في الصباح في شركة الشاذلي ،،،،
جلست بهدوء علي مكتبها تتابع عملها .. بعد قليل دلفت إنچي شريكتها في المكتب والتي كانت للمصادفة هي نفسها الفتاة التي إرتطمت بها في أول يوم عمل للشركة تهتف بإنطلاق : يا صباح العسل علي الحلوين .. رفعت أميرة رأسها عن الأوراق المكدسة أمامها بابتسامة مهذبة : صباح الفل يا إنچي .. جلست انچي علي المقعد المقابل لمكتب أميرة وهي تلقي بحقيبتها علي مكتبها المجاور لها : أووف المواصلات دي حاجة مقرفة نفسي اجي الشغل بدري مرة واحدة ربنا يستر وميكونش أستاذ مدحت خد باله ويسمعني موشح كل يوم .. ولم تكد تنهي جملتها حتي أتاها الصوت المتذمر لمدحت موجهاً حديثة لإنچي : هو كل يوم تأخير أنا تعبت منك .. إنچي : أعمل ايه يا مستر مدحت المواصلات صعبة أوي أنا بركب كل يوم مواصلتين علشان أوصل للشركة
مدحت : قولتلك مليون مرة فى زفت عربيات للشركة ليه مش بتركبيها
أميرة بإنزعاج : مش بلحقها يادوب بفطر بابا وأديله أدويته فى معادها وبنزل مقدرش أطنش دواه لو نزلت مش هياخده
مدحت بإستسلام : خلاص يا إنچي بس ده أقصي تأخير هسمحلك بيه أكتر من كده هعملك جزاء انتى حرة وتركهم وانصرف
إنچي بضيق : يا باي
نظرت لها أميرة بحنان ثم تكلمت : معلش بردو هو المسئول عننا قدام الإدارة وكتر خيره سمحلك بفترة زيادة تأخير عن مواعيد العمل
إنچي بحزن : أعمل ايه بس يا أميرة الواحد مطحون من علاج بابا للشركة للشغل بعد الضهر لشغل البيت أنا عاملة زى الى بتدور في ساقية مغمضة عينيها
رقت أميرة لحالها وتحركت لتقترب منها مربتة على كتفها : متزعليش نفسك بس ليه شغل بعد الضهر مش باباكي ليه معاش
إنجي بابتسامة متهكمة : معاش ايه بس معاش بابا مش بيكفي نص أدويته يا بنتى ومرتبي من الشركة رغم انه كويس الا انه بردو مش بيكفي جلسات الكيماوى الي بياخدها غاليه والتحاليل والأدوية غالية جداً
أميرة بتعاطف : انتى معندكيش إخوات يا أميرة
أميرة بسخرية : عندي أخت متجوزة بس مبشوفهاش تقريباً ملهيه في حياتها ثم توحشت نظراتها وهى تكز على أسنانها : وبكره جوزها
ضيقت أميرة بين حاجبيها وهي تلاحظ الشراسة التي إرتسمت فجأة على محياها الهادئ ولكنها آثرت الصمت .....
رن هاتف المكتب فأسرعت إنچي بالرد .. وبعد عده ردود مقتضبة تقتصر علي كلمة واحدة فقط ( حاضر ) أغلقت الخط
نظرت للورق علي علي المكتب ثم تسائلت : خلصتي ميزانية مشروع الساحل !
أومأت لها أميرة بهدوء متناولة الملف من علي سطح مكتبها
إنچي بعملية : جمييل وديه مكتب مستر سيف لإنه طلبه
أميرة برجاء : طيب ما توديه انتي لو أمكن
إنچي : ياريت ينفع هو طالبك انتي بنفسك الى تاخديله الملف ،،
دلفت لمكتب السكرتيرة التي رفعت نظرها لها متسائلة : خلصتي الميزانية !
أومأت أميرة : أيوة
رفعت ماهي سماعة الهاتف الداخلي للمكتب وضغطت زر معين وبعد ثواني : مستر سيف أميرة جابت الملف الي حضرتك طالبه .. صمتت قليلاً ثم تابعت : حاضر وأغلقت الخط
أشارت بيدها لأميرة نحو المكتب : ادخليله هو مستنيكي
طرقت أميرة باب المكتب ودلفت بعد أن أتاها صوته آذناً لها بالدخول .....
أخذ يقرأ الملف بجدية وهي تفرك يديها بتوتر .. نزع عويناته ووضع الملف أمامه علي المكتب ثم وجه حديثه لها : ممتاز رغم ان معندكيش خبرة بس فعلاً أبهرتيني .. إبتسمت أميرة بسعادة فتابع عاقداً كفيه علي سطح مكتبه : ها مبسوطة في الشغل ولا في حد مضايقك !
أميرة بخجل : لا بالعكس الناس هنا كويسين جداٌ وذوق .. إبتسم سيف لخجلها الفطري علي ما يبدو : تمام أوي وبردو لو عاوزة أي حاجة مكتبي مفتوح ثم أضاف مازحاً : مش عاوز يوسف يزعل مني ويقول مأخدتش بالك من أختي ثم تحولت ملامحه للجدية : اعتبريني هنا مكان يوسف اتفقنا
أومأت برأسها ونظرة إمتنان رمقته بها لم تخطئها عيناه .. وقفت مستأذنة وفى نفس اللحظة استمعت لرنين هاتفه .. ألقي نحوه نظرة جانبية ثم إرتسم الضيق علي محياه .. تحمحمت هاتفة : بعد إذنك وخرجت تاركة له ينظر لهاتفه وكأنه حية علي وشك الإنقضاض عليه ،،،،،،
...........................................................
ع الجدار ع الجدار والفرخة ماشية ع الجدار والديك قاطرها ع الجدار
ضحك الجميع عندما دلفت ليلي من باب القصر وهي تصفق وتغني تلك الأغنية .. لكزها حمزة في خاصرتها هامساً من بين أسنانه : لمي روحك بدال ما ألمك بطريجتي
نظرت له بطرف عينها ثم غمزته هامسة بدورها : لما نروح ابقي لمني براحتك يابو لبدة يا ملك الأكشن وتحركت مسرعة من أمامه .. سلمت علي الجميع وبالمثل فعل كل من حيدر وحمزة ،،،،
انتهت وجبة الإفطار فطلب الحاج بلال من ليلي وحمزة اللحاق بهم الي المضيفة .. نظر الجميع لهم بتساؤل فحركت ليلي حاجبيها مغيظة وتحركت خلف زوجها ،،،،
بلال بهدوء مشيراً لهم ليجلسوا : أجعدوا عاوزكم
جلس حمزة ناظراً لبلال بجدية : أؤمر يا حاج
بلال : الأمر لله يا ولدي عاوزك اتچيب رحمة إهنه تبجي وسط البنات علشان فيه إمزينة جايالهم من مصر مخصوص وآني كلمت أبوك ووافج بعد ما زهجني انت دلوك هتروح حداكم وهتاخد إمعاك نادر وتجيبوا الحاجة ورحمة يجضوا اليوم مع الحريم إحدانا
حمزة وهو يومئ موافقاً : عينيا يا حاچ
حول بلال نظره جهه ليلي المنتظرة دورها بحماس طفلة : وانتي يا ليلي يا بتي عاوزك اتروحي للحاج عمران في حاجات كنت طالبها تتفصل للحاجة فاطنة هي خولصت هتچيبيهم وتاچي
ليلي بخبث : حاجات إيه يا حج قول قول متتكسفش .. لكزها حمزة في خاصرتها فهمست : هموووت واعرف حاجات ايه مهو مش ممكن الي في بالى أبداً محصلتش كتم حمزة ضحكته فهتف بلال باسماً : الحاجات الي بتجييها أي عروسة يا بت ثم إنتصب بشموخ متابعاً : دي هتوبجي حرم الحاچ بلال .. ليلي : مهو دي المشكلة
بلال بضيق مصطنع : جصدك إيه يا ليلي إني عجزت
ليلي متداركة الموقف : يالهوي انت عجزت ده انت في عز شبابك يا حاج ده انا لسة بقول لحمزة عاوزين نجهز عربية اسعاف وعربية مطافي علي باب القصر إستعداداً للمعركة
حمزة قابضاً علي خلفية عنقها رافعاً لها من جلبابها : بعد إزنك يا حاچ ثم طحن أسنانه ناظراً لليلي : عاوز مرتي في حاچة إكده .. كتم الحاج بلال ضحكته فقد كانت ليلي مرفوعة العبائة ، متهدلت الأيدي ، متسعت العينان تبدو تماماً كأحد المساجين الذين قبض عليهم للتو ،،،،،،،
بمجرد أن خرجا من المضيفة وقف حمزة وأوقفها ثم همس من بين أسنانه : المرة الچاية هخنجك بيدي دي ايه جلة الحيا دي
ليلي بخوف : د ده زى أبويا يعني يا ح حموزي
حمزة بأعين مشتعلة : تجومي تجوليله معركة وممعركاش ومالك انتي يجيب حاچات للحاچة ولا لع
ليلي ولم تستطع كتم ضحكتها : حاجات ايه الي للحاجة فاطمة هى وسعت منه اوى كده ليه
حمزة قابضاً علي شفتيها مم جعلها تأخذ الشكل 8 : ملكيش صالح وهزارك دي آخره مع چوزك ومع الحريم فاهمه
أومأت برأسها فهتفت : عاوز اسمع حسك
ليلي بصوت مضحك : أتكلم ازاى وانت قافش في بؤي كدة .. بملامح غير مقروءة دفعها برفق أمامه لتنفيذ طلبات الحاج بلال ،،،،،،
...........................................................
جلست تصفف شعرها وعيناها تأسران عيناه المتفحصة لها في المرآة .. نظراته لها أحزنتها . كانت تقرأ فيهما الحزن والخذلان .. لم تستطع السكوت أكثر ،، تركت الفرشاة وتوجهت نحوه . أشاح ببصره عنها وتلك المرة لم تتركه بل أعادت وجهه نحوها هامسة : هتفضل مخاصمني لحد إمتي
نظر لها مطولاً يتأمل ملامحها القريبة الحبيبة بلا رد مم شجعها علي المتابعه : خفت يا باسم خفت ليه مش قادر تحس بيا
قبض علي ذراعاها هامساً بغيظ : مش قادر أحس بيكي ! هو مين غيري بيحس بيكي ها .. تأوهت فلم يبالى وتابع : مش لاقيلك مبرر انا عمرى ما خوفتك مني بالعكس كنت صاحبك قبل جوزك ومشكلتك عارفها من قبل ما اقرر اتجوزك يبقي ليه ثم ضغط أكثر علي ذراعاها وتابع بصوت أعلي : ليه يا مها خايفة مني
مها وقد ترقرقت الدموع في عينيها : انت فاكر اني خوفت منك يا باسم . انا بحترمك مش بخاف منك بس خوفت اخسرك خوفت متصدقنيش وتفكرني علي علاقة بيه .. نظر لها بصمت وكإنه يحاول سبر أغوارها فتابعت : انا ما صدقت ربنا سامحني وعوضني براجل مكنتش أحلم بربعه ، راجل ستر عرضي وعرض أهلي من غير لا هدف ولا مصلحة علشان هو انسان محترم وراجل بمعني الكلمة والحقير ده أنا مكنتش عارفة عاوز ايه علشان كده مكنتش برد عليه ثم أصافت برجاء : أرجوووك كفاية خصام بقي
أشاح ببصره فزفرت بضيق ووقفت بانفعال تنوي مغادرة الغرفة ولكن . بعد خطوتان تعثرت في طرف عباءتها وكادت تسقط لولا تلقفتها ذراعاه في حضن إشتاقت لدفئه وكأنها المغتربة التي عادت وطنها للتو .. لم يتكلم ولم تتكلم كان الصمت لغتهم الوحيدة وكم كان أكثر تعبيراً من الكلمات ،،،،
...........................................................
وقفت في شرفة غرفتهما
تحتضن ذراعه ورأسها يستريح علي كتفه إبتسم لها بحنان بينما هو يتابع مكالمته الهاتفية حتي انتهى ، رفعت رأسها اليه متسائلة : سيف !
أومأ لها يوسف فتابعت : وايه الأخبار
يوسف بابتسامة هادئة : كويسة جداً الحمد لله بيقولى شغلها ممتاز و اتعرفت علي زميلتها في المكتب وشكلها هتبدأ تكون صداقات مع زميلاتها الباقيين
حلا مشددة من إحتضان ذراعه : يااااه يا يوسف متتصورش ريحتني أد إيه ثم اقتربت بأنفها من ذراعه تتشمم ملابسه
ضيق بيت عينيه وهمس مقرباً شفتاه من رأسها : ايه عاوز اخد دوش صح
حلا باستمتاع : لأ
يوسف بتساؤل : أمال بتشمشمي فيا كده ليه شككتيني في نفسي
حلا : اصل ريحتك حلوة أووووي
يوسف رافعاً إحدي حاجبيه : يا شييخه ده على اساس اول مرة تشميها مثلاً
حلا محركة رأسها نفياً : لا بس بقالها كام يوم كده حلوة بزيادة
نظر لها بشك لدقيقة قبل أن يقاطع تأمله لها رنين هاتفها ،،،،
...........................................................
أيوة يا منه تمام الورق ده بكرة تبعتيه لأستاذ حسين ومتنسيش تتواصلي مع الباشمهندس لطفي علشان ينجز في التصميمات صمت قليلاً وتابع : هممم تمام كده .. صمت مجدداً وتغيرت ملامحه من الجديه للإنزعاج وهتف : سلام
كانت ندي تتابع كل لفته منه وهي تطعم آسر لا تعلم ما مشكلته مع تلك السكرتيرة بالتحديد لم يبدو مستاءاً هكذا من قبل .. هل من الممكن أن تكون ... جلس بجوارها علي مقعدها الأثير بالحديقة وهو يداعب أنف آسر .. إلتفتت له ندي باسمة وإستندت برأسها علي كتفه يداعبا سوياً الصغير بينما عقله يدور في كيفية التخلص من تلك العلقة المسماه بمنه ،،
...........................................................
نزلت ووالدتها من سيارة أخيها وتبعهما نادر بعد أن أوصلهم حمزة ثم إستأذنهم للذهاب بزوجته لمشوار هام يخص الحاج بلال .. تحركت الأم للداخل بينما تلفت نادر حوله ثم قبض علي ذراعها ساحباً لها خلفه حتي استظلوا بإحدي الأشجار
رحمة : كنك جنيت أمي تجول ايه دلوك
نادر بابتسامه ساخرة : هو انتى متعرفيش تبقي رومانسية كده واخطفني يا حبيبي على حصانك الأبيض وعلي عش الحب وطير يا حمام ولا انا متجوز برعي ابن خالي
رحمة متخصرة : حيلك حيلك حمام مين و حصان مين ده انت معارفش تجيب شرابك من فوج السدرة لحد دلوك بص إكده ثم أشارت لإحدي السباطات وتابعت : الموز بدأ يعفن من الريحة وتجولي عش الحب
نادر مقترباً بمكر : طب تديني ايه وانا اشيله
رحمه من بين أسنانها : أديك في سنانك
حرك نادر رأسه بيأس : هو برعي بغباوته ،،
............................ ..............................
جلس برفقة جده يتابع التجهيزات المعدة لحفل الحناء عندما أقبلت عليهم هاجر : الورد ده يا بابا عاوز ... صمتت عندما انتبهت لما تفوهت به بينما تحولت ملامح بلال من الصدمة لسعادة عارمة فتلك الجنية الصغيرة سرقت قلبه بدون استئذان .. بينما ابتسم غيث ابتسامته الساحرة .. تلعثمت هاجر : أ أسفة
بلال بحزن مصطنع : آسفة بجي إكدة معاوزاش تجوليلي بابا
هاجر بتساؤل حرج : إحم يعني اقول بابا عادي !
فتح بلال ذراعه فاسرعت بالإرتماء فيه مستشعرة ناحيته ابوه طالما حرمت منها .. مال غيث عليها وهمس : أنا بغير على فكرة
تخضبت وجنتها باللون القاني بينما ضحك الحاج بلال بسعادة هاتفاً : كلمة كمان وهنأجل الچواز ثم نظر لهاجر وغمزها : صوح يا هاجر
هاجر بتحدي ناظرة لعين غيث : صوح يا بابا ،،،،
...........................................................
نظرت له بغيظ وهتفت يعني كان لازم العطلة دى واستناك لحد ما تيجي ثم نظرت للمقعد الخلفي وتابعت : والواد يشبط فينا
حمزة باستنكار : أمال عاوزاني اسيبك ترمحي بمخلتك دي لحالك
حيدر : هو جدي بلال هيتجوز !
ليلي بتأكيد : أيوة طبعاً
حيدر : ليه
تبادل كل من حمزة وليلي النظرات ثم اعادت نظرها له متسائلة : ليه ايه !
حيدر : ليه هيتجوز مش هو خلاص عجز
ليلي لاطمة صدرها : يخيبك واد ايه عجز يعني مش من حقه يتجوز
حيدر بطفولية : عيعمل ايه بالجواز وخالة فاطنة كابيرة برضك
ليلي موجهه حديثها لحمزة : إنت متأكد انه سؤال عيال !
حمزة بخشونة موجهاً حديثة لحيدر : علشان يبجوا ولاد الست فاطنه جرايبنا ويجدروا ياجوا ويروحوا برحتهم وكمان علشان الست فاطنه هتعيش اهنه وميصوحش تعيش إلحالها اكده لازم يبجالها بيت إوراجل علشان عيالها يهملوها إهنه
حيدر بفهم : إيييييوة إكده إفهمت
نظرت له ليلي بامتعاض : اسم الله علي نباهتك ثم حولت نظرها نحو حمزة وتابعت : ويسلملي المقنع ،،،،،،
أنت تقرأ
حواء ترمي النرد (الجزء الثاني من سلسلة ألحان حوائية)
Romanceحواء الكيان ٖ حواء الأمان ٖ حواء بحر من كبرياء فإحذر وإلا إبتلعك الطوفان