لم يقتنع بحجتها للمجيء بصحبتهم فقد تعللت بوجود ندي وخوفها عليها من الموقف الذي وضعها القدر به واجبارها على مواجهه غريمتها والسبب في طلاقها , ولكن ما بيده من حيله سيتحمل الساعات القادمة وليلهمه الله الصبر علي لسانها الذي حتما سيتسبب في مشكلة ما , زفر بخفوت بعد ان اجتازا بوابة القاهرة فالتفتت له وهي ترمقه بنظرات متفحصه وجلة , تعلم عدم اقتناعه بمجيئها وتعلم تمام العلم أيضا السبب الأساسي لمجيئها ولن تتواني عنه مهما كانت العواقب , تصنعت المرح وهي تنظر من النافذة بعد أن قطع تذكرة الدخول " الرجاله الي بتحرس البوابة دي يا حبه عيني بيفضلوا قاعدين كده طول اليوم دول هيجيلهم ديسك جماعي من كتر القاعدة " نظر لها بطرف عينه قبل أن يهتف " دول بيجطعوا التذاكر يالي ينجطع حسك الي معاوزش يسكت ده " لطمت صدرها وهى ترمقه بصدمة " بتدعي عليا ولما يتقطع حسي مين هيربي عيالك ولا عاوز تربيهم بالمشاورة " , لم يرد وتابع قيادته بينما استفزها صمته فهتفت " ايه بلعت لسانك ما ترد عليا " اعتصر قبضته علي مقود السيارة وهو يهتف بها من بين أسنانه وعيناه لم تحيدا عن الطريق " اكتمي يا مرة بجولك بدال ما ننجلب بالعربية " ابتلعت ريقها بخوف يبدو حقا مستائا من فعلتها , همست لنفسها " لا انتي هتسبيه زعلان كده ولا ايييه هو انا احللهم مشاكلهم واقع انا فيها لاااااا " تصنعت ابتسامة بلهاء وهي تلكزه في كتفه " بحبك ياشرس " ابتسم رغما عنه وهو يرمقها بطرف عينيه فزفرت بارتياح وهي ترمقه بعشق خالص , حبيبها الحنون ذلك الرجل المهيب الذي ترتعد منه الأبدان يصبح كطفلا صغير طيب القلب عندما تمازحه متناسيا ما كان منها , ربتت علي طفلها الغافي بحضنها بحنان وهي تهتف " متنساش تعديني علي أمي اسيب بلال عندها " ,,,,,,,
دلفوا تباعا لمكتب هشام الذي بمجرد دلوفهم وقف محييا لهم بتهذيب ثم أشار لهم بالجلوس , جلست ليلى بجانب ندي بينما جلس كل من حمزة وباسم في المقعد المقابل أما محمد فظل واقفا بتحفز ينتظر ظهور تلك العاهرة التي تلاعبت به وهو كالأبلة سقط فى فخها بكل سذاجة , نادي هشام علي العسكري ليحضر لهم مشروب رغم اصرارهم علي الرفض الا انه أصر علي تقديم واجب الضيافة وبمجرد خروج العسكري بدأ في الحديث " طبعا الحمد لله ان الملف بتاعها كان معايا وفيه صورتها , احنا تتبعنا شبكه الاتصال وعرفنا انها في طريق المطار وبالفعل جمعت قوة وروحنا للمطار وتم القبض عليها بناءا علي المحضر الي فتحته مع الأستاذ كريم " ثم بحث بعينيه عنه بتساؤل " هو فين صحيح لازم تواجده معانا " تحمحمت ندي فالتفت لها " أنا كلمته وهو في الطريق لمكتب حضرتك " أومأ لها بتفهم بينما اشتعلت عينا محمد وهو يرمقها بغضب جم لم تنتبه له او في الواقع لم تهتم , زفرت ليلي بنفاذ صبر " هي فين الي ما تتسمي هنفضل مستنيين ست الحسن كتير ولا ايه " ضيق كل من هشام وحمزة بين عينيهم بشك , يعرفون ليلي حق المعرفة وسؤالها المنفعل بتلك الطريقة وترهم , رفع هشام احدي حاجبيه ثم تكلم موجها حديثه لها " الله يسترك انتي بالذات انا مش عارف جابوكي ليه ربنا يستر " تأففت ليلي بينما رمقها حمزة بنظرة تحذيريه جعلتها تبتلع لسانها وتلزم الصمت , مرت فترة من الزمن جعلت محمد يهتف بانفعال " كل ده هنستني الاستاذ كريم بتاعكوا لحد امتي " ولم يكد هشام يجيبه حتي سمع طرقات علي باب الغرفة صحبها دلوف العسكري يعلن عن وصول كريم ... تكلم هشام بجديه " بصوا يا جماعة طبعا الكلام ده يعرفوه المحاميين الي معانا كويس احنا عملنا محضر وبلاغ بس ده ميمنعش انها كده مفيش عليها حاجه ثم نظر لمحمد وتابع بحرج " لأن يا باشمهندس القانون لا يحمي ... " وترك جملته معلقة قبل أن تندفع ليلي متشدقه كعادتها " لامؤاخذة المغفلين " , كتم هشام ضحكته بينما رمقها حمزة بتوعد فتأففت وهي تلزم الصمت , تابع هشام مازحا " بس من حسن حظنا انها متعرفش ده وبكل غباء اعترفت بعد أول قفا انها يعني مضته وهو مش مركز خصوصا اننا لما فتشنا شنطتها لقيناها مخبيه الفلوس في جيب سري وتم التحفظ عليها " نظر محمد لندي الواجمة ولم يستطيع الرد فما يقال حقيقي حد الالم , رحمهم هشام من حرب النظرات التي لاحظها الجميع وهو يطلب من العسكري احضار المتهمة ,,, دفعها العسكري لداخل الغرفة بينما وقف هشام حائلا بينها وبين محمد الذي هم بالانقضاض عليها هاتفا " اهدي يا استاذ محمد هي اعترفت خلاص والفلوس رجعت " نظرت لها ليلي بتقزز من رأسها لأخمص قدميها قبل أن توجه حديثها لمحمد " يخيبك راجل بقي كوم الفحم دي الي عملت ده كله جاتك نيله في زوقك العره " حاولت ندي كتم دموعها وهي ترمق تلك الواقفه ترتعد خلف هشام بنظرة احتقار ولازالت محتفظه بهدوئها , نظرت ليلي نحو محمد وحركت يدها لتلفت انتباهه نحوها وهي تغمزه خفيه عن الأعين قبل أن تقف بتحفز فيلتفت الجميع لها بينما يتحرك هشام ليحول بينها وبين منه , نجحت خطه ليلي واستطاع محمد الوصول لمنه جاذبا لها من شعرها قبل أن يصفعها صفعه قويه تطيح بها أرضا , انتبه الجميع له بينما شهقت ندي واضعه يدها علي فمها والرجال يحاولون تخليص منه التي خرج صوتها بصعوبة من شده الألم وقد تكومت علي الأرض , كان في حاله هيستيريه لم تراه عليها قبلا ورغم امساك حمزة له ومحاوله هشام لمساعدتها علي النهوض الا انه أخذ يركلها بعنف وهو يحاول تخليص نفسه من قبضه حمزة ليعاود ضربها ,,, تجمع عليه كل من باسم وحمزة وكريم حتي أجلسوه علي المقعد لاهثا بينما عيناه لا تحيدان عن تلك البغيضه التي أخذت تبكي متحتضنه نفسها وقد تركها هشام ليقف امام محمد هاتفا " الضرب مش حل هي اتروقت على الاخر علشان تعترف اهدي يا استاذ محمد لو سمحت علشان نكمل المحضر وتتحول للنيابة وفلوسك ترجعلك " نظر له محمد بصمت بينما استغلت ليلي عدم انتباههم لها والتهائهم في محمد واقتربت من منه " انتي يا بوز الاخص انتي تخربي بيت الراجل أمال لو كنتي ست ده انتى العرسه لو شافته تقول ياااااما " نظرت لها منه بخوف وهي تتراجع للخلف بينما ليلي تتقدم منها وابتسامه شامته تعلو ملامحها قبل ان تهمس " تعالي كان في حاجه جيت مخصوووص اقولهالك " نظرت لها منه بتساؤل فاتسعت ابتسامه ليلي وهي تمسك برأس منه التي شهقت بذعر قبل أن تضربها ( روسيه ) جعلتها ترتد للخلف قبل أن تسقط فاقدة للوعي , التفت الجميع علي صوت سقطه منه بينما ليلي تنفض يدها وعلى ملامحها ارتسمت ابتسامه انتصار وهي تلتفت لهم هاتفه " يلا خدت الشر وراحت " .,,,,,,,,,,,
أنت تقرأ
حواء ترمي النرد (الجزء الثاني من سلسلة ألحان حوائية)
Romanceحواء الكيان ٖ حواء الأمان ٖ حواء بحر من كبرياء فإحذر وإلا إبتلعك الطوفان