الفصل التاسع

15.3K 434 9
                                    

جلس بجانب باسم يتابع بحماس التحطيب المتبادل بين غيث وحمزة .. ليست أول مرة يشاهد الرقصة ولكن اليوم ولأول مرة يري غيث بالجلباب الصعيدي بل و يجيد التحطيب أيضاً .. إبتسم بسخرية ونظر نفسه ثم لأخيه ثم مال علي باسم هامساً : إحنا بطقم القفاطين دي عاملين زي ثم وقف وبدأ يرقص يامو المطاهر رشي الملح سبع مرات .. ضحك باسم بشدة وبالمثل محمد الذي كان متابعاً للحوار هاتفاً من بين ضحكاته : ياااه لو الحاج سمعك وانت بتتريق علي الجلابية
نادر ساخراً : كمان اسمها جلابية هههههه أحيه
ضحك الجميع فى حين قاطعهم صوت الحاج بلال موجهاً حديثه لنادر : هم يا نادر أرجص مع غيث
نادر متزمراً : يا حاج غيث محسسني انه بيرقص بمصاصة بقاله ساعتين بيرقص وبيحطب هو وحمزة بالدبشة الي في ايديهم دي إحم أنا هروح الحمام وجاي ،،،،،
دلفت للمطبخ لمتابعة العمل كما طلب منها أباها الروحي الحاج بلال
ليلي : أم رمضان يلا طلعوا الأكل للرجالة الحاج قالي يطلع الساعة ٨
أومأت لها أم رمضان : عينيا يا ست ليلي
إبتسمت لها ليلي وتحركت نحو مجلس النساء عندما استمعت لهمساً بإسمها .. إلتفتت وما كان هذا الا صوت نادر .. إتسعت حدقتاها وتلفتت حولها ثم أسرعت نحوه
ليلي : بتعمل ايه هنا الحاج بلال قال محدش من الرجالة يدخل هنا طول ما الحفلة شغالة علشان البنات براحتهم
نادر برجاء : عارف وسمعته وهو بيوصيكي تنبهي علي الخدم الساعه ٨ يحطوا الأكل للرجالة وجاي عاوز منك خدمة محدش هيساعدني فيها غيرك
ليلي بإهتمام : خير
نادر : كنت عاوز أشوف رحمة إحم وهي يعني إحم ثم مسح علي خلفية رأسه بتوتر
ضحكت ليلي حتي خشت أن يكون قد علا صوتها فكتمت فمها متلفته حولها ثم غمزته هامسة : عاوز تشوف عروستك وهي بترقص في الحنه صح !
حمزة بحماس : الله ينور عليكي يا فاهماني
ليلي بتفكير : همممم طب بص في في الجنينة شباك بيطل علي الأوضة الي فيها البنات روح عنده كمان خمس دقايق أنا هوارب الشباك وهخلي مراتك ترقص ثم لكزته مازحة : بس ابقي عد الجمايل والتفتت لتنفيذ الخطة ولكنها اسرعت بالعودة هامسة بتحذير : بس لو حد شافك أنا معرفكش حمزة إيده تقيلة وانا قفايا مش متحمل
نادر ضاحكاً : متقلقيش أول ما يقفشني هقوله ليلي هي الي قالتلي أعمل كده وربنا يقدرنا علي فعل الخير
ليلي من بين أسنانها : كدة طب ابقي شوف مين هيساعدك مسم خير تعمل صحيح
نادر متداركاً : لا والله انا بهزر عيب عليكي ولا أعرفك
ضربته ليلي علي كتفه بمزاح : هو ده الحاج اسماعيل ،،،
تسلل خفية عن الأعين حتي وصل للنافذة المعنية وفتحها بهدوء .. فتحة صغيرة وما كاد يفعل حتي إتسعت حدقتاه عندما طالع تلك الساحرة ترقص بغنج وقد خلعت عنها عبائة والدتها السوداء التي دوماً ما تكون غارقة بداخلها كلما رآها وإرتدت فستان قصير لم يصل لركبتاها من اللون الأحمر القاني والذي أبرز لون بشرتها العاجية اللامعه والتصق بحناياها كجلد ثاني لها .. حافية القدمان قاتلته تتغنج ولا تدري ما تفعله به بمنظرها المهلك ذاك وقد صبغت شفتاها بالأحمر القاني كثوبها وكحلت عيناها  الواسعتان باللون الأسود مم أضاف علي جمالها جمالاً من نوع خاص .. مطلقة لشعرها الأسود اللامع الطويل العنان حتي لامس خاصرتها .. عض علي شفته السفلي وعيناها تلتهمانها بجوع .. همس لنفسه : الصبر يارب هو يوم بس الله يحرقك يا رحمة كنتي مخبية كل ده تحت العفريتة الي عمالها تلفيلي بيها رايح جاي .. إبتعد عن النافذة عندما إستمع لصوت أقدام متمهله ووقف متخفياً في الظلام عندما شاهد غيث يقترب متلفتاً حوله بتوتر .. ضحك في سره ولكن إتسعت حدقتاه عندما رآه يقترب من النافذة .. من تتغنج الآن بثوبها الناري هي ناريته لا هاجر وعند هذا الخاطر إقترب ممسكاً ذراع غيث وساحباً له بعيداً عن النافذة
نادر بغيظ : جاي بتعمل ايه هنا !
نظر له غيث بمكر هامساً : نفس الي كنت بتعمله عاوز أشوف مراتي يا جدع
نادر من بين أسنانه : إستني هنا لما مراتي تخلص الفقرة بتاعتها وتيجي فقرة القرد
غيث بعدم فهم : قرد !
نادر بمشاغبة : آه مراتك
نظر له غيث بغيظ وهتف من بين أسنانه : هاجر قرد يا اعمي النظر مش أحسن من مصاصة الدماء بتاعتك
نادر وقد تحولت ملامحه للحالميه عندما تذكر منظر حمراؤه وهي تتمايل لا مبالية بقلبه الذي كان يتهاوي مع كل حركة منها وهمس بدون وعي : احلي مصاصة في الدنيا تتاكل أكل
غيث مازحاً : طب وانا مليش نفس اعمل زيك كدة دى مراتي يا جدع
نادر : طب استني هنا متتحركش
وتحرك نحو النافذة وقد إنتهت رحمة من رقصتها وبالفعل بدأت هاجر بالرقص .. أشار لغيث ليقترب وهمس بتحذير : بصة واحدة وتيجي معايا بلا جوزها بلا بتاع
غيث مغيظا : طب ما ناخد رأي حمزة في الموضوع ده إيه رأيك
دفعه نادر بغيظ مغادراً : إشبع بالقرد بتاعك
ضحك غيث وتقدم من الشباك .. إبتسم بسعادة عندما شاهد حبيبة قلبه .. فاتنه بل تخجل الفتنة من فتنتها بثوبها الفيروزى القصير بلا أكتاف مم أبرز جمال بشرتها وشعرها القصير بلون العسل السائل .. عينان فيروزيتان وقد أظهر الكحل الفيروزى حولهما لونهما .. وزينتها الرقيقه ككل شيء فيها .. تنهد أنفاساً لاهبة وهو يحاول السيطرة علي نفسه التي لو تركها لهواها لخطفها الآن وفي التو من بين النساء وليحدث ما يحدث .. زفر بهدوء محاولاً تهدئة نفسه وهو يمنيها بقرب الوصال الذي أضناه ،،،،،،
...........................................................
عادا للمنزل بعد انتهاء الحفل .. دلف حمزة حاملاً حيدر النائم علي كتفه وتوجه به نحو غرفته .. توجهت ليلي لغرفتهما ودلفت للحمام لتزيح عنها تعب اليوم وتبدل ملابسها .. خرحت من الحمام بعد قليل ترتدى قميصاً قصيراً من اللون البيچ بحمالات رفيعه جداً يضيق عند الصدر ويتسع حول بطنها كانت قد إشترته خفية عنه وهو تحضر أغراض الحاجة فاطمة كما أمرها الحاج بلال ..
نظر لهيئتها المهلكة بجوع لم يهدأ بعد تلك المدة من الزواج بها ورغم انتفاخ بطنها ولكن فكرة حملها لطفله تزيدها فتنة علي فتنتها الفطرية .. إبتسمت وتحركت بدلال عندما فتح لها ذراعاه .. ألقت بنفسها في حضنه الرحب فهمس وهو يرتشف عبيرها : مين الجمر الي بين دراعاتي دي
ليلي محاولة إلتقاط أنفاسها : بحبك يا حموزتي
زمجر بخشونة وهو يلتهم شفتاها في قبلة طويلة جعلتها تبعده عنها هامسة بأنفاس متقطعة : بالراحة يا وحش البراري يا بدائي قطعت نفسي
لفحتها أنفاسه الساخنه وهو يهمس بإغواء : الشوج جتلني يا بت الجزمة طول النهار رايحة جاية جدامي ومش عارف أختلى بيكي والآخر طالعالى بالى مش لابساه ده أني بشر
ليلي : وأي بشر يخربيت حبك يا وحش الليل يا أندر تيكر ثم غمزته وتابعت : بس بالراحة عليا انا مش أدك بعدين أتعب واعمل ريست إن بيس وساعتها يو كانت سي مي يابو الأشبال يا قاسي هيهيهيهييييي ،،،،،
...........................................................
إقترب من ظهرها المواجه له ثم مال علي كتفها العاري مقبلاً له .. نظرت لإنعكاسهم في المرآة وابتسامة راضية تزين ثغرها .. إلتفت ذراعاه حول خصرها وهو يهمس بحرارة في جانب عنقها : وحشتيني
ندي ملتفته له وهي تعقد ذراعيها خلف رأسه : إنت أكتر علي فكرة
محمد غامزاً : طب إيه ثم أشار برأسه نحو آسر النائم في فراشه
ضحكت ندي بدلال : مهو نايم أهو هو جه جمبك
نظر محمد لعيناها الحبيبتان ثم إقترب لاثماً شفتاها في قبلة متعطشة ، مشتاقة ، متطلبة للمزيد وعندها .. أتاه صوت آسر باكياً .. إبتعد عنها مغمضاً عيناه بضيق فاندفعت نحو طفلهما تحاول أسكاته .. زفر بضيق متوجهاً نحو فراشه .. نظرت له بأسف فأولاها ظهره هاتفاً : تصبحي علي خير يامو آسر ،،،،،،
...........................................................
في أحد النوادي الليلية
جالس بشرود يرتشف من كأسه باستمتاع ويده ملتفه حول خصر تلك المغناج التي التقي بها للتو .. غرز أنامله في خاصرتها فتأوهت .. لم يبالي وعقله مع تلك المتمنعة عنه (سارة) منذ التقاها وهو يحاول أن يوقعها بشباكه بلا فائدة .. رغم تحضرها وملابسها المتحررة الا انها تصده علي الدوام كل محاولاته للإقتراب منها بائت بالفشل .. لم يصعب عليه الوصول لفتاة قبلاً فوسامته وأموال والده دوماً ما يمنحانه تذكرة عبور لقلب الفتايات ولكن تلك ! .. ألقي الكأس من يده وهو يقف محتضناً خصر الفتاة هاتفاً بخشونة : يلا نكمل السهرة في البيت ،،،،،،،
...........................................................
في الصباح في شركة الشاذلي
دلفت للمكتب ملقية التحية علي ماهي والتي أصبحت تتعامل معاها بأريحية قليلاً : مستر سيف جوة
ماهي بحذر : أيوة جوة بس خدي بالك شكله علي آخره النهاردة
أميرة بلا إكتراث : أنا مالى انا هسلمه الملف بس علشان اجتماع مجلس الإدارة
ماهي مازحة : الله يعينك
أميرة متوجهه نحو مكتبه : يارب
طرقت الباب وعندما لم يأتيها رد طرقته مجدداً تسمع صوته يحدث أحدهم بانفعال ولكنها بدون وعي دلفت عندما استمعت لإسم يوسف
سيف بافعال : لا مش هيحصل تاخدها تعمل بيها ايه ومن امتي الحنية دي نزلت عليها ... صمت قليلاً وتابع : لا مش هيحصل علي جثتي .. يوسف خلصني من الموضوع ده بأي طريقة أرجوك وإلا هموتها والله لاموتها لو كانت دي الطريقة الي هرتاح بيها
إتسعت حدقتا أميرة برعب من ما استمعت اليه من رئيس عملها الهادئ المتزن علي الدوام .. تراجعت خطوتان للخلف وبدون إنتظار خرجت من المكتب وأغلقت الباب خلفها بهدوء ينافي الصخب الدائر بداخلها
إستوقفتا ماهي : في ايه هو زعقلك
أميرة بشرود : لا بس مكانش فاضي وبدون كلمه أخري خرجت من المكتب وفي عقلها تساؤل .. من تلك التي يحدث رئيسها في العمل أخاها بشأنها ،،،،،،،

حواء ترمي النرد (الجزء الثاني من سلسلة ألحان حوائية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن