الفصل الحادي عشر

15K 480 28
                                    

تحركت في رواق الشركة برشاقتها المعتادة وملابسها الأنيقة تطالعها أعين الفتايات بحسد جلي وأعين الشباب بإعجاب لا يمكن إخفائه رغم الحزن البادي على ملامحها الا انه لم ينقص من جمالها بل زادها فتنة فى أعين الجميع خاصة عيناه التي التقطتاها كعينا قناص إعتاد الفتك بفرائسه متتبعاً لها منذ أن خرجت من المشفي مروراً بمنزلها حتي وصلت للشركة .. دلفت لمكتب والدها فلحق بها مغلقاً الباب خلفه .. ضيقت بين عينيها والتفتت له بحدة عندما داعب أنفها عطره المميز هاتفة : انت ازاي تدخل المكتب بالشكل ده مفيش باب تخبط عليه ولا انت مبتفهمش في الذوق واللباقة
نظر لها بصدمة من قوتها رغم ما تمر به من ظروف ثم سرعان ما تحولت ملامحه لغير مقروئة قبل أن يجيبها بتساؤل : انتي ايه الى جابك النهاردة مش المفروض تفضلي جنب باباكي في المستشفي
سارة بثقة : والشغل أسيبه لمين ثم أشارت له بغرور : ليك انت !
ماهر بانفعال : مالي مش عاجبك ولا حاجة
سارة بنفاذ صبر : لو سمحت اتفضل علي مكتبك الي بتزوره بالصدفة وخليك في شغلك علشان الحق اخلص الي ورايا وأروح المستشفي
نظر لها ببلاهه هاتفاً بغير تصديق : انتي هتطلعي من هنا علي المستشفي علطول
زفرت سارة بضيق قبل أن تجيبه : أيوة لو حضرتك نسيت ان في اجتماع مع العملاء ثم رفعت معصمها تناظر ساعتها وتابعت : كمان ربع ساعة ولو كنت بتيجي اصلاً كنت هتعرف أد ايه الصفقه دى مهمه للشركة وبابا وعمو بقالهم كتير بيشتغلوا عليها ثم تحركت من أمامه لخلف مكتبها وهي تشير له لباب المكتب : اتفضل لو سمحت شوف شغلك او شوف رايح فين لأني بجد مش فاضية ،،،،
خرج من المكتب وعلامات الذهول لا تفارق محياه .. دلف لمكتبه وسط دهشة الموظفين صافقاً الباب خلفه .. بدأ يتحرك في المكتب جيئة وذهاب حتي سمع باب المكتب يفتح ويطالعه والده بنظرات ذاهلة متسائلاً : ايه الي جابك الشركة
ماهر بلا مبالاه : جاي أشوف شغلي
نظر له والده بتركيز : واشمعنا دلوقتي الى ما بتعملها وانا مسافر وسايب الشغل كله علي عمك حميد وسارة
عندما استمع لإسمها تذكر ذلك العنفوان الصارخ بعينيها رغم شحوبها الواضح ، ثقتها بنفسها .. إقترب من والده بهدوء قبل أن يحسم أمره هاتفاً : أنا هحضر معاكوا الإجتماع ،،،،،،
...........................................................
وصلتا للشركة سوياً وقبل أن يدلفا للمكتب استمعا لأصوات صاخبة آتية من داخل المكتب .. تبادلتا النظرات الوجلة قبل أن تتمر قدم إنچي عندما طالعت ذلك الوقح المدعو منير واقف في وسط المكتب يصرخ بهم بانفعال متسائلاً عن مكانها حيث التف حوله موظفي المكاتب المجاوره لمكتبهم .. أفااقت من شرودها علي الصوت الرجولي الواثق من خلفهم يهتف بحزم : في ايه بيحصل هنا
أحد الموظفين مقترباً من سيف بعد أن رمقها بنظرة مستنكرة : بيقول قريب إنچي وانها مباتتش في بيتها من امبارح وهربت مع واحد في نص الليل وسابت والدها وهو تعبان .. اتسعت مقلتا كل من أميرة وإنچي قبل أن تلتفت لمنير الذي يرمقها بنظرة متشفية هاتفة بذهول : أنا هربت من البيت مع واحد !
منير بثقة : أمال كنتي بايتة فين يا هانم وسايبة أبوكي لوحده
نظرت له بقهر بماذا تجيب وذلك المتبجح يرمها بنظرات متسلية لم تغفلها عينا سيف المتابع للموقف قبل أن يهتف بصرامة : اتفضل يا أستاذ من هنا ده مكان عمل المشاكل دي متتحلش هنا .. هتف منير : مش همشي من غيرها
لم تعرف كيف أتتها تلك الشجاعة عندما وقفت أمام إنچي في لفتة حمائية منها هاتفة من بين أسنانها : إمشي من هنا أحسنلك ولو هي مش قادرة تتكلم فانا هتكلم وهفضحك
منير ناظراً لإنچي التي طأطأت رأسها بخزي قبل أن يتحرك منصرفاً وهو يهتف بها : تخلصي شغلك وتكوني في البيت ولينا حساب تاني ،،
نظر سيف لهم بشك قبل أن يهتف بالجميع : كله على مكتبه حالاً .. وفى خلال دقيقة كان المكتب خالي الا منه ومن أميرة وإنچي
تحرك سيف بثقة حتي جلس علي أحد الأرئك واضعاً يديه علي ركبتيه ينظر لهما بتدقيق هاتفاً : عاوز أفهم الي بيحصل مين فيكوا هتتكلم
تبادلتا النظرات الوجلة قبل أن تهتف إنچي ببكاء : والله يا مستر سيف انا مهربتش ثم ترددت قليلاً متابعة : أنا أنا ...
أجابت عنها أميرة بثقة : كانت بايته عندي يا مستر سيف
أشار لهم سيف لتجلسا قبل أن يتكلم بهدوء : دلوقتي بقي عاوز أفهم ايه الي بيحصل بالظبط ،،،،،،
...........................................................
دلفت للقصر تسبقها صوت زغرودتها وهي تبحث بعينيها عن الجميع .. إقتربت منها أم راوية هاتفة بسعادة : صباح الهنا يا بتي
ليلي بابتسامة : صباح الفل يا خالة أمال العرسان فين !
ضحكت أم راوية بخجل : محدش نزل يا بتي لساتهم نايمين
ليلي بذهول : حتي الحاج بلال والحاجة فاطمة
أومأت لها المرأة بابتسامة خجول .. ضحكت ليلي باستمتاع وهي تحول نظرها لحمزة الممسك بحيدر خلفها : شوفت سورة ياسين بتعمل م الفسيخ شربات ازاى بركاااتك يا حاج بلال يا خاربها
ضحك حمزة قبل أن يجذبه حيدر من بنطاله متسائلاً : بتجول ايه المرة دي
التفتت له ليلي بحدة هاتفة من بين أسنانها : اتلم يلا أحسنلك ثم لانت ملامحها وهي تغمزه : لما تكبر هفهمك
حيدر بثقة : آني كبير أها فهميني
ضحك حمزة ضحكته الجانبية الشهيرة فنظرت له برجاء هامسة : حلها يابو الأشبال الشبل الصغير هينحرف علي ايدينا
أومأ لها حمزة قبل أن ينحني مخاطباً حيدر : الفرح كان امبارح والعرايس سهروا ورجصوا كاتير علشان إكده نايمين من التعب
حيدر بتساؤل : بس چدي بلال مرجصش واصل
وضعت ليلي يدها على فمها لتكتم ضحكتها فزجرها حمزة بعينيه قبل أن يقاطعهم اندفاع رحمة نحو أخيها تحتضنه باكية : الحجني ياخوووي
نظر حمزة لنادر الشاحب خلفها قبل أن يعيد نظره نحوها هاتفاً بقلق وهو يربت علي كتفها يحثها علي الحديث : مالك يا جلب أخوكي
رحمة وهي تشهق بالبكاء وتنظر لزوجها بحقد : جليل الحياة مسكني امبارح و.....
نادر صارخاً ليقاطع حديثها : هوب هوب هوووووب الله يحرقك هتفضحينا يا بلوة
فهمت ليلي حديثهم فزجرت حمزة فى كتفه واقتربت منه هامسة : أختك هتهبل وتحكيلنا ليلة دخلتها ورغم انى هموووت واعرف بس قولت انبهك
رحمة متابعة حديثها : مسكني ياخوي و ..
قاطعها حمزة صارخاٌ تلك المرة : إكتمي الله يحرجك دي كلام ميطلعش برات أوضتكوا واصل
رحمه برجاء : بس ..
حمزة بحزم : مبسش ثم مال علي رأسها مقبلاً قمته : مبارك يا عروسة
ثم نظر لنادر بأسف ضمني : مبارك يا عريس
نادر مازحاً : قصدك العريس المفضوح دي من اول ما صحيت بتضرب فيا وتقولى ثم أجلي صوته مقلداً لها : هجول لأخوووي هيوضربك يا جليل الحيا ترضي يتعمل إكده فى اختك ثم عاد لنبرته الطبيعية وتابع : وأنا أحلفلها بأيمانات المصطفي ان اختي وامي كمان بيعملوا كده وهي أبداً
كز حمزة علي أسنانه كاتماٌ ضحكته لعفوية نادر وهتف : كفاياكم بجي جرستم العرسان صوح حلة ولجت غطاها
إقتربت ليلى من رحمة محتضنة كتفها ثم همست : متخافيش منه الوحش ده تعالى يا حبيبتى احكي لاختك وفضفضى متخليش في نفسك حاجة ،،،،،،
جلس الجميع علي طاولة الإفطار .. نظرت ليلي للحاج بلال ونظراته الجانبية لزوجته ثم مالت علي جمالات التي كانت لسوء حظها تجلس بجوارها هامسة : شايفة جوز الكناريا بتوعنا مش زي ناس ربنا مطلع الي في ضميرهم علي جتتهم .. نظرت لها جمالات بحقد فتابعت لا مبالية : انتى بس خفي وأنا هشوفلك مصيبة تزيحك يوه قصدي عريس يليق بيكي ثم تلاعبت بحاجبيها مشاكسة ... مد الحاج بلال يده بلقمة لفم الحاجة فاطمة التي إحمرت خجلاً بينما اتسعت الأحداق المتابعة لهما فيما هتفت ليلي مصفقة : يا صلاة النبي مكسبي قسم وسمعني يا حاج ينصر دينك
ضحك الحاج بلال بعدما تناولت زوجته اللقمة من يده بإستحياء فهتف نادر : يا حلاوة يا ولاد بتحمري ياما جبتي ترتر ولا لسة يا سعدية ثم نظر لزوجته وتابع : والله خايف أعمل كده معاكي تعمليلي محضر يا فقر
أخرجت رحمه لسانها له بطفولية فتابع : أنا قولت هبلة محدش صدقني
إبتسمت هاجر بخجل عندما امتدت أنامل غيث تحتضن أناملها من تحت المنضدة نظرت لهم ليلي بشك : انتوا بتعملوا ايه من تحت الترابيزة .. ضحك الجميع باستمتاع بينما احمرت هاجر خجلاً .. نظرت ندى لمحمد الملتهي عن الجميع بتناول طعامه فتنهدت بإحباط وهي ترفع يدها بلقمة تطعم بها آسر ... إحتضن باسم كتف زوجته مقبلاً قمة رأسها عندما وقفت ليلي محتجة وهي تقترب من زوجها مقبلة وجنته قبل أن تهمس : أبوس ايدك متفضحنيش و تشتمني كان نفسي اعمل كده .. ارتسمت ابتسامه لعوب علي وجهه لاحظها الجميع الا هي وقبل ان تكمل جذبها من يدها مجلساً لها علي قدمه مقبلاً وجنتها بدوره .. ضحك الجميع بينما ليلي رفعت نظرة ذاهلة نحوه فبادلها بأخري عاشقة .. احتضن يوسف كف زوجته وبيده الحره تلمس بطنها هامساً : ربنا يخليكوا ليا ..
حول نادر نظراته بين الجميع ثم نظر لرحمة الملتهية عنه بطعامها هاتفاً : يمهل ولا يهمل ،،،،،،
..................................................
بعد الإنتهاء من وجبة الإفطار سحبتها ليلي من يدها الي غرفتها بينما جلس نادر بصحبة حمزة والجميع
في غرفة نادر ورحمة ،،،
أجلستها ليلي وجلست بجوارها هاتفة بمرح : كنتي هتفضحي الراجل يا هبلة
رحمة بغضب : ما هو الي جليل الحيا
ليلي بهدوء : يا حبيبة قلبي هي الحاجة مقعدتش معاكي خالص قبل الفرح
رحمة نافية : لع
ليلي وهي تومئ بتفهم : توقعت كده ثم إعتدلت في جلستها وطوت أقدامها تحتها هامسة : يا حبيبتى الي يحصل في أوضتك متطلعيش بيه من بابها .. نادر مش قليل حيا ولا حاجة ده طبيعي ودي سنة الحياة أمال هتخلفي إزاي يا عبيطة
نظرت رحمة لبطنها المنتفخ ثم شهقت واضعة يدها علي فمها بإدراك فأومأت ليلي هاتفة : أيوة هو أخوكي السافل الي عمل فيا كدة
ضحكت رحمة فربتت ليلي علي كتفها : ربنا يسعدك يا حبيبني يااارب استري علي جوزك يسترك ربنا أخوكي كان هيموت من الإحراج .. ابتسمت رحمة بحنان فتحدثت ليلي بجدية : اسرار أوضتك لأصحابها بس يا رحمة فاهماني .. أومأت رحمة بإحراج فتابعت بمرح وهي تتلفت حولها : ها احكيلى بقي حصل ايه ،،،،،،،

حواء ترمي النرد (الجزء الثاني من سلسلة ألحان حوائية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن