وصل إلي قصر الصاوي بقلب وجل وأعين أحاطتها الهالات السوداء التي تفضح ما عاناه الأيام السابقة ، قلق يعتريه انتظاراً لقرارها ، رغم خوفه منه إلا انه ينتظر تحديد مصير علاقتهما ، زفر بخفوت وهو يترك مقود سيارته ويفتح الباب قبل أن يترجل عنها ، عيناه تمشطان حديقة القصر ، وخفقات قلبه المضطربة تصم أذناه ، يتقدم من الباب الداخلي للقصر بخطي ثابته رغم التوتر البادي علي ملامحه ، دلف لداخل القصر وعيناه تجوبان المكان حوله ، ابتسامة متوترة ارتسمت علي وجهه عندما طالع الحاجة فاطمة والتي فيما يبدو كانت في طريقها للمضيفة ، ابتسمت لوجهه بحنانها الأمومي الذي إعتاده قبل ان تقترب منه وهي تربت علي كتفه " حمد الله علي السلامة يا محمد " إبتسم لها بود فأشارت بيدها نحو المضيفة وتابعت " كلهم جوة مع جدك في انتظارك " ثم حثته علي التحرك متابعة " يلا إدخل " ،،،،،،
صمت قاتل وأعين متوجسة مسلطة نحوها ، ابتلعت ريقها وهي تنظر لجدها بإستجداء ، أومأ لها الأخير برصانة قبل أن يقطع الصمت هاتفاً " طبعاً كلاتكم مستنظرين ندي تتكلم بس جبل ما تتكلم آني عندي كلمتين " انتبه الجميع بينما رمقت جمالات إبنها بعطف عندما تابع بلال كلامه " المرة الى فاتت الي جه فيها المحامي فاكرينها ! " أومأ له الجميع فاسترسل " لو لاحظتم المحامي كان كل كلامه علي ورثي آني مش ورث عيالي " علامات التساؤل علت الوجوه حوله قبل أن تسأله مها " يعني ايه يا جدو ! " استند بذقنه علي عصاه هاتفاً وعيناه مسلطة علي محمد " يعني ورثكوا من أبوكم ليكم زي ما هو مدخلش مع ميراثي واصل " تبادل الجميع النظرات وعلت الهمهمات بينما تنبهت حواس محمد وهو يسمع جده يتابع " آني جلت اكده علشان محمد يعرف كيف يعتمد علي روحه ويفوج لنفسه ، بس نصيبه في ورثي ده الي في ايد ندي بنت عمه وأم إبنه ضمان لحجوج الولد الزغير " ثم نظر لمحمد نظرة ذات مغزي وتابع " في حالة لو أبوه مانصلحش حاله " لم يتحدث محمد وأخفض رأسه بحرج وكذلك جمالات التي لم تعد النقود تعنيها بقدر خوفها من ما ستقوله ندي ، تفحصهم الحاج بلال لوهلة ثم تابع محدثاً محمد " آني عرفت انك شايف شغلك زين دلوك ولو حابب ترجع مكانك في الشركة مستنظرك " هنا تحدث محمد هاتفاً بعد تفكير " أنا هخلص الي في ايدي الأول يا جدي معلش " ابتسم له بلال بفخر وهو يومئ برأسه قبل أن يحث ندي علي الحديث " دلوك دورك يا ندي اتكلمي " نظرت ندي جهه محمد الذي تنبهت كل حواسه وتوجه بكليته في مواجهتها فبدأت حديثها بثقة وعيناها مثبتتان علي عيناه " دلوقتي يا محمد انت حابب تسمع قراري وأنا هقوله دلوقتي " أومأ لها بهدوء ينافي قرع الطبول الذي يدوي بداخل رأسه فتابعت بجدية " التجربة الأخيرة خلتني انتبه لحاجة عمري ما فكرت فيها " ضيق محمد بين عينيه فزفرت بخفوت وأردفت " أنا طول عمري هويتي مرتبطة براجل يعنى الأول بابا وبعدين انت ، أنا دلوقتي كل الي بفكر فيه إني أعمل ندي لانها ببساطة تستحق يبقي ليها هوية خاصة ، عاوزة اتعلم اقف علي رجلي لوحدي ، ابقي أم يفتخر بيا ابني ، مبقاش ضل محمد أبقي بس ندي " ثم دارت عيناها في الوجوه التي كانت بين سعيده وفخورة و واجمة وتابعت " الحياة مش راجل ، الحياة اني يبقالي دور مؤثر في المجتمع مبقاش مجرد تابع ملهوش شخصية ، علشان كده " ثم نظرت لمحمد بثبات " أنا مش هرجع يا محمد " ،،،،،،،،
...........................................................
بعد أن أنهي المأذون عقد القران اقترب منها مقبلاً قمة رأسها بينما احمرت وجنتاها خجلاً وأبويهما يطالعانهما بسعادة ، لقد تحقق حلمهما بجمعهم ، رغم صلابة رأس سارة ورفضها في بادئ الأمر ... تلقيا التهاني من الجميع ، بينما ترقرقت عينا سارة بالدموع ، ضيق بين عينيه وهو يرمقها باستفهام فابتسمت له وهي تطمئنه بإيمائة من رأسها ، مال عليها هامساً " مالك " لم تجبه بل أشاحت بوجهها فمد يده محتضناً لأناملها وهو يقف جاذباً لها ثم يتوجه بها نحو شرفة الڤيلا ، لم تعترض ولكنها تبعته بهدوء حتي أجلسها علي الأرجوحة وجلس بجوارها ، تأمل ملامحها علي ضوء القمر الذي ضاهته جمالاً ولازال محتضناً أناملها بينما بيده الحره تلمس وجنتها بحنان فبدأت الدموع التي حبستها في الهطول دون إرادة منها ، ضيق بين عينيه بقلق وهو يترك اناملها ليحتضن بكلتا يديه وجهها " مالك يا سارة " ثم همس بتوجس " ندمانة ! " حركت رأسها نفياً فزفر بارتياح قبل أن يتسائل " أمال مالك بس " ، سارة بخفوت " ك كان نفسي ماما تبقي معايا " ابتلع غصة في حلقة وهو يتذكر أمه .. رسم بسمه حنون علي ملامحه " ربنا يرحمها هي أكيد فرحانة دلوقتي ادعيلها " دعت بخفوت لها بالرحمة قبل أن تتحول ملامحه للمرح وهو يهتف " وافردي وشك كده مش مجوزينك واحد محروق يعني " ضحكت رغماً عنها فابتسم لملامحها الحبيبة بهيام وهو يقترب هامساً " هو أنا قولتلك انك حلوة أوي قبل كدة " أومأت إيجاباً فقهقه باستمتاع وهو يقطع المسافة بينهما متناولاً شفتاها اللاتي أذهبا عقله منذ تلك المرة الوحيدة التي قبلها فيها دون إستجابة منها ، إبتسم عندما شعر بها تبادله قبلته علي استحياء وبخبرة منعدمة ، ابتعد عنها بعد فترة لتلتقط أنفاسها وهو يستند بجبهته علي خاصتها هامساً وعيناه لازالتا مغمضتان " بحبك " ، ابتسمت بسعادة وهي تبتعد عنه قليلاً حتي تتلاقي أعينهما وهمست بصدق أذابه " بموت فيك " ، لم يصدق أذناه ، إنها المرة الأولي التي يسمعها منها ، لقد تخيلها آلاف المرات وهي تخرج من بين شفتيها ، لكنه لم يتصور تأثيرها الذي سري في بدنه يشعره بالإنتشاء ، لف ذراعه حول خصرها وسحبها فجأة لأحضانه قبل أن يهمس في أذنيها " هو يعني لازم نعمل فرح !" ،،،،،،،،،
...........................................................
بعد شهر في قاعة إحدي الفنادق الشهيرة
أنت تقرأ
حواء ترمي النرد (الجزء الثاني من سلسلة ألحان حوائية)
Romanceحواء الكيان ٖ حواء الأمان ٖ حواء بحر من كبرياء فإحذر وإلا إبتلعك الطوفان