثم تابعت برجاء : متحرمهاش منها يا يوسف .. نظر لها بصمت فتأوهت وهي تمد يدها على المنضدة بجانبه متناولة هاتفه الذي ناولته اياه بدورها : اتصل وقوله انك موافق وربنا يقدم الى فيه الخير ،،،،،،،،
...........................................................
في الصباح بشقة محمد ،،،
وقف أمام المرآة يعدل من هيأته بعقل غائب وعقله يسترجع صوت تضاحكهما معاً .. لقد جن ولا شك فندى تحبه ولن تمنح قلبها ابداً لسواه تلك هي قناعته فلما الخوف إذن فلتعامل من تعامل وسيظل قلبها دوماً وأبداً طوع بنانه .. ابتسم لنفسه بثقة وتحرك لخارج الغرفة .. استقبلته والدته هاتفة بضيق : انا اتخنقت من البيت الضيق ده ما تشوف بيت تانى هو انت معاك شوية ليه مقعدنا فى الجحر ده .. تأفف بصوت مسموع فهتفت به : انت بتنفخ وانا بكلمك خلاص كبرت عليا يا ابن بطني
صرخ بها هاتفاً : المصيبة اني ابن بطنك مش قادر اتكلم ومضطر اعيش مع الى خربت حياتى ويبقي وشي فى وشها ليل نهار ثم تابع بسخرية : لا وكمان مش عاجبها حاجة وبتتأمر يا ستى ارحمينى بقي
جمالات بصدمة : انت ازاى تكلمنى كده !
محمد بانفعال : وانتى ازاى كنتى بتدى ندى اعشاب تسقطها وخليتينى اعيش وانا فاكر انها مش بتخلف لأ وخدى المفاجأة دى .. لما سألت ندي على الى بتشربة قالتلى ده مهدئ علشان التوتر بيأخر الحمل وانا زى الأهبل كنت كل ما بتضايق او اتعب في الشغل اطلب من الخدامة تعملى منه .. جمالات بصدمة : ايه !
محمد بسخرية : شوفتى بقي وخدامتك الأمينه مخزن أسرارك كانت صعبان عليها ندى وعلشان كده بقت بتعملهولى لما سمعتنى بقولك انى هتجوز عليها علشان الخلفة الأول كانت بتعملى ينسون لانه تقريباً نفس طعم اعشابك السحرية بس بعد ما سمعتها شربتنى من نفس الكاس الى سقيتيه بإيدك لندى
جمالات بصدمة : وانت عرفت ازاى
محمد ساخراً : هو ده كل الي همك ثم تابع بتشفي عموماً انا هريحك .. بعد ما جينا روحتلها بيتها وقولتلها انى عرفت الى حصل ولو محكتش كل التفاصيل هسجنها وطبعاً مكدبتش خبر وبعدها روحت لدكتور صاحبى سألته قالى ان الأعشاب دى زى ما بتأثر على البويضة بتأثر على الحيوانات المنوية وبتموتها علشان كده كنت كل ما اتجوز غيرها مبخلفش ثم تابع صارخاً : انا كنت فاكر نفسي عقيم بسببك علشان كده اترددت فى جوازي من ليلي
أخفضت رأسها بخزى فتابع منصرفاً : انا ماشي .. خرج تاركاً لها وحيدة تشعر بالخزى والهوان هل حقاً كانت سبباً فى عقم ابنها كل تلك السنوات ولكنها لم تقصده هو بل قصدت ابنة غريمتها تلك التى كان زوجها يحترمها ودوماً ما يقارن بين تصارفاتها معه وحبها للمال وتصرفات الأخري مع زوجها ، تلك التى دمرت حياتها فسعت للقصاص من ابنتها وليتها لم تفعل ،،،،،،،،
...........................................................
جلست فى مكتبها تنظر للأوراق المتناثرة حولها بحزن يا الله انها فاشلة ستخذل جدها الذي وثق بها ، ستشمت بها جمالات حتماً وضعت رأسها بين راحتيها وبدأت الدموع تتجمع فى مقلتيها عندما طرق باب مكتبها .. ندي وهى تمسح عيناها مستعيده ثقتها الزائفة بالنفس : اتفضل
دلفت كريم للغرفة بعملية وهو يقدم بضعة أوراق ليأخذ موافقتها عليها .. نظرت للورق قليلاً ثم له وهمست برجاء طفولى محبب : أعمل ايه انا مش عارفة حاجة واضح انى نسيت الى درسته حاسة انى فاشلة .. نظر كريم للملفات المتناثرة على مكتبها ثم
ابتسم بموده قبل ان يجلس على المقعد المواجه لها هاتفاً : طيب مبعتليش ليه كنت هفهمك المطلوب
نظرت له بخزى قبل ان تخفض رأسها هامسة : اتحرجت
كريم ضاحكاً : لا متتحرجيش ويا ستى اعتبري نفسك طالبة وانا المعيد بتاعك بديلك كورس
ندي بسعادة : بجد
كريم باسماً : جد الجد كمان ها موافقة
ندي وهى تومئ برأسها : طبعا ً
امسك كريم بأول ملف وقرأه وبدأ فى الشرح لندي التى كانت تلتقط منه كل ما استطاعت من معلومات وهى تدون فى ورقة أمامها الملاحظات كما طلب منها قبل ان يبدأ شرحه لها .. انتهى العمل علي أول ملف فتهللت ملامحها هامسة بامتنان حقيقي : بجد مش عارفة اشكرك ازاى بس انت اخو حلا متوقعتش منك الا كده بصراحة ربنا يبارك فى الحاج والحاجه ربوا صح
كريم : حلا احسن منى كتييير
ندي : ليه بتقول كده
كريم بجدية : لأن دى الحقيقة انا كنت انانى معاها كنت عاوزها تتجوز علشان اعرف انا كمان أأسس اسرة مكنتش بفكر زيها كنت شايفه عار انى اتجوز قبلها ورغم انها سعيدة مع يوسف الا ان احساسي بالذنب ناحيتها وهى رغم انها اختى الصغيرة بس دايماً بتدور على الى يسعدنى عكس انا ما عملت ساعتها
ندى برفق : حلا شخصية مثالية يا كريم وانت مش مطالب بالمثالية انت فكرت بغريزة حمايتك كأخ خايف على مصلحة اخته وانا مقدرش الومك رغم انى مش متفقه معاك فيه بس الى فعلاً يثبت نظرتى فيك انك ندمان وبتعترف بغلطك ثم تحولت ملامحها للقسوة متابعة : عكس ناس كتير
نفضت رأسها وهى تستعيد ابتسامتها الودود هاتفة : ها هنكمل ولا زهقت
كريم بامتنان : متشكر اوى وأكيد هنكمل وكل يوم لينا قعدة افهمك فيها طبيعة الشغل وهتشوفى هتبقي اشطر مديرة شئون قانونية في مصر .. ضحكت بانطلاق : يسمع من بقك ربنا ،،،،،،
انتهت جلسة العمل تلك وتحرك كريم مستأذناً عندما اتت ساعة الإستراحه قبل ان يلتف لها هاتفاً : احنا بقالنا كتير بنشتغل لو حابة نشرب فنجانين قهوة وناكل حاجة خفيفة علشان نقدر نكمل اليوم على خير
ضحكت ندي وهى تتناول حقيبتها لاحقة به حيث كافيتيريا الشركة ،،،
جلست برفقته يحتسيان القهوة ولم تخلو الجلسة من بعض الحديث حول العمل عندما دلف محمد للكافيتيريا على غير عادته بحثاً عنها .. اشتعلت عيناه غضباً عندما لاحظ انهماكهما فى الحديث بينما اندلعت الحرائق بداخله ... تقدم منهما مسرعاً وهو يقبض على معصمها ساحباً لها وسط صيحات الإستنكار والأحاديث الجانبية للعاملين التى لم يبالى بها وهو يسحبها خلفه بتملك .. استوقفه كريم هامساً : ميصحش الى بيحصل قدام العاملين ده يا استاذ محمد
التفت له محمد ثم دفعه دفعة فى صدره ارتد على اثرها للخلف ولكن لقوته البدنيه استطاع تدارك نفسه قبل ان يسقط بسبب اجفاله .. اعتصر قبضته محاولاً تهدئة أعاصير الغضب بداخله نحو ذلك الوغد الذي يسحب طليقته خلفه كالشاه بينما هي تحاول تخليص يدها منه بشراسة هاتفة : ابعد ايدك انت ازاى تمسكنى كده انت مين أصلاً
محمد من بين أسنانه : أنا جوزك
ندى مصححه بثقة : طليييقي
محمد بعند : يبقي ابن عمك ومن حقى اكسر راسك
استطاعت ندي تخليص نفسها بمساعده كريم الذي قبض على معصمه هاتفاً : انت لو بتحترم نفسك وبتحترمها مكنتش عملت كده
محمد بحقد : انت مرفود
ندي بسخرية : للأسف دى مش بتاعتك يا باشمهندش استاذ كريم شغال بتوصية من الحاج بلال بنفسه نظر لها بأعين جاحظه بينما اقبل باسم مسرعاً بعدما علم بما حدث وباعد بينهما هاتفاً : ايه الى بيحصل ده يا جماعة مش كده .. كريم بانفعال : قوله يا باسم فهموا المفروض يعامل بنت عمه ازاى .. طحن محمد اسنانه مكوراً قبضته بينما هتف به باسم : يلا معايا يا محمد ميصحش الى بتعمله ده .. ترك نفسه لصديقه ليسحبه حتى دلفا للمكتب واغلق الباب خلفه هاتفاً : ايه الجنان ده ده انت ولا المراهقين
محمد بصراخ : ندى ملكى انا فاهم ملكي
باسم بصدمة : ملكك !
محمد بانفعال : اه ملكى اتجوز متجوزش اعرف عشرة عليها عااادى انا راااجل ميعيبنيش حاجة انما هى لأ
باسم بذهول : انت اتجننت رسمي
محمد بصراخ : اه اتجننت كل الرجالة بتغلط والستات بتسامح وتعدى علشان البيت يمشي اشمعنا هى على راسها ريشة ، ما تبقي زوجة وتغفر لجوزها طالما برجعلها اخر الليل وبنام فى فرشتها عاوزة ايه تانى وبقولك ايه من بكرة عاوز سكرتيرة زى الناس انا مش عيل هتمشوني على مزاجكم انا كده وهفضل كده وهى هكسر دماغها وهترجعلى أنا الراجل
باسم بأسف : خسارة يا صاحبي .. بجد خسارة وتركه وخرج من المكتب ،،،،،،،،
...........................................................
جلست بغرفتها تحتضن وليدها وهى ترضعه متأملة ملامحه البريئة بسعادة .. لم تكن لتسعد بتلك الطريقة لو كان هذا الطفل لغيره .. الآن فقط علمت حكمه الله فى عدم انجانبها من زواجها السابق والآن حقاً تشعر بالإمتنان لذلك ،،،
فتح باب الغرفة وأطل عليها بهيبته المعهودة وهو يقترب ممسكاً صينية تقديم تحتوي على فرخة كاملة وحساء .. فقد أمر الا يطعمها أحداً الاه .. يا الله لكم حلمت برجل كذاك ولو كان حلماً لتمنت الاستغراق بالنوم الى مالا نهاية حتي ترتشف الحب والرعاية معه وبه فى كل لحظة باقية بعمرها .. انه رجل بهيبة الأسود وقلب أب حنون ويالها من معادلة ،،،،،
جلس برفق ينقل نظراته بينهما باسماً وهو يرفع الملعقة الممتلئة عن آخرها بالحساء : يلا يا ليلة نيمى بلال جارك علشان تتقوتى
وضعت ليلى طفلها برفق بجوارها وقربت فمها من الملعقة مرتشه ما بها قبل ان تهمس : مش زعلان من الاسم
حمزة باسماً وهو يملأ ملعقة أخري : وهزعل ليه !
ليلي : يعنى علشان كنت عاوز تسميه ليث او تسميه علي اسم ابوك
قرب حمزة الملعقة من فمها مجيباً : انى فاهمك زين يا ليلة وعارف كيف بتحبي الحاچ بلال وهو كمان بيعتبرك حفيدة من احفاده بس كمان الحاج بلال من جبل ما تاچي وهو جدوتى وابويا التانى وآني لما طلبتى تسمي الواد عرفت هتسميه ايه
ليلى بسعادة : بجد !
حمزة بتأكيد : جد الجد ويلا خلصي وكلك علشان امك وابوكى زمانتهم جايين
ليلي بتساؤل : عرفوا منين !
حمزة ضاحكاً : باه مني طبعا وفى عربية راحت اتجيبهم وهيعاودوا بيها دول اهل الغالية
ليلي بتيه : هو انا والده بقالى اد ايه
حمزة : يامين ليه !
ليلي بضيق : يعنى فاضل ٣٨يوم
حمزة ضاحكاً من مسار افكارها : والله مجنون بنت مجانين وهتجننينى معاكي
ليلي ضاحكة : لا أنا واخداك كده متبسهاليش
قاطع ضحكاتهما دلوف حيدر وقفذه على الفراش هاتفاً : ابوس أخووي
ليلي بمشاكسة : قول ابطط أخوي أهرس أخوي انما ابوسه دي مش لايقة عليك خالص يا شبل ،،،،،،،
...........................................................
انهت تحضير الحقائب وجلست تنظر للمكان حولها بحزن فقد احبت المكان حقاً ، قربها كثيراً من زوجها وأزاح عنها الكثير من خجلها منه ابتسمت بسعادة عندما احتضن خصرها من الخلف هامساً : هنيجي تانى وتالت لحد ما تزهقى
التفتت له بسعادة : صوح يا نادر
أومأ لها باسماً فاحتضنته بسعادة .. نادر بمشاكسة : انتى خلاص عيارك فلت ومش هعرف المك بعد كده
رحمه ضاحكة : لهو انى كنت مبعتره يا حبيبي
نادر بصدمة وهو يبعدها قليلاً دون ان يتركها : قولتى ايه !
رحمة بخجل : بس بجي ما انت سمعتني
نادر ضاحكاً : الله يرحم الغزية الى كانت مستنيانى من يومين ثم غمزها وتابع : الا هو مفيش حاجات تانية غير لبس الرقاصة
رحمة وهى تومئ بخجل : فيه
نادر غامزاً : لا احنا نجربهم بقى على اقل من مهلنا .. ثم صمت قليلاً وتابع : بس بعد ما نرجع من الصعيد
رحمه بتساؤل فرح : احنا هنتدلوا الصعيد
نادر باسماً : آه
رحمه مصفقة : هشوف بلال
نادر ممازحاً : اه وهتلعبى معاه كمان
ثم تابع بمكر : ويا سلام لو نجيب واحد زيه
علت وجنتاها حمرة الخجل فتابع مدغدغاً لها  : حلاوتك يا ابيض ،،،،،،،،
...........................................................
أغلق الهاتف مع باسم بشرود ما يفعله محمد لا يمكن أبداً السكوت عنه .. هل وصل به الأمر ليفتعل فضيحة لابنه عمه على مرأي ومسمع العاملين .. لابد أن يفكر في حل جذرى فتربية جمالات الفاسدة تهدد بانفراط حبات العقد من يده وسيكون ملعوناً لو فعل  التفتت له هامسة : خير يا حاج
احتضن خصرها مقرباً اياها منه وهو يقبل وجنتها هامساً وهو يقترب بشفتاه من عنقها : مش وجته يا بطة فيه بيناتنا حديت مهم جوووى لازمن أخلصه لول ،،،،،،
...........................................................
لقد تأخر اليوم عن عادته وهاتفه المغلق زاد من توترها .. تقدمت من نافذة غرفتها بقلق جلي على محياها وتطلعت للخارج .. صمت مطبق حولها الا من أصوات حفيف وريقات الأشجار وبعض حشرات الزرع التى تخللت ذلك السكون المهيب حولها .. ابتسمت بسعادة عندما لمحت سيارته تدخل من بوابة القصر فاسرعت راكضة لإستقباله .. وقفت امام الباب الداخلى للقصر تناظره بحب .. فتح باب السيارة وترجل عنها قبل ان يلتف حولها فاتحاً حقيبة السيارة وبدأ فى إخراج ما بها .. تقدمت تحمل معه تلك الأغراض هاتفة : ايه الحاجات دى يا غيث
غيث غامزاً : دى حاجات للغالية
ابتسمت بسعادة والفضول يكاد يمزقها ،،،،،،
توجهت نحو غرفتها ولكنها لاحظت توجهه نحو غرفة أخري فتتبعته حاملة باقى الأغراض .. ابتسم لها ثم اقترب محتضناً لها وهو يلثم شفتها بقبلة مشتاقة قبل ان يشير نحو الأغراض غامزاً : يلا افتحيهم
فركت يديها بحماس وبدأت فى فتح الصناديق .. اتسعت حدقتاها ثم حولت نظرها نحوه ببلاهه فابتسم محتضناً لها : دي هتبقي اوضة ولادنا يا هاجر انا نفسي املى القصر اولاد ثم ابعدها هاتفاً بحماس : ها ايه رأيك فى الحاجات دى
أفاقت هاجر من صدمتها وهى تضحك باستمتاع : ايوة بس دى حاجات بناتى
غيث موافقاً : ايوة ثم تلمس بطنها متابعاً : عاوز هنا بنوته حلوة شبه مامتها برقتها وحنانها ثم قرص وجنتها متابعاً : وجنانها ومشاغبتها كمان عاوز هاجر صحبتى ومراتى وبنتى تملى عليا البيت بنسخ صغيرة منها
ضحكت محتضنه خصره : مش كفاية هاجر واحدة
غيث متحسساً وجنتها : وهو يقترب منها هامساً أمام شفتيها : بحبك ،،،،،،

حواء ترمي النرد (الجزء الثاني من سلسلة ألحان حوائية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن