دلف لغرفة الصالون كما اشارت له الخادمة لينتظرها , لقد جاء خصيصا ليصطحبها ليحضرا سويا الحفل الذي نظمه أحد أهم عملاء شركتهم , ليس غرا لتفوته نظرات الاشتهاء التي يرمقها بها ذلك اللذج بين الفينة والاخري لذلك لم يجد بداً من الحضور بعد موافقة تلك الغافلة التي لا تعلم نواياه الخفية نحوها ولكنه يعلم ألم يكن يوما مثله ! , بانشداه تطلع لكتلة الأنوثة التي تتقدم نحوه بدلال يعرف أنها لم تقصده ولكنه يليق بها , كان مأخوذاً بها وهو يطالعها بفستانها الزهري الذى أبرز جمال قدها وهو يحتضن حناياها بتلك الحميمية التي أرهقت اعصابه , لو انتوت قتله بدم بارد لما كانت بكل ذلك البهاء الذي سيسقط كل من تمر به صريعاً بلا شك , قبض على انامله بشده محاولا احتواء غضبه فما حيلتها وقد أبدع الله فى تكوينها , علت وجنتاها حمرة الخجل وهي تتابع تفحصه المتمهل بها قبل أن تهمس بصوت بدي لأذنيه كعزف قيثارة سومرية أطرب أذناه " أنا جاهزة" , ود فى تلك اللحظه لو سحقها علي صدره حتي يهدىء تلك النبضات المزعجة التي كادت تصم أذناه ولكنه أغمض عيناه لوهله قبل أن يفتحهما وقد علت ملامحه ابتسامة دبلوماسية وهو يومىء برأسه موافقا بينما يمد لها ذراعه لتتأبطها بحركة مسرحية دفعتها للضحك فقد ذكرتها بشخصيته المرحه القديمة التي أحبتها ,,,,,,
يقسم أنه سيحطم فك ذلك الأحمق الذي لم يتوقف منذ وصولهم عن الثناء علي طلتها الفاتنة دون أي اعتبار لوجوده , بل وامطارها بعبارات الغزل بين لحظة واخري . ما باله ذلك الأخرق أنفذ مدعويه الا منها ام ماذا ؟ , بنظرات حادة رمقه وهو يميل عليها هامساً بشىء في أذنها قبل أن توميء الأخيرة برأسها موافقة وتمد له يدها ليتوسطا سويا ساحة الرقص , نار حارقه تسري بعروقه وهو يطالع حمرة الخجل التي علت وجنتاها وذلك الحقير يهمس فى أذنها بشىء ما بينما يداه تتحركان علي ظهرها بأريحية كادت تذهب الباقية المتبقية من تعقل لديه , وبدون وعي منه اقترب مربتاً علي كتفه " كفاية كده الرقصة دي بتاعتي " وبدون انتظار رده أزاحه من امامه وهو يحتضن خصرها بتملك بينما عيناه تقدحان شرراً اخافها فهمست " مالك " , لم يجيبها وهو يشدد من قبضته حولها حتي كادت تئن ألماً وعيناه لا تحيدان عن ذلك الذي يرمقه بتحدي لا يزيده الا اشتعالاً , أنت بين يديه وهي تهمس " فيه ايه يا ماهر انت بتوجعني " نظر لها وكأنه تنبه للتو لوجودها بين يديه ثم وبدون كلمة ترك خصرها ساحباً لها من يدها خلفه في غفله عن الجميع الا من عينان ترمقانه بحقد , حاول الأخير اللحاق بهما فاستوقفته إحدى المدعوات وهي تحادثه بامر لم يفهم منه كلمة واحدة وعيناه تنظران نحو الشرفة التي اختفيا بداخلها للتو ,,,
نفضت يده عنها بانفعال " انت ايه الي بتعمله ده فرجت الناس علينا انت اتجننت " نظر لها ماهر بضيق لم يستطيع إخفائه قبل أن يقترب هامساً بجوار أذنها بصوت كالفحيح " زعلانة أوي انى رقصت معاكي ! ولا كان عاجبك الي كان بيعمله ؟" , إرتدت للخلف مجفلة قبل أن ترفع يدها وتهوي بها علي صفحة وجهه وهي تهتف بانفعال " انت بأي حق بتكلمني كده " , تلمس مكان صفعتها وعيناه كجمرتان مشتعلتان غضبا وبدون وعي منه مد يده لخلف رأسها مقرباً اياها من وجهه وهو يلتهم شفتاها في قبلة كادت تزهق انفاسها , بدت قبلته يائسة حد الألم ولكنها شهيه حد الوجع هكذا حدث نفسه وهو يبتعد عنها لاهثاً قبل أن تعاجله بصفعه مدويه علي وجنته الأخري وتفر من أمامه هاربه , لا تعلم أتهرب منه ام من مشاعرها التي فضحتها وهي تستسلم لقبلته كالمغيبة (وجع قلبي أنت يا ماهر لكم تمنيت قبلتك تلك ولكن معاملتك لي كإحدي عشيقاتك اللاتي تضمن استسلامهن فهذا أبداً لن أقبله ) إندفعت لخارج الشرفة والقاعة ككل وهي تلعن قلبها الذي يصاب بلعنة الضعف أمامه , ماهر أبداً لن يتغير بسهولة لقد إعتاد أن يأحذ ما أراد وقتما أراد وهي ليست دمية يحركها بابهامه كيفما شاء , أشارت لإحدي سيارات الأجرة وهي تندفع داخلها بسرعة وصوته يأتيها من الخلف هاتفا " استني يا سارة أنا آسف " , لقد ذهبت بهذه البساطة بعد صفعتها الثانية له لتلك الليلة , إبتسم بشرود وهو يتذكر طعم قبلتها , ملمس شفتاها الحريري , أنفاسها الساخنة التي دفعته للجنون وهو يفعل ما تاقت نفسه لفعله منذ راها ولكنها ليست أبداً كغيرها ولن تكون فهي ببساطة سارو حبيبة طفولته وألم صباه و عشق حاضره الوحيد ,,,,,,,,,,,,,
أنت تقرأ
حواء ترمي النرد (الجزء الثاني من سلسلة ألحان حوائية)
Romanceحواء الكيان ٖ حواء الأمان ٖ حواء بحر من كبرياء فإحذر وإلا إبتلعك الطوفان