الفصل السابع عشر

16K 476 25
                                    

"دوماً ما فضل أغلب الآباء انجاب الذكور بدعوي استمرار نسل العائلة وتخليد ذكراها ولكن بعد ان تمر الأعوام تتضح الرؤية .. من تحمل هم عائلتها الأنثي بعاطفتها بفطرتها بقدرتها على احتواء من حولها محظوظ من انجب الإناث وتعس من لم يحالفه حظه بواحدة على الأقل ، محظوظ من له أخت فكما الأخ قد يكون عون لأخته فالأخت ستكون دوماً أماً لأخيها ولو كانت الأصغر"
فتحت باب الشقة بهدوء وهى تتحرك على أطراف أصابعها .. لم تخبرهم بعودتها او بخبر حملها فضلت أن تفاجئهم بنفسها وها هي تتحرك بخفة نحو غرفة حبيبها ومعشوقها الأول أبيها .. فتحت باب الغرفة بهدوء تطالعه بحنان وهو جالس يقرأ فى مصحفه .. التقت الأعين في حديث شوق قصير جعله يصدق ويخلع نظارته واضعاً مصحفه على المنضدة بجوار سريره وفاتحاً ذراعاه ملجأها الدائم الذي لا تمل اللجوء اليه ولن تفعل يوماً .. القت بنفسها في حضن ابيها وهى تهمس بحنان مربته على ظهره : وحشتنى اوووي يا بابا
ابعدها الأب ولم يتركها وهو يربت على وجنتها هاتفاً : انتى كمان وحشتينى اوى يا لولو البيت من غيرك كئيب اووى حمد الله على السلامه رجعتوا امتى !
حلا بحرج : من ٣ايام
الأب بلوم : كل ده ومتجيش تزورينى طب كنتى جيتى اتطمنتى عليا او حتى اتصلتى
حلا بأسف : والله انشغلت فى موضوع كده وكنت سايبة الشغل بقالى مدة رجعت رقيت بلاوى مستنيانى
الأب وقد ابتعد بضيق : ربنا يعينك
حلا بابتسامة حنون وكأنها تهادن طفلاً : لسة زعلان منى صح
نظر لها بطرف عينيه ثم أشاح ببصره عنها .. ادعت الحزن : خلاص انا كنت جاية اقولك خبر يفرحك هقعد اصالح فيك بقي مش مهم تعرفه دلوقت
تآكله الفضول رغم غضبه منها فهتف : لا خلاص قولى
حلا بحزن مصطنع : لا مش قبل ما تبوسنى وتقولى انك مش زعلان منى
الأب بمهادنه : خلاص مش زعلان
ابتسمت حلا وهي تلقي بنفسها في احضانه مجدداً هامسة : هتبقي جدو
اتسعت حدقتا الأب وأبعدها قليلاً ليتأكد مم سمع : ايه !
أومأت ايجاباً فتهللت ملامحه وهو يقربها من قلبه مقبلاً قمه رأسها : الف الف مبروك يا حبيبتى
قبلت وجنته هامسة : الله يباركلنا فيك يارب يا حبيب قلبي ثم تساءلت : امال فين كريم
تحولت ملامح والدها للحزن ولم يجيب
حلا بقلق : فى ايه يا بابا ماله كريم
الأب بحزن : يوسف قالك صح !
حلا بدهشة : قالى ايه مش فاهمه هو عارف عنكوا حاجة ومخبيها عليا !
الأب : انا قولتله ميعرفكيش حاجة
حلا بجدية : فى ايه يا بابا قلقتني !
الأب باستسلام : مفيش يا بنتى اتخانق مع خصم لقضيه من الي ماسكهم و الراجل واضح انه تقيل في البلد عمله مشاكل كتير في شغله وقفله مكتبه
حلا ذاهلة : ازاى يعنى هي سايبة
الأب بأسي لحال ولده : اه يا بنتى هى فعلا سايبة ومش بس كده
حلا بترقب : حصل ايه تانى
الأب : خطيبته لما عرفت بالى حصل اهلها بعتولنا الشبكة وفسخوا الخطوبة
حلا بتقزز : زبالة عمرى ما ارتحتلها وقولتله بس كان مستعجل على الجواز ثم تساءلت : هو فين دلوقتى
الأب بحزن : هيكون فين الأول كان كل يوم يدور على شغل في الشركات وطبعاً الراجل ليه علاقاته بيبوظله اى مشروع شغل يروح فيه ومن ساعتها وهو مبيخرجش من أوضته .. ربتت حلا على وجنه ابيها وهى تقف هاتفة : متقلقش انا هتصرف ،،،،،
...........................................................
طرقات منتظمه على باب غرفته جعلته يتأفف هاتفاً : مش عاوز اكل يا بابا سيبنى الله يكرمك
فتحت حلا الباب برفق واطلت برأسها هاتفة : ممكن ادخل
ابتسم بأسي وهو يدعوها للدخول .. تقدمت منه حتى جلست بجواره على الفراش مربته على يده : عامل ايه يا حبيبي !
كريم بحزن : هعمل ايه يعنى عواطلى قاعد زى الستات فى البيت
حلا زاجرة : متقولش على نفسك كده
كريم بابتسامة ساخرة : امال اقول ايه بس .. ثم صمت قليلا وتابع بشرود : عارفة طول عمرى عارف ان البلد مليانه فساد اداري بس عمرى ما تخيلت اقع فريسة ليه لحد ما جربته انا بفكر اسيب البلد واسافر اشوف شغل فى اى بلد تانى
حلا بجدية : وهو انت فاكر ان اى بلد تانية مفيهاش فساد ! ده الفساد فى الغربة بيوصل لان لو واحد بس انت مش عاجبه كفيل يرحلك منها فى لحظه مهما كان الواحد فى بلد غريب ملهوش تمن .. كريم بيأس : أمال اعمل ايه بس حياتى انتهت وبسمه كمان ... قاطعته صارخة : متجيبش سيرتها من اول ما شوفتها محبتهاش وقولتلك ليا نظرة فى الناس بس ده مش وقت عتاب
أومأ برأسه بخزى فتابعت بمرح : لااا محبش اشوف خال ولادى حزين كده
اتسعت حدقتا كريم قبل ان تومئ له مؤكده .. هب من جلسته محتضناً لها بسعادة وهو يهتف : يااااه يا حلا الواحد حاسس ان بقاله عمر مفرحش ربنا يكملك بخير يا حبيبة اخوكى ثم نظر لها بحرج وتابع : لسه زعلانه منى انى يعتبر فرضت عليكى الجواز !
حلا ضاحكة وقد التمعت عيناها بلمعة العشق : تصدق بالله دى احلى حاجة عملتها معايا
كريم باسماً : ربنا يخليكوا لبعض يا حبيبتى
حلا واقفة : يلا بقي احسن عتريس شكله جاع وام عتريس هتاكلكم كلكم دلوقتى .. ضحك كريم وهو ينهض متحركاً نحو الباب : يلا هغسل وشي واحصلك
دلف للحمام ووقفت هي على باب غرفته تشعر بالأسي لحاله قبل ان تتسع عيناها بإدراك وتتهلل ملامحها متناولة هاتفها وضاغطة على رقم بعينه ،،،،،،
...........................................................
أغلق الحاج بلال الهاتف مع حلا فنظرت له فاطمه بتساؤل : خير يا حاج
بلال بشرود : باسم فينه !
فاطمه : في اوضته بيستعد للسفر
نظر لها باسماً قبل ان يهتف : انى نازل المضيفة خلية يجيلي جبل ما يتدلى مصر ،،،،
دلف للمضيفة ولا يزال مستشعراً الحرج مما اصابهم بسبب صديق عمره .. ابتسم له الحاج بلال ودعاه للجلوس بجواره .. نظر له مليا قبل ان يقول : عارف يا ولدى انك خجلان من الى عمله صاحبك وانه كان چايبك تتوسطله هم بالحديث فاستوقفه بلال باشارة من يده متابعاً : بس عارف يا ولدى ان سكوتك كان علشان معتحبش الحال المايل ومجادرش تدافع فى الغلط عاوزك دلوك فى كام حاچة .. باسم باهتمام : خير يا حاج
بلال : الأول هتعمل ايه فى مجصوفة الرجبة السكرتيره معاوزش ندى تجابلها واصل
باسم بجدية : دى اول حاجة هعملها هتاخد باقي مرتبها وتتكل على الله ومعاها شهاده سوء سير وسلوك وتبقي تقابلنى لو شركة محترمة قبلتها
بلال بفخر : عفارم عليك عارف انك عاجل ومعتوسخش اسم العيلة
باسم بتساؤل : وتانى حاجة !
بلال : عارف اخو حلا مرت يوسف صاحبك صوح !
باسم : أكيييد
بلال : عاوزه يمسك في الشئون الجانونية في الشركة
باسم بعملية : تماام انا اصلا كنت هعرض المنصب ده على يوسف وكريم ويوسف واحد
ربت بلال على كتفه وتابع : آخر حاجة بجى وأهم حاجة
باس باهتمام : ايه هي
بلال بشرود : عاوز ندى تعاود امعاك انت عارف انها خريجة حجوج عاوزها تمسك مديرة الشئون الجانونية في الشركة ثم تابع بتصميم : من بكرة ومتكونش البت اياها في الشركة
باسم : تمام يا حاج الى تؤمر بيه
بلال مربتاً على يده : الله يباركلى فيك يا ولدي
استأذن باسم ورفع بلال هاتفه وبمجرد ان فتح الخط
بلال : من بكرة اخوكى ايكون عند باسم فى الشركة يا بتى
حلا بامتنان : متشكرة اوى يا جدى ربنا يخليك لينا
بلال ضاحكاً : طالما چدك يوبجى مفيش شكر بيناتنا
حلا باسمة : أوامرك يا حاج ،،،،،،،،
...........................................................
دلفا لشقتهما القديمه بأحد الأحياء المتوسطة والتى سكنتها جمالات وزوجها اول زواجها على امل تغييرها فقد كان عصامياً رفض مساعده والده حتي يثبت نفسه أولاً .. تأففت وهى تنظر للأتربة التى علقت بالمكان وهى تسعل بعنف : يابنى شوفلنا مكان تانى
محمد باقتضاب : لا
نظرت له لوهله بصدمه انها اول مرة يخاطبها بها بتلك الطريقة فتابع : انا كلمت شركة تنضيف هيجوا ينضفوا الشقه ومن بكرة هجيب خدامه تقوم بشغل البيت ثم تابع بسخرية : انتى عارفة ان جدى رفض يبعت حد يخدمك طبعاً فارضي بالموجود
ضيقت بين عينيها بتساؤل غاضب : انت بتكلمنى كده ليه
محمد منصرفاً نحو احدي الغرف : احمدى ربنا انى بكلمك اصلا ،،،،،،،،
...........................................................
وقفت فى بهو الڤيلا تطالعها بشجن فقد خلت من ساكنيها الا منها وولدها وام راوية التى بعث بها جدها معها للإهتمام بآسر الصغير ومعها خادمة صغيره تدعى فرح للإهتمام بشئون المنزل .. زفرت بحزن وهى تتوجه نحو غرفتها .. جلست على حافه الفراش وكل ما حولها يذكرها به .. انفاسه لازالت تحاصرها .. عطوره ، ملابسه كل ركن في الغرفة يحمل ذكرى جمعتهما سوياً ،، همست لنفسها مشجعه : ميستالش يا ندى كفاية الى وراهولك ارميه برا قلبك واتخلصي من اللعنه الى ربطتك بيه للأبد .. وقفت فجأة ثم تحركت نحو باب الغرفة بإصرار قبل ان تنادى فرح التى اقبلت راكضة .. ندي : فرح نضفيلى الأوضة الي فى اخر الطرقة والأوضة دى ثم اعادت بصرها نحوها متابعة : طلعى منها هدوم محمد بيه وحطيها في شنط وخليها عند الباب باسم بيه هيجي ياخدهومله ونضفى الأوضة وانقلي حاجتى للأوضة التانية وقفليها بالمفتاح معادش ليها لازمه ثم تحركت بثقة لترتقي السلم بينما فرح وقفت تنظر لظهرها بحزن قبل ان تهرع لتنفيذ أوامرها ،،،،،،،،
...........................................................
رمشت بعينيها عندما داعبت اهدابها نسمات الصباح التى تسللت من النافذة على استحياء .. تمطأت بتكاسل بينما يدها ترتطم بذلك الجسد القابع بجوارها .. اتسعت عيناها بإدراك وهى تبعد يدها بينما اشتعلت وجنتاها بحمرة الخجل .. صوت طرقات على باب الغرفة اجفلتها مستمعه لذلك الصوت الطفولى المحبب للنفس يهتف بملل : اصحوا بقي عاوزة افطر ونانى مش راضية تفطر الا لما تصحوا .. تململ فى نومته فتصنعت النوم .. فتح عيناه ملتفتاً نحوها ثم هتف : نازلين يا جورى
توقفت الطرقات بينما ربت هو على كتفها موقظاً لها .. انتفضت جالسة عندما لمستها انامله فضيق بين عينيه ثم هتف مشاكساً : في ايه شوفتى عفريت اتخضيتى كده ليه ! ثم تابع بإدراك : انتى كنتى صاحية صح !
تلعثمت مجيبة : ي يعنى كنت بدأت أفوق .. ترك الفراش متوجهاً نحو الحمام : طيب يلا انا هاخد دوش واغير واسبقك وانتى حصلينى .. أومأت له فدلف للحمام مغلقاً الباب خلفه وعلا صوت تدفق المياه ، توجهت نحو دولابه لتخرج ملابسه .. بعد قليل طرقت باب الحمام بخجل هامسة : هدومك على باب الحمام انا هدور وشي وانت خدهم .. لا مجيب حتى ظنته لم يسمعها همت بإعادة ما قالت عندما فتح باب الحمام .. أرهفت السمع : يا الله لم يعيد غلق الباب لما لم يغلقه !
شادي ممازحاً : متخافيش اوى كده تقدري تتدوري .. التفتت بحرج لتواجهه فوجدته مرتدياً روب الإستحمام خاصته ويرمقها بنظرات متسليه وهو يشير للحمام : يلا دورك .. ابتلعت ريقها وهى تتوجه نحو الدولاب لتخرج حقيبه ملابسها ،،،،،
...........................................................
جلس بجوارها بعد ان انتهوا من وجبه الإفطار محتضناً كتفها وهى تحاول الابتسام فى وجه والدته المستمتعه فيما يبدو بالمشهد أمامها قبل ان يهتف بالخادمة : في اوضتى هتلاقي شنطه الهانم رتبيلها هدومها فى الدولاب لو سمحتى
أومأت الخادمه باسمه فهتفت جورى : عروستك حلوة اوى يا شادي .. اتسعت حدقتا انچي عندما استمعت لاسمه مجرداً من فم تلك الصغيره ولكن صدمتها تحولت لتوتر بالغ عندما اقترب مقبلاً وجنتها وهو يهتف بفخر : طبعاً مش عروستى
ابتسمت الأم بموده : ما تاخد عروستك وتقعدوا عند حمام السباحة شوية يا شادى وهبعتلكوا العصير على هناك .. شادى وهو يقف ساحباً لها : الله على افكارك يا ست الكل .. هللت جورى وهى تهم باللحاق بهم فهتفت بها الأم : تعالى يا جورى هفتحلك فيلم الكارتون الى بتحبيه ،،،،،
جلس بجوارها امام حمام السباحة هامساً : معلش انتى عارفة الوضع وامى مش سهله هتشك
انچي بحرج : م م مفيش مشكلة
حرك عينيه بحرص في المكان فالتقطت عيناه امه الواقفه فى الشرفة تتابعهما .. التفت فجأه ليقبل وجنتها عندما التفتت لتحادثه فتحولت القبله لتطبع على شفتيها .. اتسعت حدقتاها ولم يكن هو بحال افضل منها .. ابتسمت الأم وهى تعود لداخل الڤيلا فتلعثم هو مبتعداً : أ آسف بس م ماما كانت .. وقفت انچي بحرج وهى تفرك يدها وقد تحولت وجنتاها للقرمزى هامسة وهي تنصرف من امامه : هروح اشوف بابا .. اختفت من أمامه فعاد برأسه للخلف مستنداً على ظهر مقعده وملمس شفتيها لا يفارقه .. ناعمه كوريقات زهرة اينعت في حديقته .. حرك رأسه نافضاً تلك الأفكار عنه وهو يهمس لنفسه : اركز يا شادى مش هتظلمها معاك ،،،،،،،
...........................................................
نظرت لهاتفها المستقر على مكتبها عندما علا رنينه ثم ابتسمت بحنان ملتقطة اياه وهى تفتح الخط مجيبة : العرايس الحلوين عاملين ايه !
إنچي بجدية : أميرة علشان خاطرى بعد الشغل عدى عليا عاوزاكى
أميرة بقلق : فى ايه يا انچي !
انچي : لما تيجي وحياتى ما ترفضي بجد عاوزاكى ضرورى
أميرة : طيب خلاص اهدي هكلم يوسف ابلغه وهجيلك بس ابعتيلى العنوان
انچي بامتنان : حالا هبعتهولك متشكرة اوي يا أميرة
اغلقت الهاتف وشردت فى صوت صديقتها .. لا تبدو فى حالة طبيعيه أبداً ترا ماذا حدث !!
...........................................................
لم تستطيع مواجهته بعد ان علم بمرضها بالتأكيد سيسخر منها او سيشفق عليها لن تمنحه تلك الفرصة ابداً .. رن هاتف غرفتها فأجابت عندما اتاها صوته : مكنتش عارف انك مش أد المسئولية اوى كده بصراحة صدمتينى
سارة بشراسة : انا مش أد المسئولية !
ماهر بتأكيد : طبعاً مش أدها بدليل سايبانى اخلص الشغل وانتى عارفة ان الفرنساوى بتاعى مش ولابد انتى لو ناوية تخسري الشركة مش هتعملى كده
سارة بصدمة : انا اخسر الشركة
ماهر : طبعاً الراجل قرب يزهق منى ويمشي انا بقول نلغي الصفقه دى ونخلص
سارة بتدارك : لا لا استنى انا نازلة ،،،
ضيقت بين عينيها وهى تنظر الهاتف .. لم يشفق عليها ولم يسخر منها بل ببساطة تجاهل الأمر هل أخطأت فى تقدير شخصه ولكنه لعوب وهى تعلم جيداً كيف تكون نظرة الرجل اللعوب فطالما اصطدمت بأمثاله في الجامعة والعمل .. ترا فيما يفكر !! نفضت رأسها وهى تتوجه نحو الدولاب متناولة بدله عمليه من اللون الأسود تعلو قميص حريري باللون الزهرى وبدأت في تبديل ملابسها ،،،،،،
...........................................................
جلس يتابع لعبها الطفولى بقدميها في الماء باستمتاع .. تفاحته اللذيذة تبدو شهية هذا الصباح .. مشرقة كطفلة مشاغبة عندما بدأت تعتاد الأجواء المحيطة بها قطته البرية التى تحتاج للترويض وسيكون هو فى قمة سعادته حال ترويضها .. نهض مقترباً منها بهدوء وفجأه حملها واندفع بها نحو الماء
رحمة ضاحكة : هنجع يا نادر الناس هتتضحك علينا
نادر غامزاً : الى غيران مننا يعمل زينا
رحمه متشبثة برقبته : اوعاك توجعنى مبعرفش اسبح
نادر ممازحاً : هسبحك انا يا ست فاطمة رشدى متخافيش
رحمه وهى تضرب كتفه بخفة : اتنيل
نادر بصدمة مصطنعة : فى ست تقول لجوزها اتنيل دول ممكن يتاووكى فى البلد لو قولتلهم
رحمه برجاء : اوعاك تجولهم يا نادر هيضربونى
نادر بضيق مصطنع : ده على أساس متجوزة قفص عنب مثلا
رحمة بدلال : لع سيد الرچال كلاتهم
نادر ضاحكاً وهو يقرص خاصرتها : يا واد يا مولعب انت
رحمة ضاحكة : اتحشم بجولك
نادر غامزاً : مش طالبة معايا حشمه ما تيجي
رحمه بتساؤل : آجي فين
نادر بنظره ماكرة : تيجى نلعب عريس وعروسة
احمرت وجنتاها وهى تخبئ وجهها من نظراته المتلاعبة في كتفه : باه بستحى يا نادر
نادر بجدية : مهو لو فضلتى تستحى كتير هتجوز عليكى انتى حرة
رحمه بصدمه : ايه
نادر : هااا هتستحي ولا هتبقي مولعب على جوزك حبيبك الغلبان
رحمه محتضنه رقبته : هجلبلك غزية بس اوعاك تعملها
نادر ضاحكاً : انا قولت في مواهب مستخبية هي بس عاوزة ننفض التراب المتكوم عليها وتبقي زى الفل ثم تابع : يلا بوسينى في خدي
رحمه بصدمة : اهنه !
نادر وهو يومئ ايجاباً : اينعم
رحمه بخجل : والناس
نادر : دول اغلبهم اجانب اصلا محدش هيهتم
تلفتت حولها بحرج قبل ان تقترب مقبلة وجنته برقه
نادر وهو يخرج بها من الماء : انا بقول نروح أوضتنا بقي قبل ما تبوشي وقبل انا ما اتهور واجرسك هنا ،،،،،،،
...........................................................
جلست بصحبة حيدر في حديقة المزرعة تتأمل زوجها وحبيب عمرها وهو يقوم بفحص أحدي البهائم بانهماك تام غافلاً عن العينان العاشقتان اللتان ترمقانه بين لحظه وأخري .. ضحك حيدر باستمتاع وهو يهتف مشيراً لجلبابها : الحجى يا ليلة فيه صرصار على چلابيتك
ليلي بعدم تركيز : قولتلك مليون مرة اسمها عباية و بع... ثم صمتت قبل ان تتسع حدقتاها بهلع هاتفة : بتقول ايه ص ص صرصاااااااااااااار ثم اخذت تركض وهي تنفض جلبابها بهيستيريا وحيدر يقهقه ضاحكاً .. التفت حمزة على صرختها فوجدها تركض وحيدر يتبعها ضاحكاً حتي وقفت فجأة صارخة .. اسرع حمزة نحوها في حين هتف حيدر ضاحكاً : هو هياكلك دى صرصار انى بلعب امعاه يا جبانه استنى انى هشيلوهلك
ليلى وقد بدأت بالبكاء : اااااااه
حمزة هاتفا بقلق : مالك يا ليلة فيكى اييييه
حيدر مشيراً نحوها ولم تفارقه نوبة الضحك : فى صرصار على جلابيتها وهي عاملة كيف العيل الزغيرة عمالة تجري منيه وهو على خلجاتها بيرمح امعاها
ليلي صارخة : حمزة الحقننننننني
حمزة ضاحكاً وهو يمسك بالصرصور طاحناً له تحت حذائه : خلاص يا مرة بطلي جبن جتلته
ليلي صارخة : ده انا الى هقتلك انت وابنك الحقنننننني
حمزة بقلق : باه مالك
ليلى ببكاء : بولد الله يحرقك انت وعيالك الحقنييي ،،،،،،،

حواء ترمي النرد (الجزء الثاني من سلسلة ألحان حوائية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن