الفصل السادس

16.4K 505 39
                                    

رنات مزعجة لهاتفه أيقظته .. تأفف واضعاً للوسادة علي رأسه محاولاً تجاهل الإتصال ومعاودة النوم .. إنقطع الإتصال فزفر رافعاً الوسادة عن رأسه وهو يغمض عينيه محاولاً الحصول علي قسط من الراحة بعد سهرته الماجنة بالأمس .. رن الهاتف من جديد فشتم من بين أسنانه وهو يتناول هاتفه مجيباً علي المتصل
ماهر بإنفعال : أيوة نعم خييييير
مها مبتلعة ريقها : م ماهر
ماهر ولم ينتبه لنبرة صوتها : أيوة زفت مين معايا
مها متلعثمة وهى تنظر للجالس بجانبها بخوف : أ أنا مها الصاوي
هب جالساً وقد طار النوم من عينيه وإرتسمت إبتسامة شرسه علي محياه وهتف ساخراً : بالسرعة دي مكنتش عارف اني واحشك أوي كدة
تتبعت عيناها يد باسم التى إنقبضت بشدة وهو يغمض عينيه مشيحاً بوجهه عنها و أجابت : ملوش لزوم الكلام ده انا اتصلت ابلغك اني فى الطريق جهز الحاجة الي عندك وبدون انتظار رده أغلقت الخط ...
نظر للهاتف وإبتسامة متسلية تعلو ثغره ثم وضعه علي المنضدة و تحرك بثقة نحو الحمام .....
خرج من الحمام علي صوت نغمة هاتفه من جديد .. نظر لرقم المتصل عاقداً حاجبيه باستغراب فلم يعتد إتصالٍ في ذلك الوقت من والده !
فتح الخط مجيباً : أيوة يا بابا صباح الخير
الأب : أنا لسة نازل من الطيارة إنهاردة تكون فى الڤيلا عاوزك في موضوع مهم
ماهر متأففاً : حاضر يا بابا
الأب : ومتنساش تظبط نفسك علشان في ضيوف جايين يسلموا عليا
ماهر بانفعال : وأنا مالي بضيوفك
الأب بإنفعال مماثل : الي قولت عليه يتنفذ .. هم بالحديث ولكن إنقطع الإتصال .. نظر للهاتف بسخرية : مالهم النهاردة كلهم خلقهم ضيق كدة ليه ......
أيوة أيوة جاي .. أغلق أخر زر في قميصه متوجهاً نحو باب الشقة .. نظر لها بمكر متفحصاً لها من رأسها لأخمص قدميها .. توقفت عيناه علي نتوء بطنها فاستند علي الباب مكتفاً يديه أمام صدره وتكلم ساخرا ً : واضح إنك مبتضيعيش وقت
وقفت ترتعد محاولة الحفاظ علي رباطة جأشها في مواجهة القادم والذي حتماً لا يبشر بخير في حين إعتدل هو في وقفته مشيراً لها لتدخل : مش هنتكلم كدة من علي الباب ثم أضاف غامزاً موحشتكيش .. وقبل أن ترد عاجلته تلك اللكمة القوية التي أسقطته أرضاً وظهور ذلك الوحش الغاضب دافعاً بزوجته للداخل وصافقاً للباب .. حرك نظره بينهم بذهول يبدو أنه أبخثها قدرها فعلاً وها قد أخبرت زوجها بل وأحضرته معها .. إبتلع ريقه زاحفاً للخلف في حين إقترب منه باسم كفهد ينتوي الإنقضاض علي فريسته .. إنحني باسم قابضاً علي ياقة قميصه ثم جذبه وكأنه لا يزن شيئاً حتي وقف علي قدميه مواجهاً له وهمس بصوت كالفحيح : فين الصور !
نظر له باسم ثم لها فهزه باسم بانفعال هاتفاً : أنا الي بكلمك بصلي هنا فين الصور
إبتلع ماهر ريقه بقلق فهو لم يتوقع تلك المفاجئة أبداً ولم يحسب حسابها فهمس بوجل : م مفيش
باسم بشراسة : نعم يا روح أمك
ماهر : بقولك مفيش صور
شهقت مها واضعة يدها علي فمها وهي تشاهد باسم المرح الهادئ وقد إستحال لآخر أخافها حد الهلع وهو يمطر ماهر باللكمات .. كان ماهر قد إستفاق من صدمته وبدأ بدوره يتصارع معه ولكن كيف يستطيع مواجهه طوفان زوج وهو يواجه من حظي بزوجته قبلاً بل ويهددها بكل صفاقة بفضحها بعدة صور .. كيف يواجه عديم الشرف رجلاً يحافظ علي شرفه .. تناثرت الدماء من فم وأنف ماهر وسقط أرضاً كخرقة بالية وهو ينظر لباسم بحقد .. في حين لم ينتظر باسم بل قبض علي يد زوجته ساحباً لها خلفه لتساعده في البحث عن ضالتهم .. لم يستطيع ماهر النهوض فاستسلم لإغمائته .. بعد ساعة من البحث لم يجد باسم أثراً لما زعم ذلك الوغد فعاد أدراجه إليه .. كان ماهر قد بدأ يستفيق متأوهاً فاقترب منه بسرعة ساحباً له من تلابيبه وهتف : مفيش حاجة هنا وديتهم فين !
ماهر بخوف : قولتلك مفيش صور أصلاً أنا كنت عاوز أجيبها لحد هنا وأصورها علشان أبعت الصور ليك ولأهلها
نظر له باسم لبرهه محاولاً ثبر أغواره ثم دفعه بعيداً عنه ككومة من النفايات يخشي أن تلوثه وهتف بشراسة : إحمد ربنا إنك نفدت منى المرة دي ثم رفع سبابته محذراً : بس قسماً بالله لو سمعت إسمك تاني ماهتطلع من تحت إيدي سليم وبدون كلمة أمسك بيد زوجته التي أغرقت الدموع وجهها وسحبها خلفه صافقاً للباب .. تحرك ماهر بصعوبة حتي وصل للأريكة فألقي بجسده عليها متأوهاً بتعب وهتف : الله يخربيتك يا مها الكلب هروح لأبويا إزاي دلوقت !!
...........................................................
كانت واقفة في المطبخ تعد الطعام لأخيها وزوجته فقد إشتاقت لهم وأمها .. لم تعتد غياب روح حلا المرحة عن يومها .. الله الله إيه الروايح الحلوة دي
إلتفتت تطلع حلا باسمة : ده محشي وبط ومكرونه باشاميل بغريكم علشان متسافروش تاني
إقتربت منها حلا مربتة علي كتفها بحنان : الحاج بلال مش عاوزنا نمشي قبل الفرح ثم تابعت بحماس : تصدقي إنه هيتجوز
أميرة ذاهلة : مين !
حلا ضاحكة : الحاج بلال هيتجوز مامت باسم زميل يوسف الراجل ده بيبهرني بجد كل يوم عن الي قبله شخصية كبير العيلة التي تستحق اللقب عن جدارة
أميرة بإستنكار : كبير إيه بس وبتقولي هيتجوز في سنه ده
حلا : وفيها ايه يعني انه يتجوز انتي عارفة إني مبحبش ابص للأمور بسطحية وانا فاهمه هو بيعمل إيه ومعاه جداً
أميرة بتساؤل : بيعمل إيه !
حلا : بيلم عيلته حوليه وبيساعد غيث وهاجر علشان حس إنها مش عاوزة تفارق مامتها وكمان علشان عارف ان اي أم بتحتاج بنتها جمبها حتي لو اتجوزت ثم غمزتها وتابعت : ده غير إن شكله معجب بالحاجة فاطمة ومدكن
أميرة ضاحكة : في سنه ده
حلا بتأكيد : أيوة وفيها إيه الراجل في سنه ده بيبقي تفكيره في الجواز أعمق من شاب صغير بيحصن نفسه من الغلط وبيكمل نص دينه .. هو عاوز مودة ورحمه ست تبقي جمبه وقت مرضه وحتي لو عاوز يعيش مش من حقنا نمنعه من حاجة ربنا محرمهاش بل مجتمعنا المعوق والي ببساطة مبقتنعش بأحكامه أصلاً
أميرة بشرود : معاكي حق فعلاً
حلا مغيرة للحوار : سيبك من الكلام ده ماما قالتلي انك وافقتي علي الشغل و يوسف كلم صاحبه وراحله بالسي ڤي الي عملهولك ولسة قافل معايا حالاً هتستلمي شغلك من بكرة
أميرة بقلق : أنا خايفة يا حلا
حلا وقد جذبتها لحضنها : متخافيش من حاجة ولو أي حاجة ضايقتك في الشغل روحي للمدير التنفيذي هو صاحب يوسف وأخوكي موصيه عليكي
أميرة : هو إسمه إيه
حلا : إسمه سيف ... سيف الشاذلي ......
...........................................................
قرر كل من الثنائي الإخلاء بزوجته المستقبلية في جانب من الحديقة
حيث وقف غيث وهاجر يتبادلان حديثاً فيما يبدو مرحاً فهو يعلم أخته جيداً عندما تتألق عيناها بتلك الشاكلة وتبدأ إنفعالاتها في الظهور علي حركة يديها المعتادة .. إبتسم بحنان ثم نظر لتلك التي تجلس بجانبه متحفزة لأي تصرف أخرق منه .. إبتسم بمكر وإقترب منها فابتعدت .. إتسعت إبتسامته المشاكسة وإقترب مجدداً
نظرت له رحمة بحدة هاتفاً : ما تفسح إكده ميصوحش
نادر محركاً حاجبيه : هو إيه الي ميصحش يا تفاحتي
رحمة من بين أسنانها : يكش تجف في زورك يا بعيد
نادر محاولاً كتم ضحكته : بتدعي عليا
رحمة بتأكيد : إيوة وبعد هبابة الدنيا حر مش ناجصني ريحة عرجك
نادر ذاهلاً : عرقي أنا ثم تشمم نفسه متابعاً : ده أنا فلة وبستحمي بصابون من أبو ريحة ده عارفاه ولا انتى بتستحمي بالصابونة بتاعة ستك إلي بيعملوها فى البيت
رحمه بثقة : آني بستحمي بلوكس
نادر : ياعيني على الثقة لا بجد انبهرت ثم تصنع الإشمئزاز وتابع : أمال الريحة دي جاية منين
رحمه : دي ريحة شرابك الي جايب لآخر الكفر
نادر ذاهلاً : شرابي أنا
رحمه بثقة : إيوة
نادر وقد خلع حذائه ومصاحباً له بشرابه ثم قربه من أنفه مستنشقاً له : هممم ده مسك حتي شمي وقربها من أنفها
رحمة صارخة وقد وقفت مبتعدة : بعد الجرف دي عني
نادر راكضاً خلفها وهو يلوح بفردة شرابه : يا بت تعالي ده جميل
نظر كل من هاجر وغيث لهما وانفجرا في الضحك في حين هتفت هاجر : يا عم حرام عليك هتطفش البت
نادر بجدية : تطفش مين ده بعينها ثم غمزها وتابع منصرفاً خلف رحمة : ده هيبقي النشادر الي هصحيها بيه كل يوم
إتسعت حدقتا كل من هاجر وغيث في حين إلتفت لهم نادر غامزاً فانفجرا مجدداً في الضحك ......
...........................................................
جلست وحيدر تتابعان عمل حمزة وتلك المتحزلقة وكل منهما يمسك بيده عود من القصب يمتصه .. زجرت حيدر بيدها فنظر لها بضيق : في إيه تاااااني
ليلي وهي تعض علي عود القصب بغيظ : شايف بنت الوارمة بتبص لابوك إزاي
تتبع حيدر نظرها هاتفاً : ماتبصله هي يعني هتاكل منه حته
ليلي بانفعال : أه هتاكل عقله ثم تابعت مص القصب
حيدر بخبث : طيب نعملوا معاها إيه دي
ليلي غامزة : هضربها بالزعزوعه دى علي . علي ..... علي
حيدر ضاحكاً : خلاص فهمت هيوبجي منظرها مسخرة
ليلي بجدية : بص هقولك تعمل إيه ........
يا خالة مرمر يا خالة مرمر
نظرت لحمزة باسمة ثم نظرت لحيدر هامسة من بين أسنانها : إسمي مرام يا حبيبي
حيدر بسماجة : مرمر أحلي
مرام بنفاذ صبر : عاوز إيه
حيدر بحزن مصطنع : عاوز تفاحة من السجرة دي ثم أشار بإصبعه نحو شجرة بعينها
حمزة : إستني يا حيدر ورانا شغل هملنا دلوك
حيدر بعند : مليش صالح عاوز التفاحة دي
زفرت مرام بانزعاج وتحركت معه ...
أنهت ليلي عملها وتحركت سريعاً عندما لمحتهما يتوجهان نحوها
نظرت مرام للشجرة ثم لكومة الطين أسفلها ولحذائها الأنيق ثم عادت بنظرها لحيدر الذي يرمقها باستمتاع
خلعت حذاءها وبدأت في القفز محاوله إلتقاط ثمرة تفاح .. غاصت قدمها في الطين فنظرت لها بتقزز ثم عاودت المحاولة .. تحولت قدمها العارية لكتلة من الطين لا شكل لها فابتسمت ليلي بخبث مقبلة زعزوعه القصب في يدها ثم رفعت يدها عالياً ودفعتها في إتجاه مؤخرة تلك المرام
كان مرام تقفز عندما إرتطم شئ بمؤخرتها فاختل توازنها ساقطة بكليتها في كومة الطين ...
ضحك كل من حيدر وليلي بصوت مرتفع في حين إقترب حمزة مسرعاً محاولاً مساعدتها علي النهوض
تحرك بها صوب المكتب فهتفت ليلي من خلفها بحقد : حوشي الي وقع منك ....
أجفلها إقترابه الخطير منها قابضاً علي معصمها وعندما هم حيدر بالحديث إستوقفه بإشارة من يده وسحبها خلفه متوجهاً لحظيرة الخيول
دفعها لداخل الحظيرة صافقاً بابها ... إرتدت للخلف وبدأت تتراجع بخوف مع تقدمه الخطير نحوها هامسه ببلاهه : مالك يا أبو الأشبال يا شرس
حمزة من بين أسنانه : إيه الي عملتيه ده
ليلي ببرائة مصطنعة : أنا عملت إيه يا سبعي كنت بمصمص قصب
حمزة بانفعال : تقومي خابطاها بالزعزوعة علي ....
قاطعته بتساؤل بريء : علي مسعدة
حمزة وقد وصل لها قبضاً علي كتفيها : يصوح الي عملتيه دي
ليلي بعند : آه يصوح وأخزق عينيها الي تنب فيها رصاصة وهي بتبصلك وأخنقها لحد ما تشحر زى الحمار وتطلع لسانها كدهو وقبضت على رقبتها مخرجة لسانها بشكل مضحك
كتم حمزة ضحكته هامساً : يصوح اكده
ليلي بانهيار : متثبتنيش
حمزة برفق : عيب يا ليلة
ليلي بتيه : هو إيه يا أبو الأشبال
حمزة ضاحكاً : الي عملتيه
ليلي وكأنها مغيبة : عملت إيه يا سبعي
إبتسم حمزة إبتسامته الجانبية التي تعشقها فهمست : يالهوووى
وقبل أن تكمل كلمتها حملها حمزة وكأنها لا تزن شيئاً وقذف بها علي كومة من القش
ثم إندفع نحوها مقبلاً لها بشراسة وهو يهمس من بين قبلاته : بموت في غيرتك يا بت الجرعة
ليلي ضاحكة : حلاوتك يابو لبدة يا بتاع الزرايب .....

حواء ترمي النرد (الجزء الثاني من سلسلة ألحان حوائية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن