الفصل السادس عشر

16.6K 444 15
                                    

لم تتحدث طوال الطريق .. شاردة وعقلها يستعيد كلماته دفاعاً عنها .. نظرت بطرف عينيها لحمزة الواجم بجوارها يقبض بيده علي مقود السيارة حتي ابيضت مفاصلها .. امتدت يدها برفق يمسد يده فأجفل ناظراً نحوها عندما تناولت يده مقربة اياها من فمها وطابعة عليها قبلة امتنان عميييقه .. سحب يده منها سريعاً وهو يرمقها بنظرة تأنيب : متبوسيش يد حد واصل يا ليلة
ابتسمت بحب وهي تتابع انفعاله قبل ان تهمس : بحبك ،، لم يستطيع الكلام وآثر السلامة حتي عودتهم للمنزل ،،،،
عاد لغرفتهما بعد ان وضع حيدر فى فراشه مغلقاً للباب خلفه .. تأملها بحب وهي تبدل ملابسها مستنداً بظهره علي باب الغرفة المغلق ثم تحرك متناولاً منشفة من الدولاب ودلف للحمام ،،،
خرج بعد قليل فوجدها جالسة علي فراشهما تنتظره .. خلع المنشفة وارتدي بنطالاً منزلياً مريحاً وتوجه نحو فراشهما عاري الصدر الا من بعض قطرات الماء التي انسابت علي صدره العضلي متلمسه اياه بوقاحة .. هكذا فكرت ! .. تناول يدها لاثماً باطنها برفق فتأوهت وهى تلقي بنفسها علي صدره الرحب وهمست وقد تلألأت عيناها بالدموع : متشكرة يا حمزة .. أمسك بذقنها رافعاً وجهها ليقابل وجهه ثم مال لاثماً وجنتها : حجك عليا مكانش فيا عجل وجتها خفت حد منيهم يزعلك اني عارف بتحبي ندي كد ايه بس متحملتش حد يغلط فيكى بالكلام ثم نظر لها مؤنباً : وانتى مفروض تعمليلي احترام يا ليلة لو كان محمد رد عليكي كان زمانه مبيت في المستشفي دلوك  .. ضحكت من بين دموعها ثم تلاعبت بحاجبيها بشر : ياريييييت كنت هتبقي خدمتنى خدمة العمر وياسلام بقي لو قفا كمان لجمالات كنت هتبقي عملت الصح .. تراجع برأسه للخلف من قوة ضحكته ثم عاد بعينيه لها قارصاً وجنتها برفق : حبيبتى الشريرة .. ليلي ممازحة : لا أنا في الشر مقولكش ثم تحولت ملامحها للجدية وهى تتلمس وجهه بأناملها آسره عينيه وهي تتابع : انا مش زعلانة منك يا حمزة محدش بيزعل من نفسه عارف ثم صمتت قليلاً تتأمله قبل ان تتابع : أول مرة أحس يعني اني بجد ليا سند وضهر انت سندي يا حمزة وقوتى ميغركش لسانى ده طول عمره الي حاميني من الناس بس دلوقتي انت حمايتى ثم تابعت بمرح : بس مقدرش اوعدك اني أبطل طولة لسانى علي رأي المثل يموت الزمار وصوابعه بتلعب .. ضحك حمزة وهو يتأملها بحب مؤكداً : انا عارف يا ليلة ان جلبك كيف البفته ودى اكتر حاجة شدتنى ليكى ثم تلمس وجنتها وهو ينظر في عمق عينيها متابعاً : بعشجك يا جلب حمزة
ليلي وقد تذكرت شيئاً : ليه كتبتلى نص المزرعة بتاعتك .. ابتسم لها بحنان قبل ان يتحرك محتضناً خصرها بيد وبيده الحرة يمسد بطنها المنتفخ : انتي ام الأشبال يا ليلة ، ام حيدر والى جايين بعده ان شاء الله ثم لكزها بكتفه غامزاً : انتى الغالية
ليلي بحرص : و و هنية .. ابعد يديه عنها معتدلاً في جلسته فضيقت عينيها ترقباً في انتظار اجابته بقلق قبل ان يهمس : هنيه كانت متربية على يدي وأم ابني مجامها عندي كبير جوي بس .. أومأت برأسها تحثه علي المتابعة فأضاف : بس كانت علاقتنا زى ما بيجولوا موده ورحمه ثم اعتدل في جلسته ليصبح مواجها لها : لكن العشج معرفتهوش الا على يدك يا بنت البنادر .. فتحت فمها ببلاهه فهتف ممازحاً : اجفلي خاشمك بدال ما أجفلهولك بطريجتي .. افاقت من ذهولها من رده الغير متوقع فقد كانت تظن ما بينه وبين هنيه علاقة حب منذ الصغر ولكن الآن !!
اقتربت منه هاتفه بعشق خالص : لا سيبلى انا الطلعة دي وقبل ان يحاول تفسير جملتها قفزت محتضنه رقبته وهي تقبله بشغف سرعان ما استجاب له محاوطاً جسدها بكلتا يديه وهو يرتشف الحب منها وبها .. الحب الذي لم يؤمن به يوماً حتي وقعت عيناه علي انثي ليست ككل الأناث، أنثي بقلب من ألماس .. جوهرته التي أهداه الله بها بعد طول صبر ،،،،،،،
...........................................................
أخذ ينظر لمندوب الشركة الذي يتحدث مع سارة وهى تجيبه بفرنسية سليمة بابتسامتها ورقتها الأنثويه الفطرية التي أبهرته منذ وقعت عيناه عليها وتلك اللكنه تزيدها أنوثة وغنج .. لم يكن ضليعاً في الفرنسية مثلها ولكنه ليس بجاهل في اللغة تماماً فاستطاع تفسير بضع كلمات جعلت عيناه كجمرتين مشتعلتين وهو يستمع لذلك الفرنسي اللذج يثني علي رقتها وجمالها دون اي اعتبار للجالس برفقتهما .. انتفخت اوداجه وهو يسحبها من يدها معتذراً لذلك السمج في رقصة على انغام الڤالس التي انتشرت في المكان دون اذن حقيقي منها بل حاولت التخلص من قبضته بلباقة ولكن دون جدوى فقد خرج الوحش من مكمنه وانتهى الأمر ،،،
لا يدري ماذا اصابه بل ماذا تعني له من الأساس .. مجرد أنثي أرادها لنفسه وبشده ولكنه ورغم كل مساوئه التي يعلمها علم اليقين الا انه لن يأخذها الا راضية تتمسح به كقطة ترجو وصاله .. همست له بضيق : ايه الى بتعمله ده هو الرقص بالعافية .. غرز أصابعه في خاصرتها فتأوهت قبل ان يهمس بشراسة جديده علي طبعه : شكلك كنتى مستمتعه اوى بمعاكسته ليكى .. اتسعت عيناها وهى تحاول التخلص من قبضته هامسة من بين أسنانها : إحترم نفسك .. نظر لملامحها الفاتنه وهو يحاول احكام سيطرته على نفسه قبل ان تقرصه في خاصرته مخلصة نفسها من قبضته .. تأوه بخفوت وعيناه تتابع انصرافها ولم يفكر لحظتان قبل ان يتبعها الى حيث ذهبت .. استأذنت رفيق سهرتهما وهي تسحب حقيبتها متحركة نحو الشرفة تلهث واضعة يدها على صدرها الذى ينهت بشدة .. اقترب منها بهدوء قبل تتسع حدقتاه وهو يراها تخرج شيئاً من حقيبتها وتقربه من فمها .. لم يفكر مرتان قبل ان يندفع نحوها خاطفاً ما بيدها ، متجاهلاً يديها التي تحاولان منعه بهيستيريا قبل ان تتسع حدقتاه وهو يطالع جهاز دعم التنفس القابع بين يديه .. خطفته منه وقد بدأت الدموع تتجمع في مقلتيها قبل ان تهتف به : عاوز منى ايه ارتحت دلوقتى انت كده
نظر لها ماهر بعينان جاحظتان قبل ان يهتف مشيراً لما بيدها : ايه ده !
أشاحت بوجهها عنه فقبض على كتفيها بتملك لم يستشعره في نفسه يوماً : بصيلى هنا ليه بتستخدميه
سارة بسخرية : بلعب بيه
ماهر بجدية : مبهزرش انطقي
سارة بصراخ : هيكون ايه انت اعمي دي بخاخة
ماهر هاتفاً بذهول : انتى عندك .... ولم يتابع جملته فهتفت به ولم تتحكم في دموعها التي انهمرت امامه بخزى : ايوة عندى ربو ارتحت دلوقت لما عرفت انى مريضة رضيت غرورك ولا عاوز تشفق عليا .. نظر لها بصدمة ساعدتها علي تخليص نفسها من قبضتيه وهي تركض من أمامه .. ظل ينظر فى اثرها بذهول من تلك القوية الآسرة وعقله يسترجع كلمات أبيها عن خوفه من اهمالها تناولها لعلاجها ،،،،،،،
...........................................................
لم ينم ليلته فكم الصدمات التي تلقاها كانت فوق احتماله .. أمه ! تلك التي دائماً ما كان يقدسها ! تلك التي تحت قدميها الجنة ! حرمته سنوات من الخلفة بدعوى انتقامها من أم ندي .. تلك المرأه الحنون التى طالما أحبها .. ماذا فعلت لتكرهها امه وتحقد عليها بتلك الطريقة التي أنستها أمومتها وأي مبرر سيتقبله منها .. وجده داعمه الأكبر عمود العائلة ووتدها هل كان يعرف بما فعلت أمه ! هل هو الوحيد الأعمي بين الجميع ! و و ندي هل حقاً سيطلقها هل يستطيع ! بل هل ستستطيع هي ! نظرات الحقد والألم في عينيها نبأته بأنها النهاية فهل هي النهاية حقاً ! .. آلاف الأفكار تتصارع فى رأسه دون رحمة وخزى يلفه حتي كاد يطبق على انفاسه وهو بلا حول ولا قوة هل سيطلقها ! هل حقاً سيستطيع الحياة بدونها ! ،،،،،،
طرقات على باب غرفته أجفلته فاعتدل آذناً للطارق بالدخول والذي ما كان سوى اخته مها ،،،
نظرت لعينيه المرهقتان بأسي لحاله ثم اقتربت جالسة بجانبه وهى تربت على كتفه برفق هامسة : ليه يا محمد .. ليه يا حبيبي عملت في نفسك وفى مراتك كده !
نظر لها محمد بحزن ولم يرد بل احنى رأسه بخزى دون كلمات قبل ان يهمس بشرود : ليه مقولتيليش !
مها بفهم : كنت عاوزة اديلها فرصة تصلح غلطها ، كنت فاكرة ان الى حصلها هيغير نظرتها للأمور بس للأسف كنت غلط .. زفر محمد مخللاً يديه فى خصلات شعره حالكه السواد فتابعت بحذر : المأذون تحت يا محمد وجدك عاوزك .. التفت لها بحدة فتابعت : كفاية مشاكل يا محمد انت عارف جدك و دماغه انزل وحاول تستعطفه و تكلم مراتك يمكن .. محمد بسخرية مريرة : جدك وانتى عارفاه كويس طالما قرر حاجة محدش هيقدر يراجعه فيها و و ندى بعد نظرتها ليا امبارح مظنش في أمل ،،، همت بالحديث فقاطعتها طرقات على باب الغرفة فزفر بضيق قبل ان يأذن للطارق بالدخول ،،،
وقفت الخادمة على باب الغرفة تطالعه بازدراء قبل أن تهتف : الحاج مستنيك في المضيفة ،،،،،،،
دلف للمضيفة والتى كانت العائلة مجتمعه بها حتي ليلي وحمزة ويتوسطها الحاج بلال وبجانبه مأذون العائلة .. ابتلع ريقه بتوتر وهو يدير عينيه فى الوجوه التى كانت ما بين غاضبة حاقدة و حزينة متألمه و التى تنظر لما حولها نظرة انتصار !
اقتربت منه الحاجة فاطمة وهى تربت على كتفه بأسي : خش يابنى ثم أخفضت صوتها وهى تهمس له : حتي لو طلقتها قدامك مدة العدة حاول تسترضيها فيها يمكن مين عارف .. نظر لها بألم فابتسمت له بحزن وهى تحثه على الدخول .. جلس بجوار المأذون وعيناه لا تحيدان عن ندى المنكسة رأسها بصمت كمن ينتظر تنفيذ حكم الإعدام بينما هدر الحاج بلال : يلا يا شيخنا شوف شغلك ،،،،،،،
انتهى المأذون من اجرائات الطلاق وذهب فهب محمد من مقعده وهو يوجه حديثه لوالدته : جهزى نفسك هننزل مصر
جمالات بتساؤل : هنروح فين !
محمد باقتضاب : بيتنا القديم
جمالات شاهقه وهى تلطم صدرها : ايه
محمد بجدية : زى ما سمعتى ثم حول نظره نحو بلال هاتفاً : والموضوع منتهاش يا جدى ندى ليا ومش هتكون لغيري مهما حصل
هتف به بلال بتشفي : هنشوف يابن ولدي
اقترب من ندى الصامته كصمت القبور فرفعت عيناها نحوه هاتفاً : هترجعيلى يا ندي مش هسيب حقي فيكى لو اخر يوم في عمرى انا عارف ان غلطتى متتغفرش وحقك بس اعذرينى مش هبطل احاول وده حقي وترك الغرفة وسط النظرات الذاهله وانصرف ،،،،،
اقتربت ليلي ومها من ندى كل منهما تحتضنها من كتف قبل ان تهمس ليلي : عارفة انك بتحبيه بس الى حصل ده كان لازم يحصل من زمان مش هقولك مترجعيش بس الى هقولهولك فهمست ومها في نفس الوقت : ربيه ،،،،،
...........................................................
أميرة بذهول : أخوه
انچي بأسي : ايوة والمصيبة تحسيه كارهنى لله فى لله
أميره مطمئنه : علشان ميعرفكيش لسه يا انچي ثم تابعت بتأكيد : بس فى ايدك تغيري ده ..
إنچي بشرود : الى مطمنى انه أخو سيف وألى ربت شخصيه زى سيف انا واثقة في تربيتها لشادى
أميرة مربته على كتفها : الله ينور عليكى ثم ابتسمت وتابعت بحماس : يلا بقي يا عروسة علشان الكوافيرة زمانها جاية ثم غمزتها متابعه : ايوة بقي يا عم يا بخت من كان سيف أخو جوزها
إنچي ضاحكه : كان هيبقي جوزها امبارح وبقي اخو جوزها النهاردة هو انا بايره اوى كده ده انا حلوة ونغشه واتحط على الجرح يطيب
أميرة ضاحكة : طب يلا يا ست مرهم مش عاوزين حضرة المدير يعملنا لفت نظر ،،،،،،،
انتهت اجرائات كتب الكتاب في منزل انچي .. اقترب سيف من أميرة متسائلاً : ها الشنط نزلت فى العربيه ولا لسه
أميره بجديه : من بدرى نزلوها متقلقش
سيف وهو يومئ برأسه : تمام
اقترب يوسف من سيف مربتاً على كتفه : طول عمرك ابو الرجولة يا صاحبى
سيف ضاحكاً : من بعض ما عندكم يا كبير ثم نظر لأخيه الواجم وهو يفتح باب السيارة لزوجته بشرود وتابع : وربنا يهدى شادي ويعرف انى هاديته جوهرة
أومأ يوسف برأسه موافقا قبل ان يتحرك الجميع في موكب للسيارات الى الڤيلا ،،،،
دلفت لغرفتهما بعد ان اطمأنت على والدها فى غرفته تطالع ذلك الواقف بشموخ يوليها ظهره .. تحمحمت بحرج فالتفت لها قبل ان يهتف : تعالى يا انچي اقعدي
نظرت له بشك قبل ان تتوجه ناحيه احد الأرائك في الغرفة وتجلس ناظرة نحوه بترقب .. اقترب جالساً على المقعد المواجه لها وبدأ الحديث : بصي يا انچي طبعاً انتى عارفة ان جوازنا جه بسرعة لانا اعرفك ولا انتى تعرفينى وبصراحه انا مكانش عندى أى نية للجواز
انچي بتساؤل خافت : ليه
شادي بحده : مش مهم ليه
اجفلت معتذرة فتابع : من غير اعتذار يا انچي لازم تفهمى علاقتنا مش هتبقي زوج وزوجه بالمعنى المعروف لانى مش عاوز اظلمك لمجرد شهوة وقتيه انا مش هقرب منك الا لو عندى الاستعداد النفسي لده وانتى كمان وده للأسف مقدرش اوعدك بيه بس الى اقدر اقولهولك انك دايماً هتلاقي الدعم والسند الى بتتمنيه وده وعد شرف منى .. أومأت له بتفهم محاولة إخفاء ألمها من كلماته وهمست : الى تشوفه ومتشكرة اوى لشهامتك معايا
شادى بجدية : دى مش شهامه انتى مراتى حتى لو كان جواز على ورق بس ليا عندك طلب
إنچي بتساؤل حذر : ايه هو !
شادي بحرج : احم يعنى قدامهم احنا اتنين جوازنا طبيعى وكده مش عاوز حد يتأثر بظروف جوازنا
إبتسمت بسخرية هامسة : متقلقش محدش هيعرف حاجة
أومأ لها وهو يتناول ملابسه ويدلف للحمام : غيري انتى هنا وانا هدخل اغير في الحمام ،،،،
بدلت ملابسها وهى تنظر للغرفة حولها أين ستبيت ليلتها هل ستبيتها على الأريكة أم ماذا !
خرج من الحمام فوجدها تضع ملابسها بترتيب في الدولاب وقد ارتدت منامه حريرية طويلة من اللون الأحمر ليست عاريه ولكنها مغرية .. تحمحم فنظرت لجزعه العاري بحرج مشيحة بعينيها عنه هامسة بتساؤل : أنا هنام فين !
شادي متعجباً : فى السرير طبعاً أكيد من هنيمك على الأرض ولا الكنبة
إنچي بتساؤل حرج : و وانت
رفع احدى حاجبيه هامساً بشك : متقوليش عاوزانى انام على الكنبه زى الأفلام لانه مش هيحصل
إنچي بذهول : أمال هتنام فين
شادى مشيراً نحو السرير : على السرير طبعاً مش عيب ولا حرام على فكرة انتى مراتى
إنچي بإحراج وهى تفرك يديها بتوتر : بس يعنى احنا ... وصمتت
ابتسم بموده وتكلم بجدية وهو يجلس على طرف الفراش : بصي يا انچي انا وعدتك مش هقربلك الا واحنا الاتنين عاوزين ده وانا مش عيل هتكسف منك لكن لو على الإحراج فمتقلقيش ثم تناول وساده من على السرير وقسم بها السرير لنصفين ثم التفت لها هاتفاً بمرح : خلاص اتحلت المشكلة
إبتسمت بخجل وأومأت له ثم دلفت للحمام دقيقة وعادت ممسكة بدلته .. ضيق بين عينيه متسائلاً : هتعملى بيها ايه دي ! ثم أضاف ممازحاً : مش هتيجي مقاسك
إنجي باسمه وهى تقترب من الدولاب : هعلقها
نظر لها بذهول فقد توقع ان تنفعل او تضربه او تعامله بجفاء ولكن هذا ! لم يتوقعه أبداً
انتهت من عملها والتفتت فوجدته قد احتل جانبه من الفراش و أغلق عيناه متظاهراً بالنوم .. احمرت وجنتاها وهي تلتف للجانب  الآخر من الفراش وتعتليه هامسة بحرج : إحم ممكن تلبس حاجة عليك
همس وهو لازال مغمضاً عينيه : نامي يا ماما الله يهديكى كفاية المخده واكلة نص السرير
ابتسمت بحنان وهو تطالع ملامحه بحرج قبل ان تتحرك لتغلق ضوء الغرفه وتحتل جانبها من الفراش .. فتح عيناه بعد فترة ليست بالقليله والتفت يطالع ظهرها الذي توليه لها ثم زفر بخفوت هامساً لظهرها : اسف انا عارف انى بظلمك بس بحاول اخفف الضرر على اد ما اقدر .. لم يدرى انها كانت مستيقظه وهمسته الخافته قد وصلتها .. تنهدت بخفوت واغمضت عينيها تستسلم لسلطان النوم ،،،،،
...........................................................
تقدمهما عامل الفندق ليريهم غرفتهم بينما نادر يتلف حوله بانبهار ورحمه تتلفت حولها باستياء .. دلفا للغرفه ونقد العامل بضعة نقود وأغلق الباب وهو ينظر لتلك التى تبدلت ملامحها للإشمئزاز هاتفة : هو ده الفندج الى جلت عليه ده ولا كأننا هربنا للجبل مع المطاريد
كز نادر على اسنانه هامساً : يطردوكى من الجنه يا بعيدة
رحمة بتساؤل : بتجول ايه على حسك مسامعاش
نادر مهادناً : مبقولش حاجة
أومأت له وهى تتوجه نحو الحائط متلمسة النتوئات الحجرية : يابوووي البتاع دى لو حد منينا خبط فيه ضهره هيتخرم
نادر بنفاذ صبر : ايوة انا كائن بدائي وبحب الاخرام يا ست بطلى قفلتينى من المكان الى كان نفسي ازوره الله يحرقك
رحمة باشمئزاز : تزور ديه ثم تابعت : كنت جول وانت حدانا في البلد كنا اتدلينا الجبل و لعبنا مع الديابة
نادر بصدمة : انتى بتلعبى مع الديابة !
رحمة : لا بستخبى منيهم ثم تابعت بحماس : ده في كمان احنشة وعجارب وحاجات كاتير جوى
نادر ببلاهه : الله والست محاسن الحلو بقي كانت بتلعب معاهم مخوفتيش !
رحمة بثقة : اخاف من ايه عاد انى رحمه الأسيوطى
نادر باستياء : أنعم وأكرم
اتسعت حدقتاها فجأه هاتفة بحماس : باه هنلاجى اهنه احنشة وعجارب صوح !
نادر ضاحكاً بمرح : يااااه وتعالب وديابة بس متقاطعيش علشان الحاجات دى بتتنظر
رحمه بمهادنة : لع مهجاطعش .. ثم توجهت نحو الشرفة تطالع المشهد فشهقت هاتفة : يابوووووي
اسرع نادر خلفها قبل ان تتابع بانبهار : هو ده البحر بس كنه ازغير
نادر بتساؤل وهو ينقل بصره بينها وبين حمام السباحة : هو انتوا معندكوش تليفيزيون يا رحمه
رحمه بثقة : كيف ده حدانا تلافازيون كد اكده
نادر : امال محسسانى انهم كانوا حابسينك فى قفص ليه
رحمة بضيق : به لييية فرخه انى اياك
نادر بنفاذ صبر : امال مش عارفة ده ليه يا مذيعة العلم والايمان
رحمه بضيق : به ما جلتلك ده البحر هو انى عبيطة ولا ايه
نادر ساخراً : لا العفو يا شابه ايوة ده البحر الى هسقيكى فيه زى البقسماطة بس متقاطعيش على رزقك ثم نظر للسماء متابعاً بنفاذ صبر : صبرنى يااااااااارب ،،،،،،

حواء ترمي النرد (الجزء الثاني من سلسلة ألحان حوائية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن