تمر الأيام ولا جديد , حاول مرارا الحديث معها , ولكنها لم تمنحه الفرصه , بعدها توقف تماما عن محاولاته , رسميته في العمل كادت تخنقها , حتي عندما خرج والدها من المشفى , زارهما بصحبة والده دون أن يوجه لها كلمة واحدة , لما الغضب الان اذن سارة , ألم تكن تلك رغبتك منذ البداية , ألم تجرحيه مرارا رغم علمك بسبب تغيره , رغم تقبلك لأسبابه .. كان عقلها يدور فى حلقة مفرغة بلا هواده , لماذا توقف عن ملاحقتها , هل مل منها ! نفضت رأسها وهي تعود لكومة الأوراق المكدسة أمامها بلا تركيز حقيقى , حاولت ولكن لا فائدة فعقلها وأفكارها كلها تنصب في شخص واحد لا غيره : ماهر
وكأنها استدعته فلبى النداء .. عندما أذنت لطارق مكتبها بالدخول , والذى ما كان سواه , فتي أفكارها الأذلي , لم تدري أننا رمقته بنظره لائمة دون وعيها , عندها ضيق بين عيناه واضعا الملف الذي بيده علي مكتبها قبل أن يقترب منها بقلق حقيقى متسائلا : انتي كويسه ؟
كادت تضحك من سؤاله بالطبع هي ليست بخير , بماذا تجيب ذلك الأبله الوسيم الذي استطالت لحيته في الفتره الأخيره , ويال قسوة القدر لقد زادته وسامه , تأملته بصمت , أيعلم مقدار تأثيره بها ؟ ذلك القرب المهلك لحواسها , ذلك القلق المرتسم علي ملامحه الحبيبة لأجلها وما يفعله بها .. عندما طال صمتها كرر سؤاله ولكن تلك المرة وهو يمسك بكتفيها وقد استبد به القلق وصمتها لم يزيده الا رعبا عليها ابتسمت بحالميه ولكن مبادلته لها بسمتها بمثلها واعمق جعلتها تستفيق مبتعده عن هالته التي احتوتها أيما احتواء وهى تبتلع ريقها متلعثمه : احم اه انا أأأ كويسه ثم أزاحت خصله من شعرها خلف أذنها بتوتر وهي تبتعد عنه : كنت عاوز حاجه ؟
الأن تخفي توترها هكذا حدث نفسه عندما شاهدها تفعل تلك الحركه التي اعتادتها منذ الصغر حال توترها , لم يشأ ايهام نفسه فلو اشتاقت حضورة لما ابتعدت , تحمحم قبل أن يميل على المكتب متناولا الملف الذى أتي لأجله وعيناه لم تتركا أسر عينيها , حولت نظرها عنه كارهه نحو الملف بتساؤل فقال : الملف ده فيه شغل الصفقه بتاعه بكره , ثم رفع حاجبه بسخريه متابعا بألم خفي : وعلشان متتكررش مهذلة اخر مره ثم مد الملف نحوها : ياريت تقريه ولو عندك أي ملاحظه عرفيني , تناولت منه الملف بتردد بينما تحرك هو منتويا المغادرة , وعندما امسك بمقبض الباب استوقفته هاتفه : ماهر
نظر لها من فوق كتفه فتابعت بتلعثم : م ممكن يعني تقعد نراجعه سوا ي يعني هيبقى أفضل
التف بكليته نحوها مضيقا بين عينيه نبرة الرجاء في طلبها لم تخطئها أذناه , ولو لم تقصدها فسيكون ملعونا لو ترك فرصه كتلك تذهب هبائا فقد اشتاقها حقا , كان باستطاعته ارسال الملف مع سكرتيرته ولكنه فضل المجيء بنفسه فقط ليتعلل بأي شيء ليراها ولو قليلا .. أومأ برأسه موافقا وابتسامه أمل تعلو ثعره ,,,,,,,,,
أنت تقرأ
حواء ترمي النرد (الجزء الثاني من سلسلة ألحان حوائية)
Romanceحواء الكيان ٖ حواء الأمان ٖ حواء بحر من كبرياء فإحذر وإلا إبتلعك الطوفان