صديقتي الوسيمة

البارت الرابع

غادر الناظر فأشارت الأستاذة لجيمين باتخاذ مكان له ، لمح مقعدا في الصف الأوسط فاتجه إليه لكن عينيه تركزت على فتاة أحلامه التي كانت جالسة في مقدمة الصف مركزة على كتابها و هي تبعد شعرها الطويل لتضعه خلف أذنها بطريقة ساحرة ، كان يحدق بها و هو غارق في سحرها و يشعر و كأنه في حلم وردي و يهيأ له أنه يسمع موسيقى هادئة حتى أحس أنه يهوي إلى الأسفل فوجد نفسه ملقيا على الأرض تحت ضحكات الجميع ، وقف بسرعة و عدل نظاراته ثم رمق الفتاة التي جعلته يسقط بعينين حادتين لكنها كانت تقهقه بسعادة لفعلتها و قالت باستفزاز :

- سيقان جميلة أيتها الطالبة المنقولة ..

ضربت الأستاذة على مكتبها تأمر الجميع بالتزام الصمت فلم يجد جيمين سوى الجلوس على مقعده و تهدئة أعصابه حتى لا يتسبب في المشاكل ، خرجت المعلمة أمام الفصل بعد أن رن هاتفها فالتفتت الفتاة الجالسة أمام جيمين إليه ، كانت فتاة بوجه مستدير و عينان ضيقتان و شعر قصير مموج و تضع مقوم أسنان لامع، لوحت له و قالت :

- Hello !

أجابها جيمين :

- أستطيع التحدث بالكورية بطلاقة ..

تفاجأت الفتاة و قالت :

- أوموو .. كوريتك حقا جيدة .. لا أصدق أنك أجنبية

- و لا أنا ..

- ماذا؟

- قلت الجميع يقول ذلك لأن ملامحي كورية .. فأنا أشبه والدتي كثيرا ..

- آآه هكذا إذن .. أعرفك عن نفسي أدعى بيون نارا

ابتسم جيمين بتصنع و قال :

- تشرفت بمعرفتك ..

استدارت نارا بكامل جسدها إلى جيمين و وضعت يدا على يد و قالت :

- أتعلمين أنت ثاني أجنبية تلتحق بفصلنا

- ثاني ؟ هل هناك أجنبية أخرى ؟

- نعم .. تلك الفتاة هناك

التفت جيمين ليرى فتاة منعزلة في طاولة وحدها في الصف الأيسر منهمكة في كتابة شيء ما ، كانت تسريحة شعرها على شكل ذيل الحصان عشوائية و ملامحها غريبة بعض الشيء حتى و إن كانت لا تملك جفونا أيضا مثلها مثل باقي الكوريين لكن عينيها كبيرتان شديدتا السواد كشعرها تماما ، كان جميع من في الفصل يحدث ضجة باستثنائها ..

- تدعى هانا .. حين أتت أول مرة جلست في هذا المكان بالضبط .. كان من الصعب أن أعرف منها أي شيء.. إنها قليلة الكلام .. لكني علمت منها أن والدها كوري و والدتها عربية ..

قال جيمين بدهشة :

- عربية ؟

- نعم .. يبدو أنها أتت أيضا إلى كوريا منذ وقت ليس بطويل..