فى الصباح فى قصر الصاوى
إلتف الجميع حول طاولة الإفطار دون أن يمس أحداً الطعام كما أمر كبير العائلة ترقباً لوصول أسرة حمزة وغيث لمشاركتهم الإفطار .. كان غيث أول القادمين .. إنحنى مقبلاً يد جده بإحترام كعادته وجلس على المقعد المجاور له يطالع تلك التى إبتسمت بحرج وأشاحت بوجهها نحو طبق الطعام الفارغ أمامها ! .. إبتسم غيث إبتسامة جانبية وبدأ فى الحديث الى نادر الجالس بجواره .. هتف الحاج بلال عندما إستمع لصوت جدال ليلى وحيدر الدائم مشيراً لباب القصر : أهم وصلوا
اقتربت ليلى مقبلة يد الحاج بلال وكذلك فعل حمزة وحيدر .. ليلى متفحصة للوجوه أمامها : لا إله الا الله مالهم دول ثم تابعت بحزن مصطنع : الجوع كافر انا عارفة
رمقها حمزة محذراً فابتلعت ريقها وجلست بهدوء ....
إنتهت وجبة الإفطار التى لم تخلو من مشاكسة ليلى للجميع كعادتها
وقف الحاج بلال متكئاً على عصاه وهتف موجهاً حديثه للجميع : آنى هسبجكم على المضيفة .. تبادل الجميع النظرات الوجلة وسؤال واحد يدور فى عقل الجميع .. ماذا يريد الحاج بلال !!
**
جلس الجميع فى المضيفة يرمقون الحاج بلال بترقب فابتسم لهم مطمئناً وبدأ حديثه ..
بلال : آنى عارف زين إن كلاتكم مفاهمينش أنا جمعتكم دلوك ليه ثم وجه نظره لباسم وهتف : دلوك يا باسم غيث مستنظر بتنا هاجر بجيله سنه أها
ثم حرك نظره نحو غيث الذى بدأ يفهم مغزى كلمات جده جيداً فبدى الحماس على محياه وتابع : مفرجتش سنه من دلوك
تبادلت هاجر ووالدتها النظرات وأعاداها جهه الحاج بلال الذى تابع موجهاً حديثه لهاجر تلك المرة : ليه يا بتى معاوزاش تتجوزى دلوك ؟
هاجر بحرج : يا جدو أصل الدراسة والمذاكرة وهعيش فى الصعيد وهبعد عن ماما واخواتى فيعنى اااا
الحاج بلال مقاطعاً : ولو بعد سنه كمان مسيرك لبيت جوزك يا بتى ثم وجه حديثه للحاجة فاطمة وتابع : صوح يا حاجة !
أومأت له الحاجة فاطمة موافقة فنظر جهه باسم وتابع : وانت يا ولدى
نظر باسم جهه صغيرته وابتسم بحنان : عين العقل يا حاج
ابتسم الحاج بلال ووجه حديثه لهاجر :
وجامعتك هتكمليها ولو على الست الوالده
ثم أعاد نظره لباسم وتابع : آنى يابنى يشرفنى أطلب منك يد الحاجة فاطنة .....
**
إنصرف الجميع وبقي محمد مع جده .. بملامح لم تفارقها الصدمة كحال كل من كان حاضراً تفجير الحاج بلال لقنبلته
نظر محمد لجده وهم بالكلام فأشار له الحاج بلال بالصمت وبدأ الحديث : أنا خابر زين عاوز تجول ايه يا ولدى
محمد بهدوء : طب فهمنى يا حاج ومتقوليش علشان سعادة غيث
بلال : لا مش إكده
محمد بتساؤل : طيب ليه !
بلال : عاوز أحاوط عليكم يا ولدى
وجوازى من الست فاطنة هيكون سبب إن رجلكم متتجطعش من البلد واصل
محمد بشك : بس كده
بلال ضاحكاً : لا مبسش
محمد بابتسامة : امال ايه ليه هتتجوز دلوقتى بعد العمر ده
بلال زاجراً له بمزاح : كنك مخابرش جدك يا ولد ثم أمسك شعراته البيضاء وتابع : ولا الشيبة دى السبب ده أنا عندى عافية مش عندك
قهقه محمد باستمتاع وهتف : ربنا يزيدك يا حاج بس العروسة توافق
بلال شارداً فى الفراغ : هتوافج
**
نظرت ليلى للوجوه الواجمة أمامها وهتفت : وحدوووووه
الجميع : لا إله إلا الله
ليلى متابعة : فى ايه يا جماعة الحاج مقالش حاجة عيب ولا حرام
أيدتها كل من حلا وندى بإيماءة من رأسهم فأكملت : وربنا الحاج بلال ده راجل أنا نفسي أتمناه
نظر لها حمزة والشرر يتطاير من عينيه فاستدركت هاتفة : إحم قبل ما أقابل سيد الرجالة طبعاً
انفجر الجميع فى الضحك ماعدا باسم الذى لازل محتفظاً بجموده
إمتدت يد مها ممسكة بأنامله برفق .. ربت على يدها فاقتربت منه هامسة : تعالا فوق
نتكلم .. إستأذنا من الجميع وذهبا سوياً لغرفتهما .. جلس على حافة فراشه وجلست مها مجاورة له .. نظرت لعيناه بعشق خالص وهمست : إيه الى مزعلك بس !
باسم بضيق : يعنى مش عارفة
مها بمهادنة : لا عارفة بس بصراحة مش فاهمة السبب الى مخليك متضايق اوى كده مش موافق قول وخلاص متضايقش نفسك
باسم بانفعال : هو بالسهولة دى الراجل ده انا بحبه وبحترمه بس كون أمى تتجوز دى الى مش بالعها
مها برفق : طيب باباك الله يرحمه مات وهاجر لسه طفلة ومامتك اكيد كانت صغيرة مش شايف ان من حقها تتجوز
باسم بضيق : فى السن ده !
مها : وايه يعنى يا باسم انت عندك اعتراض على شخص جدو
باسم بتأكيد : لأ طبعاً
مها : طيب فكر وشوف رأى صاحبة الشأن الجواز ولا عيب ولا حرام و متنساش انها هتبقي قريبة من هاجر ومطمنة عليها وحتى لو بعد سنه كان ممكن جوازة هاجر بعد الشر تبوظ بسبب ارتباطها بماما
نظر لها باسم ثم للفراغ وهمس بتفكير : ربنا يسهل ....
**
جالسة فى غرفتها بعد انتهاء الإجتماع المذعوم لا تستطيع إستيعاب ما حدث للتو أحقاً طلبها الحاج بلال للزواج
و مِن مَن ؟ مِن ولديها البالغين !
طرقات منتظمة على باب غرفتها جعلتها تفيق من شرودها فهتفت : أدخل
فتح باب الغرفة وأطلت عليها هاجر .. إبتسمت فاطمة بحنان وأشارت لها لتدخل .. أغلقت هاجر باب الغرفة خلفها بهدوء وإقتربت جالسة بجانب والدتها
نظرت لها فاطمة بتساؤل فبدأت هاجر بالحديث : ماما هتعملى إيه !
فاطمة بهدوء : هرفض طبعاً
هاجر بتساؤل : ليه ؟
فاطمة : علشان إخواتك وعلشان مينفعش
هاجر : ليه مينفعش يا ماما إخواتى و خلاص نادر هيتجوز وباسم متجوز وحياته مستقرة وانا هعيش هنا ودى فرصة تبقي جمبى
فاطمة ذاهلة : إنتى موافقة !
هاجر بابتسامة هادئة : وموافقش ليه وبصراحة إخواتى لو موافقوش يبقوا أنانيين أوى أنا هبقي بعيد عنك وهم كل واحد فى حياته
فاطمة بإحراج : أتجوز إزاى فى سنى ده
هاجر مشاكسة : سن إيه يا بطوط ده الى يشوفك يفكرك أختى
فاطمة ضاحكة على مزحتها : يا بكاشة
هاجر برجاء : وحياتى يا ماما توافقى أنا كمان بحب الحاج بلال وبحترمه أوى
نظرت لها فاطمة بحنان ومدت يدها نحو هاجر الى ألقت بنفسها فى حضنها ....
**
إنضم مجدداً كل من باسم ومها ولحقت بهم هاجر الى حديقة القصر حيث الجميع
إقتربت ليلى من حمزة الجالس بجانبها وهمست : وربنا الحاجة فاطمة والحاج بلال لايقين على بعض أوى أينعم انا مش فاهمة فى سنهم ده هيعملوا ايه بالجواز بس أهو الدهن فى العتائى
نظر لها حمزة وجاهد للإحتفاظ بجموده هامساً : إكتمى دلوك الناس تاخد بالها
ليلى بلا إكتراث : مياخدوا هو انا قولت حاجة غلط ثم حركت حاجبيها بمشاكسة : ده أنا ههريهم رنات ليلة الدخلة بس ربنا يمد فى عمرهم لحد ما نفرح بيهم ....
نظر محمد لنادر وهتف بتساؤل : ايه رأيك يا نادر فى طلب الحاج
نادر بهدوء : والله أنا معنديش إعتراض
نظر له باسم بغيظ فتابع : أه يا باسم ماما ربتنا لوحدها ومفكرتش تتجوز علشان متجيبلناش جوز أم يبهدلنا ومتنساش انها كانت صغيرة ودلوقت انت اتجوزت وانا هتجوز وهاجر كمان يبقي أنانية مننا إننا نعترض على شئ ربنا حلله والحاج بلال من قبل أى حاجة وانا بعتبره فى مقام أبويا .. يوسف مربتاً على كتفه : والله عين العقل .. باسم بضيق : مش عارف أبلعها بصراحة مش متخيل أمى تتجوز فى السن ده
نادر بمزاح : إنت ليه محسسنى إنها هتتزف وهتلبس فستان فرح وتحط أحمر واخضر يا عم ارحمنى دول هيتعكزوا على بعض لحد أوضتهم وممكن يناموا على السلم وهم طالعين
حاول باسم إخفاء ضحكته فهتفت ليلى : قولهم الله يكرمك دول أخرهم يبوسوا ايدهم وش وضهر
حمزة متدخلاً فى الحوار : الحاج بلال راجل صوح واهى الحاجة هتبقي جنب الآنسة هاجر مهما كان انتوا هتتجوزوا والحياه هتشغلكم وهى عاوزة رعاية برضك .. ليلى هامسة من بين أسنانها : جيت تكحلها عميتها يعنى هو الحاج بلال الى عاوز يقدم كمال أجسام ده بيقف بالعافية
محمد محدثاً باسم بهدوء : الموضوع مش مستاهل يا باسم انت عارف غلاوة الحاجة عندى وبعدين انت عارف الحاج بلال كويس
ليلى مقاطعة : أيوة إيما وسيما وعليه ضربة عكاز ترد الروح
إنفجر الجميع فى الضحك فنظر محمد لباسم : ها قولت إيه
باسم : قولت لا إله الا الله هشوف رأى الحاجة ....
**
دلف الى حجرة والدته بهدوء فوجدها تصلى .. نظر لها بحنان وتحرك جالساً على إحدى الأرائك بالغرفة حتى تنهى فرضها
سلمت ونظرت له بابتسامتها المعهوده
باسم : حرماً يا بطة
فاطمة : جمعاً ان شاء الله يا حبيبى
تقدم جالساً بجوارها وهتف : ماما من غير لف ودوران انتى رأيك إيه فى عرض الحاج بلال
فاطمة ناظرة له فى محاولة لسبر أغواره : إنت رأيك إيه؟
باسم : دى حياتك انتى يا ماما
فاطمة بهدوء : طول عمرك انت واخواتك كل حياتى
إبتسم لها وتناول يدها مقبلاً لها : ربنا يخليكى لينا
ثم رفع بصره لها وتابع : بس عاوز أعرف رأيك
فاطمة : رأيك أهم من رأيى فى الموضوع ده بالذات
باسم برفق : مش عاوز اظلمك يا بطة انتى تعبتى كتير علشاننا والحاج بلال راجل طيب وانا بحبه جدا وبحترمه بس رأيك يهمنى
إبتسمت له مربته على وجنته : الى تشوفه يا حبيبى
باسم بمكر : ده انتى ما صدقتى بقي
فاطمة بحرج : ولد
باسم رافعاً يديه باستسلام : خلاص يا بطوط ثم غمزها وتابع : مبروك يا بطتى
**
رنت زرغودة مجلجلة من حلق ليلى عندما أتاهم باسم بخبر الموافقة والذى أبلغ به الحاج بلال لتوه
نادر مازحاً : ياخوفى لالحاج بلال يطلع خلبوص ومدكن
محمد ضاحكاً : عيب عليك ده الكبير
باسم بضيق : ما تحترم نفسك يا جدع منك ليه
قهقه حمزة باستمتاع هاتفاً : دى هتوبجى ليلة فل جوى
ليلى ضاحكة : هتبجى لييييلة يا عمدة ثم رفعت يدها للسماء هاتفة : داعيالك يا حاج بلال ترفع راسنا خد من قلبى وصررر
ندى بتساؤل : صر ازاى
ليلى موضحة : صر يعنى صرر دعاوى شبه الشوال كده هجمع الدعاوى واحدفها عليهم بدال الورد يمكن ربنا ينصفهم
ضحكت حلا بانطلاق واقتربت من ليلى هامسة : إمسكى لسانك احنا مش لوحدينا
ليلى وقد أدركت للتو نظرات حمزة النارية نحوها فتحركت صوبه هامسه : من فرحتى ياخويا لسانى مش عاوز يسكت
حمزة مائلاً عليها وهتف من بين أسنانه : يبجى تمسكيه بدال ما أجطعهولك بطريجتى
غمزته ليلى هامسة : لا بدال بطريقتك ثم هتفت بصوت مرتفع : بركاتك يا حاج بلال
**
نظرت الى هاتفها الذى يهتز بداخل جيب كنزتها واستلته ناظرة للرقم قبل أن تتبدل ملامحها وتتحرك صوب غرفتها
ألقت الهاتف على السرير وجلست بجواره تنظر له وكأنه حية على وشك إبتلاعها
دلف باسم الى الغرفة بقلق فقد لاحظ شحوب وجهها وإسراعها مبتعده
أغلق الباب خلفه وتقدم جاثياً على ركبتيه أمامها وممسكاً بيديها بين راحتيه
باسم بقلق جلى : مالك يا مها ومتقوليش مفيش
نظرت له مها للحظة ثم ألقت بنفسها محتضنه له ببكاء
باسم مربتاً على ظهرها : إهدى مالك بس ما كنتى كويسة ايه الى حصل
إبتعدت عنه ناظره لعيناه الحبيبتان .. إبتلعت ريقها عندما جلس بجوارها مربتاً على كتفها يحثها على الكلام وهمست : هحكيلك
**
إنتهى اليوم العصيب على خير بعد موافقة باسم ووالدته على الزيجة .. أنهى حديثه مع يوسف فى بعض الشئون القانونية المتعلقة بالعمل وعاد لغرفته .. ضيق بين عينيه عندما طالعها وعاد للخلف ناظراً لباب الغرفة ثم لها مجدداً وهتف : فين مراتى !
جلست ندى على طرف فراشها بدلال واضعة ساق فوق الأخرى مم جعل قميص نومها ينحصر للأعلى كاشفاً عن ساقاها المرمريتان وهمست : أيه مش عاجباك
إبتلع محمد ريقه مغلقاً باب الغرفة بهدوء متلفتاً حوله : أمال آسر فين ؟
وقفت ندى وتقدمت منه بغنج وبدأت فى فك أزرار قميصه بإغواء هامسة : بايت مع هاجر النهاردة
محمد بذهول : ووافقتى يبات معاها !
ليلى وقد انتهت من فك أزرار قميصه عاقده يديها حول رأسه وهمست أمام شفتاه بدلال : أه عندك مانع
محمد وقد فقد أخرة ذرة صبر لديه بعد طول إشتياق : ليه هو انا مجنون وقبل أن ترد كان قد إبتلع كلماتها بقبلته الشرسة التى أنهكه طول إنتظاره لها .....
**
عادا الى منزلهما بعد أن انتهى اليوم
ألقت بجسدها المنهك على الفراش هاتفة : ياااااه أخيراً ده الواحد طلع روحه النهاردة علشان نقنع باسم
أجفلها إقترابه المفاجئ منها قابضاً على ياقة عبائتها التى سحبها منها هاتفاً من بين أسنانه : قسماً بالله لولا نومة الولد الزغير كنت ضربتك روسيه كسرت دماغك الى كيف دبشة الطوب دى
ليلى مبتلعة ريقها بخوف : فى إيه
حمزة بغضب : جولى مفيش إيه جاعدة تتمسخرى وسط الرجالة وتتكلمى كلام ميصوحش مرة تنطجه وتجوليلى فى إيه
ليلى ببرائة مصطنعة : ده انا بشكر فى الحاج بلال وبدعيله
حمزة من بين أسنانه : تدعيله بإيه
ليلى بضحكة بلهاء : أنا بردو الى هفهمك ده انت أبو المفهومية يا إنسان الغاب إنت
حمزة بانفعال : إنسان الغاب آنى
ليلى متراجعة للخلف بخوف : لا ده انا والى جابونى كلهم
حمزة خالعاً قميصه : آنى هعرفك كيف يبجى انسان الغاب
ليلى شاهقه بإدراك : مش تقول يا أهلاً بالمعارك بركاتك يا حاج بلال
أنت تقرأ
حواء ترمي النرد (الجزء الثاني من سلسلة ألحان حوائية)
Romanceحواء الكيان ٖ حواء الأمان ٖ حواء بحر من كبرياء فإحذر وإلا إبتلعك الطوفان