خرج من الشركة برفقتها كما طلب منه سيف ليتعارفا بعد أن منحهما باقى اليوم إجازة .. فتح سيارته اوتوماتيكياً قبل ان يحتل مقعد السائق دون النظر لها .. ظلت واقفة مكانها بلا حراك ففتح لها الباب وأمرها بركوب السيارة وبعد تردد ركبت وانطلق بأقصي سرعته .. مقلتاه كجمرتان مشتعلتان حقداً على الجالسة بجواره يعتصر مقود السيارة بيده بانفعال و سرعة السيارة تزداد وتزداد أفاق عندما لاحظ ارتجاف تلك المنكمشة علي نفسها بجواره .. نظر لها بطرف عينه فهاله منظرها ووجهها الذي حاكي شحوب الأموات .. زفر بضيق وهو يهدئ من سرعة سيارته ويستغفر الله سراً ،،،
بعد مدة ،،
أوقف سيارته أمام أحد النوادي الشهيرة وطلب منها برفق النزول .. جلس برفقتها علي احدي الطاولات المواجهه لحمام السباحة قبل أن يشير للنادل .. طلب منه فنجان من القهوة ثم نظر لها متسائلاً : تشربي ايه
إنچي بهدوء ينافي إرتجاف بدنها رغم عدم برودة الطقس : شكراً مش عاوزة
زفر على مهل وأعاد وجهه للنادل : لمون للآنسة .. اومأ له النادل بهدوء وساد صمت طويييل من جانبه ينظر لها بتفحص بينما هي شاردة في الفراغ تتمزق ألماً من نفوره الذي لم يحاول إخفاؤه عنها .. قطع صمتهما عودة النادل بالطلبات ،،، انصرف النادل فبدأ شادي بالكلام : هتفضلي ساكته كتير
إنچي محركة كتفها باستسلام : هقول ايه !
شادي : قولي اي حاجة ثم ابتسم ابتسامة جانبية ساخرة : يا زوجتي المستقبلية
نظرت لسخريته بألم قبل أن يتابع حديثة بجدية : بصي انا مش فاهم ايه الى بيحصل وازاى توافقي على واحد متعرفيهوش أصلاً طب أنا وأخويا الكبير ومقدرش أرفضله طلب بس انتي ليه توافقي بكده
نظرت له لوهله دون كلام ثم أشاحت بوجهها وقد ترقرقت العبرات من عينيها .. شعر بنغزة في قلبه لمنظرها الطفولي وهى تحاول مسح عبراتها فهتف : خلاص آسف بس أنا مش عاوز أظلمك معايا أنا معنديش أي نية للجواز لانى بصراحة وبدون زعل ومتاخديش الموضوع على محمل شخصي انا مبثقش في أي واحده انها تشيل إسمي وتصونه .. ظلت علي صمتها فتأفف متابعاً : مش هتقولي حاجة ! مهو انا مش جاي اتكلم مع نفسي دي حياتك ثم اضاف بتساؤل : تقدري تعيشي مع واحد مش معترف بفكرة الجواز أصلاً !
نظرت له بصمت ثم اعتدلت في جلستها وبدأت الحديث : واضح انك خرجت معايا لسبب معين بعد كلامك ده تقدر تقوله مفتكرش هتخاف تجرحني يعني
ارتشف رشفة من فنجانه ثم هتف برجاء : أرفضيني
إنچي بتساؤل : نعم
شادي بتأكيد : ارفضينى قولي لسيف انك مرتاحتيليش مش حاسة انى انا الى انتي عاوزاه زوج ليكى أنا بالنسبالى الموضوع صعب لكن انتي من حقك ترفضي ومتقلقيش سيف مش أخلاقه انه يغصب عليكي انا متأكد ممكن هو شافك مناسبه ليا وعلشان كده عرض عليكى الفكرة نظر لملامحها الواجمه قليلاً قبل أن يحسم أمره هاتفاً : تاخدي كام
إنچي بذهول : افندم
شادي بسخرية : مهو متقنعينيش يعنى انك متجوزة واحد عمرك ما شوفتيه علشان سواد عينيه عاوزة كام وتنهي الحوار ده مع سيف بعيد عني
لم تشعر بإهانه كتلك قبلاً هل يظنها بذلك الرخص ! ابتسمت بسخرية وهي تحدث نفسها : امال عاوزاه يفكرك ايه يعني
ابتلعت ريقها قبل ان تحسم أمرها وتقف : يلا نرجع ومتقلقش اعتبر الموضوع منتهي ثم نظرت له بسخرية وتابعت : وخلي فلوسك ليك ،،،،،
أوقف سيارته أمام باب الشركة فترجلت منها سريعاً وبمجرد أن فعلت سحبتها يد قوية ولم تشعر الا وصفعة مدوية تطيح بها حتي ارتطمت بالسيارة .. لم تكن في حالة تسمح لها بالمقاومة وذلك المدعو منير يمطرها بالشتائم والصفعات المتزامنه معها .. لم تصدق عيناه المشهد أمامه ومن ذاك الذي يضربها وكيف يتطاول على امرأة بالضرب هكذا في الطريق العام من يكون لها !
اندفع خارجاً من السيارة وسرعان ما قبض علي معصمه قبل ان يصفعها مجدداً .. في حين التف له منير لاكماً له فى وجهه وكانت تلك الشرارة التي أخرجته عن طوره وبدأ الإثنين يتبادلا اللكمات ،،،
صوت جلبة من الخارج استرعت انتباهها فنظرت من نافذة المكتب وهالها ما رأت .. رجلان يتقاتلان منهم الحقير منير و إنچي واضعة يدها على وجنتها وتجهش بالبكاء .. رفعت سماعة مكتبها مسرعة طالبة لمكتب سيف وفي خلال دقائق ،،
اندفع سيف نحوهما بينما تلقفت هي تلك الباكية في احضانها .. شادي وهو يحاول ابعاد يد سيف التي تحاول فض النزاع : سيبني أربيه الحيوان ده بيضربها بتاع ايه
اتسعت حدقتا سيف وهو يحمل أخاه مبعداً له عن مرمي لكمه منير القادمة وينهال علي منير باللكمات هاتفاً : ليك عين تقرب ناحيتها تاني يا زبالة .. منير صارخاً : لازم اربيها العانس بتاعه الرجالة دي
سيف صارخاً : لم لسانك يابن ال.... دي اشرف منك ومن الى خلفوك يا عديم النخوة بتتحرش باخت مراتك يابن ال..... موتك هيبقي علي ايدي ولولا خوفها من خراب بيت اختها كنت سجنتك .. اتسعت حدقتا شادي وهو يحول نظراته بين أخاه وإنچي الباكية بين احضان صديقتها تهتف : اتفضحت .. وذلك المدعو بزوج أختها قبل ان يندفع بدوره نحو منير كالفهد مبعداً أخاه وهو ينهال عليه بالصفعات بدون وعي هاتفاً : متجيبش سيرة خطيبتى علي لسانك يا حقير .. اتسعت حدقتا منير وهو ينظر نحو تلك الفاغرة شفتاها بصدمة .. قبل ان يعاجلاه كل من سيف وشادي بلكمه واحده من كليهما افقدته توازنه وسقط أرضاً عندها هتف شادي بحقد : ايوة خطيبتى وجوازنا بكرة ،،،،،،،،
...........................................................
اندفعت لداخل غرفتها صافقة الباب خلفها وعندها فقدت آخر ذرة تماسك لديها وسقطت أرضاً تبكي بحرقة وتلطم صدرها بقبضتها عند موضع قلبها .. فتح باب الغرفة وهاله منظرها عندها انحني محاولا احتضانها .. دفعته بكل قوتها وهي تهدر به : ابعد عني انا قرفانه منك ومن نفسي
محمد بمهادنه وهو يحاول احتضانها : طيب خلاص اهدي انا آسف
دفعته عنها هاتفة بذهول : آسف ! ثم تحولت ملامحها للكره متابعة : الي اتكسر معادش يصلحه أسفك خليلك أسفك الغالي
محمد بألم : ضعفت
ندي صارخة : ضعفت وانا مضعفتش ليه لما كانت مامتك بتعايرني بانى مبخلفش وتحرق دمى كل يوم ، مضعفتش ليه لما كنت بترميني كأنى ولا حاجة وتجرى تتجوز كل شهر واحده علشان تخلفلك ، مضعفتش ليه وانا بتفق مع واحده تتجوزك ورضيت بالإهانه ، عارف يعني ايه ست تخطب لجوزها عارف احساس الست في الوقت ده عامل ازاى ! عارف احساس الست لما تشم ريحة غيرها على جسم جوزها كل يوم ! ثم تابعت صارخة : عارف !
محمد بخزي : خلاص بقي يا ندي غلطة
ندي بإشمئزاز وقد تحجرت الدموع فى مقلتيها : غلطة ! انت شايف كل ده غلطة ! تمام وبما ان كل الناس بتغلط والمفروض اسامحك ايه رأيك لما أغلط انا كمان هتسامحني !
قبض علي كتفيها وهو يهدر بها : أموتك فاهمه اموتك لو فكرتي فيها بس
نفضت يديه عنها بتقزز ثم تفلت علي جانبها هاتفه : مقرف انا بقيت بقرف منك بقرف من سيرتك وقلبي هحطه تحت رجلي وأدوس عليه زى ما ياما دوست انت عليه
محمد بانفعال : انتى اهملتيني واتميتي بإبنك
ندي بضحكة ساخرة : ابني ! بقي ابني دلوقتي ! والمفروض اعمل ايه ها ! عشت محرومة من الخلفة ويوم ما ربنا أراد وزرعه جوايا الست الوالده حاولت تسقطني
محمد ذاهلاً : بتقولى ايه !
ندي بصوت لا حياه فيه : بقول الى حصل يا ابن عمي امك زقتني على السلم لما كنا في الصعيد ولولا رحمة ربنا ومها الي لحقتني كان زمان ابنك ملهوش وجود ثم تابعت صارخة : عرفت ليه بخاف اسيبه مع حد لان جدته الى كانت بتعايرني بعدم الخلفة هي الى كانت عاوزة تموته .. ابتسمت بشراسة جديدة علي عيناه المصدومتان متابعة : طلقني لو عندك ذرة رجوله باقيه
محمد صارخاً : مش مطلق
ندي بكبرياء مشيرة لباب الغرفة : اطلع بره
محمد بمهادنه : اسمعيني
ندي صارخة : قولت برررررررررررره
محمد رافعاً يديه أمام وجهه باستسلام : طالع بس اهدي
زفرت بضيق قبل ان ينظر لها بألم ويخرج من الغرفة .. اغلقت باب غرفتها بالمفتاح وتوجهت نحو هاتفها ،،،،
ندي : ايوة يا جدو انا عاوزة اتطلق من الخاين ابو عين زايغة ده ومحدش هيطلقني منه غيرك
بلال : ..............
ندي : هحكيلك كل حاجة لما اجي ابعتلي عربية دلوقتي وانا هجهز نفسي ،،،،،،،،
...........................................................
أغلق بلال الخط امام نظرات الجميع المسلطه عليه قبل ان تهتف فاطمة بقلق : خير يا حاج مالها ندي
نظر بلال لجمالات ثم لحمزة قبل ان يهتف : حمزة اتدلى مصر انت فاكر ڤيلة محمد !
حمزة وهو يومئ ايجاباً : ايوة يا حاج
بلال : روح چيبلى ندي دلوك ماهتبيتش حداه واصل كفاياه بجى
اومأ حمزة ايجاباً وهو يخرج من الغرفة بينما نظرت له ليلي هاتفة : فى ايه يا حاج مالها ندي
نظر لجمالات التي تتابع بصمت هاتفاً : ادي اخرة تربيتك العفشة منك لله بسببك بيت ابنك هيتخرب
جمالات ذاهلة : أنا
ليلي صارخة بها : هو في غيرك يامو اربعة واربعين ربنا عليكي يا بعيدة
جمالات صارخة : اخرسي
بلال مستوقفاً لهما : معاوزش صوت .. ثم ضغط رقماٌ من هاتفه منتظراً الرد ،،،،
بلال بحزم : دلوك حمزة چاي ياخد ندي وانت مسافة الطريج وتكون حدايا ومعازش كلمة زيادة وبدون انتظار رده أغلق الخط
...........................................................
مستنده علي صدره بعد ان انتهوا من وجبة الغداء يتابعان احدي المسرحيات الكوميدية .. ابتسم بحنان لتشبثها الطفولى بقميصه الذي لم تتح له لفرصة لتبديله منذ عودته مبكراً من عمله .. رن هاتفه فرفعت رأسها عنه ناظرة له ثم لهاتفه الذي تناوله من فوق الطاولة المقابلة له متسائلة : مين !
باسم باسماً : ده اخوكي معقول لحقت اوحشه
فتح الخط فأتاه صوت محمد يتحدث بهيستيريا .. استوقفه هاتفاً وقد اعتدل فى جلسته بترقب : بالراحه بس فهمنى حصل ايه
محمد : .........................
باسم بانفعال : انت اتجننت يا محمد
محمد : ..........................
باسم مغمضاً عينيه وهو يفرك جبهته : وبعدين حصل ايه
محمد : ............................
باسم وقد ترك جبهته بصدمه متسع العينان : وجدك قال ايه !
محمد : .............................
باسم بضيق : طيب هو مش وقت عتاب دلوقتي بس لينا كلام مع بعض تانى والبت دى متجيش الشركة تانى انا هتصرف روح انت وانا هجيب مها وهحصلك
محمد : .....................
باسم : طيب خلاص هستناك عدي عليا نكون جهزنا
اغلق الخط فنظرت له مها بقلق : حصل ايه !
باسم وهو يقف ساحباً لها لتقف بدورها : اخوكي عمل مصيبة وندي طالبة الطلاق وكلمت جدك وهو بعتلها حمزة وطلب من محمد يسافرله دلوقتى واحنا رايحين معاه
مها بصدمة : وليه مراحتش مع محمد
باسم بشرود : مهو ده الى مش مطمني يلا بسرعة زمانه في الطريق ،،،،،،،
أنت تقرأ
حواء ترمي النرد (الجزء الثاني من سلسلة ألحان حوائية)
Romanceحواء الكيان ٖ حواء الأمان ٖ حواء بحر من كبرياء فإحذر وإلا إبتلعك الطوفان